طرق تنشيط الذاكرة

طرق تنشيط الذاكرة
طرق تنشيط الذاكرة

الذاكرة

تعرف الذاكرة بأنّها إعادة إنشاء الأحداث التي يتصورها العقل من خلال تذكرها باتباع إحدى طرق تفعيل الذاكرة الداخلية والخارجية، وتُفعّل الذاكرة الداخلية بإحياء الصور المخزنة والمصورة في الخلايا العصبية، وتُسجل المعلومات المدركة من قبل الدماغ كمرحلةٍ أولية، ثم تتحول لتصوراتٍ تتأصل ذبذباتها في الخلايا العصبية.

وقد يتنوع عمل الخلايا الدماغية فبعضها تحمل ذبذبات خاصة بالمعرفة، وخلايا أخرى قد تحمل ذبذبات العمل، وكل خلايا تختص بنوعٍ معين، وتعتمد مدى قدرة الشخص على إعادة إنشاء الأحداث وتصورها على العوامل الخارجية المحيطة، فإذا بقيت كما هي دون أيّ ازعاج أو تشويش حينها يمكن للمرء تذكر الأحداث وتخيلها وتصورها، وفي حال تغيُّر العوامل الخارجية مع مرور الوقت تواجه الخلايا الدماغية صعوبة في تذكر الأحداث وتفاصيلها وتصورها.[١]


طرق تنشيط الذاكرة

يوجد عددٍ من الطرق التي تعزز الذاكرة وتنشطها نبين أهمّها:

  • أخذ قسط كافٍ من النوم: ترتبط قلة النوم ارتباطًا وثيقًا بضعف الذاكرة؛ لأهميته في دمج المعلومات في الذاكرة وإجراء العمليات الحيوية التي تتحول بها الذكريات قصيرة المدى إلى ذكرياتٍ متأصلة طويلة المدى، وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أنّ قلة النوم تؤثر سلبًا على الذاكرة، ووفقًا لإحدى الدراسات التي خُصصت لبيان تأثير النوم على الذاكرة أُجريت على مجموعةٍ من الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 و14 عامًا، وقد قُسّم الأطفال إلى مجموعتين الأولى دُربوا على اختبارات الذاكرة مساءً، واختبروا صباحًا بعد أخذهم قسط كافٍ من النوم، في حين دُربت المجموعة الأخرى واختبرت دون الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وكانت نتائج المجموعة الأولى أفضل بنسبة 20 % من المجموعة الأولى،[٢]فضلًا على ذلك يُوصي خبراء الصحة بالحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يقدر ما بين سبع وتسع ساعاتٍ للأشخاص البالغين لليلة الواحدة؛ للتمتع بصحةٍ مثالية.[٢]
  • اعتماد الأطعمة المضادة للالتهابات: ينصح بتناول الأطعمة المضادة للالتهابات، والغنية بمضادات الأكسدة، واعتمادها ضمن النظام الغذائي الصحي؛ لقدرتها على تحسين الذاكرة، ولقدرة مضادات الأكسدة على محاربة الالتهابات، والجذور الحرة المسببة للشيخوخة، والإجهاد التأكسدي الناتج عنها، كالفواكه، والخضراوات، والشاي.[٢]ووفقًا لإحدى المراجعات التي شملت عددًا من الدراسات احتوت أكثر من 31,000 شخص اعتمدوا نظامًا غذائيًا منوعًا من الفواكه والخضراوات قلت لديهم مخاوف التدهور المعرفي والإدراكي المرتبط بالذاكرة، وقلت لديهم احتمالية الإصابة بالزهايمر (الخرف) مقارنةً بالأشخاص الذين لم يتناولوا الخضراوات والفواكه بكميةٍ كافيةٍ خلال نظامهم الغذائي.[٣]ويُنصح بتناول التوت الأزرق البري؛ لما يحتويه على مضادات أكسدة غنية مثل مادة الفلافونويدات، والأنثوسيانين، لدعم قوة الذاكرة ونشاطها،[٢] وأكدت ذلك نتائج دراسةٍ أُجريت على مجموعةٍ من النساء يُقدرنّ 16000 امرأة تناولن الفراولة، والتوت الأزرق البريّ وانخفض لديهنّ تدهور الذاكرة مقارنةً بالنساء اللواتي تناولنّ التوت بنسبةٍ أقل.[٤]
  • ممارسة التمارين الرياضية: بينت العديد من الأبحاث أهمية التمارين الرياضية لصحة الدماغ، ولتعزيز نشاط الذاكرة لدى جميع الأشخاص من مختلف الفئات العمرية،[٢]ووفقًا لدراسةٍ شملت 144 شخصًا تراوحت أعمارهم ما بين 19 و93 عامًا تبين بأنّ ممارسة التمارين الرياضية بجولة مدتها 15 دقيقة؛ إذ يُمارس نوع من التمارين المعتدلة على دراجةٍ ثابتة عزّز من نشاط الذاكرة، وحسّن المستوى الإدراكي والمعرفي للدماغ في جميع مختلف الفئات العمرية دون تحديد،[٥]كما تحمي ممارسة الرياضة في متوسط عمر الإنسان بانتظام من الإصابة بالخرف في أوقاتٍ لاحقة من العمر.[٢]
  • توطيد علاقات الصداقة وممارسة الأنشطة المختلفة: يُنصح بممارسة النشاطات المختلفة مع الأصدقاء كلعبة الشطرنج، أو حل لغز الكلمات المتقاطعة، أو يمكن قضاء بعض الوقت والاستمتاع بمشاهدة فيلم ما، فقد بينت دراسات عديدة بأنّ الحياة المليئة بعددٍ من الأصدقاء والتي لا تخلو من المرح تُعزز من الفوائد الإدراكية والمعرفية للدماغ، وتعد العلاقات الاجتماعية السوية داعمًا لصحة الدماغ، وتشمل النشاطات المختلفة علاقة البشر مع الحيوانات الأليفة، والمشاركة بالأنشطة الاجتماعية كالانضمام إلى نادٍ رياضي، أو ترفيهي، أو تعليمي، والتطوع في البرامج الاجتماعية، والتواصل مع الأصدقاء، ومحادثتهم عبر الهاتف.[٦]
  • تكرار ما تريد معرفته: يُنصح في حال الرغبة بتذكر حدثٍ ما أو عبارةٍ ما تدوين الحدث، أو تكرار الخبر بصوتٍ عال؛ لتنشيط الذاكرة وتعزيزها، كما يمكن إخبار النفس عن الحدث والنشاط الذي مارسته مؤخرًا لتذكره فيما بعد، مثلًا عند حفظ أحد الممتلكات الشخصية في مكان ما، يمكن إخبار النفس بمكان حفظه وتكرار المعلومة للتذكر لاحقًا.[٧]
  • الإيمان بالقدرات الشخصية والثقة بالنفس: تُعزز الثقة بالنفس والإيمان المطلق على المرور بشيخوخةٍ جيدة، وتكوين رسائل إيجابية للمحافظة على الذاكرة في مرحلة الشيخوخة من خلال السعي إلى تنشيط الذاكرة، وتحسين المستوى الإدراكي والمعرفي، خلافًا للأشخاص الذين يُحيطون أنفسهم بنظرةٍ سلبية تتعلق بذاكرتهم في مرحلة الشيخوخة، وهم أكثر عرضةً من غيرهم بتدهور الذاكرة المعرفي، والإصابة بالخرف في مراحل متقدمة من العمر، وينصح بالاعتقاد بكلّ ما هو إيجابي، وترجمة الاعتقادات إلى ممارساتٍ إيجابية ملموسة؛ للحفاظ على الصحة العقلية للدماغ.[٧]


نصائح سريعة لذاكرة أفضل

يعاني العديد من مشاكل في تذكر بعض الأحداث، وقد يعود السبب إلى عدم التنظيم في الأمور الحياتية اليومية، وحدوث الفوضى، إلا أنّ علماء النفس في مركز Beth Israel Deaconess Medical Center في "بوسطن" قدموا بعض النصائح للحصول على ذاكرة أفضل نبينها:[٨]

  • تخصيص دفتر ملاحظات مع تقويم، ويساعد ذلك على تخطيط وتنظيم الأمور اليومية، مع تقييد المهام خلال اليوم، والأسبوع، والشهر، والنظر إلى دفتر الملاحظات عدة مرات خلال اليوم.
  • التحدث مع النفس بصوت عالٍ، وترديد بعض الأحداث المهمة بعبارات مثلًا "أضع تذكرة توقيف السيارات بجيبي للتأكد من صحتها"، يساعد هذا الأمر بتذكر الأحداث، كما يمكن حمل مسجل صغير لتسجيل الأحداث المهمة التي يجب تذكرها.
  • توزيع بطاقات التذكير في أماكن التواجد كالبيت، والمنزل، والمكتب، والسيارة، وكتابة بعض العبارات التذكيرية.
  • الاحتفاظ بالأشياء المراد استخدامها يوميًا، وتسجيل أماكن حفظها في دفتر الملاحظات الخاص.
  • تقليل المهام وفعل مهمة واحدة بدلًا من إنجاز عددٍ من المهام معًا؛ للمساعدة على التركيز.
  • جدولة المهام الخاصة بتسلسل، وللتوضيح يمكن مثلًا تغيير البطاريات لجهاز إنذار الحريق الخاص بالمنزل في كلّ مرة تغير بها الساعة للتوقيت الصيفي، وهكذا تقاس الأمور الأخرى.
  • الرعاية العامة للجسم في شتى النواحي والمجالات كالاهتمام بالنظام الغذائي، وتناول الأدوية، والنوم، جميعها أمور تحسن من أداء الذاكرة.
  • ممارسة المهام التي تنمي القدرات العقلية كالقراءة، والعزف، ومشاهدة البرامج الوثائقية والتعليمية، وممارسة بعض ألعاب الذكاء والمنطق كلعبة الشطرنج ولعبة الأوراق.


المراجع

  1. Shri Shri Anandamurti (1-11-2011), "Two ways to activate memory"، timesofindia.indiatimes, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Jillian Kubala, MS, RD (26-3-2018), "14 Natural Ways to Improve Your Memory"، healthline, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  3. Xian Jiang,1 Jiang Huang,2 Daqiang Song,3 Ru Deng,1 Jicheng Wei,1 and Zhuo Zhang (7-2-2017), "Increased Consumption of Fruit and Vegetables Is Related to a Reduced Risk of Cognitive Impairment and Dementia: Meta-Analysis"، .ncbi.nlm.nih., Retrieved 13-12-2019. Edited.
  4. Devore EE1, Kang JH, Breteler MM, Grodstein F. (7-7-2012), "Dietary intakes of berries and flavonoids in relation to cognitive decline."، .ncbi.nlm.nih., Retrieved 13-12-2019. Edited.
  5. Candice L. Hogan, Jutta Mata, and Laura L. Carstensen (28-6-2013), "Exercise Holds Immediate Benefits for Affect and Cognition in Younger and Older Adults"، .ncbi.nlm.nih., Retrieved 13-12-2019. Edited.
  6. Melinda Smith, M.A., Jeanne Segal, Ph.D., and Lawrence Robinson (6-2019), "How to Improve Your Memory"، helpguide, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب "7 ways to keep your memory sharp at any age", health.harvard, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  8. Gary D. Vogin, MD, "Tips for a Better Memory"، .webmd</i>, Retrieved 13-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :