أين تقع مدينة نوتردام

موقع مدينة نورتدام

تقع مدينة نورتدام في قارة أوروبا في عاصمة فرنسا تحديدًا في باريس، وهي بلدة قديمة عريقة تُعرف بتاريخها، والكنيسة الأثرية الموجودة فيها المعروفة باسم كاتدرائية نوتردام الكاثوليكية التي يعود تاريخ بنائها إلى العصور الوسطى واحدة من المباني القوطية الفرنسية المعروفة والمشهورة في فرنسا، ويعني اسمها سيدة باريس، وتقع كاتيدرائية نوتردام في الدائرة الرابعة في باريس تحديدًا في مدينة إيل دو لا سيت، وبدأوا العمل في بناء الكاتدرائية في عام 1160 ميلاديًا وانتهى العمل منها 1260 ميلاديًا إلا أنها عُدلت عدة مرات بعد الانتهاء من بنائها ورُممت أيضّا عدة مرات لتعرضها للخراب والدمار على مر العصور، كان آخرها الحريق الكبير الذي نشب فيها في بداية عام 2019 والذي أدى إلى احتراقها بالكامل تقريبًا.^[١]

تاريخ نوتردام

يعود تاريخ بناء الكاتيدرائية الى عصر الملك لويس السابع في عام 1163 وانتهى العمل بها في عام 1345، لكن الكنيسة تعرضت للكثير من الدمار على مر العصور كان أبرزها في الثورة الفرنسية عام 1970، ودمرها الثوار ونهبوا العديد من مقتنياتها وأحرقوا الرسومات واللوحات فيها، كما قطعوا رؤوس التماثيل التي كانت تُعد من التماثيل التاريخية، كما حدثت عدة محاولات لإحراق المبنى بالكامل، وبعد انتهاء الثورة الفرنسية سُلّط الضوء مرة أُخرى على الكنيسة ثم أعيد ترميمها، أصبحت الكنيسة بعد ترميمها من أبرز المعالم في باريس حتى أنها شهدت العديد من الأحداث التاريخية والسياسية بداخلها، كما كانت مقصدًا مهمًا للزوار والسياح في فرنسا من حول العالم؛ ومن أبرز الاحداث التي حصلت في الكنيسة تتويج نابليون بونابارت كإمبراطور عام 1804 ميلاديًا وتتويج هنري السادس ملكًا على فرنسا عام 1431، كما شاهدت على تأبين العديد من الشخصيات المشهورة السياسية وغيرها مثل فرانسوا ميتران وتشارل ديغول وغيرهم.^[٢]

ولأهمية الكنيسة التاريخي والسياحي كتب عنها الكاتب العالمي الشهير فيكتور هوجو رائعته العالمية (أحدب نوتردام) التي تُرجمت إلى لغات العالم ونتج عنها العديد من الأعمال الفنية كالأفلام والمسلسلات وشاهدها الأطفال قبل الكبار حتى أنها عُدّت من أبرز الأعمال والقصص العالمية التي تُذكر في كتب القصص العالمية، وكان شهر إبريل من هذا العام 2019 حزينًا للعالم أجمع وبالأخص فرنسا؛ لتعرض الكاتدرائية لحريق يُعد الأسوأ من نوعه، وقضى الحريق على تاريخ الكاتدرائية بالكامل ولم يُعرف سبب الحريق لغاية الآن، وبعد أن كانت الكاتدرائية من أهم الاماكن السياحية في العالم وبلغ عدد زوارها ما يزيد عن 12 مليون زائر سنويًا وهو أكثر من عدد زوار برج إيفل الشهير، أصبح الآن الزوار يقصدون أنقاض الكاتدرائية لمشاهدة ما تبقى منها فقط؛ لانهيار السقف بالكامل وبرج الكنيسة الرئيسي.^[٢]

رواية أحدب نوتردام

هي رواية مشهورة جدًا في العالم، كتبها الكاتب الرومانسي الفرنسي فيكتور هوجو عام 1831 ميلاديًا؛ إذ دارت أحداث القصة في كاتيدرائية نوتردام وكان بطل القصة شاب أحدب قبيح الوجه لكن قلبه يحمل حبًا كبيرًا وأخلاقًا لا مثيل له، فقد تُرك الأحدب الذي كان يُدعى بكوازيمودو وهو طفل على باب كنيسة نوتردام فأخذه القس القائم على أعمال الكنيسة واعتنى به ورباه على أن تكون حدود عالمه الكنيسة فقط واقتصر عمله على قرع أجراس الكنيسة، حتى شب الطفل وأصبح شابًا لم يرَ غير القس الذي اعتنى به، ثم اختير كوازيمودو للمشاركة في مهرجان سنوي في المدينة، ورأى راقصة بهلوانية في ذات المهرجان وأُعجب بها وكان القس يحاول الاقتراب منها بعدة طرق وهي تتصدى له لحبها لشاب وسيم يعمل في الجيش، وحين تصدت (إزميرالد) للقس حاول التقرب منها بعدة طرق كان أحدها قتل أحد الوزراء بخنجرها وتلفيق التهمة لها في الوقت الذي ثار جنون كوازيمودو على محبوبته حين رأها تتعرض للعقاب رغم أنها بريئة، م اختطفها وأنقذها وعُرف قاتل الوزير الحقيقي وحين ثبتت التهمة على القس قتل القس كوازيمودو لينتقم منه ومن فعلته وعاشت إزميرالدا على ذكرى الشخص الذي أحبها بصدق رُغم قباحة وجهه وحدبته المشهورة.^[٣]

تُرجمت القصة إلى لغات العالم أجمع وأُنتجت عدة أفلام عن القصة الأصلية التي كُتبت في القرن التاسع عشر، إلا أن الأحداث كُتبت عن القرن الخامس عشر لتظهر للعالم أجمع أن القبح هو قبح الأخلاق وليس المظهر الخارجي للشخص وأصبحت القصة متداولة حتى وقتنا الحالي، وأعاد ذكر القصة من جديد الأحداث والحريق الذي أصاب الكنيسة في إبريل المنصرم، فأول ما تذكر العالم عن نوتردام أحدبها وقصتها الشهيرة فيها؛ إذ إن هوجو ذكر في قصته الشهير أحدب نوتردام حريقًا ضخمًا في الكنيسة وكأنه تنبأ بخرابها من قبل.^[٣]

المراجع

1. ↑ "كاتدرائية نوتردام"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 24-8-2019. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب} "كاتدرائية نوتردام: تاريخ من العراقة في قلب باريس"، bbc، 16-4-2019، اطّلع عليه بتاريخ 24-8-2019. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب} علي سهيل، هايدي صبري، إيناس عرابي (17-4-2019)، ""أحدب نوتردام".. رواية أيقونية تنبأت بحريق الكنيسة قبل 300 عام"، al-ain، اطّلع عليه بتاريخ 24-8-2019. بتصرّف.