ظاهرة الهجرة السرية

ظاهرة الهجرة السرية
ظاهرة الهجرة السرية

الهجرة السرّية

هي هجرة مخالفة للقوانين الدولية والأعراف والأنظمة المعمول بها حول العالم؛ ولذلك تُسمى هجرة غير شرعية، وتعني انتقال الأفراد أو الجماعات من مكان إلى مكان آخر عن طريق اللجوء إلى استعمال أساليب غير قانونية ومنافية لقوانين الهجرة الدولية أو المحلية، إذ تجرى هذه الهجرة عن طريق اتباع أساليب مختلفة تُذكَر لاحقًا، وقد تعاظمت أخطار هذه المشكلة وظهرت أمام وسائل الإعلام بعد وقوع العديد من الحوادث التي أودت بحياة الكثير من المهاجرين غير الشرعيين في أماكن عدة من العالم، وقد أصبحت مشكلة تحوّلت إلى ظاهرة بحاجة للحلول وإجراء الدراسات الميدانية والأبحاث العلمية لحلها ومقاومة حدوثها، إذ بلغت نسبة الهجرة السرّية حوالي 15% من مجموع المهاجرين في العالم، وفي أوروبا وحدها بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين نحو 1.5 مليون شخص، ومعظمهم من قارتَي أفريقيا وآسيا، وفي تقديرات الأمم المتحدة مؤخرًا، وصل عدد المهاجرين بالسرّ إلى حوالي 155 مليونًا، وفي تقديراتها أيضًا أن العدد مرشح للزيادة؛ نتيجة حدوث الأزمات التي تعصف بالعديد من مناطق العالم، لا سيما الدول العربية.[١]


أسباب ظاهرة الهجرة السرية

يلجأ الكثير من الأفراد حول العالم إلى الهجرة غير الشرعية لأسباب عديدة، وهي كالآتي: [٢]

  • مؤشرات اقتصادية سيئة، يلجأ الكثير من الأفراد إلى الهجرة لبعض دول العالم بحثًا عن العمل، لا سيما الرجال ممن يعيلون أسرهم والواقع سيئ في بلادهم؛ كالأوضاع الاقتصادية الرديئة، والبطالة، وعدم وجود الأمن، وغيرها.
  • الكوارث والحروب، إذ إنّ الحروب والنزاعات الداخلية أو الخارجية في أي بلد سبب رئيسي لانعدام الكثير من مقومات الحياة فيه، كذلك حدوث الكوارث الطبيعية؛ كالزلازل، والأعاصير، لا سيما في الدول التي تكون فيها البنى التحتية متواضعة.
  • المهارات والكفاءات، إذ إنّ وجود أفراد مؤهلين ذوي خبرة في بلد لا توجد فيها الفرص التي تلبي طموحاتهم يؤدي إلى الهجرة لبلاد تقدر ذلك، لا سيما الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
  • الحرية والتعبير عن الرأي، واقع الحال يشير إلى وجود العديد من الدول حول العالم لا تعطي لمواطنيها الحرية في التعبير عن آرائهم، وتحدّ من حريتهم في التنقل والسفر، الأمر الذي يرغمهم على البحث عن دول تعطي هذه المزايا.
  • الكثافة السكانية نتيجة زيادة عدد السكان في العديد من الدول، وبالتالي انخفاض الخدمات المقدمة لمواطنيها، لا سيما الدول التي لا توجد فيها رؤية استراتيجية واضحة لخدمة مواطنيها بالتزامن مع زيادة كثافة السكان.


أشكال الهجرة السرّية

توجد العديد من الطرق التي يمكن للأفراد ممن يرغبون بنقل إقامتهم من دولهم إلى دول أخرى، وهذه الطرق هي كالآتي :[٣]

  • السياحة، من المعروف أن التأشيرات التي تُعطى للسياحة محدودة المدة، وفي حال وصول أي شخص إلى أي دولة بقصد السياحة وتجاوز هذه المدة فإنه يُعدّ مهاجرًا غير شرعي، وبالتالي يتوجه هؤلاء المهاجرون إلى البحث عن أساليب تجعل من وجودهم قانونيًا، وأهمها الزواج من مواطني البلد المهاجر إليه.
  • التأشيرات المزورة، يزوّر العديد من الشباب تأشيرات سفر بغرض الدخول إلى دول؛ كدول أمريكيا اللاتينية، وبمجرد نزولهم في مطارات أوروبا أو ما يُسمى "ترانزيت"، يمزقون وثائقهم ويطلبون اللجوء إلى هذه الدول، بالتالي تنتهي رحلتهم التي كان مقصدها بحسب التذكرة إلى أبعد من ذلك.
  • الهجرة بالقوارب المميتة، ينتقل الأفراد من خلال القوارب من شواطئ دولهم أو شواطئ دول أخرى، وبمجرد خروجهم من مياهها الإقليمية تصعب سيطرة الدول على هكذا تنقل، وأي حدث يجري لهؤلاء المهاجرين لا تتبعه مسؤولية قانونية على هذه الدول بحجة أنهم خارج الحدود الإقليمية لها، أما الدولة التي هي مقصدهم أو من خلالها يهاجرون إلى دولة أخرى، فمن الصعب إلقاء القبض عليهم عبر سلطاتها، لا سيما أنهم في قبضة عصابات لها طرقها في تهريبهم وإيصالهم إلى مرادهم.


النتائج المترتبة على الهجرة السرّية

كون هذه الهجرة تٌسمى غير شرعية وتقاومها الدول في العالم، فمن المؤكد أن هذه الهجرات محاطة بالمخاطر والسلبيات غير المحمود وقوعها، وهذه النتائج هي كالآتي: [١]

  • لقي العديد من المهاجرين غير الشرعيين حول العالم مصرعهم بسبب غرقهم في مياه البحار التي هي إحدى الوسائل للهجرة غير الشرعية، فقد لقي أكثر من 1000 شخص مصرعهم في البحر الأبيض المتوسط خلال أسبوع جرّاء الهجرة غير الشرعية، لا سيما المهاجرون من أفريقيا إلى دول أوروبا عبر المتوسط.
  • ظهرت العديد من المنظمات العابرة للحدود التي تعد مهمتها المتاجرة بالبشر وبالتنسيق مع الجريمة المنظمة في الدول؛ كعصابات المافيا في إيطاليا، فوسيلة السفر تكون بواسطة مراكب غير مؤهلة للسفر مسافات طويلة، فهذه التجارة في البشر تجني أرباحًا طائلة، فبحسب التقارير الدولية أن الأرباح التي حققها المهرّبون من إفريقيا إلى أوروبا، ومن الأمريكيتين الجنوبية والوسطى إلى أمريكيا الشمالية قُدرت بحوالي 6.8 مليون دولار سنويًا.[٤]
  • تركزت أعداد المهاجرين بحسب بيانات الأمم المتحدة من مناطق شمال إفريقيا إلى أوروبا، لا سيما من دول ليبيا، والمغرب، وغيرهما، إذ وصل عدد المهاجرين من ليبيا وحدها إلى حوالي 35 ألفًا خلال سنة، كذلك من بعض مناطق آسيا؛ كدول إندونيسيا إلى دولة أستراليا ونيوزلندا، بالإضافة إلى هجرة مواطني كلّ من دول أمريكيا اللاتينية ودول البحر الكاريبي باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية ودولة كندا.
  • تشكل الهجرة غير الشرعية ثقلًا على الدول لا سيما في تكاليف البحث والإنقاذ، وحتى مشاكل في التعامل مع المهاجرين ممن ينجحون في الوصول إلى هذه الدول، ومشاكل في إقامتهم وعملهم.


أفضل دول للهجرة

بناءً على إحصائيات مهمة برزت أسماء العديد من أفضل الدول في شتى قارات العالم، وهي التي تؤمن للمهاجر أفضل السبل للعيش والحماية، وسنتناولها فيما يأتي:[٥]

  • سويسرا: إذ حصلت على المركز الأول كأفضل الدول في المعيشة؛ بسبب استقرارها وحرصها على عدم التدخل في قرارات الدول الأخرى، مما ساعدها في عدم تكوين عداءات مع الدول الأخرى.
  • كندا: وتكون في المرتبة الثانية؛ لأنها تحرص على استقطاب أفضل الكفاءات من كافة الدول والقارات، وتتمتع باقتصاد قوي وتعليم جيد وسكن مريح.
  • ألمانيا: حلّت في المرتبة الثالثة بفضل ذراعها الصناعي القوي في الزراعة والصناعة وقطاع الاتصالات، وقد استقبلت أعدادًا كبيرة من المهاجرين.
  • بريطانيا: إذ يتمتع المهاجرون بأفضل نظام صحي خلال فترة قصيرة من المكوث.
  • اليابان: وقد ساعدها في ذلك كثرة المنظمات الحقوقية والإنسانية.
  • السويد التي تتميز بنظام ضريبي معتدل ونظام صحي وتعليمي ممتاز.


المراجع

  1. ^ أ ب "محطات في تاريخ الهجرة غير الشرعية"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2019. بتصرّف.
  2. "أسباب الهجرة.. وأبرز إيجابياتها وسلبياتها"، al-ain، 2-5-2018، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2019. بتصرّف.
  3. "6 طرق يستخدمها الشباب للهجرة غير الشرعية"، rassd، 18-9-2014، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2019. بتصرّف.
  4. "الهجرة غير الشرعية.. بالأرقام"، skynewsarabia، 25-4-2015، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2019. بتصرّف.
  5. "أفضل 10 دول للهجرة"، reachimmigration، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-26. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :