كوسوفو
تعرف رسميًا باسم جمهورية كوسوفو، ونظام الحكم فيها جمهوري برلماني، وعاصمتها هي بريشتينا، وتوجد في الناحية الجنوبية الشرقية من القارة الأوروبية، تحديدًا في شبه جزيرة البلقان، وتحدها من الجنوب الشرقي جمهورية مقدونيا، ومن الشمالي الشرقي صربيا، ومن الشمال الغربي الجبل الأسود، وأخيرًا من الناحية الجنوبية ألبانيا،[١] وليس لها أيّ منفذ بحري، وعليه تعرف بالأرض الحبيسة، استقلت عام 2008 م، وأعلن البرلمان بريشتنا عاصمة لها باعتراف ما يزيد عن 90 دولة عضوًا، منها 23 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، فيما رفضت روسيا، وجورجيا، والصين، وغيرها الاعتراف باستقلالها خشية حدوث أعمال شغب وحركات انفصالية على أراضيها،[٢] اسمها مشتق من كلمة كوس الصربية ومعناها الطائر الأسود، فيما تلفظ بالصربي كوسوف وبالألباني كوسوفا، وبالعثماني قوصوة، وفي ما يتعلق بمناخها فهو حار صيفًا وبارد ثلجي شتاءً.[٣]
السياحة في كوسوفو
تضم كوسوفو العديد من المناطق والمعالم السياحية، ومنها:[٤]
- مدينة بريزرن: تضم مركز المدينة الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، كما تحتوي على العديد من المساجد والكنائس الأرثوذوكسية التي تقع بالقرب من بعضها البعض كدليل على التسامح بين الأديان، ومن أبرز المساجد في المدينة؛ مسجد سنان باشا الذي يعود تاريخ تشييده إلى عام 1615 خلال فترة حكم الدولة العثمانية، وتعد الكنيسة الشرقية الأرثوذوكسية من أبرز كنائس المدينة، والكنيسة مدرجة من ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 2006م، كما توجد في المدينة العديد من الأماكن الأثرية، مثل حصن بريزرن.
- مدينة جاكوفا: تعد من أبرز الوجهات السياحية الملائمة لمحبي الحياة الليلية، كما تضم المدينة بحيرتين تُقام فيهما العديد من الرحلات اليومية، والبازار الكبير الذي بُني حديثًا، مما ساهم في تعزيز نشاط المدينة السياحي، وتكية الشيخ أمين، وهي عبارة عن مجمع ديني يضم العديد من المنازل والأضرحة والنوافير وأماكن العبادة، ومسجد "Hadum" الذي يعود تاريخ بنائه إلى العهد العثماني.
- مدينة بريشتينا: وهي عاصمة جمهورية كوسوفو، وتعدّ من أحدث العواصم في قارة أوروبا، وتتميز المدينة بهندستها المعمارية التي يسودخا اللون الرمادي وغيره من الألوان القاتمة، كما تضم المدينة العديد من المقاهي التي يقصدها أكبر مسؤولي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومبنى الحكومة الجديد والسوق القديم والعديد من المساجد التاريخية.
- مدينة بيخا: تقع عند سفح جبلين يُعرفان باسم الجبال الملعونة، وتعد من أجمل المستوطنات في كوسوفو، وتضم المدينة العديد من المواقع التي تمثل كل من التراث العثماني والتراث الصربي، وسوق الجبن، والعديد من المواقع المدرجة من ضمن قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي ومنها الكنيسة البطريركية والأرثوذكسية، وتعدّ مدينة بيخا الوجهة السياحية الملائمة للتجوّل عبر الوديان وعبر سفوح الجبال على مدى 25 كيلو متر.
- مدينة ديرأوغراتسانيتشا: تعرف باسم المدينة المفككة، وقد ازدهرت المدينة وشهدت نموًا سريعًا بعد إعلان استقلال البلاد، وتعد المدينة مركزًا للمجتمع الصربي في كوسوفو، ومن أبرز معالمها السياحية الكنائس الأرثودكسية الأربعة التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، إذ بُنيت خلال القرن الرابع عشر، كما تحتوي مدينة ديرأوغراتسانيتشا على العديد من الرسوم الجدارية المحفوظة بصورة رائعة.
- بلدة ديكان: وهي بلدة صغيرة، كانت خلال فترة الحرب الواقعة ما بين عامي 1998 و1999 من الميلاد معقلًا لدى قوات جيش تحرير كوسوفو، وتشتمل البلدة على دير فيسوكي ديتشاني الذي يعدّ أهم مبنى أرثوذكسي في البلاد، إذ يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر، وهو مدرج ضمن لائحة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، ويتميز هذا الدير باحتوائه على عناصر تعود إلى كل من العمارة الغربية والشرقية، واحتوائه على أفضل اللوحات الجدارية التي تزين جدرانه.
- مدينة بيك: تقع على طول نهر بيك بيستريكا بالقرب من جبال بروكليتيج، وتشتهر المدينة بمركزها الذي يحتوي على العديد من المحلات التجارية مثل محلات الجلود ومحلات الصياغة والخياطة، كما يضم العديد من المساجد القديمة ومنها مسجد باجراكلي.[٥]
- بلدية نوفو بردو: تقع في وسط كوسوفو، وتتيح للزوار القيام بجولات سيرًا على الأقدام لمسافات طويلة، كما تتيح لهم ركوب الدراجات الجبلية، وتضم المدينة أماكن أثرية يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، ومنها القلاع والمقابر وبعض المباني الدينية.[٥]
- مدينة أولبيانا: تقع في شبه جزيرة البلقان، ويعود تاريخ بنائها إلى القرن الثاني، وقد أُعيد بناؤها مرةً أخرى من قبل الإمبراطور جستنيان الأول.[٥]
تاريخ كوسوفو
عام 1389 م فتحها السلطان العثماني مراد الأول فظلت كوسوفو جزءًا من الدولة العثمانية لمدة 5 قرون تقريبًا، وبعد حرب البلقان الأولى الواقعة سنة 1912 م تقاسمت صربيا والجبل الأسود أراضي كوسوفو، وعقب نهاية الحرب العالمية الأولى أصبحت جزءًا من ضمن مملكة يوغسلافيا، التي وقعت مؤخرًا تحت الاحتلال الإيطالي إبان الحرب العالمية الثانية، وبحلول عام 1946 م ضمت كوسوفا إلى يوغسلافيا الاتحادية، وفي عام 1947 م إبان حقبة حكم الرئيس جوزيف تيتو عاشت كوسوفو حكمًا ذاتيًا ضمن إطار اتحاد الجمهوريات اليوغسلافية حتى أواخر سبعينيات القرن الماضي، فيما ألغى الرئيس الصربي الجديد سلوبودان ميلوشيفيتش نظام الحكم الذاتي الذي يتمتع به ألبان كوسوفا ثم حَكَم الإقليم بالحديد والنار، وعليه اتخذ أهالي البلدة قرارًا بمواجهة الاضطهاد، ثم شكلوا تنظيمًا قوميًا قاده حزب الاتحاد الديمقراطي الألباني برئاسة الأديب إبراهيم روغوفا.
وفي استفتاء شعبي أجري عام 1990 م تبينت رغبة غالبية الشعب الكوسوفي بالانفصال عن صربيا لإقامة جمهورية مستقلة، فيما قرر الألبان تنفيذ عصيان مدني لصربيا فانتخبوا إبراهيم روغوفا رئيسًا لجمهورية كوسوفو، وقد حاول الأخير كسب تعاطف المجتمع الدولي لنيل الاعتراف بالجمهورية لكنه لم ينجح، فكوّن الألبان خلايا عسكرية سموها جيش تحرير كوسوفو، وفي عام 1998 م التفت العالم إلى خطورة الوضع لا سيما بعد الحرب الطاحنة بين جيش تحرير كوسوفو والجيش الصربي، فتحرك المجتمع الدولي وشنّ حلف شمال الأطلسي غارات جوية على صربيا أرغمها على الانسحاب من صربيا، ووُضِعت البلاد تحت وصاية الأمم المتحدة والحلف الأطلسي الذي نشر حوالي 17 ألف عسكريًا في المنطقة، ثم انتهت الوصاية باستقلاله تحت إشراف دولي، وظل يتمتع بالاستقلال الذاتي.[٦]
معلومات حول كوسوفو
فيما يأتي بعض المعلومات حول كوسوفو:[٧]
- تحتوي كوسوفو على 800 مسجد، بالإضافة إلى 100 مسجد تحت الإنشاء.
- أصبحت كوسوفو منذ السابع عشر من شهر شباط من عام 2008 ميلادي جمهورية ديمقراطية برلمانية.
- تتميز كوسوفو بمناخ حار صيفًا وبارد شتاءً، وقد تتشاقط الثلوج أحيانًا، وتصل درجات الحرارة في البلاد صيفًا إلى حوالي 30 درجة مئوية، وتصل شتاءً إلى حوالي 10 درجات مئوية.
- يعتمد اقتصاد كوسوفو على الإيرادات من خلال فرض الضرائب المباشرة أو الضرائب الاستهلاكية والرسوم الجمركية.
- يعدّ اليورو الأوروبي العملة الرسمية لدولة كوسوفو.
- تصنف الآثار في كوسوفو على أنّها ملكية مشتركة؛ أي أنّ المجتمع يعدّ مسؤولًا عن صيانتها، بهدف نقلها إلى الأجيال القادمة، وأثناء الحرب بين عام 1998 و1999 كانت قوات الدولة الصربية تستهدف أكثر من 500 معلم، ودمر أكثر من 80% منها.[٥]
- يزور السياح كوسوفو من ألبانيا والنمسا وألمانيا وكرواتيا والولايات المتحدة وبريطانيا.[٥]
- بلغ عدد سكان جمهورية كوسوفو حسب إحصائية عام 2011 م قرابة 2.100.000 مليون نسمة، وهم موزعون على مساحتها الجغرافية البالغة 10.908 كيلو متر مربع، ويستخدمون عملة اليورو، ويتحدثون بلغات عديدة، ومنها: الألبانية، والصربية، والتركية، وغيرها، ويدينون بالدين الإسلامي بنسبة 95%، فقد دخل الإسلام البلاد مع قدوم الدولة العثمانية في قرون سابقة، وهناك أقلية من الروم الكاثوليك.[٣]
المراجع
- ↑ "كوسوفو"، aljazeera، 3-11-2014، اطّلع عليه بتاريخ 19-3-2019. بتصرف.
- ↑ "كوسوفو تحصل على "استقلالها التام" بعد إنهاء القوى الغربية مهام الاشراف عليها"، bbc، 10-9-2012، اطّلع عليه بتاريخ 19-3-2019. بتصرف.
- ^ أ ب محمد سامح (14-6-2014)، "تعرف على جمهورية كوسوفو في منطقة البلقان"، maqarona، اطّلع عليه بتاريخ 19-3-2019. بتصرف.
- ↑ Salma Osama، "السياحة في كوسوفو : أجمل المعالم السياحية بكوسوفو"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ريما الظفيري (10-8-2018)، "السياحة في كوسوفو"، rjeem، اطّلع عليه بتاريخ 38-4-2019. بتصرّف.
- ↑ محمد عبدالعاطي، "كوسوفو.. الطريق نحو تقرير المصير"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 19-3-2019. بتصرف.
- ↑ habiba (6-2-2017)، "كم عدد سكان كوسوفو"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019. بتصرّف.