لبنان
تقع دولة لبنان في قارة آسيا، وتُغطيه مساحة 10,230 كم من الأراضي، وحوالي 17 كم من المُسطحات المائية، أي بمجموع كّلي 10,400 كم مربع، مما يجعلها الدولة 171 من حيث المساحة في العالم، وتقع لبنان بين خطي طول 35,110 و36,640 درجة، ودائرتي عرض 33,050 و34,680 درجة، وقد استقلت لبنان في عام 1943 ميلادي وحصلت على سيادتها، ويبلغ عدد سكانها حوالي 4,140,289 نسمة، وبكثافة سُكانية 405 شخص لكلّ كم مربع، والعملة الرسمية فيها هي الليرة اللبنانية (LBP)، وتشترك لبنان في حدود برية مع دولتين هما الجمهورية العربية السورية والاحتلال الإسرائيلي، وترتفع لبنان عن سطح الأرض قرابة 102 متر، والعاصمة البنانية هي مدينة بيروت التي يبلغ عدد سكانها قرابة 1,916,100 نسمة، وتقع بين دائرة عرض 33.89 درجة وخط طول 35.49 درجة، وهي المركز الرئيسي والتنفيذي في لبنان، ومُدنها الرئيسية بجانب بيروت هي: طرابلس وعدد سكانها 229,398 نسمة، ومدينة صيدا وعدد سكانها 163,554 نسمة.[١]
آثار لبنان
من الذي لا يحب زيارة الجبال التي تطل على الأنهار والبحار، ورؤية الشواطئ الرائعة والأراضي الخضراء، ورؤية الهندسة المعمارية المذهلة والرائعة، كلّ هذه الصفات تجتمع في لبنان التي تنفرد في جمالها العالمي، ومن أهم المعالم السياحية والآثار في لبنان هي:[٢]
- قلعة جبيل الساحلية: بُنيت قلعة الجبيل من قبل الصليبيين في القرن الثاني عشر الميلادي، وهي واحدة من أكثر الأماكن التاريخية شهرة في لبنان، وتضم متحفًا يعرض رفات عُثر عليها من قبل علماء المدينة، وتقع القلعة في جبيل القديمة.
- معبد آشمون: معبد بُني ليكون مكان عبادة لإله الشفاء الفينيقي، وبجانب جمال بناء المعبد يحتوي على العديد من البقايا الفينيقية، ويقع المعبد في مدينة صيدا.
- صخرة الروشة: موقع لا بد من زيارته عند الذهاب إلى لبنان، وتقع الصخرة على الشاطئ البحري في العاصمة بيروت، ولها إطلالة رائعة ومميزة في منتصف البحر الأبيض المتوسط.
- مغارة جعيتا: مغارة جعيتا تعد لؤلؤة السياحة اللبنانية، وهي مكونة من كهفين مُنفصلين، لكنهما مترابطين بالحجر الجيري الكارستي، وتبلغ طول المغارة قرابة 9 كم، وتبعد عن العاصمة اللبنانية بيروت حوالي 18 كم إلى شمالها، وبالرغم من أن المغارة كانت مأهولة في عصور ما قبل التاريخ، إلا أن اكتشافها كان في عام 1836 ميلادي على يد القسيس ويليام تومسون، ولا يمكن زيارة المغارة إلا عن طريق القوارب، ومن آهم فوائد المغارة توفير مياه شرب عذبة لحوالي مليون لبناني.[٣]
- قلعة طرابلس: قلعة واقعة في مدينة طرابلس، وهي من أهم المناطق الأثرية في لبنان، تحيط بها المباني السكنية بكثافة في وقتنا الحالي، وقد أخذت القلعة أسمها من كونت تولوز ريموند الرابع والمعروف بلقب ريمون دي سان جيل، وهو من أوائل المهندسين المعمارين الذين قدموا مع غودفري في الحملات الصليبية الأولى التي بدأت عام 1097 للميلاد، وتحمل القلعة الكثير من علامات القوى لمقاومة الغزوات، ومع مرور السنوات واصل المماليك ثم العُثمانيين تقوية القلعة، وتركوا العلامات البارزة والأثرية مثل البوابات، والأبراج المحصنة والمساجد، واليوم تبلغ مساحة القلعة 8 آلاف متر مربع، وهي أكبر قلعة في لبنان ومن أهم القلاع في الشرق الأوسط.[٤]
