أين توجد طرابلس

موقع طرابلس

تقع طرابلس في الجهة الشمالية من لبنان وتحديدًا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط، إذ تبعد حوالي 80 كيلومتر من شمال شرق مدينة بيروت، وتعد ثاني أكبر مدينة في لبنان بعد بيروت، وتنقسم المدينة إلى قسمين نتيجة مرور نهر (أبو علي) من الجهة الشرقية للبلاد، ويربط بينهما جسر، [١]وتُلقّب طرابلس اللبنانية باسم "طرابلس الشام" أو "طرابلس الشرق"؛ حتى لا تتشابه مع مدينة طرابلس الليبية الّتي تُسمّى بـ"طرابلس الغرب"، والجدير بالذكر أن المسافة الّتي تفصل بين الحدود اللبنانية والحدود السورية حوالي 40 كيلومتر، وتعد مدينة طرابلس اللبنانية غنية بالتراث التاريخي العريق للمنطقة، كما أنها تحتوي على العديد من القلاع العسكرية، والأسواق المزدحمة، والمساجد، إذ يصل عدد هذه المعالم إلى أكثر من 160 معلمًا أثريًا منتشرًا في مناطق مختلفة في المدينة.[٢]


تاريخ طرابلس

تأسست مدينة طرابلس سنة 700 قبل الميلاد، وكانت تُعرف باسم "تريبوليس" وتعني المدن الثلاث، وأنشئت هذه المدينة بعد اتحاد ثلاث مدن في العهد الفينيقي، إذ مرّت طرابلس بعدة أسماء مثل "دربلي" و"أهلية" و"مهالات" و"مايزا" و"كايزا" و"آثر"، إلى أن سمّاها اليونانيون باسم "تريبوليس" في القرن الرابع قبل الميلاد، وكانت طرابلس عاصمة للفينيقيين سنة 300 قبل الميلاد، وتعاقبت على حكم طرابلس عدّة مدن مثل الرومان، والبيزنطيين، والسلوقيين، والعثمانيين، والفاطميين، كما خضعت للانتداب البريطاني والفرنسي، وعُرفت طرابلس ولبنان ككل بأنها كانت مأوى للمقاومة الفلسطينية خصوصًا في بداية الثمانينات من القرن الحالي، واستقرّت بعض القيادات الفلسطينية فيها خصوصًا قيادة منظمة التحرير الفلسطينية المعروفة باسم فتح، وتشتهر طرابلس بكونها تحتوي على العديد من المعالم التاريخية، وتنتشر فيها مئات الآثار الّتي تعود لحقب تاريخية قديمة، وتتوزّع بين القلاع العسكرية والمعابد والأسواق والحمّامات وغيرها من المعالم الّتي تدل على التاريخ.[٣]


معالم طرابلس

تشتهر طرابلس بكثرة المعالم الأثرية فيها مثل الجامع المنصوري الكبير الّذي يعد من أعظم وأكبر جوامع مماليك طرابلس، وأسس في عام 1294 ميلاديًا من قبل السلطان الأشرف خليل بن قلاوون، ومسجد البهاء، وجامع العطار ويعد من أكبر الجوامع في طرابلس وثالث أهم جامع فيها، إذ تأسس في عصر المماليك من قبل بدر الدين العطّار في عام 1325 ميلاديًا، وجامع البرطاسي، وجامع الأويسي، ومدرسة المشهد، والمدرسة الشمسية، والمدرسة الناصرية، والمدرسة العجمية، والمدرسة النووية، كما تشتهر بعدد من الكنائس مثل كنيسة مار نقولا للروم الأرثدوكس، وكنيسة مار جورجيوس للروم الأرثذوكس، وكنيسة مار ميخائيل للموارنة، وتعد قلعة طرابلس من أقدم وأكبر القلاع الحربية في مدينة لبنان، وتقع فوق تلة صخرية وشيّدت في عام 636 ميلاديًا من قبل القائد سفيان بين مجيب الأزدي، وتضم في داخلها مسجدًا بناه الفاطميون، ثم بني حصن فوقها عام 1103 ميلاديًا، أما في العصر الملكي حُوّل إلى قلعة وذلك في عام 1307 ميلاديًا، وبنى داخلها مجموعة من الأبراج، وفي العهد العثماني عام 1521 ميلاديًا شيّد البرج الشمالي فيها والّذي يضم باب القلعة، كما وتضم ثلاثة مساجد وحمامًا واحدًا، وسجنًا، وإسطرلابًا، وقاعات للقادة العسكريين، وقاعات كبيرة للذخيرة والأسلحة الحربية، إضافة إلى الآبار وخزّانات للمياه.[٤]

