أساليب العلاج المعرفي السلوكي

العلاج المعرفي السلوكي

يهدف العلاج المعرفي السلوكي إلى مساعدة الأشخاص على تغيير سلوكياتهم عبر تغيير أنماط أو طرق تفكيرهم، ويقوم مبدأ هذا العلاج على المبدأ القائل بأن سلوكيات البشر ترتكز على طريقة تفكيرهم وطريقة نظرتهم نحو الأمور الحياتية، وهذا يعني أنَّ جلسات العلاج ستطلب مشاركة ذهنية فعالة من الشخص من أجل الوصول إلى أهداف العلاج، وعادةً ما يحتاج الأشخاص إلى حوالي 20 جلسة تقريبًا من أجل الاستفادة من أساليب هذا العلاج، ولقد أُسس هذا العلاج قبل 50 عامًا تقريبًا من أجل علاج الاكتئاب على وجه التحديد، لكنه بات الآن يُشكل فرصة لعلاج مشاكل نفسية كثيرة، مثل: الأرق، واضطرابات الهلع، واضطرابات الرهاب المرضية، والغضب، ومشاكل الأكل النفسية، ومشاكل الإدمان، بالإضافة إلى حل المشاكل الزوجية.^[١]

استراتيجيات وأساليب العلاج المعرفي السلوكي

تشتمل أبرز الاستراتيجيات والأساليب الخاصة بالعلاج المعرفي السلوكي وفقًا للجمعية الامريكية لعلم النفس على الآتي:^[٢]

• مساعدة الشخص على إدراك مناحي أو أنماط التفكير لديه المسؤولة أصلًا عن خلق المشكلة، ثم إعادة تقييم هذه الأنماط في ظل تصور جديد عن الواقع.
• قيام المعالج بلعب أدوارٍ خيالية أمام الشخص من أجل تحضيره لمواجهة مواقف حياتية شبيهة أثناء تعامله مع الآخرين.
• حث الشخص على استعمال مهارات حل المشاكل من أجل التأقلم بسهولة أكبر مع المواقف الحياتية الصعبة.
• مساعدة الشخص على مواجهة مخاوفه بدلًا عن تجاهلها أو عدم التفكير فيها.
• إكساب الشخص قدرة على فهم سلوكيات الآخرين ودوافعهم.
• تعليم الشخص أساليب عملية لكيفية إراحة عقله وجسده.
• إكساب الشخص ثقة عالية بقدراته الفردية.

وعلى أي حال تختلف نوعية الأساليب والاستراتيجيات التي يلجأ إليها أطباء النفس باختلاف ماهية المشكلة النفسية التي يُعاني منها الشخص؛ ففي حال كان الشخص على سبيل المثال يُعاني من مشكلة انخفاض الثقة بالنفس، فإن الشخص قد يُعاني حينئذ من أفكارٍ سلبية قد تتعلق بمظهره أو بقدراته الفردية، وهذا بالطبع سينعكس على علاقاته الاجتماعية وحياته المهنية، مما يضطره إلى الذهاب إلى الأطباء النفسيين الذين يمتلكون الخبرة الكافية لعلاج هذه المشكلة عبر أساليب العلاج المعرفي السلوكي، وعادةً ما يلجأ الأطباء في البداية إلى مساعدة المريض على تحديد الأفكار السيئة التي أدت به إلى الشعور بانخفاض الثقة في نفسه، ثم يأتي بعد ذلك مرحلة تعليم الشخص مهاراتٍ جديدة لتُساعده على مواجهة هذه الأفكار في الحياة العملية.^[٣]

أنواع العلاج المعرفي السلوكي

يلجأ المعالج أو الطبيب النفسي إلى استخدام أنواع فرعية خاصة أحيانًا من العلاج المعرفي السلوكي اعتمادًا على ماهية المشكلة التي يُعاني منها الشخص، ومن بين هذه الأنواع ما يأتي:^[٣]

• العلاج عن طريق إثارة الانفعالات المنطقية السلوكية: يهدف هذا النوع إلى تحديد وتغيير المعتقدات غير المنطقية لدى الشخص عبر تعريض هذه المعتقدات إلى تحديات منطقية، وهذا بالطبع سيُساعد الشخص على تحديد هذه الأفكار أو المعتقدات لتغييرها فيما بعد.
• العلاج المعرفي: يتمحور هذا النوع حول تحديد وتغيير أنماط التفكير غير الصحيحة أو المشوهة لدى الشخص، بالإضافة إلى تغيير انفعالاته العاطفية وسلوكياته.
• العلاج متعدد الأنماط: يحاول العلاج متعدد الأنماط إيجاد حلولٍ للمشاكل النفسية عبر الأخذ بعين الاعتبار أنماطٍ كثيرة متعلقة بالسلوك، والاحساس، والخيال، والإدراك، والعوامل الحيوية، ونوعية الادوية أو العقاقير التي يستهلكها الشخص.
• العلاج السلوكي الجدلي: يسعى العلاجي السلوكي الجدلي إلى تحديد أنماط التفكير والسلوك لدى الشخص من أجل وضع الاستراتيجيات المناسبة لتنظيم العواطف والقدرات الذهنية لديه.

مساوئ العلاج المعرفي السلوكي

يُقارن بعض الخبراء بين فاعلية العلاج المعرفي السلوكي وبين فاعلية الأدوية، ويرون أنَّ هذا النوع من العلاج يُمكنه أن يتغلب على فاعلية الأدوية أحيانًا، لكن يبقى له مساوئ أيضًا، منها:^[٤]

• حاجة الشخص إلى الالتزام بالعملية العلاجية وحضور جميع جلسات العلاج.
• عدم مقدرة العلاج المعرفي السلوكي على علاج المشاكل النفسية المعقدة.
• معاناة الأشخاص من القلق والارتياب أثناء الجلسات العلاجية؛ بسبب مواجهتهم لمخاوفهم ومشاعرهم مباشرة.
• تركيز العلاج على الشخص بحد ذاته دون إعطاء الكثير من الاهتمام إلى المشاكل التي تتعلق بدوائر أوسع داخل العائلة أو المجتمع.

المراجع

1. ↑ Vara Saripalli, PsyD (25-9-2018), "How does cognitive behavioral therapy work?"، Medical News Today, Retrieved 4-5-2019. Edited.
2. ↑ "What Is Cognitive Behavioral Therapy?", American Psychological Association (APA), Retrieved 4-5-2019. Edited.
3. ^ ^{أ ب} Kendra Cherry (20-3-2019), "Cognitive Behavioral Therapy"، Very Well Mind, Retrieved 4-5-2019. Edited.
4. ↑ "Cognitive behavioural therapy (CBT)-Overview", National Health Service,15-7-2016، Retrieved 4-5-2019. Edited.