طرق برمجة العقل الباطن

طرق برمجة العقل الباطن
طرق برمجة العقل الباطن

العقل الباطن

من نعم الله على الإنسان أن جعلَ له عقلان؛ عقلٌ واعي يُحلّل من خلاله الإنسان ما يواجهه من قضايا ومشاكل وأطروحات فيتّخذُ القرار المناسب نحوها، فهو خيارٌ اختياريٌّ وفقَ طاقة الإنسان وإرادته، وعقلٌ باطنٌ لا إرادي يؤرشف للإنسان ما يَمرُّ بها من ذكريات ومشاعر ومواقف وأحاسيس، ويتلقّى الأوامر من العقل الواعي ليخزنها تلقائيًّا ودون إرادة الإنسان واختياره، فدقاتُ القلب، والتّنفس والنّمو وغير ذلك كُلُّها من توجيه عقل الإنسان الباطن، ويستطيعُ الإنسانُ برمجةَ عقله الباطن ضمن خطوات محدّدة، ويوجدُ وظائف للعقل الباطن ونتائج إيجابيّة تترتب على حسن برمجته والاستفادة منه.


طرق برمجة العقل الباطن

يستطيعُ الإنسان برمجةَ عقله الباطن ليستفيد منه إيجابيًّا من خلال خطوات، منها:

  • مجادلة الأفكار وصولاً إلى اختيار أفضلها، فيستعرضُ الإنسانُ من أفكار ومواقف ومشاعر سلبيّة، ويقنع نفسه بسلبيتها ، فيعدُلُ عنها إلى ما هو إيجابي، ليتلقى ذلك عقله الواعي كأوامر قابلة للتّنفيذ، فيسلّحُ صاحبه بقوّة الإيمان والإرادة والعزيمة، فيقوى بذلك صاحب المرض على مرضه بحتمية الشّفاء ولو بعد حين، ويتغلّبُ صاحب العمل على صعوبة عمله بتلذذه بتصوّر لذة إنجاز العمل ونجاحه فيه فيُقدم عليه بقوة وجلد وجسارة وعزيمة، وكذلك الحال بالنّسبة للطالب.
  • الرضا بالقدر مقرونًا بالأخذ بالأسباب، ممّا يدفع الإنسان على الصّبر على بذل الجهد والصّبر كذلك على تأخر بلوغ المراد، فهو مطمئن بما يخبئه له القدر وما يخفيه الله عنه ما دام قد أحسن الأخذ بالأسباب لبلوغ المراد.
  • الاستمرار في شكر الله على نعمه، ممّا يساعدُ في الصّبر على تحمّل المشاق وطرد ما ينتاب الإنسان من مواقف وأفكار ومشاعر سلبيّة.
  • التفكير الإيجابي، وهو التَفكير المبني على قواعد ومُقدَمات ونتائج سليمة.
  • التَحلي بصفات نفسيّة عالية، كالثَقة بالنَفس، وقوَة الإرادة والعزيمة وعلو الهمّة.
  • التَخيل، وذلك بتخيل الإنسان لما يود من بلوغه من أهداف فيرتسم أمامه كواقع محسوس، فيكادُ العقل الواعي في استنهاض طاقة صاحبه لتجسيد هذا الخيال وإخراجه إلى أرض الواقع واقعًا حقيقيًا ملموسًا.
  • كتابة الرّسائل والإيحاءات الإيجابيّة، وذلك بكتابة عناوين لما يرغب أن يكون عليه ويتمتع به من صفات، مثل أنا أستطيع أن أنجح، وأستطيع أن أكون اجتماعيًا، أو داعية إلى الله، أو حافظًا للقرآن، وغير ذلك، فبتكرار الأمر على هذه الرسائل يصدر العقل الواعي أوامره لتنفيذ كل ذلك.
  • طرح الأسئلة على الذات وانتظار الحلول لها، مع مراعاة أن تكون هذه الأسئلة إيجابيةً، لتحفيز العقل الباطن وحسن استغلاله، ومن الأمثلة على هذه الأسئلة، لماذا علي القيام بأعمال تطوعية، ولماذا يجب أن أكون اجتماعيًا.
  • التأمل الإيجابي، وخاصةً عند الاستيقاظ من النوم إذ يكون الإنسان في وضعية الرّاحة التامة والاسترخاء والعقل في وضعية التألق والهدوء.


وظائف العقل الباطن

وللعقل الباطن وظائف، منها:

  • استقبال المعلومات والأوامر من العقل الواعي والحواس وبالتالي تخزينها.
  • الاحتفاظ بالمشاعر المكبوتة سلبية كانت أو إيجابية، كالحب والكره والحقد والحسد، وغير ذلك.
  • توجيه تصرف الإنسان من خلال مجموع المشاعر والتفاعلات التي قام بتخزينها.


أهمية البرمجة الإيجابية للعقل الباطن

إنّ لحسن برمجة الإنسان لعقله الباطن فوائد منها:

  • الشّعور بالسعادة والطمأنينة والثقة بالنفس.
  • القدرة على تحمل صعوبات الحياة.
  • حسن التّخطيط وبذل الجهد لتحقيق الأهداف.
  • استعادة الإنسان لحيويته ونشاطه، من خلال الشّعور بكينونته.
  • تشجيع الإنسان ومساعدته على إحداث بصمته في الحياة.

إذًا هو العقل الباطن، النّعمة الرّبانية التي يتمتع بها الجميع ولكن فرق بين إنسان وإنسان في الاستفادة منها، فيوجدُ من ترتفع همّتهُ لتصل به إلى العلا، ويوجدُ من تنزلق به همته إلى الدرجات السفلى.

فيديو ذو صلة :