محتويات
موقع بلاد الرافدين
تقع بلاد الرافدين على ضفاف نهري دجلة والفرات في الشرق الأوسط الحديث، ويُطلق عليها اسم بلاد ما بين النهرين نتيجة لذلك، وهي منطقة تعود إلى العصور الوسطى، وتضم المنطقة أجزاء من العراق المعاصر، وأجزاء أخرى من كل من الكويت، وسوريا، وتركيا، وإيران، وتعد من المدن التاريخية المهمة ومهدًا للحضارة؛ لأنها موقع للعديد من التطورات المهمة عبر التاريخ،[١]وتضم بلاد الرافدين العديد من المدن الرئيسية، ومن أبرزها؛ مدينة بغداد الواقعة على نهر دجلة وسط العراق، ومدينة بابل التي كانت عاصمة بلاد بابل في بلاد ما بين النهرين القديمة، وتقع على طول نهر الفرات، بالإضافة إلى مدينة نيبور المكرسة للإله إنليل، والواقعة على بعد يبلغ حوالي 160 كيلومتر جنوب بابل، ويلتقي نهري دجلة والفرات في شمال مدينة البصرة، ويصبان في الخليج العربي.[٢]
جغرافية بلاد الرافدين
تقع منابع نهري دجلة والفرات في المرتفعات الأرمنية، وهي جزء من نظام نهري واسع يضم العديد من الروافد، وتحد الهضبة العربية المنطقة في الجزء الجنوبي الشرقي، ويتميز مناخ المنطقة بأنه جاف، بالإضافة إلى أنها موطن لصحراء واسعة في الشمال، ويلتقي نهرا دجلة والفرات ليصبان في الخليج العربي، وتعد المياه الذائبة الناتجة من ذوبان الثلوج على قمم جبال زاغروس الواقعة في شمال شرق البلاد من المصادر الرئيسية للري، كما أن ارتفاع منسوب المياه في المنطقة يدعم نظام الري فيها، وقد بُنيت العديد من القنوات في المنطقة لتشجيع الاستيطان البشري في المنطقة ولتخفيف الفيضانات، ويُمارس الرعي في المنطقة على طول خطوط الزراعة، إذ شارك الناس في تجارة تلك المنتجات لفترات طويلة للحصول على مواد أخرى؛ كالأخشاب والمعادن الثمينة.[١]
بلاد الرافدين القديمة
عاشت العديد من المجتمعات الزراعية القديمة والمبعثرة في الجزء الشمالي من منطقة بلاد الرافدين، وقد استمرت تلك المنطقة بالنمو لعدة آلاف من السنين حتى تشكلت العديد من المدن في تلك المنطقة، والتي كان معظمها من أبناء شعب سومر، وقد كانت مدينة أوروك أول تلك المدن، والتي يعود تاريخها إلى حوالي 3200 عام قبل الميلاد، وتعد من عواصم الطوب التي بُنيت في تلك البلاد، وتميزت بوجود ثروات عديدة؛ كالتجارة، والغزو، والأعمدة العملاقة، والمعابد، كما تتميز بالفن العام، وقد بلغ عدد سكانها آنذاك حوالي 50,000 مواطن، كما كان السومريون مسؤولون عن الكتابة المسمارية؛ وهي إحدى اللغات القديمة المكتوبة؛ إذ وُجدت العديد من السجلات المكتوبة منها.[٣]
سيطر السومريون على بلاد الرافدين بحلول عام 3000 قبل الميلاد، وأسسوا فيها العديد من ولايات المدن اللامركزية كمدن؛ نيبور، وإريدو، ولاجاش، وكيش، وأور، وأوروك، وقد كان أول ملك سومري يُدعى إيتانا كيش، وقد أعقبه ملك مدينة أوروك، الملك إتانا مسكاجشر، كما سيطر عليها محارب يطلق عليه اسم لوغالباندا في عام 2750 قبل الميلاد.[٣]
ثقافة بلاد الرافدين
ظهرت العديد من النصوص العلمية والأدلة الأثرية على ثقافة بلاد الرافدين، إذ كان يُقام فيها العديد من المهرجانات كل شهر للاحتفال بمجموعة متنوعة من الأحداث المتعلقة بالسنة الجديدة، والألوهية، والانتصارات العسكرية، كما ظهرت الموسيقى في تلك المنطقة القديمة، ونُقلت العديد من الأغاني إلى الأجيال اللاحقة كشكل من أشكال التقاليد الشفهية، ومن أبرز أشكال الآلات الموسيقية هو العود المصنوع من الخشب، والذي يعد من العود الأوروبي.[١]
برزت العديد من الألعاب في بلاد الرافدين؛ كالصيد، والملاكمة، والمصارعة، وألعاب البولو وماجور، ويوصف مجتمع بلاد الرافدين بأنه مجتمع أبوي؛ إذ التحق الأبناء بالمدرسة وتعلموا العديد من المهن المختلفة، بينما تركت الفتيات للطهي والتدبير المنزلي، بالإضافة إلى رعاية الأطفال، كما يمكن أن تحصل المرأة على حقوقها في الطلاق والملكية الخاصة، كما احتوت المدينة على العديد من المقابر المحفورة، والتي تضم العديد من المواد والممتلكات الثمينة.[١]
عملات بلاد الرافدين
استخدم سكان بلاد الرافدين العديد من أشكال المال لتسهيل العمليات التجارية فيما بينهم منذ بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد؛ إذ كان لتلك البلاد آنذاك شبكة واسعة من الأعمال التجارية، ولم تُستخدم العملات المعدنية الثمينة في بلاد الرافدين كثيرًا، إذ استخدموا عملات مختلفة؛ كالشيكل، والميناس وغيرها، وقد ذُكرت تلك العملات من ضمن العملات الشرق أوسطية، وفي الكتاب المقدس اليهودي والمسيحي، وقد كان كل من الفضة والشعير من الأشكال المهيمنة على العملات في البلاد، وقد استخدمت كقواسم مشتركة خلال العمليات التجارية، إلا أنه كان من الصعب نقل الشعير عبر مسافات طويلة ولأزمان طويلة، بالرغم من أنه كان يُستخدم بشكل رئيسي في التجارة المحلية في البلاد، كما كانت أسعار الفائدة على قروض الشعير أعلى بكثير من أسعار الفضة، إذ كان 33.3% شعير مقابل 20% فضة، وتصنف عملات بلاد الرافدين من الأقل قيمة إلى الأعلى قيمة كالتالي:[٢]
- الشعير.
- الرصاص؛ الذي انتشر في الجزء الشمالي من بلاد الرافدين.
- النحاس أو البرونز.
- القصدير.
- الفضة.
- الذهب.
الآلهة في بلاد الرافدين
كانت العبادات الدينية أحد الأمور المهمة في بلاد الرافدين، إذ كان الطين المطلي في عام 1775 قبل الميلاد أحد الآلهة في تلك البلاد، بالإضافة إلى الآلهة عشتار أو أختها إريشكيجال، والتي كان يصحبها العديد من المخلوقات الليلية، وقد كانت النقوش في قصور الملوك الآشوريين من أكثر أشكال الفن ديناميكة في بلاد الرافدين، فقد كان الإله المجنح آشور، أحد الآلهة المرافقة للملك نمرود في جيوشه، كما تظهر العديد من النقوش لآشوربانيبال نشاطه المتكرر في صيد الأسود، ومن أبرز تلك النقوش صورة الأسد الملون على بوابة عشتار، والتي صنعت في عام 585 قبل الميلاد في عهد نبوخذ نصر من الطوب المزجج.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت ث Joyce Chepkemoi (6-6-2017), "Where Was Mesopotamia Located?"، worldatlas, Retrieved 4-7-2019. Edited.
- ^ أ ب N.S. Gill (23-5-2019), "Fast Facts About Mesopotamia"، thoughtco, Retrieved 4-7-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Mesopotamia", history,21-8-2018، Retrieved 4-7-2019. Edited.