نقص السائل المنوى عند الرجال

نقص السائل المنوى عند الرجال
نقص السائل المنوى عند الرجال

نقص السائل المنوي والحيوانات المنوية

يوجد الكثيرون ممن يخلطون ما بين قلّة عدد الحيوانات المنوية المكوّنة للسائل المنوي وبين نقص كمية السائل المنوي، ولبيان اللبس بين الحالتين لا بد من توضيحهما، إذ يتكون السائل المنوي من عدد هائل من الحيوانات المنوية التي تسبح فيه، ويعطيها هذا السائل البيئة المناسبة التي تسهّل عليها السباحة فيه للوصول إلى قناة فالوب، حيث توجد البويضة بانتظار تلقيحها، وقد قدّر الأطباء والمختصون أن العدد الطبيعي للحيوانات المنوية يجب أن يبلغ 20 مليون حيوانًا منويًّا في كل ملليتر، وأي نقص في عددها عن الرقم السابق تصنّف الحالة أنها قليلة الحيوانات المنوية، والتي تعد إحدى مشاكل العقم عند الرجال، بينما الحالة الثانية وهو موضوع حديثنا في هذا المقال هو نقص السائل المنوي، وتعني أن تكون كمية السائل التي يقذفها الرجل من قضيبه أثناء عملية الجماع قليلة بحيث تقل عن 2 مل، وتتراوح الكمية الطبيعية ما بين 2 مل إلى 5 مل، وتسمّى هذه الحالة طبيًّا باسم نقص المني[١].


أسباب نقص السائل المنوي

من أبرز العوامل المسببة لنقص السائل المنوي عند الرجال ما يلي:

  • الاختلالات الهرمونية، خاصة تلك الحاصلة في هرمون التستوستيرون[٢].
  • اعتلالات وظيفية في عمل الغدد الإضافية، مثل: البروستاتا أو الحويصلات المنوية[٣][٢].
  • حدوث ارتجاع جزء من كمية السائل المنوي أثناء القذف إلى المثانة البولية[٢].
  • وجود انسدادات جزئية في الأنابيب الناقلة للسائل المنوي جرّاء بعض الإصابات المرضية، مثل: الالتهابات أو غياب الحبل المنوي على كلا الجهتين لأسباب خلقية مثلًا[٤].
  • دوالي الخصيتين التي لا تؤثر بالضرورة على حجم السائل المنوي، وإنما على كمية وشكل الحيوانات المنوية[٥].
  • الإصابة بمرض السّكري من النوع الثاني، مما يؤدي إلى حدوث ضرر في الأعصاب[٣].
  • الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم[٦].
  • الحالة النّفسية والاكتئاب[٣].
  • تناول بعض الأدوية والعقاقير المضادة للاكتئاب والذهان، بالإضافة إلى الأدوية المرخية للعضلات وبعض الأدوية الخاصة بعلاج ارتفاع ضغط الدم[٣].
  • الإدمان والإفراط في شرب المشروبات الكحولية، ومثلها الإفراط والإسراف في التدخين[٣][٧].
  • وجود خلل أو التهابات مزمنة في البربخ تؤثر على نوعية أو جودة المني؛ مثل انخفاض عدد الحيوانات المنوية وحركتها.[٨].
  • الخضوع لجراحة استئصال البروستاتا يؤثر على كمية السائل المنوي[٣].
  • الخضوع لجراحة في المثانة[٢].
  • الخضوع للعلاج الكيمائي أو الإشعاعي لعلاج السرطان في منطقة الحوض عند الرجل[٩].
  • الخضوع لعملية إزالة العقد اللمفاوية الموجودة في البطن في حال الإصابة بسرطان الخصية، وهذا عادةً يؤدي إلى الإصابة بالقذف الراجع الذي يؤدي بدوره إلى ارجاع السائل المنوي للمثانة بدلًا عن الخروج خارج الجسم[١٠].
  • إصابات النخاع الشوكي[٣].
  • التقدم بالعمر؛ إذ إن التقدم بالعمر يؤدي إلى انخفاض مستويات الهرمونات الذكرية، وهذا يتسبب بحدوث انخفاض في قوة القذف وحجم السائل المنوي[٣].
  • الممارسة الجنسية بوضعيات غير مناسبة، أو قلة الإثارة الجنسية، وغيرها من العوامل التي تؤثر على مستوى النشوة الجنسية وتؤدي إلى حدوث ضعف وقلة في حجم السائل المنوي[٣].
  • كثرة القذف، وعلى العكس من ذلك، فإن التوقف عن ممارسة الأنشطة الجنسية لبعض الوقت تؤدي إلى زيادة مستوى السائل المنوي[١].


علاج نقص السائل المنوي

من العلاجات المتّبعة لحلّ مشكلة نقص السائل المنوي ما يلي:

  • تناول الأدوية الهرمونية التي تستخدم لموازنة نسب الهرمونات في الجسم إن كانت أكثر أو أقل من المستوى الطبيعي[١١].
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم بحيث لا يقل عن ثماني ساعات يومية، وقد رُبط النوم المفرط أو قلة النوم بنوعية السائل المنوي [١٢].
  • الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر الزنك[١٢] الذي يوجد في المكسرات، والجوز، والعدس، والمحار والأسماك، إذ إن نقص الزنك يسبب بقصور الغدد التناسلية والعجز عند الرجال[١٣].
  • ممارسة التمارين الخاصة بتقوية عضلات الحوض، أو ما يُعرف بتمارين كيغل التي تُساهم في تقوية العضلات المسؤولة عن القذف، وهي نفس العضلات التي تتحكم بخروج البول، وبالإمكان ممارسة هذه التمارين بسهولة عبر شد هذه العضلات إراديًا لمدة خمس ثوانٍ ثم التوقف عن ذلك، ثم معاودة الأمر نفسه لمدة 10-20 مرة وتكرارها 3 مرات في اليوم[٣].
  • محاولة الحصول على الاستشارات النفسية المناسبة في حال كان سبب نقص السائل المنوي نابعًا من مشاكل نفسية[٣].
  • التركيز على تناول الأطعمة أو المكملات الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة، خاصة فيتامين ج؛ إذ توجد بعض الدراسات والأدلة العلمية التي كشفت عن وجود فوائد لهذا الفيتامين فيما يخص تحسين جودة السائل المنوي والحيوانات المنوية[١٢].
  • الحصول على ما يكفي حاجة الجسم من فيتامين د الذي له تأثير إيجابي على مستوى هرمون التستوستيرون في جسم الرجل[١٢].
  • تجربة الأعشاب المفيدة؛ كعشبة الحلبة مثلًا، التي وصفتها أحد الدراسات بأنها قادرة على زيادة مستوى هرمون التستوستيرون، والقوة الجسدية، بالإضافة إلى خفض مستوى الدهون في الجسم، كما يُمكن الاستعانة كذلك بعشبة التريبولوس التيريستريس الذي يمتلك سمعة حسنة فيما يخص تحسين القدرات الإنجابية عند الرجال وعلاج ضعف الانتصاب أيضًا[١٢].


الوقاية من نقص السائل المنوي

يتحدث الباحثون عن وجود بعض العادات الحياتية الصحية التي يُمكن اتباعها بهدف الحفاظ على القدرات الإنجابية وجودة السائل المنوي والحيوانات المنوية، مثل[١]:

  • اتباع الأنماط الحياتية الصحية التي تتمثل في ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام وتناول الأطعمة الصحية.
  • الابتعاد عن تناول العقاقير المخدرة غير القانونية.
  • الإقلاع عن التدخين وشرب المشروبات الكحولية.
  • تجنب التعرض للأخطار الصناعية أثناء القيام بالأعمال الوظيفية اليومية عبر اتباع إرشادات الأمان وارتداء الملابس الواقية.
  • الابتعاد عن الممارسات الجنسية الخاطئة التي تزيد من فرص الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، والالتزام باستعمال الواقي الذكري.


نقص السائل المنوي والانتصاب والقذف

يعد النقص في كمية السائل المنوي المقذوف مشكلة صحية، لكن يجب التذكير بأن العملية الجنسية عند الرجل تتأثر بحالته النفسية وعاداته الصحية والجسدية أيضًا، وحتى يكون نقص المني مشكلةً طبيةً تتطلب العلاج يجب إجراء تحليل مخبري للسائل المنوي أثناء القذف، مع ضرورة أن تكون الفترة الزمنية ما بين التحليل وآخر جماع أكثر من ثلاثة أيّام[١٤]. ومن الجدير ذكره أن البعض يرون وجود علاقة ما بين الانتصاب وبين نقص المني وهو من الأمور الخاطئة، إذ يحدث أن يكون الانتصاب كاملًا بينما السائل المنوي المقذوف قليلًا، فالعوامل التي تتحكم بكل منهما تختلف عن الأخرى[١٥]، وتعد سلامة الأنسجة التي يتكون منها القضيب إلى جانب سلامة الإمداد الدموي والعصبي من أهم العوامل التي تتحكم بالانتصاب[١٦]، بينما سلامة الخصيتين، والبربخ، وغدة البروستاتا، والأنابيب الناقلة للمني، والحويصلات المنوية هي من بين الأمور المسؤولة عن إنتاج وتكوين السائل المنوي[١٧]. وعلى أي حال ليس بالضرورة أيضًا أن يؤدي قلة خروج السائل المنوي إلى عدم شعور الرجل بالنشوة الجنسية؛ إذ أن الكثير من الرجال الذين خضعوا لعمليات استئصال البروستاتا لن يكون باستطاعتهم القذف، لكنهم يبقون قادرين على الإحساس بالنشوة الجنسية[٢].


المراجع

  1. ^ أ ب ت Chris Dawson (MS FRCS LLDip) (18-6-2019), "How semen and sperm quality affect male fertility"، Net Doctor, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Niya Jones, MD, MPH (15-7-2013), "Can Less Semen Mean Low Testosterone?"، Everyday Health, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز J. Keith Fisher, M.D. (16-9-2019), "Weak ejaculation: What does it mean?"، Medical News Today, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  4. Cashmere Lashkari, B.Sc. (27-2-2019), "Blockage of Sperm Transport"، News-Medical, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  5. Ashok Agarwal, Reecha Sharma, Avi Harlev, et al (4-2016), "Effect of varicocele on semen characteristics according to the new 2010 World Health Organization criteria: a systematic review and meta-analysis", Asian journal of andrology, Issue 2, Folder 18, Page 163–170. Edited.
  6. David Guo, Shufeng Li, Barry Behr, et al (8-2017), "Hypertension and Male Fertility", The world journal of men's health, Issue 2, Folder 35, Page 59–64. Edited.
  7. "What Impact Does Male Smoking Have on Sperm and Fertility?", verywellfamily, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  8. Haidl G1, Allam JP & Schuppe HC (4-2008), "Chronic epididymitis: impact on semen parameters and therapeutic options.", Andrologia, Issue 2, Folder 40, Page 92-6. Edited.
  9. "How Cancer Treatments Can Affect Fertility in Men", American Cancer Society,28-6-2017، Retrieved 27-10-2019. Edited.
  10. Laura J. Martin, MD (11-11-2018), "Life After Testicular Cancer Surgery"، Webmd, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  11. Ali A. Dabaja and Peter N. Schlegel (3-2014), "Medical treatment of male infertility", Translational andrology and urology, Issue 1, Folder 3, Page 9–16. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث ج Atli Arnarson, PhD (11-2-2017), "10 Ways to Boost Male Fertility and Increase Sperm Count"، Healthline, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  13. Richard N. Fogoros, MD (11-9-2019), "Zinc Requirements and Dietary Sources"، Very Well Fit, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  14. Anita Sadaty, MD (17-3-2019), "What to Expect During a Semen Analysis and What the Results Mean"، Very Well Family, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  15. Stacy Sampson, DO (1-6-2018), "Impotence vs. Sterility: What’s the Difference?"، Healthline, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  16. Robert C. Dean, MD and Tom F. Lue, MD (11-2005), "Physiology of Penile Erection and Pathophysiology of Erectile Dysfunction", The Urologic clinics of North America, Issue 4, Folder 32, Page 379–v. Edited.
  17. "Semen", Encyclopaedia Britannica, Retrieved 27-10-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :