بحث عن الهجرة الداخلية والخارجية

الهجرة

يتنقل الإنسان من موطنه إلى أي مكان آخر في ربوع الأرض لأغراض خاصة أو عامة، أي يهاجر باحثًا عن الرزق والاستقرار والرفاهية، وغيرها، وهذه العملية هي حق له بحسب الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، فالإنسان يهاجر منذ القدم وحتى عصرنا الحاضر، فالهجرة قديمًا كان باعثها التغير في المناخ والطبيعة التي تختلف من منطقة لأخرى، فكان ينتقل من الأماكن التي تقسو فيها الطبيعة وتنعدم فيها الموارد إلى أماكن أخرى تمده بأساسيات الحياة من طعام ودفئ ومسكن، وذلك لعدم قدرته قديمًا على مواجهة صعوبات الطبيعة، أما اليوم فأسباب الهجرة بمختلف أشكالها اتجهت إلى مفهوم جديد، وليس الباعث الرئيسي لها هو الهروب من قساوة الطبيعة، فالإنسان اليوم قاومها بالأدوات التكنولوجية الحديثة، وأصبحت لا تشكل سببًا مباشرًا في هجرته، وإنما لأسباب متعددة ستكون ضمن محتويات هذا المقال. [١]


الهجرة الداخلية

وهي انتقال الأفراد من مكان لمكان آخر داخل حدود الدولة، وبالتالي فهي أقل تكلفةً من الهجرة لخارج حدود الدولة، أو ما يُسمى بالهجرة الخارجية، فالانتقال على الأغلب لا يكون لمسافات طويلة، ولا تحتاج لإجراءات كثيرة ومعقدة كما هي في الهجرة الخارجية، كإجراء الحصول على الفيزا، وعلى الأغلب أن المنطقة التي سيهاجر إليها الفرد تتحدث نفس لغته وربما نفس لهجته، وهي أقل توتر وخطورة على الأفراد، إذ ما قورنت بالهجرة الخارجية الرسمية أو السرية، وكلما كانت مساحة الدولة أكبر، كلما عزز ذلك من ظاهرة الهجرة الداخلية، أما كثافة السكان فلا تعدّ سببًا مباشرًا للهجرة الدخلية، وخير دليل على ذلك ما حصل في الصين والهند، فالبرغم من الكثافة السكانية فيها، إلا أنها لم تشهد هجرات سكانية داخلية بين أقاليمها، وبالتالي فإن الهجرة الداخلية لا تتعدى أكثر من نوعين، هما كالآتي: [٢]

  • هجرة الأفراد من إقليم لإقليم آخر، أو من مدينة لمدينة أو من قرية لقرية، أي أن المهاجر سيقطع مسافة قصيرة للانتقال من مكانه للمكان الذي يرغب للعيش فيه.
  • هجرة الأفراد من المناطق الريفية للمدن، أو الهجرة من البادية إلى المدينة، وقد تفاقم هذا النوع من الهجرة الداخلية بعد منتصف القرن الماضي في معظم دول العالم تقريبًا.


الهجرة الخارجية

تشير الهجرة الخارجية بمختلف أنواعها إلى انتقال الأفراد من مواطنهم إلى خارج حدود دولتهم التي ينتمون إليها، وللهجرة الخارجية أبعاد دولية وإقليمية، فهي موضوع يُطرح باستمرار في جميع المؤتمرات الدولية المتعلقة بالسياسة والاقتصاد والشؤون الاجتماعية، فالهجرة الخارجية أصبحت ظاهرة تتحكم في المسار السياسي لبعض الدول، لا سيما الدول التي تمنح الجنسية للمهاجرين إليها، أما عن أسباب هجرة الأفراد خارجيًا، فهي كثيرة ومتعددة، أهمها قضية الفقر التي يعاني منها الكثير من الشعوب حول العالم، وما يدفع سكان هذه البلاد من البحث عن فرص عمل أفضل وبرواتب تؤمن لهم العيش الكريم، وكذلك الحروب التي لم تهدأ منذ عشرات السنين، وأرغمت السكان للهجرة خارج حدود دولتهم، أو ما يُسمى بالهجرة القسرية، كما حدث لسكان فلسطين التاريخية عام 1948م، أو ما حدث ولا زال يحدث للشعب السوري، كما أن الكثير من الدول يعاني سكانها من القمع لحرياتهم وأفكارهم ومعتقداتهم، الأمر الذي يدفعهم للبحث عن دول تستوعبهم وتمنحهم الحد الأدنى لحقوقهم ووجودهم. [٣]


أنواع الهجرة الخارجية

تُقسم الهجرة الخارجية لنوعين أساسيين، والاختلاف يكمن في السبب الرئيس للهجرة، فالمهاجر الباحث عن العمل وطالبًا للرزق يختلف عن المهاجر الباحث عن الأمن والاستقرار، وبالتالي فالهجرة الخارجية هي على شاكلتين، هما كالآتي: [٢]

  • الهجرة الدائمة: وفي هذا الوضع يسعى المهاجر لترك وطنه دون التفكير للعودة إليه، وبالتالي سيضطر للتأقلم مع طبيعة الحياة في الدولة التي هاجر إليها، من فهم لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم، فالبعض يحتاج للعديد من السنوات حتى يستقر ويصبح جزءًا من أفراد البلد المستضيف.
  • الهجرة المؤقتة: وهي في أغلبها أفراد يسعون للكسب وتحسين مستوياتهم المعيشية، فمن الممكن أن يرتبط وجودهم في الدول المستضيفة بمدى تقدم المهاجر في الوصول لغايته، وهذا لا يمنع من العودة لبلده الأصلي، كالمهاجرين من الدول العربية لدول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ودول أمريكيا اللاتينية وكندا، وغيرها.


الفرق بين الهجرة الداخلية والخارجية

كما ذكرنا فإن الهجرة الداخلية هي هجرة من مكان لمكان آخر داخل حدود الدولة الواحدة، وبالتالي فهي لا تؤثر على عدد السكان، ولكنها تؤثر على توزيع وديمغرافية السكان، بعكس الهجرة الخارجية والتي هي انتقال الفرد من دولة لأخرى، سواء بطريقة رسمية أو غير رسمية، الأمر الذي سيغير من أعداد السكان بالنقص أو الزيادة في الدول المُهاجر منها أو الدول المستضيفة، وكذلك فهي تشترك مع الهجرة الداخلية في تأثيرها على توزيع السكان وديمغرافيتهم. [٤]


الهجرة السرية

هي الهجرة التي ينتقل فيها الأفراد أو الجماعات بطرق غير قانونية ومخالفة للأعراف الدولية، وقد ينتقل الأفراد بين الدول بعدة طرق ولعدة أسباب، وبالتالي فهي تعدّ هجرة خارجية غير قانونية أو ما يُسمى بالهجرة السرية، فبعض الأفراد أو الجماعات يدخلون إلى الدول المستضيفة بطرق غير قانونية وخطرة، كالمهاجرين عن طريق البحر الأبيض المتوسط من شمال أفريقيا للدول الأوروبية، أو ما يسمونهم بالمهاجرين غير الشرعيين، والبعض الآخر يدخل للدول بشكل قانوني كسائح أو طالب للعلم، ويبقى حتى بعد انتهاء مدة إقامته القانونية، وغيرها الكثير من الطرق التي تعاظمت بالتزامن مع وجود المافيات التي تستغل البشر وتعرضهم للخطر بهدف الذهاب لبلاد تؤمّن لهم العيش والحياة الكريمة، أما عن أسباب الهجرة غير الشرعية فهي كثيرة، ولكن أهمها هو البحث عن الأمن والهروب من الخطر، فلا يمكن لإنسان أن يعرض نفسه للخطر دون سبب جوهري يدفعه لذلك.[٥]


المراجع

  1. "مفهوم الهجرة في حياة الإنسان "، feedo، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سعد الخرسان (20-2-2015)، "الهجرة تعريفها وانواعها ودوافعها ونتائجها"، uobabylon، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2019. بتصرّف.
  3. فاطمة الصايغ (20-7-2010)، "الهجرة الخارجية.. أبعادها وتأثيراتها"، albayan، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2019. بتصرّف.
  4. "افرق بين الهجرة الداخلية والهجرة الخارجية"، souidea، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2019. بتصرّف.
  5. "موضوع حول الهجرة السرية مقدمة عرض خاتمة"، alhlol، 19-9-2018، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :