المملكة العربية السعودية
تزخر المملكة العربية السعودية بالعديد من المواقع الأثرية الجميلة، والمحافظات الخلابة من حيث تعددها الطبيعي في التضاريس وجوها المناسب لممارسة الرياضات المختلفة، فإلى جانب كونها قبلة المسلمين الأولى في العبادة سعيًا للحج والعمرة وطلبًا لمرضاة الله عز وجل والمغفرة والثواب، ففيها مدن كثيرة تستحق أن تُعرف، وسنخصص الحديث عن إحداها في هذا المقال.
تقع المملكة العربية السعودية في شبه الجزيرة العربية في قارة آسيا، وهي تعتبر الدولة الأكثر مساحة من بين الدول المحيطة وبسبب ذلك فإنها تشترك مع العديد من الدول الأخرى في الحدود كالعراق والأردن وقطر والبحرين والإمارات، وتبلغ مساحة المملكة أكثر من مليوني كم2، ويتخطى تعداد سكانها 32 مليون نسمة، وعاصمتها الرياض وفيها العديد من المدن الشهيرة الأخرى كجدة والدمام والخُبر، وتعتبر اللغة العربية اللغة الأم فيها، ويعتمد سكانها في اقتصادهم على النفط والغاز أساسًا، وعلى السياحة الدينية التي تقصد مكة المكرمة والمدينة المنورة.
مدينة بدر السعودية
وهي إحدى محافظات المدينة المنورة الشهيرة التي تزيد مساحتها عن 8 كم2، ويقطنها أكثر من 6 آلاف نسمة، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى رجل سكنها وكان من أبرز شخصياتها يدعى بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، وبعض المؤرخين يرجحون سبب تسميتها إلى رجل يدعى بدر من قريش حفر بئرًا فيها فانتفع منه الناس كثيرًا وأسموها باسمه إكرامًا له، ولقد أكد ياقوت الحموي تلك الفكرة في كتابه معجم البلدان بذكر بئر شهيرة في هذا الموقع أسفل وادي الصفراء كانت مصدرًا مهمًا للناس بين المدينة المنورة ومكة المكرمة. وفيما يلي موجز لتاريخ المدينة:
- تبوأت المدينة مكانًا تاريخيًا قبل الإسلام وبعده، إذ كانت معبرًا مهمًا للقوافل التجارية التي كانت تنتقل من وإلى مكة المكرمة وبلاد الشام، محملة بالبضائع الغذائية والأقمشة والتمور.
- شهدت أرضها أول معركة خاضها المسلمون بعد انتشار الدعوة الإسلامية وهي معركة بدر، وتمثل هذه الموقعة منعطفًا هامًا في تاريخ الإسلام وهيبة الدولة الإسلامية، وقد استشهد على أرضها الكثير من الصحابة وأتباع الرسول رضوان الله عنهم أجمعين.
- ذُكرت المعركة في القرآن الكرم في سورتي آل عمران والأنفال، ومن ذلك قوله تعالى: "ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون".
مناخ وجغرافيا مدينة بدر
- المناخ بالمملكة العربية السعودية حار عامة، ولا تعد مدينة بدر استثناء في ذلك فهي شديدة الحرارة في فصل الصيف وترافقها رياح موسمية حارة أيضًا يُطلق عليها السكان اسم (رياح السموم).
- يتميز فصل الشتاء في مدينة بدر بالاعتدال فالحرارة ليست شديدة الانخفاض، كما أن معدل الأمطار قليلٌ نسبيًا ويتركز في شهر ديسمبر ونوفمبر ويناير.
- تقع مدينة بدر إلى الغرب من المدينة المنورة على بعد 150 كم منها، ويحدها من الشمال محافظة ينبع، ومن الجنوب مكة المكرمة، ومن الشرق مقر المنطقة، ومن الغرب البحر الأحمر ومحافظة ينبع.
- تحتل مدينة بدر قرابة 5.5% من مساحة المنطقة ككل، وتأتي في المركز الرابع بعد ينبع والمهد وخيبر على مستوى المنطقة.
معالم مدينة بدر
تزخر المدينة بالمعالم والأماكن والشواهد التاريخية المثيرة للاهتمام، ومن تلك المعالم نذكر:
- مركز المسيجيد: من أقدم قرى ومراكز مدينة بدر وتبعد عن المدينة المنورة قرابة 85 كم، وفيها العديد من المؤسسات الخيرية والتعاونية، بالإضافة إلى عدد من المدارس لكلا الجنسين البنين والبنات، وقد كانت تُسمى فيما مضى بمدينة الصحراء.
- مركز الواسطة: وهي من القرى الشرقية في مدينة بدر، وتقع في وادي الصفراء الشهير ويقطنها العديد من القبائل الأصيلة التي قدمت من كافة أنحاء الجزيرة العربية كقبيلة الرتوعي والمحمادي والصبحي، ولكل قبيلة عاداتها وتقاليدها وصفاتها العربية الكريمة.
- مركز الفارعة: من القرى الغربية لمدينة بدر، ولا زال أغلب سكانها القدماء يعيشون فيها جيلًا بعد جيل متمسكين ببيوتهم وبيئتهم وتاريخهم القديم، وتتميز القرية بأشجار النخيل الخضراء الباسقة.
- مركز الروحاء: من المواقع الأثرية ذات الدلالة الدينية العظيمة لدى المسلمين، ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينزل بها عندما كان يقصد السعي للحج والعمرة أو أثناء طريقه للغزوات، وقد سميت بهذا الاسم تيمنًا ببئر فيها، وإلى جوار البئر يوجد فيها مسجد شهير اسمه الروحاء، وقد تغنى الشعراء بجمالها ومكانتها المباركة.
- وادي الصفراء: وهو وادٍ كبير يحتضن الكثير من قرى مدينة البدر السعودية إذ يصل طوله إلى أكثر من 120 كم، وقد سُمي بهذا الاسم على اسم قرية شهيرة فيه كانت تدعى الصفراء، وهو يحوي العديد من التضاريس الطبيعية كالجروف والسيول والشعاب، وقد شهد الوادي معركة تاريخية عام 1812م بين الدولة العثمانية بقيادة طوسون باشا والإمارة السعودية الأولى وهو ما منحها أهمية تاريخية لدى السعوديين.