- القلعة البحرية: يعود بناء هذه القلعة إلى القرن الثالث عشر ميلادي، تقع القلعة على إحدى الجزر المقابلة للمرفأ في الجهة الشمالية في لبنان، شيّد الصليبيون القلعة من أجل الاتصال بالشاطئ، وكانت طريقة الوصول للقلعة عن طريق جسر مقسوم لجزأين ثابت ومتحرك، بنيت القلعة على عدة مراحل، إذ بدأ بناؤها في عام 1226م وانتهي من بنائها في عام 1291م، كما بناها فريدريك الثاني من الحجارة عند وصوله إليها، تتكون القلعة من برجين كبيرين يتعلقان بجدار، وكان يدخلها الناس من خلال البرجين، وتوجد صالة تقع بين البرجين، واتخذها لويس الرابع مقرًا له في عام 1254م، وتتميز القلعة بموقعها الاستراتيجي قبالة المرفأ، فهي تعدّ صمام أمان داخل المنطقة وخارجها.[٥]
- قلعة الشقيف أرنون: توجد قلعة الشقيف ارنون بجبل يسمى جبل عامر، وتبعد 90 كيلو متر عن مدينة بيروت عاصمة لبنان، وتبعد 7 كيلو متر عن مدينة النبطية، وتعدّ القلعة من أعلى قمم لبنان في الجنوب، أطلق على القلعة هذا الاسم نسبة إلى الرحالة العربي الشهير شقيف أرنون، كما أطلق عليها الغرب اسم قلعة بوفور، وقد بناها الرومان للمراقبة وحشد الجيوش في المعارك، كما استخدمها الصليبيون لتدريب جيوشهم، بنيت القلعة بشكل هندسي بديع تتكون القلعة من عدة طوابق ويوجد عند مداخلها حوض ماء، ويوجد في وسط القلعة كنيسة لاتينية ويوجد أيضًا فيها جسر متحرك يفتح ويغلق حسب الاحتياج، وتحتوي القلعة الكثير من الأنفاق، وهي من أكبر القلاع الموجودة في لبنان.[٦]
- قلعة بعلبك: تقع قلعة بعلبك فوق أعلى مرتفعات سهل البقاع، والتي تعود إلى ما يقارب خمسة آلاف سنة إلى الحضارة الرومانية، سُميت قلعة بعلبك بهذا الاسم نظرًا لإله الشمس بعل، إذ تتكون القلعة من الدكة، الرواق المقدم، البهو المسدس، الساحة الكبية، المذبح والبرج، معبد جوبيتر، معبد باخوس، متحف هياكل بعلبك، مسجد إبراهيم، القلعة العربية، بعد ذلك سُميت بعلبك؛ والتي تعني مدينة الشمس، ولا بد للسائح عند زيارتها تذوق مأكولاتها التي تشتهر بها.[٧]
- آثار مدينة صيدا الجنوبية: صيدا هي أكبر مدن جنوب لبنان، وهي من أقدم مدن العالم ومن أشهر المدن التاريخية في العالم، وتطل صيدا على ساحل البحر الأحمر، وتحتوي المدينة على الكثير من الآثار، ومنها:[٨]
- قصر آل دبانة: يعدّ القصر من أجمل القصور لاحتفاظه بالطابع الشرقي الخلاب، ويحمل الكثير من الزخارف الإيطالية من مدينة البندقية، بني هذا القصر في القرن السابع عشر ميلادي زمن الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير .
- مرفأ صيدا: يحتوي هذا المرفأ على حوض مائي للسفن الصغيرة، وفي الوقت الراهن يبنى حوض آخر فيه لاستيعاب الكثير من السفن الكبيرة والصغيرة .ّّ
- خان الإفرنج: يتكون خان الإفرنجي من فناء مستطيل الشكل يوجد في وسطه حوض، كان يعدّ قديمًا مركزًا تجاريًا للمنطقة وبعد ذلك حول الخان لمقر للقنصل الفرنسي وبعدها حُوّل ليصبح مقرًا للفرنسيسكان، وحاليًا أصبح مركزًا ثقافيًا فرنسيًا .
- جوامع وكنائس ومقابر صيدا: شيدت الكثير من الجوامع في مدينة صيدا وكانت المساجد تحتوي على حدائق من أجل أن تطل الجالسين في الجوامع، وكانت تبنى الجوامع على خطين مستقيمين ومن هذه الجوامع؛ الجامع العمري وجامع قطيش وأبو نخلة، كما تضم المدينة كنائس تعدّ من أهم الأماكن الأثرية في المدينة، وتوجد في صيدا ثلاث كنائس أثرية الأولى للأرثوذكس والثانية للمارونيين والثالثة للكاثوليك، وتتميز بجمالها وزخرفتها الرائعة، أما مقابر صيدا فهي واحدة من آثار صيدا الشهيرة، إذ تحتوي على مقبرة الملك الصيدوني، ومقبرة الهلالية، ووجد في المقبرة نواويس رخامية مزخرفة منها ناووس الندبات وناووس الإسكندر.
بلدات لبنان
تعد لبنان دولة غنية بالكنوز الطبيعية والمناطق السياحية، وتشتهر بشواطئها الرائعة ونشاطاتها الصيفية، خاصة التي توجد في مدينتي بيروت وطرابلس، ولكن توجد مناطق أخرى وبلدات رائعة يجب اكتشافها مثل منطقة عكار، وبطبيعة الحال يُطلق على شمال لبنان اسم عكار، وما يميز هذه المنطقة الطقس المعتدل في الصيف، ومن المُدن والبلدات الأخرى المميزة في لبنان ما يلي:[٩]
- بلدة القبيات الواقعة في شمال لبنان، والتي تُعد من أكبر المساحات الخضراء في لبنان، وهي بلدة قديمة ومكان جيد للسياحة الدينية، إذ تنتشر فيها الأديرة والكنائس.
- بلدة بشري الواقعة في شمال لبنان، واشتق اسم البلدة من الاسم الفينيقي بيت عشتار، وهي مستوطنة فينيقية قديمة، تُطل البلدة على وادي قاديشا، وأراضيها محمية طبيعية لشجرة الأرز ومكان مناسب للتزلج، وتحتوي على كهف مميز.
- مدينة زحلة هي أكبر مدن وادي البقاع اللبناني، وتعد وجهة سياحية رئيسية ومكانًا رائعًا للإقامة، وفيها آثار مميزة مثل السراي العثماني القديم والسوق، وثرواتها الطبيعية والجمال العام يجعلها مكانًا مثاليًا لعطلة نهاية الأسبوع.
- جنة شوين الواقعة بالقرب من الجبيل، وهي منطقة تُذهل العيون بجمالها، وتُنَضم في البلدة أنشطة المشي الطويل والسباحة المفتوحة.
تاريخ لبنان
لمعرفة معالم وآثار منطقة ما لا بد من معرفة تاريخها، فقد بدأت الحضارة في لبنان منذ قرابة 10 آلاف عام، وتعد الحضارة الفينيقية من أوائل الحضارات التي سكنت لبنان والأراضي المجاورة في عام 2500 قبل الميلاد، وقد كانت دول المُدن منتشرة على الأراضي اللبنانية حتى تجمعت تحت حكم الأكاديين التي حكمها سرجون الأكادي، وازدهرت منطقة شرق البحر المتوسط في زمنه، وفي حوالي عام 1550 قبل الميلاد سيطرت مصر على المنطقة وعلى لبنان، وبحلول عام 1330 قبل الميلاد كانت لبنان تحت سيطرة الحثيين، وأصبحت المنطقة ساحة قتال كبرى بين المصريين والحثيين، وقد عاش الحثيين جنبًا إلى جنب مع الفينيقيين والمصريين في لبنان، وبنو عدة مُدن ساحلية كمدينة بيبلوس (الجبيل)، ومدينة صور، ومدينة صيدا، ومدينة بريتوس وهي بيروت، وفي عام 732 قبل الميلاد وقعت لبنان بيد الإمبراطورية الآشورية تحت حكم الملك سرجون الثاني، وفي عام 539 قبل الميلاد استولى البابليون على المدينة واستمر حكمهم حتى عام 333 قبل الميلاد حين هزم الإسكندر المقدوني الملك داريوس الثالث في معركة إيسوس (جنوب شرق تركيا حاليًا)، وبعد موت الإسكندر المقدوني حكم البطالمة لبنان ومن بعدهم السلوقيين، وبقي حكمهم حتى احتلت قوات الرومان المنطقة كاملةً في عام 64 للميلاد وقد ألغى الحاكم الروماني المملكة السلوقية (السلجوقية)، وجعلوا المنطقة مقاطعة تتبع روما وحولوا عاصمتها إلى مدينة أنطاكية.
عام 313 ميلادي اعتنق الإمبراطور قسطنطين الدين المسيحي، وانتشرت المسيحية سريعًا بين السُكان، وفي عام 636 ميلادي احتلت القوات الإسلامية المنطقة بعد هزيمتهم للبيزنطيين في معركة اليرموك تحت قيادة خالد بن الوليد، وبعد عدة سنوات وقعت المدينة تحت سيطرة الخلافة الإسلامية الأموية، ولكن انتقلت السيطرة للعباسيين في عام 750 ميلادي بعد إسقاطهم للأمويين، وبقي الحُكم الإسلامي في لبنان حتى عام 1095 ميلادي حين بدأت الحملات الصليبية التي وضعت أغلب المدن اللبنانية تحت سيطرتها وحكمها، وقد استعاد المسلمون لبنان في زمن الأيوبيين، ومن ثم حكمها المماليك بعد صدّ الهجوم المغولي الكاسح على المنطقة، وبحلول عام 1516 ميلادي سيطرت الخلافة العُثمانية على لبنان وبقيت تحت سيطرتهم قرابة أربعة قرون، ومع اشتداد معارك الحرب العالمية الأولى كانت لبنان مسرحًا للقتال بين العُثمانيين المدعومين من الألمان وبين البريطانيين، وبعد انتهاء الحرب وقعت تحت الانتداب الفرنسي، وبقيت كذلك حتى أُعلن استقلالها في عام 1946 ميلادي.[١٠]
المراجع
- ↑ " Where is Lebanon?", worldatlas, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ " Best Places to Visit in Lebanon", propertyfinder, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ "Jeita Grotto", nature, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ Konstantina Sakellariou (4-12-2017), "The Origins of the Citadel of Raymond de Saint-Gilles"، myunusualjourneys, Retrieved 12-10-2019. Edited.
- ↑ "قلعة صيدا البحرية بين ماضيها وحاضرها وتفاصيل أقسامها"، alnashra، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-9. بتصرّف.
- ↑ "قلعة الشقيف"، العربي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-9. بتصرّف.
- ↑ "قلعة بعلبك... معلم أثري ضارب في التاريخ!"، addiyarcomcarloscharlesnet، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-6. بتصرّف.
- ↑ "أهم آثار جنوب لبنان القديمة"، thaqfya، 3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 7-8-2019. بتصرّف.
- ↑ Amani Sharif (19-7-2017), "The Most Beautiful Towns to Visit in Lebanon"، theculturetrip, Retrieved 22-10-2019. Edited.
- ↑ "Lebanon in detail History", lonelyplanet, Retrieved 22-10-2019. Edited.