محتويات
مدينة عنابة
تُعد مدينة عنابة واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في الجزائر، فهي مدينة ساحلية تقع غرب البحر الأبيض المتوسط، ومما جعلها وجهة سياحية مميزة احتوائها على العديد من عوامل الجذب منها منتزه مركزي واسع، والعديد من آثار وبقايا الحضارات التي تعاقبت عليها والتي تعكس الهندسة المعمارية المذهلة، فإذا كنت تُحب زيارة المناطق الساحلية والاستمتاع بسحر شواطئها ومناظر جبالها الرائعة فيمكنك التوجه إلى عنابة،[١]ومن الأسباب التي جعلت عنابة نقطة جذب للعديد من الحضارات وقوعها على خليج عنابة، والذي كانت سببًا في قدوم الفينيقيين إليها في وقتٍ مُبكر، وشهدت المدينة مع مرور الزمن ازدهارًا واسعًا من خلال بناء المساجد والمدارس والمباني العامة والمتاحف، بالإضافة إلى جامعة عنابة التي تأسست عام 1975 والمطار الدولي الموجود فيها.[٢]
جغرافية ومناخ مدينة عنابة
تقع مدينة عنابة في المنطقة الشمالية الشرقية من الجزائر، بالقرب من نهر وادي سيبوس، وتبعد المدينة 100 كيلومتر عن الحدود التونسية وحوالي 150 كيلومتر عن جنوب غرب مدينة قسنطينة،[٣]أما مناخها فيتميز صيفًا بكونه مناخًا رطبًا ودافئًا، وأحيانًا ما يكون جافًا وصافيًا، بينما يتميز شتاؤها بأنه طويل وبارد وعاصف وغائم جزئيًا، وتتراوح درجات الحرارة فيها على مدار العام بين 46 و85 درجة فهرنهايت أي بين 7.7 و 29.4 درجة مئوية، ونادرًا ما تنخفض درجة الحرارة فيها عن 40 درجة فهرنهايت أي 4.4 درجة مئوية أو ترتفع عن 93 درجة فهرنهايت أي 33.8 درجة مئوية، وتُعد الفترة الممتدة بين أواخر حزيران إلى أوائل أيلول من أفضل الأوقات وأنسبها لزيارة مدينة عنابة والاستمتاع بسحر شواطئها.[٤]
سكان مدينة عنابة
بلغ عدد سكان مدينة عنابة 707,511 نسمة وذلك بناءً على الإحصائية التي أُجريت عام 2015، ويبلغ عدد الذكور فيها 354,134 شخصًا أي ما نسبته 50.1%، بينما تُشكل الإناث ما نسبته 49.9% من عدد السكان ويبلغ عددهن 353,376 نسمة، ويعدّ النمو السكاني في المدينة كبيرًا ومتسارعًا مع مرور الوقت، إذ بلغ معدل النمو السكاني للفترة بين عامي 1975 و 2015 ما نسبته 22%، و22.3% للفترة بين عامي 2000 و 2015، ويبلغ متوسط أعمار سكان مدينة عنابة 28.5 سنة، وبناءً على مساحة المدينة البالغة 1407.6 كيلومتر مربع، قُدّرَت الكثافة السكانية بحوالي 412 نسمة لكل كيلومتر مربع في عام 1975، وحوالي 502.6 نسمة لكل كيلومتر مربع في عام 2015.[٥]
تاريخ مدينة عنابة
يعود تاريخ مدينة عنابة إلى استقرار الفينيقيين بالقرب من مينائها منذ حوالي 3000 عام، وربطوها بمدينة قرطاج التي تقع اليوم في تونس بالإضافة إلى سلسلة من المستعمرات التجارية التي امتدت عبر البحر الأبيض المتوسط، وفي ذلك الوقت سقط النوميديون والرومان والوندال والبيزنطيون والعرب والعثمانيون والفرنسيون في المدينة بهدف التزوّد بالغذاء والماء، وبالعودة للعصور القديمة فإن المستوطنة الأصلية التي عُرفت باسم هيبون كانت تقع على بعد 1.5 كيلومتر جنوب مدينة عنابة الحالية.
وقد طوّر النوميديون المستوطنة ولكنها ازدهرت أكثر في عصر الرومان لتصبح بلدية وتتحول لمستعمرة، وارتكزت ثروتها في تلك الفترة على مينائها الذي استُخدم لشحن القمح إلى روما، وظهر الدين المسيحي للمرة الأولى في المستوطنة القديمة في منتصف القرن الثالث، وفي عام 391 اختار سكان المدينة القديس أوغسطين كاهنًا لهم، وبعد سقوط روما في يد القوط الغربيين عام 410 وفي فترة حكم أوغسطين أصبحت مدينة عنابة مركزًا رئيسيًا للدين المسيحي، ولكن بعد وفاة أوغسطين تراجعت أحوال المدينة.
وفي القرن الحادي عشر نُقلَت المستوطنة إلى موقعها الحالي ويُقال أن الفيضانات كانت السبب في نقلها، وأطلق عليها القرصان خير الدين بربروسا اسمها الحالي "عنابة"، وذلك عندما استولى عليها في عشرينيات القرن الخامس عشر، وقال أنه سماها بهذا الاسم لأنه لاحظ كثرة أشجار العنّاب فيها، وبعد ذلك لم يتغيّر حال المدينة كثيرًا في فترة الحكم العثماني ولكن تطوّرت عنابة بعد الغزو الفرنسي لها عام 1832 وأصبحت مدينة حديثة وميناءً رئيسيًا، واستخدمتها القوات البريطانية والأمريكية كقاعدة عسكرية لها في الحرب العالمية الثانية، مما أدى لتعرض المدينة للقصف العنيف خلال عامي 1942 و1943.[٦]
أبرز المعالم السياحية في عنابة
تشتهر مدينة عنابة بطبيعتها الرائعة من جبال وشواطئ جميلة، بالإضافة إلى إرثها التاريخي المميز وآثارها ومعالمها القديمة الشاهدة على حضارتها وتاريخها، إذ يوجد في عنابة معالم سياحية وتاريخية عديدة تستحق الزيارة، وفيما يلي سنُطلعك على أبرز المعالم التي تضمها عنابة:[٧]
- الشواطئ: مدينة عنابة مدينة ساحلية تشتهر بشواطئها الجميلة ورمالها الذهبية، إذ تقع على شريط ساحلي يبلغ طوله حوالي 80 كيلومتر، ولهذا لا تفوت الاستمتاع بمياه شواطئها والسباحة فيها.
- كنيسة القديس أوغسطين: يعود هذا الموقع الأثري إلى تاريخ قديم، ويجذب العديد من السياح من داخل الجزائر وخارجها، وتتمتع الكنسية بتصميمها الفريد الذي يعود لحقبة تاريخية تشهد على التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في أفريقيا.
- حديقة سارايدي: تعدّ منطقة السرايدية واحدة من أهم معالم عنابة السياحية، فهي مليئة بالغابات والهواء النقي، ويمكنك أن تسترخي وتقضي وقتًا جميلًا مع الطبيعة فيها، ويوجد في هذه الحديقة فندق جميل والعديد من الشواطئ التي تجمع بين زُرقة المياه وخُضرة الأشجار.
- متحف هيبون أو متحف عنابة: يقع متحف هيبون بالقرب من كنيسة القديس أوغسطين على مرتفع هيبون، ومع أنه متحف صغير الحجم إلا أنه يضم عددًا كبيرًا من الآثار التي تعود إلى التاريخ القديم،[٧]ففيه مجموعة واسعة من المنحوتات والتحف وأعمال الفسيفساء الرائعة التي تستحق الزيارة.[٨]
- آثار هيبون: تُعد آثار هيبون من الآثار الرومانية الخالدة في المنطقة، وتطل هذه الآثار على كنيسة أوغسطين وتقع في منطقة مليئة بالأزهار وإكليل الجبل وأشجار الزيتون والأغنام والطيور.[٩]
قد يُهِمُّكَ
تعتمد مدينة عنابة في اقتصادها على الصناعة والزراعة بشكل أساسي، بالإضافة إلى أنها واحدة من أهم الموانئ في الجزائر التي تُصدّر كل من المعادن والحديد والزنك والصُّلب، وهي مركز إداري وتجاري وصناعي هام في البلاد، ومصانع الحديد فيها تطغى على المدينة وتراها في كل مكان، وتشمل الصناعات الرئيسية فيها التصنيع الكيميائي، وتعليب الطعام، وإنتاج الفلين، وبناء السكك الحديدية، وتفتخر مدينة عنابة بمحاصيلها الزراعية إذ تمتلك أرضًا خصبة تشجع الزراعة؛ ولهذا اكتسبت المدينة شهرة واسعة بين المستعمرين الفرنسيين وأصبحت تعكس التراث الفرنسي بقوة.[٣]
المراجع
- ↑ "The Best of Annaba City Walking Tour", tripadvisor, Retrieved 2020-11-04. Edited.
- ↑ "Annaba", britannica, Retrieved 2020-11-04. Edited.
- ^ أ ب "TRAVEL ANNABA, CITIES, TRAVEL DESTINATIONS", algeria, Retrieved 2020-11-04. Edited.
- ↑ "Average Weather in Annaba ", weatherspark, Retrieved 2020-11-04. Edited.
- ↑ "Annaba", city-facts, Retrieved 2020-11-04. Edited.
- ↑ "History", lonelyplanet, Retrieved 2020-11-04. Edited.
- ^ أ ب "The best 4 tourist places in Annaba Algeria", n.arabtravelers, Retrieved 2020-11-04. Edited.
- ↑ "Annaba Museum", lonelyplanet, Retrieved 2020-11-04. Edited.
- ↑ "Hippo Regius", lonelyplanet, Retrieved 2020-11-07. Edited.