محتويات
الوسواس القهري الجنسي
يشير مصطلح السلوك الجنسي القهري (CSB) إلى الانهماك المفرط والمكثف بالتخيلات الجنسية والسلوكيات والرغبات التي تزعج وتثير القلق عند الشخص، وتؤثر سلبًا على حالته النفسية والاجتماعية، ويدرك الأفراد المصابون بهذه الحالة بأن سلوكهم الجنسي مفرط للغاية، بيد أنهم لا يقدرون كبح جماحه؛ إذ يطغى على سلوكياتهم الطابع القهري أو المتهور والمندفع، وربما تحل التخيلات أو الرغبات الجنسية محل السلوكيات الجنسية عند الشخص، أو يحتمل أن تترافق معها. وعلى مدار القرون الماضية، تعددت المصطلحات المستخدمة لوصف هذا الاضطراب؛ إذ كان يشار إليه غالبًا بفرط الرغبة الجنسية أو الشبق الجنسي. [١]
التخلص من الوسواس القهري الجنسي
يكمن الهدف الرئيس لعملية العلاج عند الأفراد المصابين بالسلوك الجنسي القهري في تقليل السلوكيات المفرطة لديهم، جنبًا إلى جنب مع المحافظة على الأنشطة الجنسية الصحية والطبيعية، وإذا كان الشخص مصابًا بالسلوك الجنسي القهري، فقد يحتاج إلى علاج مرض نفسي قد يعاني منه؛ إذ إن بعض الأفراد المصابين بالسلوك الجنسي القهري يعانون أيضًا من مشكلة تعاطي الكحول أو المخدرات، ويحتمل أن يصابوا أيضًا بالقلق أو الاكتئاب، مما يستدعي تلقي العلاج للتخلص من هذه المشكلات. وعلى العموم، تتضمن وسائل العلاج المتبعة للتخلص من السلوك الجنسي القهري ما يلي: [٢]
العلاج النفسي
يفيد العلاج النفسي في تعليم المريض كيفية السيطرة على سلوكه الجنسي، وهو يتضمن ثلاثة أنواع هي:
- العلاج السلوكي المعرفي: يقوم هذا العلاج على تحديد المعتقدات أو السلوكيات الخاطئة وغير الصحية، وهو يعتمد اعتمادًا كبيرًا على العلاج المتبع في حالات الإدمان الأخرى مثل تعاطي المخدرات، إذ إنه يحدد مسببات السلوك الجنسي القهري ويعيد تشكيل التشوهات المعرفية حول السلوكيات الجنسية، ويمنع حدوث الانتكاس عند المريض. [٢][٣]
- القبول والالتزام: يندرج هذا العلاج ضمن أنواع العلاج السلوكي المعرفي، وهو يدفع المريض إلى تقبل الأفكار والالتزام بوسائل واستراتيجيات أكثر فعالية واتساقًا مع القيم المهمة.
- ديناميكيات العلاج النفسي: يركز هذا العلاج تحديدًا على تعزيز إدارك المريض للأفكار والسلوكيات اللاواعية لديه، ويشجعه على تطوير رؤى جديدةً بشأن دوافعه وطريقة حل مشكلاته.
العلاج الدوائي
يوصي الطبيب بالعلاج الدوائي جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي، فبعض الأدوية المستخدمة في حالات كهذه يكون مفيدًا نظرًا لتأثيره على مواد كيميائية في الدماغ مرتبطة بالسلوكيات والأفكار الوسواسية، في حين يفيد بعضها الآخر في تقليل الحوافز الكيميائية الناجمة عن ممارسة تلك السلوكيات أو تقليل الرغبة الجنسية. ويعتمد اختيار الدواء المناسب للمصاب على وضعه الصحي والعقلي ووجود إصابة سابقة بالإدمان لديه، وتتضمن قائمة الأدوية المستخدمة كلًا مما يلي: [٢]
- مضادات الاكتئاب: تفيد بضع أنواع مضادات الاكتئاب المستخدمة في علاج القلق والاكتئاب والوسواس القهري في علاج السلوك الجنسي القهري.
- مثبتات المزاج: تستخدم هذه الأدوية في المقام الأول لعلاج الاضطراب ثنائي القطب، بيد أنه قد تستعمل لتقليل النزعات السلوكية الجنسية القهرية عند المريض.
- مضادات الأندروجين: تقلل هذه الأدوية من تأثيرات الهرمونات الجنسية البيولوجية (الأندروجين) عند الرجال، إذ إنها تقلل الرغبات الجنسية، لذلك، يوصى باستخدامها غالبًا عن الرجال الذين يشكل سلوكهم الجنسي القهري خطرًا على الآخرين.
مجموعات المساعدة الذاتية
يوصي الطبيب أحيانًا بضرورة انضمام المصاب إلى إحدى مجموعات المساعدة الذاتية، فهي تكون مفيدة للأفراد المصابين بالسلوك الجنسي القهري، وما يسببه من مشكلات للمريض، وتكون معظم مجموعات المساعدة الذاتية مصممةً على غرار برنامج الـ 12 خطوة لمدمني الكحول المجهولين، وتوفر هذه المجموعات المساعدة بأوجه عديدة مثل: [٢]
- التعرف على الاضطراب الموجود عند المريض.
- تقديم التفهم والدعم للمريض.
- تحديد الخيارات العلاجية الإضافية وسلوكيات التأقلم مع الحالة.
- مساعدة المريض في تلافي الانتكاس.
تشخيص الوسواس القهري الجنسي
يجري الطبيب أو اختصاصي الصحة النفسية تقييمًا للحالة النفسية للمريض عبر توجيه مجموعة من الأسئلة إلى المريض حول المواضيع التالية: [٢]
- الصحة البدنية والنفسية والعقلية للمريض، ووضعه العاطفي العام.
- الأفكار الجنسية والسلوكيات والأفكار القهرية التي يصعب على المريض السيطرة عليها.
- تعاطي الأدوية المنشطة والمشروبات الكحولية.
- الوضع الأسري والاجتماعي والعلاقات الشخصية.
- المشكلات الناجمة عن السلوك الجنسي للمريض.
أعراض الوسواس القهري الجنسي
يواجه الأفراد المصابون بالسلوك الجنسي القهري تركيزهم صوب ممارسات جنسية مختلفة؛ إذ إن بعضهم يشعر برغبة ملحة في ممارسة العادة السريّة، وعلى العموم، ترتبط الإصابة بالسلوك الجنسي القهري عند الشخص مع مجموعة من الأعراض التي تشمل ما يلي: [٤]
- الرغبة القهرية في ممارسة العادة السرية.
- الإدمان على مشاهدة الأفلام والمواد الإباحية.
- ممارسة الجماع بطرق غير آمنة.
- عدم القدرة على كبح جماح الرغبة الجنسية القوية عند الشخص.
- الإحساس بأن النشاط الجنسي عند الشخص عاجز عن إرضائه عاطفيًا.
- الشعور بمشاعر الذنب وتأنيب الضمير نتيجة هذه الممارسات.
- التخلي عن الأنشطة الاجتماعية أو الوظيفية بهدف الاستمرار في ممارسة تلك النشاطات الجنسية.
- ملاقاة صعوبة كبيرة في عقد علاقات سليمة مع الآخرين أو المحافظة عليها. [٢]
- الاعتماد على السلوك الجنسي بوصفه وسيلةً للتخلص من المشكلات التي يواجهها الشخص في حياته، مثل القلق أو الاكتئاب أو الوحدة أو الضغط النفسي. [٢]
أسباب الوسواس القهري الجنسي
ما تزال أسباب الإصابة بالسلوك الجنسي القهري غير واضحة تمامًا حتى الآن، بيد أنها عائدة ربما إلى العوامل التالية: [٢]
- اختلال مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ؛ إذ إنه تلك المواد المعروفة بالنواقل العصبية، مثل السيروتونين والدوبامين والنورإيبرفيرين، تضطلع بدور مهم في تنظيم الحالة المزاجية عند الإنسان، ويحتمل أن يساهم ارتفاع مستوياتها فوق الحد الطبيعي في معاناة الشخص من السلوك الجنسي القهري.
- تغير مسارات الدماغ عند الشخص؛ فالسلوك الجنسي القهري قد يكون إدمانًا يسبب مع مرور الوقت حدوث تغييرات في الدوائر العصبية للدماغ، سيما في مراكز التعزيز في الدماغ، وهذا الأمر يتطلب- على غرار أنواع الإدمان الأخرى- الانخراط في أمور جنسية مكثفة بهدف الشعور بالرضا.
- الحالات المؤثرة على وظيفة الدماغ مثل بعض الأمراض أو المشكلات الصحية كالخرف أو الصرع، فهذه الحالات تلحق بعض الأضرار بمناطق الدماغ التي تؤثر على السلوك الجنسي عند الشخص، وقد يؤدي علاج مرض باركنسون باستخدام أدوية ناهضات الدوبامين إلى حدوث اضطراب السلوك الجنسي القهري عند المريض.
المراجع
- ↑ "Compulsive Sexual Behavior", psychologytoday, Retrieved 2019-11-20. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Compulsive sexual behavior", mayoclinic, Retrieved 2019-11-20. Edited.
- ↑ Timothy W. Fong, MDcorresponding author ( 2006 Nov), "Understanding and Managing Compulsive Sexual Behaviors", Psychiatry (Edgmont)., Issue 3, Folder 11, Page 51–58. Edited.
- ↑ "What to know about compulsive sexual behavior", medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-20. Edited.