الفرق بين العلم والمال

الفرق بين العلم والمال
الفرق بين العلم والمال

مفهوم العلم

تُرادف كلمة العلم باللغة اللاتينية بالمعرفة، إذ إن العلم هو نظام لاكتساب المعرفة على أساس العملية، أو الطريقة العلمية من أجل تنظيم مجموعة من المعارف المكتسبة من خلال البحث، بالإضافة إلى أن العلم يعد عملية جهد مستمرة؛ وذلك لاكتشاف وزيادة المعرفة من خلال البحث أيضاً، إذ يكتب العلماء ملاحظات ويسجلون البيانات القابلة للقياس، ويحللون المعلومات الموجودة لتوضيح تفسيرات نظرية لبعض الظواهر المعينة.

ومن الجدير بالذكر أن الأساليب المستخدمة في البحث العلمي تتضمن إجراء بعض الفرضيات، ومن ثم إجراء بعض التجارب لاختيار أحد الفرضيات في بعض الظروف المعينة، فينشر العلماء أعمالهم حتى يتمكن العلماء الآخرون من إعادة تكرار البحث وتعزيز موثوقية النتائج أكثر فأكثر، ومن الجدير بالإشارة أنه تنقسم المجالات العلمية على نطاق واسع منها إلى العلوم الطبيعية "دراسة الظواهر الطبيعية" والعلوم الاجتماعية " دراسة السلوك البشري والمجتمع"، إذ يحصل على المعرفة من خلال الملاحظة المعطاة، ويجب أن تكون قادرة على التأكد من صحتها من قبل باحثين آخرين يعملون في ظل ظروف مماثة لاختبارها.[١]


مفهوم المال

يعد المال هو أي سلعة يُلجأ إليها في حال بعض المعاملات التي قد تعتمد على نقل البضائع والخدمات بين الأفراد، ويمكن تفريق بعض أنواع الأموال المختلفة، فيوجد ما يسمى بأموال السلع، ويوجد ما يسمى بأموال البنوك، إذ إن أموال السلع يمكن أن ترتكز قيمتها على المال مثل العملات الذهبية، أما بالنسبة لأموال البنوك فيمكن القول بأنها تلك المعاملات التي تستخدم في الشيكات المعتمدة أو المصرفية، وفيما يخص الودائع المحتفظ بها في البنوك، فالمال ببساطة هو عملية تعتمد على التبادل المصرفي بين مختلف البنوك وغيرها، مما يستلزم استخدام هذه العملة النقدية.[٢]


الفرق بين العلم والمال

يعتمد العلم على البحث العلمي مثل النجارة أو الزراعة أو التصنيع أو البنوك، وهو شكل من أشكال الأعمال، إذ تتمثل هذه البحوث العلمية وفاعليتها في وجود اكتشافات وابتكارات جديدة من شأنها أن تعزز المعرفة الإنسانية والمجتمعية، بالإضافة إلى أن العلم يشمل مثله مثل أي عمل آخر استثمارات في الأموال، والممتلكات، والموارد البشرية، والمرافق، ورأس المال، إذ يبلغ الإنفاق العالمي على البحث والتطوير 1.6 تريليون دولار سنوياً، أو 1.8% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، كما أن البحث والتطوير يلعبان دوراً رئيسياً في التنمية الاقتصادية من خلال اكتشاف معلومات وتكنولوجيات جديدة، ولا سيّما بتزويد الأفراد بشواغر وظيفية عالية الأجر لتساعدهم في أعمالهم.

يمول القطاع الخاص غالبية عمليات البحث والتطوير في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى أن 71% من تمويل البحث والتطوير يأتي من الصناعة، تليها الحكومة بنسبة 21%، والمؤسسات الخاصة بنسبة 4%، ومن الجدير بالذكر أنه عادةً ما يكون للعلماء والجهات الداعمة والمؤسسات اهتمامات مادية مرتبطة بنتيجة البحث، إذ إن العلماء يتلقون دعمًا ماديًا من أجل الاستمرار في عملهم، وقد تكون لهم حقوق ملكية فكرية مثل براءات الاختراع فيما يخص أبحاثهم العلمية، كما يمكنهم أيضاً امتلاك أسهم في الشركات التي تموّل أبحاثهم أو أن تكون لديهم علاقات مثل الاتفاقيات الاستشارية مع تلك الشركات، إذ إن الشركات التي ترعى تلك الأبحاث يهمها إنتاج بعض النتائج المتعلقة بالبحوث لدعمها وتطويرها وتسويق منتجاتها أو خدماتها، ولا سيّما أنها تمتلك أيضاً الملكية الفكرية المتعلقة بأبحاثهم الخاصة، وأسهم في الشركات التي تدعم أبحاثهم مادياً.

وعلى الرغم من أن معظم النقاش حول المصالح المالية في مجال البحوث قد ركزت على ملكية الأسهم أو الملكية الفكرية أو العلاقات مع الجهات الداعمة للبحوث الخاصة، فمن المهم أن ندرك أن لزيادة الرواتب تأثير كبير على السلوك العلمي للباحثين، إذ تعتمد القرارت المتعلقة بالتوظيف والحيازة والترقية التي تتخذها المؤسسات الأكاديمية عادةً على قدرة العالم على نشر وتطوير الملكية الفكرية والحصول على منح أو عقود بحثية، بالإضافة إلى أن العديد من المؤسسات تطلب من المحققين دعم رواتبهم عن طريق الحصول على عقود أو منح، وأصبحت تعتمد على الدخل غير المباشر المقدم من المنح أو العقود لتغطية نفقات التشغيل، وإذا لم تجدد هذه العقود أو المنح، فقد يفقد هؤلاء الباحثون وظائفهم.[٣]


ضرورة العلم للمجتمعات

يعد العلم الغاية الساميّة الأهم، إذ يساهم في ضمان حياة أطول للأفراد وأكثر صحة، فهو يساعد الجميع على مراقبة صحتهم، ويوفر الدواء لعلاج المرضى، وله دور كبير في تخفيف الأوجاع والآلام، بالإضافة إلى أنه يساهم على توفير المياه لتلبية الاحتياجات الأساسية للإنسان بما في ذلك الطعام، كما أن العلم يوفر الطاقة والجهد، ويجعل الحياة أكثر متعة بما في ذلك الرياضة، والموسيقى، والترفيه، وأحدث تكنولوجيا الاتصالات، إذ يمكن القول بأن العلم يغذي العقل، ومن الجدير بالذكر أن العلم قد يساهم في بعض الحلول التي نحتاجها في حياتنا اليومية، ويهيئ لنا بعض الإجابات التي تتعلق بالكون وأسراره، وبمعنى آخر فإن العلم هو أحد قنوات المعرفة الهامة الذي يتسم بوظيفة معينة، بالإضافة إلى أنه قد يكون مجموعة متنوعة من المجالات والأساليب التي من شأنها أن تفيد مجتمعاتنا، منها: خلق معرفة جديدة، وتحسين العملية التعليمية، وتحسين نوعية الحياة.

كما أنه يجب أن يستجيب للاحتياجات المجتمعية وبعض التحديات والصعوبات التي يصل نطاقها إلى العالمية، بالإضافة إلى التفاعل مع العلوم، وإشراك المواطنين من خلال نشر وتعميم هذه العلوم فيما بينهما، فهذا يعد من الأمور الأساسية لتزويد المواطنين باتخاذ قرارات شخصية ومهنية هامة، بالإضافة إلى أن الحكومات تحتاج إلى اتخاذ قرارات بناءً على معلومات علمية جيدة بالقضايا التي تتعلق بالصحة والزراعة، كما يتعين على البرلمانات أيضاً سن تشريعات بشأن القضايا المجتمعية التي تعتمد على المعرفة والعلوم، كما تحتاج الحكومات الوطنية إلى فهم العلوم الكامنة وراء الصعوبات العالمية الرئيسية، مثل: تغير المناخ، وصحة المحيطات، وفقدان التنوع البيولوجي، وأمن المياه العذبة، ولا شك بأن من الضروري فهم بعض أساسيات وأسرار العلوم ليستطيعوا الكتابة والقراءة بطريقة علمية بحتة، ومن ناحية أخرى يجب على العلماء فهم المشكلات التي يواجهها واضعو هذه السياسات، والسعي لجعل نتائج أبحاثهم مرتبطة باحتياجات مجتمعاتهم، إذ تخطت التحديات اليوم الطرق التقليدية وأصبحت تلجأ إلى الابتكار والإبداع فيما يخص البحث لتطوير المعرفة وتطبيقها.[٤]


المراجع

  1. "Definition of Science", explorable, Retrieved 17-12-2019. Edited.
  2. "Definition of Money", cliffsnotes, Retrieved 31-12-2019. Edited.
  3. "Science and Money: Problems and Solutions", ncbi.nlm.nih, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  4. "Science for Society", en.unesco, Retrieved 22-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :