أين تقع خرسان

موقع خرسان

تقع خرسان جغرافيًا في أقصى الجهة الشمالية الشرقية من الجمهورية الإيرانية الإسلامية، وكانت قديمًا إقليمًا معروفًا يحده من الجهة الشرقية جمهورية الهند، ومن الجهة الغربية صحراء الغز وجرجان، ومن الجهة الشمالية بلاد ما وراء النهر، ومن الجهة الجنوبية الغربية الجمهورية العراقية وصحراء فارس[١]، واليوم تقع خرسان ضمن العديد من الدول وهي الجمهورية الإيرانية الإسلامية، وأوزربكستان، وتركماستان، وطاجيكستان الواقعات في قارة آسيا [٢]، وعاصمتة خراسان كانت مدينة مشهد، وقد قسمت إداريًا في عام 2004 للميلاد إلى ثلاث محافظات؛ محافظة خراسان رضوي، ومحافظة جنوب خراسان، ومحافظة شمال خراسان [١]، ومعنى اسمها أرض الشمس المشرقة في اللغة الفارسية، وتعد مدينة حيرات ونيسابور وطوس المعرفة اليوم باسم مدينة مشهد ومرو وبلخ من أشهر المدن التاريخية في خرسان القديمة [٢].


محطات تاريخية من تاريخ خرسان

من أشهر المحطات التاريخية التي وقف عندها تاريخ خرسان ما يلي [١]: كانت خرسان أيام حكم الساسانيين 41 ولايات كبرى تقع تحت حكم أصبهبذ، وكانت مركزها مدينة مرو، والكثير من الأمراء المحليين الذين كانوا خاضعين لهم يعملون في مناصب مثل المرازبة أو حكام في مناطق الحدود، والبعض منهم يتمتع بالاستقلال تحديدًا بعد قتل يزدجرد كسرى فارس في عام 651 للميلاد/ 31 للهجرة، وقد انهارت المقاومة الفارسية في مدينة مرو واختفت الأسرة الساسانية، وفي العصور الإسلامية بدأ فتح خرسان على يد الخليفة عمر بن الخطاب وانتهى فتحها في منتصف حكم الخليفة عثمان بن عفان، كما ثار سكان خرسان في أواخر خلافة الخليفة عثمان وبداية خلافة الخليفة علي بن أبي طالب، ولم يدخلها العرب إلا أيام الحكم الأموي تحديدًا أيام ولاية زياد بن أبيه ما بين عام 665 وعام 672 للميلاد/ 45 و53 للهجرة، واتخذ إجراءين هامين هما:

  • جعل مدينة مرو مركزًا لولاية خراسان.
  • حمل خمسين ألف أسرة للهجرة من مدينة البصرة والكوفة والاستقرار في خرسان.

وما بين عام 705 وعام 714 للميلاد/ 87 و96 للهجرة فتح الوالي قتيبة بن مسلم الباهلي أراضي ما وراء النهر، ولكن بالمقابل خسر العرب جميع ولايات منطقة سرداريا بعد مرور عام على مقتل قتيبة، كما شهدت الأعوام الأخيرة من خلافة الأمويين العديد من الصراعات القبلية في المنطقة، والتي بدورها ساعدت الدعوة العباسية على الانتصار، والتي كانت بقيادة أبي مسلم الخراساني الذي كان أكبر الدعاة لها، وفي العام 129 للهجرة سيطر على مدينة مرو، وفي عام 820 للميلاد/ 205 للهجرة تولى القائد طاهر بن الحسين ولاية خرسان بأمر من المأمون، وهو فارسي اعتنق الإسلام وتعرب، وحكم الطاهريون المنطقة لفترة 50 عامًا، وازدهرت خرسات أيام حكمهم اقتصاديًا وثقافيًا، كما بلغ خراجها 40 مليون درهم في السنة، وانتهى حكمهم في عام 872 للميلاد/ 259 للهجرة على يد يعقوب بن ليث الصفاري وهو مغامرًا من سجستان.

وقد ظهر العديد من المحدثين والفقهاء والشعراء في خرسان بعد أن غدت مركزًا نشيطًا في الدراسات الدينية السنة والآداب العربية، كما كان للعالم الإيراني وخرسان دورًا مهمًا في نهضة اللغة الفارسية الحديثة وآدابها ابتداءً من القرن الثالث للهجرة، وفي عام 998 للميلاد/ 388 للهجرة استولى السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي على خرسان، وذلك بعد أن بدأ الضعف يدب في الدولة السامانية، وفي عام 1040 للميلاد/ 431 للهجرة وقعت خرسان في أيدي السلاجقة بعد انتصارهم على الغزنويين في معركة دندنكان، وأصبحت خرسان أيام السلاجقة ولاية هامة جدًا، وتمتعت المنطقة بالاستقرار والهدوء، وبعد وفاة الملك ملكشاه تزعزع الوضع وعاد إلى استقراره أيام حكم السلطان سنجر الطويل الأمد الذي دام 50 عامًا، وبعد وفاته في عام 1157 للميلاد/ 552 للهجرة وقعت خرسان تحت حكم سلالة خوارزم شاه، وهي إحدى السلالات التركية الذي أسسها مملوكًا كان في خدمة ملكشاه، وفي عام 1335 للميلاد/ 736 للهجرة برزت العديد من السلالات المختلفة في خرسان وإيران تحديدًا بعد وفاة السلطان أبي سعيد الإيلخاني مثل: أسرة كرت في مدينة هرات، وأسرة سربدار في الأراضي الغربية من خراسان والتي امتدت حتى الدامغان، وفي بداية القرن السادس عشر للميلاد/ القرن العاشر للهجرة حكم خرسان زعيم الأوزبك محمد شيباني خان، وفي عام 1510 للميلاد/ 915 للهجرة قتل في المعركة التي كانت بينه وبين شاه إيران إسماعيل الصفوي، وفي القرن الثامن عشر للميلاد/القرن الثاني عشر للهجرة عادت الاضطرابات السياسية والصراعات القبلية إلى خرسان.


معلومات عامة عن خرسان

من أبرز المعلومات العامة التي يجب معرفتها عن خرسان ما يأتي [٢][١][٣]:

  • أهم مدن خرسان هي مدينة مرو، ومدينة نيسابور، ومدينة بلخ التي كانت تعرف باسم أم المدن، ومدينة هراة التابعة إلى أفغانستان.
  • كانت خرسان في العصور الأسلامية الأولى تعرف باسم أبرشهر، كما كانت مركزًا لسك النقود أيام حكم الخلفاء الأمويين، وحكم الخلفاء العباسيين.
  • عرفت خرسان قديمًا بعدة ميزات كالتربة الجيدة والخصبة، والماء العذب، والهواء النقي والعليل، وجودة ثمار النباتات.
  • غالبية سكان خرسان من البلوش والفرس والترك والبشتون، وقديمًا كانوا يدينون بالديانة المجوسية قبل مجيء الإسلام إلى إقليم خريان، ثم انضم سكانها إلى الدين الإسلامي السني والشيعي، وأكثر المذاهب الإسلامية المتبعة بين السكان المذهب الشافعي والمذهب الحنفي، وكان سكانها أكثر تمسكًا بالديانة الإسلامية؛ إذ ظهر منهم عددُ كبيرُ جدًا من المحدثين الدينيين والعلماء، وتميز سكانها بمعرفة جودة السلاح والدروع والثياب [٢].


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "محافظة خرسان"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 7.7.2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "خراسان التاريخ والحضارة.. أين تقع الآن؟"، بناء إنسان، 28.7.2018، اطّلع عليه بتاريخ 7.7.2019. بتصرّف.
  3. "المدن القديمة والأقاليم الأثرية مع ترجمة أسمائها"، ابن أمين، اطّلع عليه بتاريخ 7.7.2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :