سيناء
تشبه شبه جزيرة سيناء شكل المثلث وهي شبه جزيرة تقع في مصر، وتبلغ مساحة سيناء حوالي 60 ألف كلم بين البحر الأبيض المتوسط شمالًا والبحر الأحمر في الجنوب، تعد قناة السويس من الغرب ودولة الاحتلال الإسرائيلي من الشمال الشرقي حدودها البرية، وتقع تحديدًا في جنوب غرب آسيا، بينما تقع بقية أجزاء مصر في شمال أفريقيا.
وسيناء أرض التناقضات الجغرافية، فتأتي نهاية الصحراء فيها عند البحر الأحمر، وتعدّ الشعاب المرجانية على طول ساحلها من بين الأكثر جمالًا في العالم، ويحتوي البحر الأحمر على كائنات بحرية متنوعة في جميع البحار الاستوائية في العالم، وبالرغم من أن اسم سيناء مشتق من الإله القمري سين، إلا أن أراضيها شهدت أحداثًا مهمة للديانات السماوية الثلاثة، وعبرها الأنبياء والمحاربون والقديسون مثل الإسكندر الأكبر، وصلاح الدين، ونابليون ورمسيس الثاني.
تنقسم شبه جزيرة سيناء حاليًا إلى عدة محافظات أو مقاطعات تابعة للإدارة المصرية، ويعتمد اقتصاد المنطقة على السياحة، واستغلال محاجر الحجر الجيري، وحفر آبار النفط بالقرب من خليج السويس، أما البدو فمصدر دخلهم الرئيسي هو الرعي على طول حواف الصحراء، وتنتشر في سيناء العديد من الثديات، مثل؛ الفهود، والفأر الذهبي، وتوجد أنواع ثعابين ضخمة وسامة جدًا في أراضيها، مثل الكوبرا السوداء، وتبرز السحالي ذات الرؤوس الزرقاء في سيناء، وتتواجد الطيور، خاصةً بالقرب من السواحل، إذ تمر العديد من الأنواع المهاجرة عن طريق أرض سيناء، إذ تتميز سواحلها بالحياة البحرية الرائعة، ووفرة بيئية فيها، أهمها الشُعب المرجاني، وساحل سينا وهو من أفضل الأماكن لممارسة بعض الرياضات، مثل؛ الغطس والغوص، وقد سُمي البحر الأحمر بهذا الاسم نسبةً لتلاله الحمراء على طول سواحله.[١]
آثار سيناء
تتميز سيناء بمناطق جذب سياحي أكثر مما يعتقد معظم الناس، وتشتهر بمنتجعات البحر الأحمر والشعاب المرجانية، وتوجد الكثير مما يمكن رؤيته في أراضي سيناء أيضًا، ومن أبرز المعالم الأثرية فيها:[٢]
- دير سانت كاترين: يقع في جبل موسى في سيناء مصر، ويحتوي على كنيسة وتحف نادرة، وهو من الآثار المسيحية والقبطية الهامة والتي يزورها آلاف السياح المصريين والأجانب سنويًّا للحج الديني، وقد بني الدير في القرن السادس الميلادي في عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيان، وهو أحد أقدم التجمعات الرهبانية في العالم، ويتيح مشاهدة مشهد شروق الشمس وغروبها.
- حديقة رأس محمد الوطنية: تقع بالقرب من منتجع شرم الشيخ، وهي أول حديقة وطنية في سيناء، وتشتهر بالأحياء المائية والشعاب المرجانية، وعادة ما يزورها السياح لممارسة الغطس والغوص والرياضات المائية، وفيها العديد من الشواطئ والخلجان الصغيرة.
- الثقب الأزرق: يقع هذا الثقب في منطقة دهب في سيناء، وهو ثقب عميق يصل عمقه لقرابة 130 مترًا، وهو موقع سياحي مميز يأتيه الغواصون ومحبو السباحة والاستكشاف من جميع أنحاء العالم، إذ توجد فيه فتحة يبلغ عمقها 6 أمتار، ونفق يبلغ طوله 26 مترًا وارتفاعه 56 مترًا، بالإضافة لثقب فيه أسماك مرجانية وشعاب مرجانية، وتوجد أسطورة محلية مفادها أن الثقب لُعن من قبل شبح فتاة أغرقت نفسها في الثقب هربًا من زواج منظم لها.
- الوادي الملوّن: وهو يبعد قليلًا عن مدينة النويبع، وهو أكثر الأماكن زيارة في سيناء بعد سانت كاثرين، وفي الوادي نزل رائع يقع عند حافة الهضبة فوق الوادي، وكافيتريا مميزة أيضًا، وفيه واحة عين فرتاجة الصغيرة.
- موقع النواميس: هو أكبر موقع للمباني النبطية الغامضة المعروفة باسم نواميس، ولا يُعرف الكثير عن هذه المباني الموجودة في جميع أنحاء جنوب سيناء، وغالبًا ما زُعم أنها أماكن للدفن، ولكن لم يُعثر على أي عظام لإثبات هذه النظرية، واسمها يأتي في الواقع من الكلمة العربية للبعوض.
- سرابيت الخادم: تقع في الداخل من رأس سدر على ساحل خليج السويس، وهو من الآثار الفرعونية الأكثر أهمية في سيناء، ويتميّز بالمعبد الوحيد خارج البر الرئيسي في مصر، ويتواجد هذا المعبد الفرعوني على القمّة المسطحة الصغيرة في المنطقة.
- توماس ريف: وهي مجموعة مرجانية تُعد الأصغر حجمًا في منطقة تيران، وتصطف على جانبيها مجموعات المرجان، وأسماك كثيرة متنوعة أكبرها أسماك القرش.[٣]
- محمية النبق: تقع منطقة النبق على بعد خمسة وثلاثين كيلو متر شمال شرم الشيخ، وفيها أكبر محمية ساحلية، وقد سميت باسم الواحة الواقعة داخل حدودها، وتمتد أراضي النبق على مسافة 600 كيلو متر مربع من الأرض والبحر.[٣]
تاريخ سيناء
مرت مدينة سيناء بتاريخ طويل منذ العصور القديمة، وهذا ما اكتُشف من خلال الأدوات الصوّانية والعظام التي تشير لوجود حياة في سيناء قبل حوالي 200 ألف عام، ووجد أيضًا تمثال نصفي في منطقة وادي المغارة يُمثل الحضارة الفرعونيّة بالفرعون سيكخمت يعود تاريخه لحوالي 2600 عام قبل الميلاد، مما يدل على ازدهار المنطقة في عهد الفراعنة الأوائل، وتشتهر سيناء بقصة خروج النبي موسى عليه والسلام، وتيه الشعب العبري في صحراء سيناء لمدة 40 عامًا، وتلقّي النبي موسى عليه السلام الوصايا العشر في أراضي سيناء، وتوجد العديد من المواقع الأثرية التي تعكس تاريخ الحضارات المختلفة التي مرت على سيناء، وفي عام 1844 ميلاديًا عُثر على مخطوطة سيناء بالقرب من دير سانت كاترين، وهي واحدة من أقدم المخطوطات القديمة في العهود اليونان القديمة.
بقيت سيناء حتى أوائل القرن العشرين وهي تحت السيطرة العثمانية، وفي عام 1906 ميلاديًا أصبحت جزءًا من مصر، وقد كانت بريطانيا تسيطر على مصر في ذلك الوقت، وفي عام 1948 ميلاديًّا مرت القوات المصرية في سيناء أثناء الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي عام 1956 ميلاديًّا استخدمت أراضي سيناء لحصار ميناء أيلات، وفي عام 1967 ميلاديًّا بعد انتهاء الحرب العربية والإسرائيلية سيطرت إسرائيل بالكامل على شبه الجزيرة، وبقيت كذلك حتى عام 1973 ميلاديًّا حين عبرت القوات المصرية قناة السويس وأعادت سيطرتها على سيناء، وفي عام 1979 ميلاديًّا وقّعت إسرائيل ومصر معاهدة سلام، وقد وافقت فيها إسرائيل على نقل كل السيطرة على سيناء إلى مصر، وانسحبت إسرائيل من سيناء على عدة مراحل انتهت في عام 1982 ميلاديًّا، وشمل الانسحاب الإسرائيلي تدمير العديد من المستوطنات الإسرائيلية، خاصةً مستوطنة ياميت في شمال شرق سيناء.[١]
جغرافية سيناء وسكانها
يغلب على منطقة سيناء الطابع الصحراوي، ويمكن تقسيم جغرافية شبه جزيرة سيناء إلى ثلاثة مجالات رئيسية، إذ يمتد الجزء الشمالي منها بالتوازي مع ساحل البحر المتوسط، ويتكون الجزء الأوسط من شبه الجزيرة من الهضاب ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وهي منطقة مرتفعة من الحجر الجيري، أما المرتفعات فهي مُمتدة نحو الجنوب، وقد تشكّلت أغلب الصخور فيها عن طريق النشاط البركاني في قاع المحيط في العصور القديمة، ومنطقة الحدود الشرقية لشبه الجزيرة هي منطقة صدع جيولوجية معروفة باسم وادي الصدع العظيم، ويمكن رؤيتها من أعلى وادي نهر الأردن، وتمتد جنوبًا عبر البحر الأحمر إلى قارة أفريقيا.[١]
تشتمل سيناء على عدد من المدن المهمة، منها:[٤]
- شرم الشيخ: تقع شرم الشيخ في جنوب سيناء على سواحل البحر الأحمر، وهي مدينة سياحية بامتياز، وتشتهر المدينة بفنادقها الراقية، وبالرياضات المائية، وممارسة رياضة ركوب الدراجات في طرقها الوعرة، وتنظيم رحلات السفاري المُمتعة، وهي تبعد عن ميناء سيناء 20 كلم جنوبًا.
- مدينة نوبيع: مدينة قريبة من خليج العقبة الأردني، تربط بين مصر والأردن بحريًا، وتتكون من عدة مناطق رئيسية، هي؛ قرية مزينة، الميناء، مركز قرية ترابين، وتشتهر المدينة بمنتجع طابا السياحي الواقع في شمالها، وهو من أشهر الوجهات السياحية في المنطقة، وتمتلئ طابا بالمنتجعات والمناظر الطبيعية الخلابة، وترتبط المدينة بالطرق الوعرة الواصلة بجبل مليح عبر وادي السعادة.
- مدينة أبي زنيمة: مدينة الصغيرة جدًا، تقع على الساحل على طول الطريق الرئيسي بين القاهرة وشرم، وتضم بعض المتاجر والمقاهي والمطاعم، وفيها أماكن إقامة أساسية.
- مدينة وادي فييران: ومن المعالم الرئيسية فيها؛ ديرها، وتوجد فيها العديد من الكهوف، وأطلال كنائس في قممها، وفي الدير يوجد بيت الضيافة، ومجموعة من الحدائق البدوية الجميلة.
- طور سيناء: تعد منطقة الطور عاصمة محافظة جنوب سيناء، ولكنها صغيرة، وتتميز بالسوق المركزي وشوارع التسوق فيها، ويزورها السياح الأجانب عادةً لتجديد التأشيرات، إضافةً إلى أنها تشتمل على بعض المعالم السياحية، كالمدينة القديمة.
المراجع
- ^ أ ب ت "Sinai Peninsula", newworldencyclopedia, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ " Top 10 Tourist Attractions in South Sinai ", discoversinai,16-11-2015، Retrieved 22-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Sinai attractions", lonelyplanet, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ "Cities, towns, settlements", sinaitrekkingandsafari, Retrieved 22-10-2019. Edited.