أين توجد مدينة قندهار

موقع مدينة قندهار

قندهار هي مدينة تقع وسط القارة الآسيوية جنوب غرب دولة أفغانستان والعاصمة كابول، وقد اختلف المؤرخين بسبب تسمية المدينة بهذا الاسم، ويرجح بأن الاسم اقتبس من كلمة قندهاري أو غندهري، إذ أُخذ الاسم من الشخصية الملحمية الهندوسية الماهابهاراتا ابنة ملك الأفغان القديم غندهارا، ولكن نظرية أخرى تقول بأن الاسم ترجمة حرفية لأحد الأسماء المقدونية التي اختارها الإسكندر المقدوني عند احتلاله للمدينة، وهي أحد أكبر محافظات أفغانستان البالغ عددهم 35 محافظة، ويبلغ عدد سكانها قرابة 900 ألف نسمة، ومساحتها 54 ألف كيلومتر مربع تتوزع على 17 مديرية، ويتحدث السكان لغة الباشتو الأفغانية كلغة رئيسية في المدينة، ويتحدث بعضهم الأوردو والإنجليزية، ويدير المديريات والي للمدينة، وتعد المدينة العاصمة السياسية لحركة طالبان، إذ كانت تعد مقرًا للملا عمر مؤسس وزعيم حركة طالبان، وتحتل المدينة حاليًا القوات الأمريكية ومعها قوات الإيساف القندهارية.

تكثر في أراضي قندهار آبار المياه، ولذلك تشتهر بوجود البساتين والأراضي الزراعية الرائعة، إذ تزرع فيها جميع المحاصيل الزراعية، خاصةً البطيخ والعنب والرمان، لكن أغلب الأراضي قد تضررت بسبب الألغام السوفياتية وقت احتلالهم للمدينة، وفي الأعوام الأخيرة أصبحت الولايات المتحدة والدول المجاورة كباكستان تلعب دورًا هامًا في إعادة إحياء الزراعة في قندهار، وتأثر قطاع التعليم أيضًا كثيرًا من الحروب في المدينة، فيوجد نقص حاد في الكتب ومعلمي المدارس، وأُغلقت 150 مدرسة ومركز تعليمي في المدينة على مرّ أعوام الحرب.[١][٢]


تاريخ قندهار

يرجع تاريخ المدينة لعام 3120 قبل الميلاد، وقد سكنها الأيزيديين لآلاف السنين، لكن لا توجد آثار كثيرة لهم بسبب الإبادة الجماعية التي حصلت لهم، وفي القرن السادس قبل الميلاد دخل المدينة قندهار وأعاد استكشافها، وبعد ذلك أصبحت المدينة هدفًا للامبراطوريات الكبيرة بسبب موقعها الاستراتيجي على طريق التجارة، في القرن السابع الميلادي دخل الإسلام المدينة، ثم توسع الإسلام فيها أكثر عن طريق العباسيين والأتراك، وقد سكن المدينة على الغالب قبائل الغلزانية، والبشتون والأبدالية، ومع مرور القرون أصبحت قندهار من أهم المدن المؤثرة في تاريخ أفغانستان، وحدثت في المدينة ثورات كثيرة، أهمها ثورة ميرويس الهوتكي الغلزايي على الصفويين الإيرانيين، وقد حدثت الثورة في عام 1747م وعلى إثرها انتخب أحمد شاه الدوراني ملكًا لأفغانستان، وأسس المملكة البشتونية واتخذ قندهار عاصمة له في عام 1748م، وقد دام حُكمه 30 عامًا تطورت قندهار في هذه الفترة كثيرًا، وقد بُنيت الكثير من المباني والمساجد في عهده، وله ضريح كبير فيها، لكن بعد سنتين من وفاته نقلت العاصمة لمدينة كابول عن طريق ابنه الملك تيمور.

عام 1832 احتلت القوات البريطانية أفغانستان ومدينة قندهار، وقد حصلت معركة كبيرة بين الأفغان والإنجليز سميت بالحرب الأفغانية الإنجليزية الأولى، وانتهى حكم الإنجليز على أثرها عام 1842م، لكن في عام 1878 أُعيد احتلال أفغانستان من قبل الإنجليز، وقد استمر الاحتلال بالرغم من قيام الحرب الأفغانية الإنجليزية الثانية، وفي عام 1797م احتل الجيش السوفياتي قندهار، وبعدها انطلق الجهاد في أفغانستان بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية، وانتهى الاحتلال السوفياتي للمدينة عام 1989 بسبب المقاومة الشديدة للسكان، وفي عام 1994 تشكلت حركة طالبان في المدينة، وقد شددت الحركة قبضتها على أغلب أفغانستان، وانكسرت شوكتهم العظمى في عام 2001م بعد الحرب الأمريكية الطاحنة على البلاد والمدينة، لكن في الوقت الحالي عادت قوة حركة طلبان في المدينة مرة أخرى.[١][٢]


حرب عام 2001

كانت أفغانستان ومدينة قندهار مسرحًا لعدة حروب كالحرب الأفغانية الإنجليزية والحرب السوفياتية الأفغانية، وآخر الحروب كانت الحرب الأمريكية الأفغانية، وقد بدأت شرارة الحرب في عام 1998 حينما اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية حركة طالبان وأسامه بن لادن بتفجير سفارتين أمريكيتين في أفريقيا، وقد أصدر مجلس الأمن قرارين في عامي 1999 و2000 بعقوبات بحق طالبان وتسليم أسامه بن لادن لمحاكمته بتهمة الإرهاب، وبعد تفجيرات 11 سبتمبر من عام 2001 قررت الولايات المتحدة الأمريكية شن هجوم عسكري كبير على أفغانستان، وكان الهدف السيطرة على البلاد وإسقاط حركة طالبان وإنهائها، وقد بدأت الحملة بمشاركة 28,800 جنديًا، وانطلق الهجوم على الجزء الجنوبي والشرقي من البلاد، والهجوم الجوي كان ينطلق من القواعد الجوية للقوات الأمريكية في آسيا، كقاعدة طاجكستان، ومن الأماكن الرئيسية التي هجم عليها هي مدينة قندهار، وفي أواخر عام 2001 بدأ الهجوم الثاني على أفغانستان، إذ لم يحقق الهجوم الأول الفائدة المرجوة، وقد أنشأت الأمم المتحدة قوات حفظ سلام نطاقها العاصمة كابول والمناطق الجغرافية المحيطة بها وأطلق عليها اسم إيساف، وقد كانت القوات الأمريكية وحلفائها البريطانيين والأستراليين والكنديين وغيرهم يقدّرون بحوالي 64,500 جندي.

وعلى أثر هذه الحروب والقصف العنيف أبعدت طالبان عن السلطة، لكن قوات طالبان بقيت تحتفظ ببعض قوتها، ولم تستطع قوات التحالف إزالة الحركة من الوجود كما كان مخطط للعملية، ومنذ ذلك الوقت تشهد قندهار وأفغانستان تخبطًا في السياسات وعدم استقرار سياسي وأمني، وقد أظهرت الكثير من التقارير في سنوات لاحقة بأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تخطط للهجوم من قبل هجمات تفجير برجي التجارة العالميين، ولكن التفجير سارع الأمور وأتخذ القرار بعد التفجير مباشرة.[٣]


الأقاليم الرئيسة في الأراضي الأفغانية

تتألف الأراضي الأفغانية عامة من ثلاثة أقاليم رئيسة، يمكن التعرف عليها من خلال هذا الجزء من المقال، وهي كالتالي:[٤]

  • إقليم السهول الشماليَّة: يوجد هذا الإقليم في القسم الشمالي من أفغانستان، ويتكون من تلال وهضبات متفاوتة في الارتفاع، وتتميز تربة هذا الإقليم بخصوبتها، وهذا يسمح بممارسة الزراعة على أسطح الهضاب التي توجد فيها المياه وكذلك في الأراضي المجاورة للأودية النهريَّة، وقد أُنشئت العديد من أنظمة الري العملاقة بجانب أنهار هيلماند، وهارِيُرود وقندوز وأنهار أخرى، ويربي أشباه البدو الموجودين في هذا الإقليم قطعان الأغنام في الأراضي العشبيَّة الممتدة والواسعة، ويصل معدل درجات الحرارة في إقليم السهول الشمالية إلى ما يُقارب ثلاث درجات مئوية في شهر كانون الثاني، وقُرابة 32 درجة مئوية في شهر حزيران، ويبلغ معدَّل هطول الأمطار السنوية ما يُقارب 180ملم سنويًا.
  • إقليم المرتفعات الوسطى: يغطي إقليم المرتفعات الوسطى ما يُقارب ثلثي أفغانستان، إذ يتكون هذا الإقليم من سلاسل جبال هندكوش وتفرُّعاتها، ويصل ارتفاع قممها المغطاه بالثلوج إلى ما يُقارب 7620 مترًا، وتمتد على طول الحدود الشرقيَّة مع باكستان، وتنحدر تلك السلاسل الجبليَّة في الجنوب الغربي من البلاد باتجاه السهول المُتموِّجة، وغالبية السكان في ذلك الإقليم يسكنون في المناطق التي تجاور الأودية العالية والضيقة لجبال هندكوش، وتبلغ معدل درجات الحرارة في إقليم المرتفعات الوسطى ما يُقارب أربع درجات مئوية تحت الصفر في شهر كانون الثاني، وقُرابة 24 درجة مئوية خلال شهر حزيران، بينما يصل معدل هطول الأمطار إلى ما يُقارب 380 ملم سنويًا.
  • إقليم الأراضي المنخفضة: يوجد هذا الإقليم في الجزء الجنوبي الغربي من أفغانستان، ويحتوي هذا الإقليم على أراضٍ صحراويَّة وشبه صحراويَّة، ويجري فيه نهر هيلماند الذي ينبع من سلسلة الهندكوش ويصب في حوض سيستان على الحدود الإيرانيَّة، ويحتوي الحوض على الكثير من البحيرات والسبخات المالحة، وتُستغل المناطق المجاورة لنهر هيلماند في زراعة الفواكه، والشعير، والقمح والذرة، ويصل معدل درجات الحرارة في هذا الإقليم إلى ما يُقارب 2 درجة مئوية في شهر كانون الثاني في الأراضي المنخفضة، وما يُقارب 29 درجة مئوية في شهر حزيران، بينما يتراوح معدل هطول الأمطار على الإقليم حول 50 و230 ملم سنويًا.


المراجع

  1. ^ أ ب The Editors of Encyclopaedia Britannica (19-07-2013), " Kandahār "، britannica, Retrieved 30-08-2019.
  2. ^ أ ب مُحرري عرب فيد (08-09-2015)، " أين تقع مدينة قندهار "، arabfeed، اطّلع عليه بتاريخ 30-08-2019. بتصرّف.
  3. Editors of CFR, "The U.S. War in Afghanistan"، CFR, Retrieved 30-08-2019. Edited.
  4. "أقاليم أفغانستان الرئيسة"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-12. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :