مفهوم حوار الاديان

مفهوم حوار الاديان
مفهوم حوار الاديان

مفهوم حوار الأديان

يُعرّف الحوار بكونه محادثة بين شخصين يفهم كلّ منهما الآخر، وبالتالي فإن الحوار الحقيقي يتطلب أطراف متفهمة ومنفتحة على الآخر ومتقبلة لوجهة نظره، وتتعامل مع وجهات النظر والثوابت والآراء المختلفة بكونها شيء يستحق النظر فيه، بحيث ينوي كلّ منهما تفهُّم الآخر ومحاولة فهمه وإدراك ما يقوله،[١] أما بالنسبة لحوار الأديان، فبعد الحوار أو الخوض في المحادثات فمن المفيد معرفة أوجه التشابه وأوجه الاختلاف، الأمر الذي يسهل على الأطراف توضيح مجالات نقاشهم ويساهم في ترسيخ ما تعلّموه من حوارهم، بالإضافة إلى ذلك فإن عمليات التوثيق لحوار الأديان تساعد المشاركين في تقييم كلّ حوار خاضوه وتساعدهم في مناقشة ما إذا كانت أساليب الحوار التي اتبعوها فعّالة أم لا، فحوار الأديان هو الحوار أو المحادثة التي تتيح للمشاركين تمثيل وجهات نظرهم حول أديانهم، وتوضيح أو تقديم عقائدهم وانتماءاتهم الدينية بصورة جماعية دون استثناء فرصتهم في مشاركة وجهات نظرهم كأفراد، الأمر الذي يساهم في عرض التنوع الفكري الغني والمتعدد من القناعات أو الانتماءات الفكرية داخل الطائفة أو المجموعة الواحدة.

يكون حوار الأديان مثمرًا من خلال عرض القضايا واستعراض الموضوعات المشتركة بين الأديان والعقائد، فمثلًا قد يبدأ حوار ديني ما بعرض مجموعة من التفسيرات أو التأويلات الدينية المختلفة لنص ديني ما، فالتطرق لاختلاف وجهات النظر رغم ثبات النص يساعد في خلق جو من الانتماء لكون المناقشة تدور حول موضوع ذو اهتمام مشترك بين أطراف النقاش، الأمر الذي يساعد على بناء المعرفة والثقة، ولكن هذا لا يعني حصر موضوعات النقاش، فمجموعة الموضوعات التي يمكن مناقشتها في الحوار واسعة، مع مراعاة اختيار موضوع مناسب، إذ تنطوي بعض المواد على اختلافات أساسية واستقطابية تؤدي تلقائيًا إلى ردود فعل عاطفية عميقة من أطراف النقاش، فتقلل من فهمهم لبعضهم البعض، وتؤدي إلى اتساع الفجوة بين المتناقشين بدلًا من تقاربهم.[٢]


شروط حوار الأديان

لا بد وأنك تساءلت عن كيفية الخوض في حوار بين الأديان، أو ما هي الشروط أو القواعد التي عليك مراعاتها في هذا من النوع من المناقشات، لحوار الأديان شروط عدة، ومنها:[٣]

  • التمكّن من الموضوعات التي ستناقشها، فانخراطك في حوار مع الآخر المختلف عنك سيجعل منك ممثلًا لمجموعتك أو انتمائك العقائدي، لذا يفضل أن تفهم تقاليدك أو عقيدتك الخاصة جيدًا حتى تتمكن من مناقشتها مع الآخرين.
  • خُضْ الحوار أو النقاش بهدف التعلّم والتطور وليس من أجل تغيير الآخر، فكل شخص يدخل في حوار يحتاج إلى تدريب نفسه على حب الانفتاح والتعلم والمرونة لتغيير مواقفه وتصوراته، الأمرالذي يساهم في تغيير جميع المشاركين أو التطوير من أفكارهم بطريقة ما نتيجة لتقبلهم للآخر وللحوار معه.
  • كنّ على استعداد لمساعدة الأشخاص الذين ينتمون لنفس مجموعتك الدينية على النمو والتغيير، فالحوار الديني نشاط مؤسسي، لذا من الضروري أن ينقل كلّ طرف من أطراف الحوار تجاربه وملاحظاته مع أفراد آخرين ضمن مجتمعه الديني، بحيث ينقل لهم نقاط التشابه والالتقاء مثلًا ويشاركهم ثمار الحوار بين الأديان، وبهذه الطريقة يمكن للمجتمع بأكمله أن يتعلم ويتطور وأن يكتسب رؤية أكثر إدراكًا وشمولية للواقع.
  • كن صادقًا وافترض أن الآخرين صادقون، فالحوار الحقيقي مبنيّ على الصدق والثقة.
  • احترم التجربة والهوية الدينية للآخرين، فهذا الأمر يخلق مساحة آمنة تسمح لكل طرف في الحوار أن يستعرض وجهة نظره الدينية ويوضح تقاليده وشعائره التي ينتمي إليها، وفخر أي طرف بتقاليده لا يمنع أنه من الممكن أن يتمكن من تعديل وتعميق وتوسيع أو حتى تغيير تعريفه الذاتي وفهمه لعقيدته نتيجة الحوار.
  • لا تفترض مسبقًا نقاط الاتفاق أو الخلاف قبل البدء بالحوار، استمع للآخر بتقبل وتعاطف وتجنب الافتراضات المسبقة حول ما سيقوله الآخر، جد نقاط الاشتراك أو التشابه بين ما يمثّله الآخر وتقاليدك الخاصة، وإذا كانت هنالك نقطة خلاف حقيقية فعليك احترامها.
  • كن على استعداد للمشاركة في الحوار بصورة فعّالة ومُنصفة، فيحتاج كل طرف أن يحضر للحوار بنيّة مسبّقة للتعلم من الآخر ومحاولة فهمه، أي كن مستعدًا لتسمع الآخر، فالحوار الفعّال لا يكون باتجاه واحد.
  • عبر عن ذاتك ومجموعتك الدينية ولكن تقبل انتقاد تقاليدك، ففي الحوار الديني يحتاج كل طرف إلى الموازنة بين تقبل النقد وبين القدرة على التمسك بالتقاليد الدينية مع النزاهة والقناعة، ففي حال رفض تقبل النقد هذا يعني أنك ترى أن تقاليدك أو عقيدتك فيها جميع الإجابات الصحيحة، وأنه ليس هناك ما يمكنك أن تتعلمه، وحينها سيكون الحوار مستحيلًا وغير ضروري.
  • جاهد لتقبل تجربة إيمان الآخر، وحاول أن تتخيل نفسك مكانه واستعد لرؤية نفسك بصورة مختلفة، فالدين ليس مجرد مفهوم عقلي، ولكنه أيضًا انتماء روحاني وعاطفي.
  • حاول أن تكون على دراية بالخلفية الدينية أو الثقافية للطرف المقابل، فمثلًا تحتاج إلى أن تأخذ بعين الاعتبار أن الغرب حاليًا هم ورثة لقيم عصر النهضة والتنوير، فمن غير اللائق استحضار تاريخ أو ذكريات مؤلمة من مظالم الماضي لحوارك معهم وتناقشهم بها على اعتبار أنها جزء منهم، فمن المهم أن تكون على دراية بأثر الذاكرة التاريخي والثقافي على حوارك مع الآخر.


أهم أساليب الحوار بين الأديان

توجد العديد من الأساليب والأنواع المختلفة لخوض حوار بين الأديان، وفيما يلي خمسة من أهمها:[٤]

  • الحوار الإخباري أو المعلوماتي: ويهدف هذا الأسلوب إلى اكتساب المعرفة والمعلومات حول الدين الخاص بكل طرف من أطراف الحوار من حيث التعرف على الجماعة الدينية نفسها وكتبها ومعتقداتها وتاريخها الديني.
  • الحوار الطائفي: وهو الحوار الذي يسمح لأطراف النقاش بالتحدث عن أنفسهم، ويجتمعوا عادة بهدف التعرف على كلّ ما يتعلق بطائفتهم وما يتطلب منهم من شعائر تساعدهم على الالتزام.
  • الحوار الاختباري: وهو حوار مع أطراف مؤمنين بأديان وعقائد مختلفة، إذ يتيح لك هذا الحوار اختبار تجربة الطرف المقابل الدينية ومعرفة عباداته وطقوسه، وتسمح لك الدخول في مشاعره، ويتحتم عليك لفعل ذلك أن تستقبل توجيهات الآخر ليساعدك على خوض هذه التجربة.
  • الحوار الذي يهتم بالعلاقات ويعززها بين الأطراف: ويساهم هذا النوع من الحوار بين الأديان في تكوين صداقات مع أشخاص خارج نطاق عقيدتك أو انتمائك.
  • الحوار العمليّ: يهدف حوار الأديان العمليّ بصورة مباشرة وبسيطة إلى فتح مجالات التعاون بين الأطراف الدينية المختلفة من أجل تعزيز السلام والعدالة.


مَعْلومَة

يعد الدين موضوع واسع يمسُّ كل شيء من حولنا تقريبًا، بدءًا من التفسيرات التي نلجأ إليها فيما يخص الكون والهدف من وجودنا إلى الطريقة التي نتصرف بها ونُعامل وفقها بعضنا البعض، وحتى قيمنا ومعتقداتنا وقوانيننا، وبغض النظر عن اعتقاداتك الدينية وتوجهاتك فإن مفاهيم الروحانية والدين المنظم والأخلاق تؤثر علينا جميعًا، وتساهم في خلق تراكيب ثقافية واجتماعية وتاريخية كثيرة تؤثر مباشرة على المنتوج الفلسفي والأخلاقي والاجتماعي، وفيما يلي قائمة ببعض الأديان الرئيسية المتبعة حول العالم:[٥]

  • الإلحاد أو اللا أدرية.
  • الديانة البهائية.
  • الديانة البوذية.
  • الديانة المسيحية.
  • الديانة الكونفوشيوسية.
  • الديانة الدرزية.
  • الديانة الغنوصية.
  • الديانة الإسلامية.
  • الديانة الهندوسية.
  • الديانة اليانية.
  • الديانة اليهودية.
  • الديانة الراستفارية.
  • دين الشنتو.
  • الديانة السيخية.
  • الديانة الزرادشتية.
  • الأديان الأفريقية التقليدية.
  • أديان الشتات الأفريقي.
  • الأديان الأمريكية الأصلية.


المراجع

  1. Mark K. Smith (20-6-2013), "Dialogue and conversation for learning, education and change"، infed, Retrieved 5-8-2020. Edited.
  2. "Guidelines for Interfaith Dialogue", religioncommunicators, Retrieved 5-8-2020. Edited.
  3. "Ten Rules for Interfaith Dialogue", sheppartoninterfaith, Retrieved 5-8-2020. Edited.
  4. "Five Types of Interreligious Dialogue", scarboromissions, Retrieved 5-8-2020.
  5. "18 Major World Religions — Study Starters", thebestschools,25-2-2019، Retrieved 5-8-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :