أين تقع خراسان

خراسان

دخل الدين الإسلامي بلاد خراسان عام 651؛ في عهد الدعوة العباسية والأمويين؛ الذين اهتموا بتوسيع دولتهم ورعايتها، فظهر في هذا الإقليم عدد كبير من العلماء والفقهاء والأدباء، أما معنى اسم خراسان باللغة الفارسية فهو الأرض المشرقة، واختلف المؤرخون في أصل التسمية؛ فقال دغفل النسابة أن ولدين من ولد عالم بن سام بن نوح عليه السلام خرجا من بابل ونزل كل واحد بالبلد المنسوب إليه، وكان اسم أحدهما خراسان والآخر هيطل، وقيل أيضًا أن "خر" تعني اسم الشمس بالفارسية الدرية، و"أسان" هي أصل كل شيء ومكانه وقيل أنها تعني كل سهل؛ لأن خر بمعنى (كل) وسان بمعنى (سهل).[١]


أين تقع خراسان

يقع إقليم خراسان بين عدة دول هي إيران، وتركمانستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان الآسيوية، فيحد خراسان من الشمال تركستان وبحر الخرز، وتشترك بحدود مع العراق من جهة الغرب، ومن الجنوب تحدها كرمان وسجستان، ومن الشرق تحدها أفغانستان والهند، ومن أهم مدن إقليم خراسان: مدينة نيسابور، ومدينة بلخ، ومرو، وهراة، وطالقان، ونسا، وسرخس، ومنطقة فردوس الإيرانية الواقعة في الجهة الشرقية من إيران لكنها تتبع إداريًا إلى محافظة خراسان، يتميز إقليم خراسان بالتربة الخصبة والهواء النقي والمياه العذبة والثمار ذات الجودة العالية، فباتت من أهم الوجهات السياحية عالميًا.[٢]


لمحة تاريخية عن بلاد خراسان

سكان خرسان

ينحدر أغلبية سكان إقليم خراسان من الفرس والبلوش والبشتون والترك، أما الديانة السائدة فكانت قديمًا قبل دخول الإسلام للبلاد هي الديانة المجوسية، وبعد مجيء الإسلام لبلاد خراسان دخل عدد كبير من سكان الإقليم في الدين الإسلامي، فكان منهم من أهل السنة ومنهم من أهل الشيعة، وأكثر المذاهب الفقهية انتشارًا واتباعًا في الإقليم هما مذهب الحنفية ومذهب الشافعية، ويُعد أهل خراسان من أكثر الناس تمسكًا بالدين وتعاليمه؛ فخرج منهم عدد كبير من كبار علماء المسلمين والمحدثين الحافظين، وتميز سكان خراسان في مهارتهم في صناعة أجود أنواع الدروع والسلاح، والثياب.[٢]

فتح بلاد خراسان

تُعد خراسان مقاطعة كبيرة من مقاطعات الدولة الإسلامية؛ حدودها من العراق إلى ما يلي بلاد الهند، وعلى أطرافها طخارستان، وغزنة، وسجستان، وكرمان، وتتقاسم خراسان بعض مدنها مع الدول المحيطة بها فتتقاسم إيران الشرقية مدينة نيسابور، وأفغانستان الشمالية تتقاسم مدينتي هراة وبلخ، ومقاطعة تركمانستان تتقاسم مدينة مرو، أما الفتح الإسلامي لبلاد خراسان فقد تم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، فكانت من أكبر الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس؛ وقد سميت بفتح الفتوح بعدما انتصر المسلمون على الفرس في معركة فاصلة؛ هي معركة نهاوند عام 21 هجري الموافق 643 ميلاديًا؛ إذ قرر الخليفة عمر بن الخطاب بعد المعركة أن ينتشر في بلاد فارس، ويدفع الجيوش الإسلامية إلى كافة أنحاء المملكة، فجمع سبعة ألوية يترأسها سبعة من القادة الذين عهد إليهم فتح بلاد فارس كلها، فتم الفتح الإسلامي لبلاد فارس بمجموعة من المعارك الصغيرة مقارنة مع المعارك الكبرى مثل معركة القادسية وجلولاء ونهاوند؛ بفضل قضاء المسلمين على القوة الميدانية للإمبراطورية الفارسية المنهارة أصلًا، ففتح القائد المسلم سهيل بن عدي الأنصاري الخزرجي مدينة كرمان، وفتح القائد المسلم عمرو بن عاصم التميمي مدينة سجستان، والقائد الحكم بن عمرو التغلبي فتح بلاد مكران التي هي جزء من بلاد باكستان حاليًا، وفتحت بلاد خراسان على يد القائد الأحنف بن قيس رضي الله عنه في حوالي سنة 22 إلى 23 هجريًا، وفتحت بالكامل في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عه سنة 31 هجريًا بعد مقتل يزدجرد الثالث كسرى فارس.[٣]


بلاد خراسان بعد دخول الإسلام

شارك في الفتوحات الإسلامية لبلاد خراسان عدد كبير من الصحابة والتابعين، الذين فضل جزء منهم العيش والاستقرار في خراسان، فساهم ذلك كثيرًا في نشر الدين الإسلامي والعلوم الإسلامية والفقهية، ونشطت الحركة الفكرية في هذه البلاد، وظهرت العديد من المراكز العلمية التي صارت مقصد طلاب العلم والحديث، ومن أمثال هؤلاء الصحابة والتابعين؛ بريدة بن حصيب الأسلمي المدفون بمدينة مرو، والحكم بن عمرو الغفاري، وعبد الله بن خازم الأسلمي المدفون بنيسابور، وقثم بن العباس المدفون بسمرقند، ومن أهم هذه المراكز العلمية في خراسان ما يأتي:[٣]

  • الدينور: مدينة تقع على بعد 25 ميلًا من غربي كنكوار الإيرانية، وعلى بعد 60 ميلًا جنوب مدينة سحنة، وهي القاعدة الحديثة لكردستان الفارسي، أي الجهة الغربية الشمالية من إيران الحديثة، من أشهر علمائها في الأدب والحديث ومختلف العلوم: محمد بن عبد العزيز، وأبو محمد بن قتيبة الدينوري، وأبو حنيفة الدينوري عالم النبات والمؤرخ.
  • همذان: دار السنة تبعد عن منطقة الري 6 كم، بدأ ظهور العلماء فيها مع بداية عام 200 هجري.
  • قزوين: تقع مدينة قزوين حاليًا على بعد 100 ميل شمال غربي طهران، في أسفل جبل العظيمة، ظهر منها عدد كبير من العلماء والأدباء مثل: محمد بن سعد ابن سابق الرازي القزويني، والطنافسي، وابن ماجه، وغيرهم الكثير.
  • جرجان: تقع مدينة جرجان بين طبرستان وخراسان، ويطلق عليها في الوقت الحالي مدينة كركان، تمتد جرجان جنوب شرق بحر قزوين في نهاية الخط الحديدي القادم من طهران، خرجت جرجان الكثير من العلماء والأدباء والفقهاء والمحدثين.
  • نيسابور: مدينة كبيرة ولها شأن عظيم؛ فهي منبع العلماء ومنبت الفضلاء، ويطلق عليها حاليًا اسم نيسابور، تقع نيسابور جنوبي مشهد، ومن أبرز أعلامها: إبراهيم بن طهمان، وحفص بن عبد الله.
  • بلخ: من المدن المعروفة في خراسان ومن أكثرها ذكرًا وخيرًا، وأوفرها غلة وعطاءً كونها تقع على نهر بلخ.
  • بخارى: من أعظم مدن ما وراء النهر، وهي مدينة الإمام البخاري.
  • مراكز علمية أخرى: سمرقند، والشاش، وفرياب، وخوارزم، وشيراز، وأصبهان.


المراجع

  1. لولو لقاء (5-12-2017)، "أين تقع خراسان"، العنان، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب mmansour1984 (28-12-2015)، "أين تقع خراسان"، شو الأخبار، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "خراسان .. تاريخ من العلم والحضارة"، islamstory، 18-5-2015، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :