محتويات
مدينة طرابلس اللبنانية
تعد طرابلس إحدى المدن اللبنانيّة، التي تقع في الجزء الشمالي على بعد 85 كيلو من العاصمة بيروت، وهي مدينة تقليدية وأغلب سكانها من السُنة، وتحتل المرتبة الثانية بين المدن اللبنانيّة من حيث المساحة، كما أنّها العاصمة لمحافظة الشمال، وتتميّز بسكنتها المريحة، وتاريخها العريق، بالإضافة إلى ازدهار الأعمال فيها، فهي مدينة حيوية مضيافة تخلط بين حضارة العصور الوسطى والعصور الحالية.
تحتوي المدينة على خمسة أربعين مبنى تاريخي، تعود كلها إلى القرن الرابع عشر، وفيها مواقع تاريخية ناجية من العصر المملوكي والعثماني مثل وجود اثني عشر مسجدًا في المدينة، واثنتي عشرة مدرسةً دينية واللاهوتية، وتوجد حمامات أيضًا، إذ إنها مصممة بحيث تشبه الحمامات الكلاسيكية الرومانية البيزنطية، وتُشكّل أسواق المدينة خانًا فيه العديد من الحرفيين مثل الخياطين والدباغين وبائعي الصابون والمجوهرات، أما بالنسبة لطرابلس الحديثة، فيبلغ عدد سكانها حاليًّا 500000 نسمة، لكنها تنقسم لقسمين؛ الأول هو موقع الميناء، والثاني موقع المدينة، وتقع المناطق التاريخية فيها عند القلعة الصليبية، وتملأ الأعمال والتجارة المدينة، وفي المقال الآتي أبرز المعلومات عن تاريخ طرابلس، إضافة إلى ذكر أبرز المعالم التاريخية فيها، وطرابلس الحديثة، وأخيرًا أبرز المعلومات عن هذه المدينة[١].
تاريخ طرابلس
تقع طرابلس على ساحل البحر المتوسط، وقد سكنتها عدة حضارات، مثل؛ الفينيقيين والبيزنطيين والرومان، فهم سبب بداية التاريخ الثقافي للمدينة، وتشتهر طرابلس بالقلعة الصليبية وقلعة ريمون دي سان جيل، وتمتلئ بالأسواق والحمامات والمساجد العائدة إلى العهد العثماني، أما بالنسبة لتاريخ المدينة، فقد تأسست بعد عام 700 قبل الميلاد، وأصبحت عاصمة للاتحاد الفنيقي الذي يتكون من صور وارفاد وصيدا.
وكانت طرابلس قديمًا تحت حكم السلوقيين، وبعد ذلك حكمها الرومان، ومنذ عام 638 حكمها المسلمون، وحوصرت المدينة ودُمرت أجزاء منها من قبل الحملة الصليبية الأولى بقائدها ريموند أوف سان جيل في أوائل القرن الثاني عشر، لكن رُممت المدينة من قبل الصليبيين اللاحقين وتطورت وازدهرت، وأصبحت مركزًا تعليميًا وتجاريًا لاتينيًّا، لكن في عام 1289 دُمرت المدينة على يد المماليك، وهم عبارة عن سلالة مسلمة من المصريين والسوريين، والتي فرضت سيطرتها على المدينة حتى عام 1516، وبعد ذلك، بُني ما يسمى بالمستوطنة الثالثة، والتي ارتبطت بالطرق الواسعة في منطقة الميناء.[٢][٣].
طرابلس الحديثة
أصبحت مدينة طرابلس في الوقت الحالي ميناءً رئيسيًّا ومنتجعًا مشهورًا، كما أنه مركز صناعي وتجاري، بالإضافة إلى أنها مركز يختص بعمليات تكرير النفط وتخزينه، وتشتهر المدينة بصناعة الصابون والقطن والإسفنج، وهي مدينة منتجة للفواكه والتبغ، كما توجد فيها سكة حديدية تربط بين المدينة وبين بيروت، لكنها أُغلقت خلال الحرب الأهلية، ففي الجزء الشمالي من طرابلس، يستطيع الزوار السير في الأسواق التي تحيطها المباني السكنية العائدة إلى القرن العشرين، وتشتمل المدينة على ما يسمى بالمسجد الكبير ومسجد تيلان، وقلعة سانت جيل العائدة إلى القرون الوسطى، وبرج الأسود المبني في نهاية القرن الخامس عشر لحماية الميناء، وتحاول طرابلس تغيير وضعها ببطء، حتى تزدهر المدينة وتتقدم [٣][٢][٤] .
المعالم التاريخية في طرابلس
تتعدد المعالم التاريخية السياحية في مدينة طرابلس، في ما يأتي إجمال أبرزها:
- ميناء طرابلس: يعد ميناء طرابلس ثاني ميناء في دولة لبنان، بعد ميناء بيروت، تبلغ مساحته التقريبية حوالي 3000000 متر مربع، أما مساحته المائية فتبلغ حوالي 2200000 متر مربع، ومساحة أرضه حوالي 320،000 متر مربع، وتوجد بجانب الميناء منطقة تفريغ تبلغ مساحتها 420,000 تستخدم كمحطة حاويات وتستخدم أيضًا للسوق الحرة، إذ يستقبل الميناء حوالي 37 سفينة شهريًّا، وتُحمل في العادة هذة السفن المواد الصلبة والجافة، مثل؛ الخشب والحديد ومواد البناء وغيرها، بالإضافة إلى السكر والحبوب، ويتميز البناء بالعديد من المميزات، مثل[٥]:
- وجود مناطق كبيرة قريبة من الميناء، وذلك لبناء منافذ جافة مرتبطة.
- وجود مساحة خلفية مساحتها حوالي 120000 متر مربع.
- توجد مناطق تخزين داخل الميناء والمنطقة الاقتصادية والمنطقة الحرة.
- يمكن الوصول إلى الميناء عن طريق الخليج العربي، وذلك لأنه يقع على بعد 30 كيلو متر من الحدود السورية.
- انخفاض الضرائب في الميناء، بالإضافة إلى تخفيض رسوم العاملين المستأجرين.
- بناء رصيف يصل عمقه إلى حوالي 15 مترًا، وطوله 600 متر، وذلك في المرحلة الأولية، أما امتداده في المرحلة الثانية فيصل إلى حوالي 1200 متر.
- قلعة ريمون دي سان جيل: تعد قلعة ريمون دي سان جيل قلعة صليبية، بُنيت من الفترة 1103 إلى 1104، أُحرقت القلعة جزئيًّا عام 1297، ومن ثم اُعيد بناؤها من قبل أمير مملوكي، وما زال الجيش اللبناني يستخدمها إلى هذا الوقت، وأكثر ما هو لافت للنظر هو مدخل القلعة الذي يتكون من ثلاث بوابات، واحدة مملوكية وواحدة عثمانية وأخرى صليبية، عدا عن الخندق الموجود، بالإضافة إلى وجود متحف ولوحات جميلة داخل القلعة، وكان من الممكن أن تقع طرابلس على الميناء، لكن وجود هذه القلعة أدى إلى تمركزها في موقعها.[٦].
معلومات عامة عن مدينة طرابلس
تتميز مدينة طرابلس ببعض المعلومات عنها، في ما يأتي إجمال أبرزها[٧]:
- تمتلئ طرابلس بالطعام المحلي كونها منطقة سكنية، وتوجد العديد من المطاعم التي تقدم المأكولات المحلية مثل Akra و Dannoun، فقد ساعد العثمانيون في جعل الطعام مميّزًا في الشمال من الدولة، فمن الممتع شراء الكعك من العربات الموجودة في الشوارع أيضًا.
- شهدت الثقافة في مدينة طرابلس تطورًا واضحًا بعد انتهاء النزاعات، إذ أصبح فيها أماكن تستقبل الشعراء والفنانيين، مثل أماكن Warche، كما تحتوي المنطقة على العديد من المقاهي الممتلئة بالمثقفين.
- تعد مدينة طرابلس مدينة صغيرة، لكنها ثاني أكبر مدينة في لبنان.
- يشبه سكان مدينة طرابلس الأهل في تعاملهم مع الآخرين، وعلى الرغم من وجود الغالبية من المسلمين، إلا أنها تحتوي على أديان مختلفة، ويتعايش الأفراد مع بعضهم البعض.
- يمكن للزائر أن يسير في أزقة مينا الصاخبة وشوارعها المتعرجة، فهو موطن عربات البيع والمقاهي الشهيرة في المنطقة، كما أنه كنز المنطقة الفني الذي يرتاده العديد من الزوّار.
المراجع
- ↑ "TRIPOLI", almashriq,12-11-2019، Retrieved 12-11-2019. Edited.
- ^ أ ب The Editors of Encyclopaedia Britannica (13-11-2019), "Tripoli"، britannica, Retrieved 13-11-2019. Edited.
- ^ أ ب AMANI SHARIF (13-11-2019), "7 Reasons Why You Should Visit Tripoli Over Beirut"، theculturetrip, Retrieved 13-11-2019. Edited.
- ↑ "Tripoli (Trablos)", living-lebanon,13-11-2019، Retrieved 13-11-2019. Edited.
- ↑ "About Port of Tripoli", .oept.gov.lb,13-11-2019، Retrieved 13-11-2019. Edited.
- ↑ "Citadel of Raymond de Saint-Gilles", lonelyplanet,13-11-2019، Retrieved 13-11-2019. Edited.
- ↑ AMANI SHARIF (13-11-2019), "7 Reasons Why You Should Visit Tripoli Over Beirut"، theculturetrip, Retrieved 13-11-2019. Edited.