وتحتوي طرابلس على مدرسة وجامع البرطاسي أو "البرطاسية" وسمي نسبة إلى مؤسسه عيسى بن عمر البرطاسي عام 1310 ميلاديًا، ويعد من أجمل الجوامع المملوكية في طرابلس، وجامع الأويسي الّذي يحمل اسم مشيّده محي الدين الأويسي الّذي بناه عام 865 هجريًا، ويحتوي على ضريح محمود بك السنجق صاحب المسجد المعروف باسمه التبّانة، إضافة إلى جامع التوبة الّذي بناه السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون عام 1315 ميلاديًا، وجدد في العصر العثماني عام 1612 ميلاديًا، وجامع تينال الّذي بناه الأمير سيف الدين تينال الأشرفي الحاجب عام 1336 ميلاديًا، وهو يضاهي أجمل جوامع القاهرة في دمشق، كما تشمل طرابلس العديد من المدارس والّتي تعود إلى عصر المماليك مثل: مدرسة الشيخ الهندي المعروفة بالمشهد، والّتي تحتوي على زخارف ملونة بديعة في الخارج والداخل، ومدرسة الشمسية وهي أقدم المدارس والمماليك في لبنان.[٤]


جغرافية طرابلس

تقع طرابلس فوق سهل يبلغ مساحته حوالي 41 كيلومتر مربع، ويوجد على أطرافه مياه البحر الأبيض المتوسط، وتمتد في النواحي الشرقية منها جبال الأرز، كما تطل طرابلس على جبال الفهود من النواحي الشمالية والشرقية، ويعد نهر أبو علي من الأجزاء الشرقية للمدينة، كما تشكّل مدينة طرابلس حلقة وصل بين المدن الساحلية اللبنانية والمدن الداخلية في سوريا، وتعد طرابلس ممرًا طبيعيًا بين مدن العراق والخليج ولبنان، وتحظى بموقع له أهمية بالغة كونها منفذًا وحيدًا لهذه المناطق، وتمتاز طرابلس بوفرة المياه العذبة فيها، وهوائها العليل والنظيف، كما تُطل على مناطق جميلة بسبب مرتفعاتها أما بالنسبة للمناخ؛ فهو معتدل في معظم الأوقات من السنة بسبب موقعها على البحر الأبيض المتوسط، ويستمر فصل الشتاء لأربعة أشهر ويكون ماطرًا، أمّا الصيف فيمتد لخمسة أشهر ويكون حارًا مع احتوائه على رطوبة، وبسبب العوامل المناخية المناسبة تشتهر طرابلس بزراعة الحمضيات وسائر أنواع الفواكه والخضراوات، وتحتوي على بساتين واسعة لزراعة التبغ، كما تشتهر بزراعة أنواع مختلفة من الورد والريحان، كما تنتج الصابون، والمنظّفات، والمبيدات، إضافة إلى ازدهارها بصناعة السكاكر والحلويات، كما تحتوي على مصنع لمصفاة النفط، وتعد من الأنشطة الاقتصادية للمنطقة وهي صيد السمك والإسفنج، وذلك بسبب موقعها الجغرافي ومناخها المناسب، ويعد إنتاج الزيت والحرير والحمضيات من أهم صادرات المدينة.[٥]


المراجع

  1. "Biggest Cities In Lebanon", worldatlas, Retrieved 25-8-2019. Edited.
  2. "Tripoli (Trablos)", living-lebanon, Retrieved 25-8-2019. Edited.
  3. "طرابلس.. مدينة من عمق التاريخ"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "طرابلس (الجمهورية اللبنانية) : عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2013م عن المنطقة العربية"، isesco.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2019. بتصرّف.
  5. "طرابلس، لبنان"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :