محتويات
الترشيد في حياتنا
يُعرف ترشيد الاستهلاك بأنه المفهوم الذي يتضمن مجموعة من التقنيات والطرق والأساليب التي تؤدي إلى تقليل استهلاك الفرد من مصادر الطاقة المتجددة وغير المتجددة والموارد الطبيعية من أجل ضمان استمرارية تواجدها بالطبيعية وتوفير حق الأجيال القادمة منها بطريقة عادلة تمكنهم من تحقيق احتياجياتهم المتكررة باستمرار، ويجب أن يشمل مفهوم الترشيد جميع مناحي الحياة ولا يقتصر على المياه والكهرباء كما هو معتاد،[١]ويحدث هذا الأمر من خلال عدد من الحملات التوعوية الهادفة لنشر وتعزيز ثقافة مفاهيم الترشيد لدينا، وجبل المواطنين عليها حتى تصبح أساسًا فيهم، إذ إن من شأن هذه الحملات المساهمة في قياس الأثر المترتب منها على فئات المجتمع المختلفة، بالإضافة إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستخدام والتصرف الممنهج والأمثل للموارد المتاحة كافة.[٢]
أهم طرق الترشيد للماء والكهرباء
سنتناول في هذا المقال أهم طرق الترشيد للماء والكهرباء والذي يعني تقليل الاستخدام لتلك الموارد، فحين نقول التقليل فلا يعني ذلك الامتناع الكلي عن استخدامها، بل اللجوء للاستخدام بطريقة فعالة دون إهدار في الكهرباء مثلًا أو الماء، وبالنسبة للتقليل من استهلاك الكهرباء فهذا يؤدي لتحقيق منفعة فردية واجتماعية، والمنفعة الفردية هي تقليل الدفع لفواتير الكهرباء مرتفعة الثمن، أما الفائدة الاجتماعية التي تظهر من تقليل الاستهلاك للكهرباء فهي الحد من استخدام الطاقة داخل حدود الدولة ومن الضروري اللجوء لنشر الوعي الثقافي داخل المجتمع للوصول الى الطرق المثالية لترشيد استهلاك الكهرباء،[٣]وفيما يأتي بعض من طرق ترشيد استهلاك كل من الماء والكهرباء:
طرق ترشيد استهلاك الماء
توجد عدة طرق يجب اتباعها للترشيد من استهلاك الماء وهي التالية:
- الحرص على إغلاق صنبور الماء جيدًا بعد الانتهاء من استخدامه.
- استخدام وسيلة تقليدية كالإبريق مثلًا بدل الخرطوم في غسل وتنظيف السيارة، أو الحيوانات.
- علاج مشكلة الوسواس القهري في مجال النظافة العامة، وهو حالة اضطراب غير طبيعية تصيب البعض فتجعلهم مهووسين بالغسيل والشطف والتنظيف لأمور لا داعٍ لها، فنراهم يغسلون الشبابيك أسبوعيًا، أو الستائر أو السجاد شهريًا، وهذه لوازم تتطلب الغسل مرة واحدة في السنة، فتكرار غسلها لا يعد تبذيرًا فحسب، بل إنه يقلل من صلاحيتها وعمرها الافتراضي.
- ضبط أوعية الشرب الخاصة بالحيوانات خشية انسكابها على الأرض هباءً.
- الاعتماد على الطرق التقليدية في الاستحمام، مع محاولة إغلاق الدش ما أمكن خلال الغسل.
- ضبط تصرفات الأطفال الصغار بأدب وفن استخدام الماء بما يحول دون إهدارهم هذه النعمة.
- اعتماد طريقة الري بالتنقيط في سقاية محاصيل الأرز والقمح وغيرها.[٤]
- تسميد الأرض بأسمدة عضوية تحتفظ بالمياه والرطوبة، وهو ما يقلل من الحاجة إلى ري المزروعات.
- صيانة البنية التحتية والفوقية المتعلقة بالماء من صنابير وعوامات وخزانات وأنابيب المياه، تجنبًا لأي تسريب.
- إغلاق صنبور الماء أثناء غسل الأسنان أو حلاقة الذقن.
- صيانة حمامات السباحة للتأكد من سلامتها بما يحول دون فقدان كميات كبيرة من الماء.
- تقصير مدة الاستحمام، فهو في محصلة الأمر حاجة ملحة للنظافة العامة وليست وسيلة ترفيه.
- غسل الخضار والفواكه مع بعضها البعض في وعاء واحد بدلًا من غسل كل واحدة منها على حدة تحت صنبور الماء المفتوح.[٥]
- إعادة استخدام المياه؛ فعند اتجاه الأفراد إلى إعادة استخدام المياه النظيفة مثل: مياه غسيل الأطباق في الزراعة، وإعادة استخدام مياه المغاسل في شطف الحمامات يؤدي ذلك إلى خفض كمية استهلاك المياه بكميات ضخمة قد تصل في بعض الأحيان إلى النصف.[٦]
طرق ترشيد استهلاك الكهرباء
وفيما يأتي أهم الطرق المتبعة لترشيد استهلاك الكهرباء:
- الاكتفاء بإنارة المصابيح في مكان الجلوس أو العمل، مع الحرص على إطفائها في بقية غرف المنزل.
- الاعتماد على ضوء الشمس خلال ساعات النهار، مع الاستغناء التام عن المصابيح الصناعية، فالله جل وعلا أنعم علينا بالشمس وجعلها من الطاقة المتجددة التي لا تنفذ، في حين أن الكهرباء من صنع البشر وهي قابلة للنفاذ بلا أدنى شك.
- الحد من استخدام الهاتف وأجهزة الحواسيب في أمور لا طائل منها، فهي تحتاج إلى شحن باستمرار.
- نزع محوّل الأجهزة من القابس بعد الانتهاء من استخدامها.
- الاعتماد على مكيف واحد في غرفة الجلوس والتجمعات العائلية بدلًا من استخدام عدة وسائل تكييف في كل غرفة.
- ضبط استخدام الأجهزة الكهربائية في المنزل مع الاكتفاء بالضروريات دون الثانويات، بالإضافة إلى فحصها باستمرار؛ تجنبًا لأي خلل قد يؤثر على الاستهلاك.
- تقنين إضاءة المزارع إلى حد مناسب.
- الاعتماد على لمبات توفير بدلًا من اللمبات العادية.
- تقنين استخدام التلفاز بمعدل معين يوميًا، وهي خطوة جيدة جدًا ليس في مجال الترشيد فحسب، بل لها فوائد اجتماعية وإنجازية وصحية على حد سواء.
- الحرص على تنويع أنشطة التسلية والترفيه بحيث لا يكون للتيار الكهربائي ضرورة قصوى لا يمكن الاستغناء عنها.[٤]
- الحرص على شراء الأجهزة الكهربائية الموفرة للكهرباء بدلًا من العادية، علمًا بأن فارق السعر ليس كبيرًا.[٥]
- إغلاق باب الثلاجة؛ فعندما تفتح باب الثلاجة فإن الثلاجة يزيد من استهلاكها للطاقة من أجل تخفيض درجة الحرارة للمستوى المطلوب.[٦]
- تسخين المياه؛ فمن الأفضل التقليل من استهلاك الأجهزة الكهربائية التي تسخن المياه، والاعتماد على الأجهزة التي تعتمد بتشغيلها على مشتقات البترول المختلفة والغاز بسبب احتواء تلك المواد على مخزون طاقة أكبر وتحتاج إلى وقت أقل من أجل رفع درجة حرارة المياه.[٦]
- اعتماد التدفئة غير الكهربائية؛ فاستخدام التدفئة التي تعتمد على المدافئ المعتمدة على الغاز ومشتقات البترول المختلفة تقلل وتوفر من المصاريف اللازمة لتدفئة المنشآت بطريقة مباشرة.[٦]
فوائد ترشيد استهلاك الماء والكهرباء
وفيما يأتي أبرز الفوائد المترتبة على ترشيد استهلاك الماء والكهرباء:[٤]
- خفض تكاليف الاستهلاك وهو ما ينعكس إيجابيًا على فاتورة الماء والكهرباء، وبالتالي فإن الترشيد وسيلة لتحسين الوضع المادي للعائلة.
- نيل رضا الله تعالى لأنه أمرنا بالموازنة ونهانا عن التبذير والإسراف، فقد قال جل وعلا في كتابه العزيز:{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ }[٧].
- الحد من خطر الكوارث الطبيعية الناتجة عن الجفاف أو الظلام.
- القضاء على مهن بيع الماء أو الكهرباء واستغلال حاجة الناس من قِبل التجار.
أهمية الماء والكهرباء
وفيما يأتي أبرز فوائد الماء والكهرباء في حياتنا:[٤]
- أهمية الماء: والتي تتمثل فيما يأتي:
- مصدر أساسي للبقاء على قيد الحياة بالنسبة لجميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان، والنبات، والحيوان، وعليه قال جل وعلا في كتابه العزيز: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ }[٨]، فبدون الماء تحل علينا كارثة الجفاف والعطش فيفنى الزرع وتنفق الدواب ثم يموت الإنسان.
- ترطيب الأجواء الحارة خاصةً للبدو في أوقات الحر الشديد.
- صناعة الأدوية العلاجية.
- ضمان بقاء الثروة السمكية التي تدرّ أرباحًا طائلة على الدولة والأفراد.
- وسيلة من وسائل الترفيه والتسلية عن النفس كونها معتمدة في المسابح والمتنزهات من ناحية، وفي البحار والأنهار من ناحية أخرى.
- أهمية الكهرباء: والتي تتمثل فيما يأتي:
- وسيلة من وسائل الإنارة ليلًا كما يمكن استغلال الوقت في الإنجاز أو السهر.
- الحفاظ على الأجهزة الطبية التي لا تعمل دون الكهرباء كما في غرف الإنعاش، والعمليات، وحاضنات الرضع وغيرها.
- تشغيل الأجهزة التعليمية التواصلية.
- وسيلة مهمة لاستمرار الابتكار والإبداع للوصول إلى اكتشافات علمية ذات قيمة حضارية هامة.
- مصدر من مصادر الطاقة الصديقة للبيئة لأنها غير ملوثة ما دام استخدامها بحذر.
- حل يساعد على إنشاء المشاريع التي تقضي على البطالة بصورة أو بأخرى.
الإسلام والترشيد
لا يمكن لاثنين الاختلاف على مسألة ترشيد الاستهلاك أو النفقات بأنها فريضة فرضتها الشريعة الإسلامية، بل وضرورة من ضروريات الحياة، لعدة أسباب، أهمها، التوسط والاعتدال، وهذه أهم العوامل التي تميز المسلم عن غيره، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}[٩]، ونهى المولى عز وجل عن الإسراف، فقال: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[١٠]، كما حذر الله تعالى من التبذير، فقال: {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}[١١]
ويُعرّف الإسراف بأنه مجاوزة الحد، وقد خصّ بعض العلماء استعماله بالنفقة والأكل، وقيل المجاوزة في الكمية عن الحاجة، وأما التبذير فيُعرّف بتفريق المال وإنفاقه في السرف، وقد خصه بعضهم بإنفاق المال في المعاصي وتفريقه في غير وجه حق.[١٢]
المراجع
- ↑ "ما مفهوم ترشيد الاستهلاك؟"، almrsal، 17-11-2016، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "عن الترشيد"، ewa، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "وسائل ترشيد الاستهلاك واهميته"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "أهمية ترشيد استهلاك الماء والكهرباء وطرق تطبيقة"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "بحث عن ترشيد الإستهلاك للماء والكهرباء "، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "25 طريقة لترشيد الماء والكهرباء"، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 27.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 30.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 67.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 31.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 26،27.
- ↑ "ترشيد الاستهلاك في الاسلام"، alchourouk، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.