ماهي اسباب الوسواس القهري

ماهي اسباب الوسواس القهري
ماهي اسباب الوسواس القهري

الوسواس القهري

يعد الوسواس القهري (OCD) من الأمراض العقلية التي يمكن أن تصيب الجميع ذكورًا وإناثًا، ويعرف بأنه نوع من الاضطرابات النفسية الأكثر انتشارًا في مختلف مراحل الحياة سواءً في مرحلة الطفولة أو في مرحلة البلوغ، وتتضمن الإصابة بالوسواس القهري مراودة المصاب العديد من الأفكار والمعتقدات والأحاسيس غير المرغوب بها، وعدم القدرة على السيطرة عليها، ويكون ذلك دافعًا لممارسة بعض السلوكيات والتصرفات بصورة متكرّرة كردّة فعل للأفكار التي تنتابه، وعادةً ما يؤثّر مرض الوسواس القهري نفسيًا على المصاب؛ وذلك لكونه يؤثر سلبًا على ممارسته للأنشطة اليومية، إذ يفقد المصاب قدرته على اتخاذ القرارات الصائبة أو التحكم بأفعاله ليصبح تنفيذ هذه الأفكار الطريقة الوحيدة للشعور بالراحة والتخلص من التوتر، كما يعجز عن تجاهل الأفكار القهرية، وبالرغم من عدم إدراك المصابين لذلك فإن المبالغة في القلق يشير إلى وجود مشكلة تستدعي العلاج، مما يستلزم علاجه والسيطرة عليه، ويكون ذلك إما بالعلاج الدوائي أو النفسي أو كليهما.[١][٢]


أسباب الوسواس القهري

إلى الآن لا يوجد سبب واضح ومحدد بشأن الإصابة بالوسواس القهري، لكن قد يُعتقد أنه توجد بعض العوامل التي من شأنها أن تزيد من فرصة الإصابة به، والتي تتضمن ما يأتي:[٣][٤]

  • أسباب عصبية: إذ تبيّن وجود اختلاف في بعض أجزاء الدماغ بين المصابين بالوسواس القهري وغير المصابين، كما يؤدي عدم توازن المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ كالسيروتونين والغلوتامات إلى زيادة فرصة الإصابة بالوسواس القهري.
  • أسباب بيئية: تؤدي الأسباب البيئية المليئة بالضغوط أو الصدمات أو التوتر إلى زيادة فرصة الإصابة بالوسواس القهري، خاصةً لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد أكبر للإصابة به، كما تؤثر إصابات الدماغ لدى الأطفال والمراهقين في زيادة فرصة حدوثه؛ فقد بيّنت بعض الدراسات أنّ 30% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-18 سنةً ممن سبق لهم التعرض لإصابات الدماغ كانوا أكثر عرضةً لظهور أعراض الوسواس القهري خلال سنة من ذلك.
  • أسباب جينية: إذ تزداد فرصة الإصابة بالوسواس القهري لدى الأشخاص الذين يعاني أحد أفراد عائلتهم من الوسواس القهري.
  • أسباب أمراض المناعة الذاتية: إذ تؤدي إصابة الأطفال ببعض الأمراض إلى زيادة احتمالية الإصابة بالوسواس القهري، ومن أهم هذه الأمراض التهاب العقد القاعدية نتيجة التعرض لعدوى المكورات العقدية، أو نتيجة التعرض لبكتيريا مسؤولة عن الإصابة بداء لايم، أو التعرض لفيروس الإنفلونزا H1N1.
  • أسباب سلوكية: وذلك بربط بعض الأشياء والمواقف بالشعور بالخوف، مما يترتب عليه ممارسة بعض السلوكيات والتصرفات لتجنّبها لدى المصاب بالوسواس القهري بدلًا من مواجتها والتغاضي عنها.
  • أسباب معرفية: تنتاب جميع الأشخاص أفكار ووساوس سلبية في أوقات معينة يمكنهم تجاهلها والتغلب عليها، لكن المصاب بالوسواس القهري لا يمكنه ذلك؛ إذ يبدأ بالمبالغة والتعظيم لهذه الأفكار والوساوس السلبية التي تنتابه باعتبارها أشياء حقيقةً وكارثيةً يمكنها تهديده، مما يدفعه إلى الاستمرار بسلوكياته القهرية.
  • أسباب أخرى: من الأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة بالوسواس القهري أيضًا التعرض لإصابةٍ مباشرة في الرأس أو الإصابة بنوعٍ آخر من الاضطرابات النفسية كالرهاب أو الاكتئاب.


أنواع الوسواس القهري

توجد أربعة أنواع أساسية للإصابة بالوسواس القهري، والتي تتضمن ما يأتي:[٥]

  • التلوث: ويعني ذلك الخوف من تلوث الأشياء مع وجود رغبة ملحّة للمصاب بتنظيفها.
  • التدقيق: وذلك بالتأكد المتكرر من عدة أمور؛ كالتأكد من إغلاق الأقفال، أو أنظمة الإنذار، أو الفرن، أو مفاتيح الإضاءة، بالإضافة إلى التفكير المستمر بالإصابة بحالات مرضية؛ كانفصام الشخصية.
  • التماثل والترتيب: ذلك بترتيب المصاب بالوسواس القهري الأشياء بنمط وبطريقة معين ومتماثلة.
  • التأملات والأفكار التطفلية: وذلك بمراودة المصاب بالوسواس القهري العديد من الأفكار السلبية، والتي قد تكون عنيفةً أو مزعجةً في بعض الأحيان.


أعراض الوسواس القهري

تختلف أعراض الوسواس القهري من مصابٍ إلى آخر بحسب نوعه، إذ يوجد من يعاني من وسواس النظافة والخوف المبالغ فيه تجاه العدوى، والوسواس من التعرض لخطر الغرق أو الحريق أو السرقة، والوسواس في جمع الأشياء دون الاستفادة منها، والوسواس من الفوضى والمبالغة في ترتيب الأشياء ضمن نظام خاص، والوسواس في التخيل والتفكير بأمور غير منطقية وغيرها الكثير من الأنواع الأخرى، وعادةً ما يشترك المصابون بظهور مجموعة من الأعراض والعلامات التي تساعد في التشخيص، ومنها:[٣][٦]

  • القلق والتوتر وعدم الشعور بالراحة لسيطرة بعض الأفكار والصور غير المرغوبة.
  • صعوبة تحكم المصاب بسلوكياته حتى مع إدراكه بعدم الحاجة إليها.
  • المبالغة في تخيل أحداث غير واقعية مثل إمكانية التعرض للأذى أو الإصابة بالعدوى.
  • الشعور بالانزعاج عند التواصل مع الآخرين أو التعرض لمواقف لا تناسب حالة المصاب.
  • المبالغة في التأكد من إغلاق الأبواب والنوافذ قبل الخروج من المنزل أو قبل النوم.
  • اتباع طقوس أو روتين يومي للتخلص من التوتر.


مضاعفات الوسواس القهري

قد يترتب على الإصابة بمرض الوسواس القهري حدوث العديد من المضاعفات لدى المصاب، والتي تتضمن ما يأتي:[٦]

  • التأثير السلبي على جودة حياة المصاب لتصبح سيئة عمومًا.
  • الإصابة ببعض المشكلات الصحية الناجمة عن بعض التصرفات القهرية؛ ومثال على ذلك الإصابة بالتهاب الجلد التماسي؛ نتيجة الغسيل المتكرر لليدين.
  • مراودة المصاب أفكار انتحارية قد تدفعه بالفعل إلى الإقدام على الانتحار.
  • اضطراب في العلاقات الخاصة بالمصاب.
  • عدم القدرة على آداء الواجبات الأساسية والأنشطة اليومية؛ كالذهاب إلى المدرسة أو العمل أو ممارسة النشطات الاجتماعية.


علاج الوسواس القهري

عادة ما يُعالَج المصاب بالوسواس القهري إما بالعلاج الدوائي أو العلاج النفسي أو كليهما، لكن ليس بالضرورة أن يستجيب جميع المصابين للعلاج بنفس الطريقة، فبعضهم يشهد تحسّنًا ملحوظًا، بينما البعض الآخر تستمر الأعراض لديهم، وفيما يأتي توضيح لأهم العلاجات المستخدمة للوسواس القهري:[٧]

  • العلاج الدوائي: إذ تعد الأدوية المضادة للاكتئاب من العلاجات الفعالة التي يمكن استخدامها في التخفيف من أعراض الوسواس القهري لكن بجرعة عالية ولمدة تتراوح بين 8-12 شهرًا، ومن أهم هذه الأدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية التي تتضمن؛ فلوفوكسامين، وباروكسيتين، وسيرترالين، وفلوكسيتين، بالإضافة إلى مضاد الاكتئاب كلوميبرامين[٦]، لكن في بعض الحالات قد لا يُظهر المصاب أيّ استجابة لمضادات الاكتئاب، مما يستدعي معالجته بالأدوية المضادة للذهان، بالرغم من تضارب الدراسات بشأن فعاليتها في علاج الوسواس القهري، كما يمكن توجيه بعض النصائح للمصابين بشأن العلاجات الدوائية المتناولة لعلاج الوسواس القهري، والتي تتضمن ما يأتي:
    • عدم التوقف عن تناول الدواء فجأةً؛ لما يسببه من بعض الأعراض الانسحابية التي قد تكون خطيرةً في بعض الأحيان، لذلك يجب إخبار الطبيب في البداية والبدء بتقليل الجرعة تدريجيًا.
    • ضرورة معرفة الفوائد والمخاطر المرتبطة بتناول العلاج الدوائي من قِبَل الطبيب.
    • في حال ظهور أيّ أعراض جانبية لدى المصاب فإنه ينبغي مراجعة الطبيب، فقد يُغير الدواء أو يُقلّل الجرعة.
  • العلاج النفسي: يعد العلاج النفسي من العلاجات الفعالة التي يمكن اللجوء إليها لمعالجة المصابين بالوسواس القهري سواء الأطفال أو البالغين، ويمكن استخدامه في حال فشل مضادات الاكتئاب في معالجة الحالة أو استخدامه إلى جانبها، ويتضمن هذا النوع من العلاجات العلاج المعرفي السلوكي، ويكون ذلك بتعرض المصاب لأحد المؤثرات التي تسبب له الوسواس القهري؛ كلمس الأشياء المتّسخة ثم منعه من الاستجابة المعتادة كغسل يديه مباشرةً.
  • العلاجات الأخرى: إلى جانب ما ذُكر سابقًا فإنه توجد بعض الخيارات الأخرى التي يمكن استخدامها في علاج الوسواس القهري، وتتضمن ما يأتي:[٥]
    • الاسترخاء، ويكون ذلك بممارسة بعض الأنشطة لزيادة الاسترخاء؛ كاليوغا والتأمل والتدليك.
    • التعديل العصبي، وذلك باستخدام أجهزة تُعدّل النشاط الكهربائي في مناطق معينة في الدماغ.


المراجع

  1. "Obsessive compulsive disorder (OCD)", www.nhs.uk,18-11-2019، Retrieved 20-12-2019. Edited.
  2. "What Is Obsessive-Compulsive Disorder?", www.psychiatry.org,7-2017، Retrieved 20-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Hannah Nichols (18-1-2018), "What is obsessive-compulsive disorder?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-12-2019. Edited.
  4. "Obsessive-Compulsive Disorder (OCD)", webmd, Retrieved 27-2-2020. Edited.
  5. ^ أ ب Smitha Bhandari (24-11-2019), "Obsessive-Compulsive Disorder (OCD)"، www.webmd.com, Retrieved 20-12-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Obsessive-compulsive disorder (OCD)", www.mayoclinic.org,17-9-2016، Retrieved 20-12-2019. Edited.
  7. "Obsessive-Compulsive Disorder", www.nimh.nih.gov,10-2019، Retrieved 20-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :