محتويات
العقل الباطن
تعد قوة العقل الباطن أكبر مما يمكن تخيله، فالعقل معقد التركيب، ومع مرور العمر يخزن العقل الذكريات كثيرًا، ولا تؤثر الذكريات الجديدة على القديمة، إذ إن كل منها يُحفظ في مكان خاص في العقل، فيمكن لكبار السن تحت تأثير التنويم المغناطيسي أن يتذكروا أحداثًا مضت قبل سنوات عديدة بنفس الوضوح والتفاصيل وكأنه يحدث الآن، وهذا باستخدام العقل الباطن، ويقسم العقل إلى العقل الواعي، والعقل اللاواعي أو العقل الباطن، ووظيفة العقل الباطن هي تخزين واسترجاع المعلومات، ويتناسب بما تخزنه فيه من أفكار وإيحاءات، لذلك ينصح العلم الحديث ببرمجة الأفكار والعقل الباطن على السعادة والنجاح بتكرار استخدام الإيحاءات الإيجابية التي تساعد على النجاح وعدم الاستسلام أبدًا.[١]
ولهذا تركز الأنشطة التحفيزية ودورات التنمية البشرية على الإلهام والإيجابية في الأفكار والأفعال؛ بسبب تأثيرها الكبير على الأشخاص، فعند التركيز تتطور الأفكار ويبدأ العقل اللاوعي في تنفيذ نمط إيجابي بطريقة التفكير أو طريقة النظر للحياة، ويمكن اعتبار العقل الباطن انعكاسًا لشخصية الفرد وطريقة تدريبه له، فهو كالحديقة تمامًا ما يُزرع فيه سينمو سواء أكان أفكارًا إيجابية أو سلبية، وهذا سبب آخر يجعل تسخير قوة التفكير الإيجابي أمرًا مهمًا لتأسيس حياة عملية وناجحة، كما يمكن للعقل الباطن أن يجعل الإنسان يشعر بعدم الراحة في تجربة شيء جديد؛ وذلك لأن شعور الخوف هو علامة نفسية على أن العقل الباطن قد نُشط وفُعّل، فممارسة الأشياء الجديدة تساعد في استخدام العقل الباطن وتشجيعه على التفكير والجرأة، والتعود على عادات معينة، وعدم تجربة عادات جديدة تجعل التغيير صعبًا جدًا.[١]
استخدام العقل الباطن في المذاكرة
توجد الكثير من الأفكار الخاطئة المزروعة في العقل الباطن مثل الحكم على شخص بالفشل لمجرد شكله أو عرقه أو جنسه، ومعظم هذه الأفكار السيئة تنتقل عبر الأجيال وتتخزن في العقول الباطنة حتى تصل إلى الأشخاص أنفسهم، فيحكم الشخص على نفسه بالفشل بسبب لونه مثلًا، لذلك من المهم جدًا تحرير العقل الباطن من تلك الأفكار السلبية للنجاح، كما تؤثر توقعات الأهل وتشجيعهم كثيرًا في دراسة الأبناء، ودورهم مهم جدًا في تطور الطلاب ونجاحهم، وينبغي على الطالب أن يهيئ نفسه تمامًا قبل بداية الدراسة بالنوم الكافي والشبع والإحساس بالأمان والدفء، فهذا متطلب أساسي للعقل للتركيز على آداء الواجبات. ومن الأساليب التعليمية المجربة للمعلمين لتحفيز استخدام العقل الباطن للطلاب في الدراسة:[٢]
- تنشيط المعرفة السابقة: وتعني شرح المعلومات الصعبة بسلاسة وبساطة واستخدام معلومات سابقة يعرفها الطالب وبناء معلومات جديدة عليها، فهذه الأنواع من الأنشطة توقظ الدماغ لتقوي الروابط ين المعلومات وتنشئ أفكارًا جديدة حولها.
- استخدام أنشطة تساعد على جذب الانتباه: إذ إن تركيز انتباه الطلاب على التعلم سيساعد على تحفيز أدمغتهم، ويمكن أن يكون ذلك بتغيير نبرة الصوت عند الكلام أو تنويع طرق التعليم.
- تقوية ثقة الطلاب بأنفسهم: وذلك عن طريق مدح الطلاب في الصف أو سؤالهم أسئلة سهلة يعرفون إجابتها، والتشجيع الدائم على الاستمرار والنجاح، فاستخدام الكلمات الإيجابية تساعد الطلاب على الشعور بالإيجابية والثقة بقدرتهم الأكاديمية، وتحفزهم على الدراسة والنجاح.
خطوات استخدام العقل الباطن
توجد بعض الخطوات التي تساعد على استخدام العقل الباطن منها:[٣]
- الإيمان بالذات: الخطوة الأولى في إحداث تغيير هائل في الحياة هي تصديق الفرد بأنه يمكنه الحصول على ما يريده، فلا يمكن التغيير عند التشكيك بالقدرات.
- الشعور بالسعادة: يجب على الفرد أن يعيش حياته الحالية بسعادة وقناعة، وعدم ربط السعادة بشيء محدد، والطموح والآمل في الوصول إلى الأهداف، والسعادة والفخر بالإنجازات الصغيرة.
- عدم السماح للآخرين بالتشكيك: يجب على الفرد عدم السماح للآخرين بإلقاء نتائج خبراتهم السابقة أو فشلهم السابق، فكل إنسان لديه طريقة للوصول إلى أهدافه، فكل شخص لديه نظرته الخاصة في الحياة وطريقة مختلفة للعيش.
- المؤثرات الإيجابية: سواء بتغيير العادات اليومية مثل قراءة الكتب التي تنمي التفكير الإيجابي، أو مشاهدة فيديوهات لأناس ناجحين استطاعوا التغلب على كل المعيقات التي في طريقهم للنجاح، والتعامل مع مجتمع يحفز على النهوض، والمشارك في دورات ونشاطات مهمة.
- الإيمان بالنجاح: يجب البدء بالتحدث عن الأهداف وكأنها موجودة فعلًا، وبدلًا من قول آمل أن أفعل ذلك يومًا ما، يجب قول أنا أخطط لفعل بذلك.
- إنشاء المستقبل في الخيال: فبمجرد أن تتواجد صورة واضحة للأهداف والمستقبل في عقل الفرد فهو قادر على البدء بإنشائه وتجربته دون خوف.
- تحديد سبب الفشل: غالبًا ما يمنع العقل الباطن الفرد من الوصول إلى ما يريده؛ لأنه لا يؤمن فعلًا بقدرته على الوصول أو لوجود شيء في عقلنا الباطن يناقضه ويرفضه، ويجب مراجعة الذات وعدم الخوف والشك.
- وضع خطة للحياة: يجب وضع خطة للحياة، ووضع جدول يومي منذ الاستيقاظ ومعرفة الأمور والأهداف التي يجب تحقيقها كل يوم، كما يجب تطوير الخطط المستقبلية باستمرار مع اختلاف الظروف والفرص التي تتاح كل يوم.
- الامتنان: إن الامتنان وشكر الخالق يفتح أبوابًا جديدة من النجاح، والشعور بالرضا يجعل الفرد سعيدًا وقادرًا على تلقي الأشياء الجديدة بامتنان كبير وقناعة مطلقة وأمل لمستقبل أفضل.
- المطالبة بالحق بكل قوة: حتى عند الظن بأنه لا يمكن الحصول على الحق، في النهاية عندما يرى الآخرون الإصرار لدى الشخص سيعطونه حقه كاملًا.
- التعامل مع أشخاص ناجحين: عند الالتقاء بأشخاص يشكون طيلة الوقت، تتبادر بعض الأفكار السلبية عند الشخص ويشعر بالكآبة، لذلك يجب عدم مجالستهم والاختلاط بأشخاص ناجحين يرون الفشل فرصة أخرى للنجاح.
- ملء أوقات الفراغ: أثناء قيادة السيارة أو ترتيب البيت يمكن الاستماع إلى أشياء تنمي الشعور بالحياة؛ مثل الكتب الصوتية والبودكاست والمحاضرات المهمة.
استخدام الموسيقى لتنشيط العقل الباطن
قد يعتقد البعض أن الموسيقى للترفيه فقط، ولكن أثبتت الدراسات الحديثة قدرة الموسيقى على تحفيز الدماغ والمساعدة في معالجة المرضى أيضًا، وذلك عن طريق تقوية المشابك العصبية بين خلايا المخ، وهي الثغرات الصغيرة التي تربط خلية عصبية بأخرى، فعندما تتلقى الخلايا العصبية إشارة من خلية عصبية مجاورة، فإن العصبونات تنقل الإشارة كنبضة كهربائية إلى أن تصل إلى العصبون التالي، وتؤدي هذه النبضات الكهربائية إلى إطلاق النواقل العصبية، والتي تنتقل إلى الخلية العصبية التالية عبر مشبك آخر وتبدأ الدورة مرة أخرى، وعندما يتعلم الدماغ البشري شيئًا جديدًا، ينشأ تشابكٌ جديدٌ، وإذا لم يُستخدم هذا التشابك سيبدأ بالضعف مع مرور الوقت، ولذلك فإن الاستماع إلى الموسيقى يحفز العقل ويقوي نقاط التشابك العصبي فيه، مما يحفز الذاكرة.[٤]
المراجع
- ^ أ ب Brian Tracy, "Subconscious Mind Power Explained"، briantracy, Retrieved 20-12-2019. Edited.
- ↑ Justin Marquis. (18-6-2013), "Priming Your Brain for Academic Success"، onlineuniversities, Retrieved 20-12-2019. Edited.
- ↑ Brianna Wiest, " 13 Ways To Start Training Your Subconscious Mind To Get What You Want"، forbes, Retrieved 20-12-2019. Edited.
- ↑ "Subconscious Impact", rampages, Retrieved 20-12-2019. Edited.
