السدود
يعد السد أحد الاختراعات التي كان يحتاجها الإنسان عندما بدأ يتعرض لمخاطر الفيضانات والمجاعات التي تحصل نتيجة الجفاف الذي يحل على البلاد في بعض الأوقات، ويعد السد من أهم الاختراعات البشرية والقديمة التي بنيت للاحتفاظ بالماء ببناء حاجز فوق الأودية أو الأماكن المنخفضة لتجميع مياه الأمطار واستغلالها في الأوقات المناسبة وتوزيعها حسب الاحتياج بدلًا من إهدارها دون جدوى.[١]
تطورت فكرة بناء السدود كثيرًا منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، ولم يعد الهدف مقتصرًا على توفير المياه للشرب، أو لتنظيم شؤون الري والزراعة، بل امتد إلى أوجه أخرى متعددة، مثل: توليد الكهرباء، والتنمية السياحية باستغلال شواطئ البحيرات الصناعة والخزانات المائية التي تقع خلف السدود، وتحسين الملاحة النهرية، وتنمية الثروة السمكية بإقامة مشروعات الاستزراع السمكي في البحيرات، وتوجد استخدامات أخرى حيوية للسدود؛ إذ ظهرت الحواجز البحرية أو السدود التي تهدف للحدّ من زحف مياه البحار إلى المناطق الزراعية والسكنية خاصة أثناء فترات المد، وظهرت أيضًا سدود التخزين السطحي التي تخزن المياه السطحية حتى تجمع وتوزع، وتوجد أيضًا سدود التغذية الجوفية المنتشرة في البلاد القاحلة وتخزّن الأمطار الموسمية للاستفادة منها لاحقًا.[٢]
أكبر السدود في الجزائر
يعد سد بني هارون أكبر سد في الجزائر من حيث المساحة والسعة التي تبلغ 500 مليون متر مكعب، ويخدم السد ست ولايات بتوفيره الماء الصالح للشرب لأكثر من خمسة ملايين شخص وهي: ميلة، خنشلة، قسنطينة، باتنة، أم البوقي، جيجل، ويساهم السد في دعم القطاع الزراعي، وتلبي مياه السد احتياجات الري في المناطق الزراعية التي تقدر مساحتها 30 ألف هكتار، [٣]ويعد سد بني هارون من أكبر سبعة سدود في إفريقيا، وتملك الولاية سدين آخرين وهما سد قروز بسعة 42 هكتارًا، وسد أولاد القايم بسعة 33.6 هكتارًا، بالإضافة إلى ما توفره الموارد الطبيعية في الآبار والينابيع والتنقيبات بحجم إجمالي يقدر بستة هكتارات، ويتربع السد على مساحة طولها 35 كيلومتر، وبعمق يمتد من 60 إلى 100 متر، وهذا سيؤدي إلى جعل ولاية ميلة عاصمة للسياحة أيضًا.
ويعد السد قاعدة أساسية للصيد القاري؛ إذ يتوفر فيه كمية كبيرة من الأسماك؛ فأصبح السد ميناء صغيرًا للصيد للثروة السمكية الموجودة فيه، ومن أجل استغلال هذه الثروة نظم الصيد ومنحت ثماني رخص للشباب في الولاية للمارسة الصيد بطريقة منتظمة وشرعية، وقد بُرمجت ست محطات تصفية لحماية السد من التلوث، اثنتان منها في الخدمة، أما البقية فستنجز لاحقًا، وهذه المنشآت ستسمح بتنقية 20 هكتارًا من المياه سنويًا حتى تتجمع ثم يعاد استخدامها كمورد أساسي ومهم موجه لأغراض فلاحية.[٤]
سدود أخرى في الجزائر
توجد العديد من السدود في الجزائر نذكر منها ما يأتي:[٥]
- سد جرف التربة: يقع السد في دائرة القناسة في ولاية بشار، ويحتفظ بمياه وادي قير على بعد 50 كيلومتر غرب بشار، ويستخدم للري ومياه الشرب، ويضم محيط السد عددًا من الآثار القديمة والبارزة.
- سد قدارة: يقع السد شمال غرب مدينة قدارة في ولاية بومرداس الجزائرية، بطول يصل إلى 6 كم، وبني السد بين 1982 - 1987، ويستعمل في الري في العاصمة الجزائرية.
- سد تاقسبت: يعد من أكبر السدود الهيدروليكية في الجزائر، ويقع في ولاية تيزي وزو على بعد 10 كيلومترات جنوب شرق المدينة، وعلى بعد 110 كيلومترات شرق الجزائر العاصمة، تقدر سعته بـ 175 مليون متر مكعب.
- سد عين الدالية: يقع السد في مدينة سوق أهراس في بلدية الحنانشة، ويعد من أكبر السدود في الجزائر.
- سد بوكردان: يغطي السد الاحتياجات المائية في مناطق سيدي غيلاس، وشرشال، وسيدي اعمر، ومراد، ودوار خشني في بلدية عين تاقوريت.
- سد كيسير: يقع السد في الجزائر على بعد 9 كيلومترات غرب مدينة جيجل، كما يقع على بعد 6 كيلومترات من مدينة العوانة، وتبلغ طاقته الاستيعابية 68 مليون متر مكعب، ويبلغ ارتفاعه 56 مترًا، وطوله 400 متر.
- سد منبع الغزلان: يقع السد في ولاية بسكرة وعلى بعد 35 كم من شمال شرق المدينة.
- سد القصب: يعد من أقدم السدود في الجزائر، ويقع في قرية بوخميسة التي تبعد عن ولاية المسيلة 10 كيلومترات جنوب شرق الجزائر.
- سد غريب: يوجد السد في بلدية وادي الشرفاء في ولاية عين الدفلى، وأنشئ السد على وادي شليف في منطقة الشلف العليا بطاقة استيعابية تقدر بـ 300 مليون متر مكعب عام 1936.
المراجع
- ↑ "أين تقع أضخم سدود العالم ؟"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "السدود.. أنواعها ومخاطر تصدعها أو انهيارها"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "سد بني هارون"، adfd، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "بحث جاهز حول سد بني هارون بميلة"، tweet-dz، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "10 من أجمل وأروع السدود في الجزائر"، fibladi، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.
