الفتق
تحدث حالة الفتق عندما تندفع أحد الأعضاء الداخلية من خلال فتحة في جدار العضلات أو الأنسجة التي تحيط بالعضو وتثبته، وعادةً ما يحدث الفتق في البطن، عندما تندفع الأمعاء من خلال منطقة ضعيفة في جدار البطن، ويُطلق الخبراء على الفتق الذي يحصل عندما تندفع الأمعاء من خلال بقعة ضعيفة في جدار البطن السفلي، وغالبًا في القناة الأربية اسم الفتق الأربي، وهو يُعد مسؤولًا عن حوالي 70% من حالات الفتق وفقًا لبيانات بعض الخبراء، لكن يُمكن للفتق أن يحدث في مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك أعلى الفخذ، والسرة، ومنطقة الخصر، وعلى الرغم من أن معظم حالات الفتق لا تؤدي إلى أضرار أو عواقب مهددة للحياة، إلا أنها لن تزول لوحدها وسيضطر المريض إلى الخضوع لعملية جراحية للتخلص منها، أما بالنسبة إلى أسباب الإصابة بالفتق، فإن الباحثين يعزونها غالبًا إلى ضعف العضلات الناجم عن عوامل كثيرة؛ كالتقدم بالعمر، أو كثرة السعال، أو حمل الأوزان الثقيلة، أو الشد أثناء التبرز بسبب الإمساك[١].
آثار الفتق
يؤدي الفتق الأربي الذي يصيب البطن إلى نشوء الكثير من الأعراض والعلامات الدالة على حدوث الفتق؛ كبروز أو تضخم المنطقة المجاورة لعظم العانة، خاصة عند الوقوف أو السعال، والشعور بالحرقة أو التشنج في منطقة الفتق، والشعور بالألم في الخصر عند ثني الجسم أو السعال، والشعور بثقل منطقة الخصر، والإحساس بالضغط في الخصر، كما قد يُعاني بعض المصابين من الألم والتورم حول الخصيتين أيضًا في حال تدلت الأمعاء ووصلت إلى كيس الصفن[٢]. وعادةً ما يكون من المستحيل أن تُشفى حالات الإصابة بالفتق لوحدها أو دون علاج، باستثناء حالات الإصابة بالفتق السري، التي تتلاشى لوحدها عند وصول الأطفال إلى عمر 3-4 سنوات، وغالبًا ما يؤدي تجاهل الفتق إلى زيادة حجم الفتق وزيادة حدة الآلام الناجمة عنه، كما تزداد فرص الإصابة بمضاعفات الفتق كُلما طالت مدة تجاهل علاج الفتق، ويوجد نوعان رئيسان من المضاعفات أو الآثار التي تنجم عن الفتق، هما[٣]:
- انسداد الفتق: ينشأ انسداد الفتق عن انحشار الأمعاء داخل الطبقة العضلية التي اندفعت عبرها في الأساس، وهذا بالطبع سيؤدي إلى الإحساس بالألم في البطن، والتقيؤ، والغثيان.
- اختناق الفتق: يشير هذا الأمر إلى انقطاع التروية الدموية عن الأمعاء التي حُشرت داخل منطقة الفتق، ويُصنف اختناق الفتق ضمن الحالات الطبية الخطيرة المهددة للحياة والتي تستوجب تدخلًا طبيًا وإجراء عملية جراحية سريعة خلال ساعات معدودة لتجنب موت الأنسجة بسبب قلة التروية الدموية، ومن بين أعراض اختناق الفتق كل من الشعور بالتقيؤ، والغثيان، والحمى، وآلام البطن المفاجئة، وفقدان المقدرة على طرد الغازات أو التبرز.
آثار عملية الفتق
على الرغم من وجوب الخضوع لعملية جراحية لإصلاح الفتق ودرء مضاعفاته السيئة على المريض، إلا أن لهذه العملية مضاعفات وآثار محتملة أيضًا على صحة المريض، خاصة عند إجراء العملية في الطوارئ وبصورة مستعجلة، ويوجد بالطبع الكثير من العوامل التي تلعب دورًا في ظهور هذه الآثار؛ كعمر المريض، والسمنة، والتدخين، وغيرها الكثير من العوامل، وعلى العموم يُمكن ذكر أبرز هذه الآثار والمضاعفات على النحو الآتي[٣]:
- عودة الفتق مرة أخرى: تزداد فرص عودة أو ظهور الفتق مرة أخرى وفي نفس المكان في حال القيام بشد عضلات المنطقة أثناء فترة التعافي من العملية.
- الالتهابات والعدوى: تزداد فرص الإصابة بالالتهابات والعدوى بعد إجراء العمليات الجراحية عمومًا، لكن فرص الإصابة بالعدوى تزداد كثيرًا عند إجراء عملية إصلاح الفتق المخنوق الذي يؤدي أصلًا إلى موت الخلايا وانسداد الأمعاء، كما يُصاب المرضى أحيانًا بالعدوى بسبب الشبكة التي يضعها الجراحون داخل مكان الفتق لتقوية عضلات تلك المنطقة.
- الآلام المزمنة: تستمر المعاناة من الآلام لفترات طويلة عند بعض الأفراد الذين خضعوا لعملية إصلاح الفتق أحيانًا.
- تضرر المثانة البولية: تتضرر المثانة البولية أحيانًا بعد إجراء عمليات إصلاح الفتق المستعجلة أو بسبب الشبكة التي يضعها الجراحون داخل مكان الفتق لتقوية عضلات تلك المنطقة.
- مضاعفات استئصال الأمعاء: يضطر الطبيب في بعض الأحيان إلى استئصال جزء من الأمعاء أثناء إصلاح الفتق، وهذا سيؤدي بالطبع إلى مضاعفات هضمية.
المراجع
- ↑ Nancy Choi, MD (3-8-2017), "Hernia"، Healthline, Retrieved 12-8-2019. Edited.
- ↑ "Inguinal hernia", Mayo Clinic,26-2-2019، Retrieved 12-8-2019. Edited.
- ^ أ ب Justin Laube, MD (20-4-2018), "Hernia Complications and How to Deal With Them"، Everyday Health, Retrieved 12-8-2019. Edited.