محتويات
الحيوان المنويّ
تُنتج خلية الحيوان المنويّ sperm في الخصيّة، ويستغرق نمو الحيوانات المنوية في الخصيتين 50-60 يومًا قبل أن ينتقل إلى البربخ، وهي القنوات وراء الخصيتين التي تخزّن الحيوانات المنوية وتحملها، ومن ثم تستغرق الحيوانات المنوية 14 يومًا حتى تنضج تمامًا في البربخ، وبهذا تستغرق عملية إنتاج الحيوانات المنوية 74 يومًا تقريبًا، ويمكن أن تختلف هذه المدة من رجل لآخر.
وتبدأ العملية عند بدء إطلاق غدة تحت المهاد الموجودة في المخ الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، الذي يحفز بدوره الغدة النخامية الأمامية لإفراز الهرمون الملوتن (LH) والهُرْمونُ المُنَبِّهُ للجُرَيب (FSH) اللذين ينتقلان عبر الدم إلى الخصيتين، إذ يحفز الهرمون الملوتن صنع هرمون التستوستيرون، في حين يعمل الهُرْمونُ المُنَبِّهُ للجُرَيب على الأنابيب المنوية لصنع الحيوانات المنوية، ومن هنا فإن أي مشكلة تتعلق بهذه الهرمونات تؤثر على قدرة الشخص في إنتاج الحيوانات المنوية مما يؤدي إلى إبطائها أو توقفها[١].
وتختلف خلية الحيوان المنوي عن بقية خلايا جسم الإنسان، لاحتوائها على نصف عدد الصبغيات أو الكروموسومات الموجودة في الخلية العاديّة، فبمجرد أن تُصنع في الخصية وتخرج للسائل المنويّ أي تصبح نطاف أو حيوانات منويّة تبقى خلايا لا تنقسم، وتموت بعد فترة زمنيّة، ومن المعروف أنّ الخلايا المنويّة (الحيوانات المنويّة) تحتوي على 23 كرموسومًا فقط بخلاف بقية خلايا الجسم، وعند اتّحادها مع البويضة (الخلية التناسليّة للأنثى) التي فيها 23 كرموسومًا أيضًا وحدوث الإخصاب ينتج 46 كرموسومًا في الأجنة وبناءً على ذلك تُحدّد الصفات الوراثيّة لها[٢].
طرق علاج عدم وجود الحيوانات المنويّة
يعدّ عدم وجود الحيوانات المنويّة في السائل المنويّ حالة مرضّية تُسمّى الآزوسبرميا Azoospermia، أي عدم وجود حيوانات منويّة إطلاقًا في السائل المنويّ للرجل، ويكون عددها صفرًا في التحاليل المخبريّة، وقد يكون ذلك إما نتيجة وجود انسداد يمنع الحيوانات المنوية من دخول عملية القذف أو قد تنتج هذه الحالة عن انخفاض في إنتاج الحيوانات المنوية بواسطة الخصية، وتبلغ نسبة الرجال المصابين بهذه الحالة حسب الدراسات 1% والذي يمكن أن يؤدّي للعقم، ولكن حسب الأطباء فإنّ بعض حالات انعدام الحيوانات المنويّة يمكن علاجها، إذ أدّى تقدم تكنولوجيا الطب في هذا المجال إلى أن الكثير من الأزواج أصبحوا آباءً بعد فقدان الأمل[٣].
يمكن علاج عدم وجود الحيوانات المنوية لدى الذكر من خلال عدة خيارات علاج تعتمد على السبب الرئيسي القائم على هذه الحالة، وتشمل الخيارات المتوفرة كل مما يأتي[٤][٥]:
- العلاج الهرموني، وذلك تعويض الهرمونات التي تفرزها الغدّة النخاميّة لتنظيم عمل الخصية، وهما هرمونا FSH وLH، وذلك بإعطاء حقن تحتوي على هذه الهرمونات في حال كانت المشكلة ناتجة عن خلل فيهما.[٣]
- إجراء عملية جراحية للتخلص من الانسداد في حال كانت المشكلة ناتجة عن وجود انسداد يمنع الحيوانات المنوية من الوصول للمني عند القذف.
- إجراء سحب للحيوانات المنويّة من خلال استخدام إبرة صغيرة لسحب الحيوانات المنوية من الخصية، واستخدامها في عمليات التلقيح الصناعي بمختبرات الإخصاب المساعد لأطفال الأنابيب، لا سيما أنّ عدم وجودها في السائل المنويّ لا يعني عدم إنتاجها في الخصية ولو بكميّات ضئيلة.
- سحب خزعة من الخصيّة بشكل عشوائيّ، واستخلاص الحيوانات المنويّة منها إن وجدت، ولكن هذه الطريقة تعدّ قديمة ولها آثار سلبيّة على أنسجة الخصية.
- قد يكون سبب انعدام الحيوانات المنويّة لدى بعض الرجال دوالي الخصية التي يمكن أن تعرقل إنتاج الحيوانات المنوية، فتُجرى عملية استئصال الدوالي من خلال استخدام مجهر لتحديد الأوردة المصابة وربطها مع الحفاظ على التراكيب المحيطة المهمة، مثل الشرايين والأسهري والقنوات اللمفاوية.[٦]
أسباب عدم وجود الحيوانات المنويّة
يُعزى عدم وجود حيوانات منويّة أو قلتها إلى عدّة أسباب، وهي[٧][٤]:
- الخلل الهرموني: وهو ما ينتج عن قصور في الغدّة النخاميّة؛ لأسباب عديدة، أهمّها وجود التهابات أو أورام فيها، إذ إنّها المسؤولة عن تحفيز الخصية لإنتاج الحيوانات المنويّة.
- وجود خلل في الخصية نفسها: فمن الممكن أن تكون الخصية إمّا غير طبيعيّة، أو ضامرة، أو منعدمة، وفي هذه الحالات فإنّ الحيوانات المنويّة تكون غير موجودة، أو غير مكتملة النمو، ونتيجة لذلك نجد هرمونات الغدّة النخاميّة مرتفعة عند فحصها في المختبر، ويُعزى السبب لهذا النوع من الحالات إلى وجود خلل جيني، أو التهاب بكتيريّ أو فيروسيّ نتيجة عدوى في الجهاز التناسلي، مثل التهاب البربخ والتهاب الإحليل.
- انسداد يمنع الحيوانات المنويّة من الوصول إلى السائل المنويّ: فعلى الرغم من أنّها تُنتج في الخصية طبيعيًّا، فقد يكون السبب هو قطع القناة الدافقة أو إجراء عملية جراحيّة مثل عمليات إصلاح الفتق وخاصة عند الأطفال، أو وجود التهابات مثل التهابات البروستاتا أو التهابات الخصيتين، أو بسبب وراثيّ.
- انعدام الحيوانات المنويّة دون سبب محدّد: وفي هذه الحالات يبرر الأطباء بعض الأسباب الناتجة من زيادة الوزن[٨]
- دوالي الخصية: وتعد هذه الحالة من الحالات الأكثر شيوعًا لعقم الرجال، ويمكن حلها بسهولة، وتسبب انخفاضًا في عدد الحيوانات المنوية ولكن في بعض الحالات قد تؤدي هذه الحالة إلى انعدام الحيوانات المنويّة أيضًا.
- سرطان الخصية: قد يكون عدم وجود الحيوانات المنوية أولى علامات الإصابة بسرطان الخصية أو الأورام الأخرى في الجهاز التناسلي، لذا قد يحتاج الطبيب المختص إلى فحص المريض للتأكد من عدم وجود أورام كما أن الكشف المبكر عن هذه الأورام يساعد في إنقاذ حياة المريض.
- العلاجات الإشعاعية والكيميائية: إذ تسبب هذه العلاجات المستخدمة في علاج السرطان انعدام الحيوانات المنويّة المؤقتة، وهو ما يؤدي إلى استئناف إنتاج الحيوانات المنوية في غضون عامين اعتمادًا على نوع العلاج.
- الأدوية الموصوفة: قد ترتبط قلة عدد الحيوانات المنوية أو عدمها ببعض آثار الأدوية مثل أدوية التستوستيرون والستيرويدات الابتنائية الأخرى، وهو ما يسبب العقم.
الوقاية من نقصان عدد الحيوانات المنوية أو انعدامها
قد لا تتوفّر طريقة لمنع المشكلات الوراثية المسبّبة لانعدام وجود الحيوانات المنوية، ولكن يمكن اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من هذه الحالة في الحالات الأخرى، ويشمل ذلك ما يأتي[٩]:
- تجنّب الأنشطة التي يمكن أن تجرح الأعضاء التناسلية أو تعرضها للأذى.
- تجنب التعرض للإشعاع.
- معرفة آثار الأدوية المتناولة والتي يمكن أن تضر أو تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.
- تجنب تعريض الخصيتين لدرجات الحرارة الساخنة لفترات طويلة.
المراجع
- ↑ Zawn Villines (30 - 7- 2019), "What to know about sperm production "، medicalnewstoday, Retrieved 7 - 10 - 2019. Edited.
- ↑ "Sperm", britannica,25 - 9 - 2019، Retrieved 7 - 10 - 2019. Edited.
- ^ أ ب "Azoospermia", hopkinsmedicine, Retrieved 7 - 10 - 2019. Edited.
- ^ أ ب Sabrina Felson (9 - 5 - 2019), "Semen Without Sperm: What Causes Azoospermia?"، webmd, Retrieved 7 - 10 - 2019. Edited.
- ↑ "Azoospermia", unc, Retrieved 7 - 10 - 2019. Edited.
- ↑ "Treatments for Nonobstructive Azoospermia", stanfordhealthcare, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ "What is Azoospermia?", malereproduction, Retrieved 7 - 10 - 2019. Edited.
- ↑ Nathalie Sermondade, MD, MSc,1,2 Céline Faure, PhD,1,2 Léopold Fezeu, MD, PhD,2 Rachel Lévy, MD, PhD,#1,2 Sébastien Czernichow, MD, PhD,#3 and on behalf of the Obesity-Fertility Collaborative Group ( 2016 Dec 12.), "Obesity and increased risk for oligozoospermia and azoospermia", Arch Intern Med., Issue 172, Folder 5, Page 440–442.. Edited.
- ↑ "Azoospermia", clevelandclinic,9 - 4- 2014، Retrieved 7 - 10 - 2019. Edited.