محتويات
أول مدينة تأسست في المغرب
تعد مدينة فاس أقدم مدن الإمبراطورية الأربعة في المغرب، وأول مدينة تأسست فيها، وتقع المدينة على ضفاف وادي فاس بالقرب من نهر سيبو، إذ تأسست الضفة الشرقية منها على يد إدريس الأول في عام 789م، بينما تأسست الضفة الغربية على يد إدريس الثاني في عام 809م، وقد توحدت الضفتان في القرن الحادي عشر الميلادي لتصبحان مدينة إسلامية كبرى، وقد وصلت فاس إلى ذروتها في منتصف القرن الرابع عشر كمركز للتعلم والتجارة عندما كانت تحت حكم المارينز، كما حافظت على منظورها الديني عبر العصور، وفي 30 مارس من عام 1912م أسست معاهدة فاس المحيمة الفرنسية في المغرب.[١]
تاريخ مدينة فاس
أسست سلالة إدريس خلال الفترة الممتدة بين عامي 789م و808م عاصمتها في مدينة فاس، إذ لا زالت توجد العديد من المباني الأثرية التي تدل عليها، إذ كانت المدينة الأصلية مؤلفة من حيين محصنين يفصل بينهما وادي فاس، إلا أنه في القرن الحادي عشر جُمعت تلك الأقسام داخل مدينة واحدة، وخلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر وتحديدًا في ظل سلالة الموحدين، نمت المدينة الأصلية التي تُعرف باسم فاس البلالي إلى حجمها الحالي، أما خلال الفترة بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، فقد تأسست مدينة فاس جديدة من قِبل المرينيون إلى الغرب من مدينة فاس القديمة، إذ احتوت على كل من؛ القصر الملكي، ومقر الجيش، والعديد من التحصينات والمناطق السكنية.[٢]
تميزت مدينة فاس كإحدى أكبر المدن الإسلامية التي تضم مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأشكال المعمارية والمناظر الطبيعية الحضرية، إذ تشمل المدينة عددًا كبيرًا من المعالم الدينية، والمدنية، والعسكرية، والتي أحدثت بدورها مجتمعًا متعدد الثقافات، فقد تميزت بتقنيات البناء والديكور على مدار أكثر من عشرة قرون، إذ تشكل مثالًا رائعًا على مدينة بُنيت منذ القرون الوسطى، إذ تقدم فكرة عن المستوطنات البشرية والثقافة الحضرية المغربية خلال الفترة التاريخية الممتدة منذ القرن التاسع وحتى القرن العشرين، ورغم انتقال العاصمة إلى مراكش في عام 1912، إلا أن فاس احتفظت بمكانتها كمركز ثقافي وروحي للمغرب.[٢]
أهمية مدينة فاس في المغرب
تعد مدينة فاس مركزًا للتجارة والحرف التقليدية في المغرب، إذ كانت حتى أواخر القرن التاسع عشر المكان الوحيد في العالم الذي صُنعت فيه قبعة حمراء بلا حافة على شكل مخروط مقطوع، وتُمارس العديد من الحرف التقليدية في الوقت الحاضر في فاس؛ كصناعة الجلود، وصناعة الفخار، التي تتم في الشوارع الضيقة المتعرجة في المدينة القديمة، إذ تباع تلك المنتجات في الأسواق التقليدية في المغرب، وتعد السياحة من الأمور الرئيسية في فاس، إذ سُميت المدينة القديمة كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1981م، كما يوجد في المدينة مطار دولي، وتشتهر فيها زراعة القمح، والزيتون، والعنب، والفاصولياء، كما تربى فيها المواشي؛ كالخراف، والماعز، وغيرها،[١]حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 964,891 نسمة، وتعد في المرتبة الثالثة من بين مدن المغرب من حيث عدد السكان.[٣]
أقدم أجزاء مدينة فاس
تعد فاس البالي أقدم جزء من مدينة فاس، إذ يعد جزءًا مسورًا قديمًا من المدينة، وموقعًا تاريخيًا مهمًا في المغرب، إذ أسسها إدريس بن عبد الله حاكم أسرة إدريس كعاصمة لمملكته، فقد بُنيت على الضفة اليمنى لنهر فاس، وشكل اللاجئون في قرطبة الجزء الأكبر من سكانها، كما أسس إدريس الثاني في عام 809م مستوطنة أخرى على الضفة الغربية لفاس، إذ كان معظم سكانها من اللاجئين من القيروان، وقد توحدت المستوطنتان فيما بعد من قِبل المرابطين تحت حكم الموحدين، إذ تشكل فاس البالي وفاس الجديدة اليوم جزءًا لا يتجزأ من مدينة فاس المغربية الحديثة.[٤]
تمثل فاس البالي إحدى المدن التاريخية المهمة التي تنتمي إلى العالم العربي والإسلامي، إذ تأسست خلال السنوات الناشئة لأسلمة المغرب، وتضم فاس البالي أقدم جامعة في العالم، وهي جامعة القرويين التي أسستها فاطمة الفهري في عام 859م كمدرسة مجاورة لمسجد، إذ تطورت المدرسة على مر السنين لتصبح جامعة، ومركزًا تعليميًّا وروحيًّا ودينيًّا رئيسيًّا في العالم الإسلامي، وتعد واحدة من أكبر المناطق الخالية من المركبات في العالم اليوم.[٤]
أبرز المعالم السياحية في مدينة فاس
تضم مدينة فاس العديد من المعالم السياحية والأثرية، ومن أبرزها ما يأتي:[٥]
- متحف النجارين للفنون والحرف الخشبية: يعد متحف النجارين نُزل قديم يُستخدم من قبل التجار المسافرين الذين خزنوا سلعهم في أسفله، بينما توجد العديد من المساكن أعلاه، إذ تتمركز الغرف في ساحة الفناء، ويُعرض في المتحف العديد من القطع الأثرية التقليدية لأدوات الحرفيين، وأقفال للبربر، والعديد من الأدوات الموسيقية، كما يضم مقهى على سطحه يتمتع بإطلالة رائعة على المدينة.[٦]
- القصر الملكي: يتكون قصر فاس الملكي من العديد من الأبواب النحاسية الضخمة، كما يحيط به بلاط الفسيفساء الهندسي الملون، وأخشاب الأرز المنحوتة، ويعد مدخله مثالًا رائعًا على الترميم الحديث، وتحيط به العديد من الحدائق التي تبلغ مساحتها حوالي 800,000 متر مربع، إلا أنها غير مفتوحة للزيارة، كما يوجد مقابل مدخله مكان قصر العلويين.[٧]
- متحف البطحاء: يقع متحف البطحاء في قصر رائع يعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي، إذ حُوّل إلى متحف في عام 1915م، ويضم المتحف مجموعة رائعة من الفنون والحرف التقليدية المغربية، بالإضافة إلى القطع الأثرية التاريخية، والمنحوتات الخشبية، كما تضم بعض المطرزات الفاسية، والسجاد البربري الملون، ومجموعة من الأدوات العتيقة، وتعد المجموعة الخزفية التي تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي أهم ما يميز المتحف.[٨]
المراجع
- ^ أ ب Noah Tesch, "Fès"، www.britannica.com, Retrieved 20-6-2019. Edited.
- ^ أ ب "Medina of Fez", www.whc.unesco.org, Retrieved 20-6-2019. Edited.
- ↑ "Morocco Population 2019", www.worldpopulationreview.com, Retrieved 20-6-2019. Edited.
- ^ أ ب Oishimaya Sen Nag (25-4-2019), "Fes El Bali - Unique Places Of Morocco"، www.worldatlas.com, Retrieved 20-6-2019. Edited.
- ↑ "Fez attractions", www.lonelyplanet.com, Retrieved 20-6-2019. Edited.
- ↑ "Nejjarine Museum of Wooden Arts & Crafts", www.lonelyplanet.com, Retrieved 20-6-2019. Edited.
- ↑ "Royal Palace", www.lonelyplanet.com, Retrieved 20-6-2019. Edited.
- ↑ "Batha Museum", www.lonelyplanet.com, Retrieved 20-6-2019. Edited.