أين تقع مدينة بئر السبع

أين تقع مدينة بئر السبع
أين تقع مدينة بئر السبع

بئر السبع

يعد بئر السبع من أكبر المدن التاريخيّة في فلسطين وأقدمها، إذ تعد أول مدينة فلسطينيّة احتلتها القوات البريطانيّة، وذلك عام 1917، وقد حكمها العثمانيون قرونًا طويلة، ونظرًا لموقعها الإستراتيجي؛ فقد كانت صعبة في الحروب التي شهدتها المنطقة، وخاصة الحروب العربيّة الإسرائيلية، وقد بلغ عدد سكان مدينة بئر السبع وفقًا لإحصائيات عام 2005م 185 ألف نسمة، وأغلبية السكان في بئر السبع من اليهود، إذ هُجّر سكانها العرب في حرب عام 1948. يعدّ سكان المنطقة الأصليون من القبائل البدوية، وقد هُجّروا إلى مخيمات اللجوء في مدينة أريحا، ومن ثم هُجّروا إلى الأردن وأغلبية السكان الموجودين في الأردن، إذ توجد نسبة قليلة منهم في مدينة غزة. [١] يقع قضاء بئر السبع في جنوب فلسطين، ويحده من الغرب قضاء غزة، كما يحده الأردن وجنوب البحر الميت ومنطقة وادي عربة من جهة الشرق، أما قضاء الخليل فيحده من الجهة الشمالية، ومن جهة الجنوب يحده شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة. [١] سبب تسمية المدينة بئر السبع يعود إلى ما يعتقده البعض أنه مأخوذ من بئر موجود في المنطقة، إذ كان يرده حيوان السبع المفترس، كما يعتقد البعض أن سبب التسميّة يعود لوجود سبعة آبار ماء فارغة في المنطقة. [٢]


موقع مدينة بئر السبع

تقع مدينة بئر السبع في جنوب دولة فلسطين المُحتلّة، ويحدّها من الغرب قضاء غزّة، ومن الشرق دولة الأردن والبحر الميّت ووادي عربة، أمّا من الشمال فيحدها قضاء الخليل، ومن الجنوب خليج العقبة وشبه جزيرة سيناء، وتُعدّ مدينة بئر السبع من أقدم وأكبر المدن الفلسطينية التاريخية، وأوّل مدينة فلسطينية احتلّتها القوات البريطانية في عام 1917 ميلاديًا، كما حكمها العثمانيون لقرون طويلة واستمرت تحت حكمهم إلى أن سقطت مملكتهم، وكانت هذه المدينة رقمًا صعبًا في الحروب الّتي شهدتها المنطقة بسبب موقعها الاستراتيجي، وبحسب إحصائية أُجريت في عام 2005 لسكّان المدينة فقد بلغ عددهم حوالي 185 ألف نسمة، وتعد النسبة الأكبر منهم من اليهود، وقلّ عدد الفلسطينيين من المنطقة بعد حرب التهجير "النكبة" في سنة 1948 ميلاديًا، وتمركز بعض سكّان بئر السبع في الأردن، كما يوجد بعض منهم في مدينة غزّة.[٣]


تاريخ مدينة بئر السبع

إن مدينة بئر السبع من المناطق الّتي كانت متّصلة في عهد الهكسوس، عندما توحدت منطقتا مصر وبلاد الشام مع بعضها في القرن السابع قبل الميلاد، وعندما هزم الهكسوس أُخرجوا من مصر الأمر الّذي عرّض مدينة بئر السبع للدمار في بعض مناطقها، وبحلول القرن الثاني عشر قبل الميلاد تعرضّت هذه المنطقة وباقي مدن فلسطين إلى الغزو الآشوري، والبابلي، والفارسي، واليونان، والروماني، وتضاربت الروايات التاريخية حول أصل تسمية المدينة بهذا الاسم، لكن تبقى القصّة الأشهر هي قصّة النعاج السبع الّتي أهداها نبي الله إبراهيم عليه السلام إلى ملك فلسطين أبي مالك تعويضًا له عن خلاف نشب بينهما، وهو الّذي حفر البئر فيها، وسميّ المكان منذ ذلك الوقت باسم بئر السبع، كما تقول رواية أخرى بأن أصل التسمية مأخوذ من بئر كان يتردد عليه السبع ليشرب منه، وفي رواية ثالثة ترجع التسمية إلى وجود سبع آبار للماء في منطقة يخلو ما يجاورها من المياه.[٣]

كانت منطقة بئر السبع من الطرق التجارية النشطة قديمًا؛ إذ كانت تقع في قلب طرق التجارة العربية الّتي تمر من محطة بئر السبع التجارية، وتتجّه إلى مصر أو إلى ساحل البحر المتوسط عند مدينة غزّة؛ إذ كانت تنقل هذه القوافل أنواعًا متعددة من المنتوجات الهندية، والأفريقية الشرقية، كما اشتهرت هذه المدينة بعد الفتح الإسلامي باسم بلدة عمرو بن العاص رضي الله عنه، وشيّد بها قصر له، وبسبب الحرب الأهلية الّتي حدثت بين القبائل في المنطقة، فكّر الأتراك باستغلال ذلك الأمر وحكم المنطقة لاحتوائها على حدود مشتركة مع مصر، وبحلول عام 1519 ميلاديًا دخل العثمانيون إلى المدينة، وطوروها وطوروا بناءها في عام 1900 ميلادي، كما جعلوها مركزًا لقضاء يحمل اسمها، وأسسوا مجلسًا بلديًا للحكومة وثكنة للجنود، ووضعوا تخطيطًا مُحكمًا للمدينة، والجدير بالذكر أن مدينة بئر السبع لعبت دورًا مهمًّا في الحرب العالمية الأولى، وكانت القاعدة الرئيسية للجيوش العثمانية.[٣]

وفي عام 1917 ميلاديًا احتلت القوات البريطانية بئر السبع، وكانت أول مدينة فلسطينية تحتل، كما عُدّت البوابة الجنوبية لفلسطين والبوابة الشرقية لمصر، لهذا الأمر كانت بئر السبع محط أنظار الجيوش كافة خاصة أثناء الحروب العربية الإسرائيلية، وخلال الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948 ميلاديًا دافع سكّان المدينة البدو عن مدينتهم كثيرًا ووقفوا في وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبسبب عدم تكافؤ الأسلحة وقعت المدينة في أيدي جيش الاحتلال في 21 أكتوبر 1948 ميلاديًا، وفقدت المدينة عددًا كبيرًا من السكّان المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ.[٣]


استيطان بئر السبع

يعود الاستيطان البشري في بئر السبع إلى القرن الرابع للميلاد، إذ عاش الناس في الكهوف وكانوا يصنعون الأدوات المعدنية وتربية الماشية، وقد دمرت المدينة عدّة مرات وأُعيد بناؤها على مدى القرون، وتضم مدينة بئر السبع أهم المواقع الأثرية، إذ يوجد تل بئر السبع وهو موقع أثري يحتوي على أنقاض من بلدة قديمة، تقع على بعد بضعة كيلو مترات من المدينة الجديدة، ويرجع تاريخ المدينة للقرن العاشر الميلادين إذ كان الإسرائليون يقيمون فيها، وقد عُثر على بقايا وأنقاض للمدينة بجانب العديد من آبار المنطقة، إذ حفرت هذه الآبار وفقًا للتاريخ بواسطة إبراهيم وإسحاق عليهما السلام عندما وصلوا للمنطقة. [٤]


سكّان مدينة بئر السبع

كان الكنعانيّون أول من أقام في مدينة بئر السبع، وتشير أسفار العهد القديم إلى أن المنطقة كانت مأهولة حينما كان إبراهيم كليم الله يجوب بقطعانه البلاد، كما جاء على هذه المنطقة العديد من الأشخاص مثل الأشوريين والبابليين والفرس واليونانيين والمصريين، كما جاء على هذه المنطقة العديد من القبائل المختلفة مثل العمّوريين الّذين امتد نفوذهم إلى تل عراد وتل الملح في قضاء بئر السبع، وكانوا ألدّ أعداء بني إسرائيل، كما استوطن الفلسطينيون في جنوب فلسطين قبل قدوم بني إسرائيل، وشهدت بئر السبع صراع الفلسطينيين مع الغرب والساميين من الجنوب والشرق، والإسرائليين من الشمال، كما سكن المدينة الأنباط والرومان عندما احتلوها، وكانت ممرًا حيويًا للتجارة حول العالم، وامتدت سلطة دولة الأنباط العربية من خليج العقبة وحتى حدود مصر وشواطئ البحر المتوسّط، وبحلول القرن الرابع عشر امتد نفوذهم لمنطقة سيناء وجنوبي سورية والعراق، وظلّت دولتهم قائمة حتى حلول عهد الدولة الرومانية، والجدير بالذكر أن مدينة بئر السبع تحتوي اليوم على المواطنين البدو الأصليين، والسكان اليهود.[٥]


مناخ مدينة بئر السبع

يُعدّ مناخ مدينة بئر السبع صحراويًا بصفة عامة، وهو جزء من المناخ السائد في النقب الشمالي ككل؛ أيّ أنه حار صيفًا وبارد شتاءً، ويصل المدى الحراري داخل بئر السبع لدرجة 15 مئوية خلال شهريّ أيار وحزيران، وتترواح درجات الحرارة ما بين 12 درجة مئوية في شهر كانون الثاني، وبحوالي 33.7 درجة مئوية في نهاية شهر آب، وأدنى درجة حرارة سُجّلت في بئر السبع كانت درجة مئوية واحدة في نهاية كانون الثاني في سنة 1925 ميلاديًا، وتهب على بئر السبع رياح جنوبية غربية أثناء الصباح، وتتحوّل إلى شمالية غربية بعد الظهر، ثم إلى جنوبية شرقية أثناء الليل، أمّا في فصل الشتاء، فيكون اتجّاه الرياح غير منتظم، كما تحمل في بعض المرات كميات كبيرة من الغبار، وتبلغ معدّلات الرطوبة السنوية 58%، وتتفاوت المعدلات الشهرية ما بين 41% في نيسان، و73% في أيّار.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب "بئر السبع"، aljazeera، 2019-8-20. بتصرّف.
  2. "بئر السبع"، marefa، 2019-8-20. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث "بئر السبع"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 31-8-2019. بتصرّف.
  4. "بئر السبع .. عاصمة النقب الفلسطيني"، arab48، 2019-8-20. بتصرّف.
  5. "بِئر السبع (مدينة)"، palestinapedia، اطّلع عليه بتاريخ 31-8-2019. بتصرّف.
  6. "Beersheba", newworldencyclopedia, Retrieved 31-8-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :