محتويات
موقع مكناس
تقع مدينة مكناس شمال المغرب على بعد يبلغ حوالي 60 كيلو متر غرب مدينة فاس، و140 كيلو متر شرق مدينة الرباط، بالقرب من سهل سايس الخصب والذي تستفيد منه في الزراعة الغنية، وتحيط بتلك المدينة العديد من القبائل العربية والبربرية، وهي واحدة من أقدم المدن المغربية، وقد ازدهرت في ظل العديد من السلالات التي حكمت المغرب على مرّ الزمن، واكتسبت مكانتها خلال القرون السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر،[١] وتقع المدينة على خط طول -5.55 وخط عرض 33.89، وعلى ارتفاع يبلغ حوالي 531 مترًا فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ عدد سكانها حوالي 545,705 نسمة، مما يجعلها أكبر مدينة في منطقة مكناس تافيلات.[٢]
تاريخ مدينة مكناس
تأسست مدينة مكناس في القرن العاشر الميلادي من قِبل قبيلة الزناطة في منطقة مكناسة الأمازيغية التي سكنها البربر، وقد أطلقوا عليها في البداية اسم مكناس الزيتون، وهي عبارة عن مجموعة من القرى المحاطة ببساتين الزيتون، وقد نمت كقلعة مرابطة خلال القرن الحادي عشر الميلادي، وفي عام 1673م أصبحت مكناس العاصمة الرسمية للمغرب الذي تولى حكمها الرئيس مولاي إسماعيل، والذي بنى حولها العديد من القصور والمساجد التي أكسبت مكناس اسم فرساي المغرب، وقد حصَن مولاي إسماعيل المدينة بأبراج قائمة على أربعة أعمدة وسور محصن، يضم تسعة أبواب مزينة، إلا أنه بعد وفاته تراجعت المدينة عما كانت عليه، وفي عام 1911م تعرضت مكناس للاحتلال الفرنسي، وبنى فيها الفرنسيون حصنًا جديدًا مفصولًا عن الحصن القديم من خلال نهر بو فيكران، وقد ضمت المدينة العديد من المباني الضخمة، والإسطبلات التي تضم حوالي 12000 حصان، بالإضافة إلى الحدائق المروية من بحيرة اصطناعية تبلغ مساحتها حوالي 4 هكتارات.[٣]
وصف مدينة مكناس
تطور فن العمارة المدنية والعسكرية في مدينة مكناس منذ القدم، بالإضافة إلى أنها تضم العديد من الأعمال الفنية، وقد حصلت المدينة على اسمها من قبيلة مكناسا التي سيطرت على مناطق شرق المغرب خلال القرن الثامن الميلادي، وتقع المدينة في موقع متميز في سهل سايس، كما تحتوي على العديد من بقايا المدينة القديمة التي تشهد على الحياة الاجتماعية والاقتصادية القديمة في المنطقة، وعلى الإمبراطورية التي أنشأها السلطان مولاي إسماعيل، كما تضم العديد من البقايا النادرة والمعالم البارزة الواقعة داخل بيئة حضرية سريعة التطور، مما يعطي ذلك التراث قيمته التي يستحقها.[٤]
تتمتع مدينة مكناس بأهمية خاصة، ويعود ذلك لأنها تمثل أول الأعمال العظيمة لسلالة العلويين، ويحيط بالمدينة سلسلة من الأسوار المبنية على الطراز الإسباني المغربي، كما تضم العديد من العناصر التي تمثل العمارة الإسلامية والأوروبية والتخطيط الصحيح للمدن، وبالإضافة إلى ذلك يقع خلف تلك الجدران الدفاعية العالية العديد من المعالم المهمة، والتي تضم حوالي 25 مسجدًا، و10 حمامات، والعديد من القصور، والمخازن، والمنازل، التي تعود إلى فترات حكم المرابطين والميرينيد والعلويين، ويصل ارتفاع أسوار مدينة مكناس إلى حوالي 15 مترًا، والتي تعد مثالًا على المدن المغربية المحصنة جيدًا، كما تمثل بنية حضارية ومعمارية خلال القرن السابع عشر الميلادي، وتتميز المدينة بوجود العديد من الأشجار التي تكثر في البلدات الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في المغرب.[٤]
تعد مدينة مكناس المركز التجاري الرئيسي للهضبة الزراعية الخصبة المحيطة بها، كما تعد سوقًا مهمًا للتطريز والسجاد الفاخر، إذ تُصنع المنسوجات من قبل النساء الأمازيغ اللواتي يسكنَ جبال الأطلس المتوسط، كما تضم المدينة طريقًا بريًا يربطها بمدينة الرباط، بالإضافة إلى شبكة السكك الحديدية التي تربطها بمدن الرباط وفاس وطنجة والدار البيضاء، كما يُنتج فيها العديد من المحاصيل الزراعية؛ كالعنب، والحبوب كالقمح، والحمضيات، والزيتون وغيرها، وتُربى فيها المواشي؛ كالأغنام والماعز، كما يُستخر الفلوريت من المناطق القريبة منها.[٣]
أبرز المعالم السياحية في مدينة مكناس
تضم مدينة مكناس العديد من المعالم السياحية والأثرية، ومن أبرزها ما يأتي:[٥][٦]
- أنقاض هيري السواني التاريخية: يقع هذا الموقع التاريخي على بعد 2 كيلو متر جنوب شرق ضريح السلطان مولاي إسماعيل، وقد صُمم الموقع ليضم صوامع الغلال الكبير، واسطبلات الخيول الخاصة بالملك، ويتميز تصميمه بأن نوافذه ذات سقف صغير وجدران ضخمة، كما يتميز بالأقبية العملاقة، والأبواب المصنوعة من خشب الأرز الأصلية، بالإضافة إلى نظام قنوات المياه تحت الأرضية والتي ساعدت على الحفاظ على برودة درجات الحرارة في المكان، وقد كان هذا المكان يحتوي على حوالي 12000 حصان، كما كان يعد أحد أفضل المشاريع المعمارية في مكناس، وقد تعرض المكان لزلزال خلال القرن الثامن عشر الميلادي، والذي أدى إلى سقوط سقفه.[٧]
- متحف دار جامع: يطل هذا المتحف على ساحة الهديم، وقد كان قصرًا شيدته عائلة جامع القوية في عام 1882م من قِبل السلطان مولاي الحسن الأول، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر الميلادي، ويتميز المتحف بوجود حديقة أندلسية وساحة للفناء، والتي تعد من المناطق المظللة والمليئة بأشجار البرتقال، كما تضم مجموعة من الطيور المتنوعة، ويضم المتحف أيضًا أمثلة على التطريز المكناسي الذي يتمثل بالقفطان الفخم من الذهب والفضة، بالإضافة إلى السجاد والوسائد الفاخرة، ويمثل بعض السجاد العتيق أنماطًا مختلفة من مناطق المغرب، بالإضافة إلى المعروضات التي يعبر عنها باللغات العربية والفرنسية فقط.[٨]
- قصر المنصور: يعد هذا القصر أحد القصور التي تعود إلى فترة حكم مولاي إسماعيل والواقع في ضاحية مكناس، ويعود إلى القرن السابع عشر الميلادي، وقد كان مقرًا صيفيًا للملك آنذاك، وهو إحدى المنشآت التي بناها المهندس المعماري نفسه الذي بنى باب المنصور، وتتميز غرفة الاستقبال الخاصة به بقبة مستديرة، مع سبعة أقواس مميزة.[٩]
- ويلي: تُعدّ منطقة ويلي عاصمة المملكة الموريطينية من أهم الأماكن الأثرية في المغرب أجمع، وتضم العديد من المعالم الأثرية المهمة العائدة من حقبة زمنية تصل إلى ألف عام تقريبًا، ومن أهم تلك الأطلال أبنية تعود لعهد سلالة سفيريان، وتحديدًا لماركوس أوريليوس وسيفريان مثل: الكابيتول، والبازيليك، وقوس الإمبراطور كركلا، وتاريخيًا وقعت مدينة ويلي تحت حكم الرومان من عام 40 عام، إلى عام 285 ميلادي، إذ أصبحت عاصمة مقاطعة موريطينية تينغيتانا، وقد اعتمدت ويلي في اقتصادها على المنتجات الزراعية بشكل كبير.
- مولاي إدريس: نشأت هذه المنطقة في عام 788 ميلادي، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها الأول، وأهم القديسين في الدولة، وأحد أحفاد النبي محمد عليه الصلاة السلام، وتعد مكانًا دينيًا مهمًا للمسلمين، ويقام فيها مهرجان ديني يجذب آلاف المسلمين سنويًا، لكن هذه المنطقة تمنع دخول غير المسلمين إليها، لكّنهم يستطيعون الدخول إلى مزارات المدينة والمدينة القديمة، إضافة إلى إمكانية التجوّل في التلال العالية للحصول على مناظر رائعة.
- باب منصور: وهي بوابة كبيرة كانت تفصل بين مدينة مكناس والمدينة الإمبراطورية في عام 1732 ميلادي، في عهد السلطان مولاي إسماعيل، إذ تعد هذه البوابة من أفضل البوابات الّتي ما تزال موجودة في شمال أفريقيا، وتتضمن التفاصيل المعمارية المعقدة على البوابة والاستخدام الفخم لأعمال البلاط والنحت الزليجوني، ويُجدر بالذكر أن هذه البوابة ليست مفتوحة بالفعل، وهناك بوابة جانبية مجاورة أصغر بكثير من حجمها تسمح للمارّة من الدخول والخروج.
- ضريح مولاي إسماعيل: يعد من أكثر الأماكن شهرة في مكناس، ففيه قبر السلطان مولاي إسماعيل الّذي جعل مكناس عاصمة للمغرب في القرن السابع عشر، إذ يحتوي هذا الضريح على ديكور داخلي جميل جدًا، ويُجدر بالذكر أن هذا الضريح لا يمكن أن يدخله إلا المسلمين، ولكن يمكن للسياح الدخول إلى أجزاء خارجية من الضريح وأماكن محيطة به.
- المدينة القديمة: تعتبر هذه المنطقة من أكثر الأماكن في مكناس حيوية، فهذه المدينة تحتوي على العديد من المحلات التجارية الّتي تبيع قطع يدوية تجسد التراث المغربي، إضافة إلى تواجد سوق الأنسجة الّذي بيع أنواعًا مختلفة من الأبسطة، والقماش، والملابس التقليدية.
- المدينة الإمبريالية: تحتوي هذه المدينة على العديد من الآثار القديمة المثيرة للاهتمام، والّتي يرجع تاريخها إلى عهد السلطان مولاي إسماعيل، كما تحتوي على مبنى سفير المدينة القديم، وتعتبر هذه المدينة اليوم مكانًا مفتوحًا للسائحين المحبي للتصوير، وتقع في هذه المدينة عند ضريح مولاي إسماعيل، وبالقرب من قصر مولاي إسماعيل.
- متحف الفن المغربي: تم بناء هذا المتحف في عام 1882 ميلادي، كمكان للإقامة العائلية للعائلة الحاكمة، وحوّل إلى متحف في عام 1920 ميلادي، وما يزال المتحف يحتفظ بالديكور الداخلي التقليدي للخشب المطلي والجبص، إضافة إلى الديكور الداخلي الّذي يعود للقرن التاسع عشر، ويحتوي المتحف على الكثير من الفنون من الصنع اليدوي.
- مدرسة بو عنانية: تعد هذه المدرسة من أشهر المدارس في المغرب الّتي تعود إلى القرن الرابع عشر، وتحتوي على صومعة جميلة مزخرفة، إضافة إلى ساعة مائية ما تزال تقنية تشغيلها مجهولة لغاية الآن، تأسست هذه المدرس في الأصل بداعي التعلّم.
مناخ وجغرافية مكناس
تتميّز مدينة مكناس بمناخها المعتدل صيفًا، والمائل إلى البرودة شتاءً، وتتمتاز باحتوائها على الجبال دائمة الخضرة، من أهمها؛ جبال إفران الّتي تُلقّب باسم سويسرا قارة آسيا؛ لأنها شبيهة من جبال الألب الّتي تحتوي على أشجار كثيرة وكثيفة، وتراكم الثلوج عليها، وتضم قمم هذه الجبال مراكزًا للتزلّج وأشهره مركز موجود في جبل مشليفن وهيري، كما وتقع مكناس على أراضي زراعية خصبة، وتشتهر بأشجار الزيتون، إضافة إلى حقول العنب الّذي يمتاز بجودته العالية والّذي يتم تصديره إلى معظم العواصم الأوروبية، كما تحتوي مكناس على مدينتا آزرو والخنيفرة اللتان تشتهران بالصناعات التقليدية وتتمتّعان بمناخ جبلي بهواء منعش.[١٠]
المراجع
- ↑ "Meknes", /encyclopedia, Retrieved 4-7-2019. Edited.
- ↑ "Where Is Meknes, Morocco?", worldatlas,2-10-2015، Retrieved 4-7-2019.
- ^ أ ب "Meknès", britannica, Retrieved 4-7-2019. Edited.
- ^ أ ب "Historic City of Meknes", whc.unesco, Retrieved 4-7-2019. Edited.
- ↑ "Meknes attractions", lonelyplanet, Retrieved 4-7-2019. Edited.
- ↑ "9 Top-Rated Tourist Attractions in Meknes", planetware, Retrieved 12-9-2019.
- ↑ "Heri Es Souani", lonelyplanet, Retrieved 4-7-2019. Edited.
- ↑ "Dar Jamaï Museum", lonelyplanet, Retrieved 4-7-2019. Edited.
- ↑ "Palais Al Mansour", lonelyplanet, Retrieved 4-7-2019. Edited.
- ↑ "Climate - Meknes", climatestotravel, Retrieved 12-9-2019. Edited.