محتويات
ترشيد استهلاك المياه
قال تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30]، فالماء هو عصب الحياة وأساسها، وبدونه تنتهي الحياة على هذا الكوكب الأزرق؛ الذي تغطي المياه ثلاثة أرباعه، فأينما وجد الماء وجدت الحياة وعمت الحركة والحيوية في الأرجاء، إذ لا يستطيع أي مخلوق من الاستمرار في الحياة إذا انقطع الماء عنه، فيحتاجه الإنسان للشرب والتنظيف والصناعة وكافة مجالات حياته اليومية، فلا تقوم حضارة ولا تشيد نهضة لأي مجتمع إلا والماء هو الأساس في كل ذلك، فمنذ القدم كانت هناك حروب ونزاعات في طلب الماء والنزاع عليه بين بني البشر؛ لأهمية الماء في وجودهم.[١]
وكلمة الترشيد مأخوذة من كلمة رشد بمعنى قلل، فالترشيد سمة إصلاحية مفيدة ونافعة، لما فيها من فوائد ومنافع تعود على الفرد والمجتمع أيضًا، وعكس الترشيد يكون التبذير والإسراف في غير ضرورة ولا منفعة، والإسراف من الأعمال السيئة التي يطال ضررها الفرد وبيئته ومجتمعه، وعليه فإن مصطلح ترشيد استهلاك الماء يعني استخدامه وفق ما هو نافع وضروري للإنسان وبيئته، وعدم هدر الماء بلا فائدة سواء على حاجات الإنسان الشخصية من تنظيف وغيرها، أو على الحيوانات والمزروعات من سقاية وري، فيجب على المستهلك سرف الماء وفق معيار محدد حسب ما تقتضي الحاجة إليه.[٢]
طرق ترشيد استهلاك المياه
يهدر ما يقارب 300 لتر من المياه المستخدمة داخل المنازل للتنظيف يوميًا، من استحمام وغسيل الأطباق وتنظيف وغيرها، وهذه الكمية كبيرة جدًا وتؤثر سلبًا على مستقبل المياه النظيفة، ولكن توجد عدة طرق لتقليل هذه الكمية وتوفير جزء كبير من المياه المستهلكة، إذ تعد طرق بسيطة ولكن تأثيرها على المدى الطويل كبير، ومن أبرز طرق ترشيد استهلاك المياه في المنازل ما يأتي:
- إغلاق الحنفية أثناء تنظيف الأسنان وعدم تركها مفتوحة؛ لأنها تهدر كميات كبيرة من الماء في هذه الفترة الزمنية البسيطة.
- تقليل وقت الاستحمام، وبالتالي تقليل كمية المياه المستهلكة، واستخدام الأوعية لسكب المياه، وعدم ترك الدش مفتوحًا طيلة فترة الاستحمام.
- الإسراع في إصلاح أي رشح في حنفيات المنزل، ففي حال وجود صنبور مياه يرشح في المنزل يجب إصلاحه على الفور، ووضع وعاء أسفله لتجميع المياه إلى حين إصلاحه.
- غسل الأطباق يدويًا يهدر الكثير من المياه، في حين أن غسلها في غسالة الصحون يوفر كمية جيدة من المياه في حال شغّلت بعد ملئها تمامًا بالأطباق.
- لتنظيف الغرف والأسطح والساحات في المنزل يمكن استخدام قارورة بخاخ للتنظيف؛ لتوفير كمية المياه المستخدمة عن طريق صنبور المياه أو الدلو، إذ يمكن إضافة مادة معقمة لقارورة المياه، ثم رش المياه المعقمة على السطح الذي يرغب الشخص بتنظيفه ومسحه بقطعة قماش نظيفة، الأمر الذي يحقق توازنًا بين النظافة المطلوبة وكميات المياه المستهلكة لذلك.
- ريّ النباتات أو المزروعات المنزلية في أوقات الصباح الباكر أو قبيل المغرب، وذلك باستخدام طرق الري الحديثة مثل الري بالتنقيط، الذي يوفر للنبتة حاجتها من المياه عن طريق تسرب المياه لجذور النبتة مباشرةً دون أن تذهب كميات كبيرة من المياه بلا فائدة.
- ترشيد استخدام المياه في المرحاض، وفحص خزان المياه الخاص به والتأكد من عدم وجود أي تسريبات للمياه، والتأكد من إغلاق مقبض المرحاض جيدًا بعد كل استخدام.
- تنظيف السيارات والدرج الخارجي بالدلو بدلًا من الخرطوم.
- ترشيد استخدام المياه في المطبخ من خلال الحرص على إغلاق الحنفية وعدم تركها مفتوحة أثناء جلي الصحون، إذ يمكن لربة المنزل أن تملأ الحوض بالماء عند جلي الأطباق لتنظيفها.
- نشر التوعية بأهمية المياه وأهمية الحرص على حسن استخدامها وعدم هدرها في المنازل، وتعليم الأطفال منذ الصغر آداب استخدام المياه.
- عمل صيانة دورية لشبكة المياه المنزلية، وإصلاح أي عطل أو تسريب للمياه. [١]
الهدف من ترشيد استهلاك المياه
في الآونة الأخيرة تفاقمت مشكلة المياه الصالحة للشرب في كافة أنحاء العالم، بسبب زيادة الكثافة السكانية الهائلة، والتقدم الصناعي الكبير وما يخلفه من تلوث بيئي، وجزء كبير منه يؤثر مباشرة على المياه ويلوثها، فكان لزامًا على جميع المجتمعات بكافة فئاتها نشر ثقافة التوعية لترشيد استهلاك المياه وحسن الاستفادة منها بأقل كمية وتكلفة ممكنة في الحياة اليومية، ومن أهم الأهداف للمحافظة على المياه ما يأتي:
- الإلتزام بالابتعاد عن النهي الرباني الذي أمر الله عز وجل به في محكم كتابه الكريم في قوله تعالى:{كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].
- التحكم بفاتورة استهلاك المياه، وبالتالي توفير قيمة الاستهلاك المالي للأسرة وللمجتمع والدولة.
- الاستخدام الأفضل للمياه والحفاظ عليها فهي عصب الحياة وأساس وجود الإنسان وبيئته.
- تهذيب النفس على قيمة المحافظة على الأشياء القيّمة في الحياة.[٣]
عواقب هدر المياه
- نقص مصادر المياه وانقاطاعها لفترات طويلة عن بعض المناطق، وخاصة إن لم تكن الدولة هي منبع المياه.
- خطر التعرض للجفاف؛ بسبب شح مصادر المياه.
- ارتفاع التكلفة المادية لمعالجة المياه المالحة أو المياه غير الصالحة للاستخدام البشري؛ لتكون بديلًا للشرب والزراعة والصناعات المتعددة.
- انتشار عدد من أمراض الدم ونقصه خاصة لدى الصغار وكبار السن.
- إهمال النظافة الشخصية والنظافة العامة لعدم توفر المياه الكافية لذلك، مما يسبب العديد من التلوث والأمراض.
- تأثر الثروة المائية؛ الأسماك ونقص كبير في قيمتها الغذائية بسبب نقص الأكسجين والماء المناسب لها.[٢]
المراجع
- ^ أ ب "خمس نصائح لتوفير المياه في البيت"، طريقة، 5-6-2015، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب Sameh، "أهمية ترشيد استهلاك الماء والكهرباء وطرق تطبيقة"، موسوعة، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "مقال عن ترشيد استهلاك الماء"، المجنون، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2019. بتصرّف.