جزيرة لسبوس

جزيرة لسبوس
جزيرة لسبوس

أين تقع جزيرة لسبوس؟

جزيرة ليسبوس جزيرة من جزر بحر إيجه اليوناني، وتقع في الجزء الجنوبي من قارة أوروبا، وتبلغ مساحتها 1642.3 كيلومتر مربع، الأمر الذي يجعلها من أكبر الجزر اليونانية مساحة، تلك المساحة الكبيرة لليبسوس جعلتها من أكثر الجزر كثافة من حيث عدد السكان، إذ يقطنها قرابة المائة ألف نسمة، وبالرغم من كونها جزيرة يونانية إلا أنها أكثر قربًا من الأراضي التركية، إذ لا يفصلها عن اليابسة التركية سوى 9.1 كم، ومن الجدير بالذكر أن للجزيرة وحدة إقليمية وإدارية خاصة بها، كما أن لها عاصمة تقع في شرقها وهي " ميتيليني".[١]


تاريخ لسبوس

تاريخ الجزيرة حافل بالحقبات المتتالية والشعوب المختلفة، فيُمكنك تتبع تاريخها بدءًا من البيلاسجيون، وهم أول من استقر بها في العام 1507 قبل الميلاد، وتبعهم الأخائيون عام 1393 قبل الميلاد ثم الأيوليون عام 1100 قبل الميلاد، هذا التنوًع السكاني والثقافي عزز البيئة الفكرية للجزيرة فأصبحت مركزًا للإنجاز الفني والفلسفي خلال القرن السابع قبل الميلاد بالإضافة لكونها قوة بحرية وممر وسيط بين العديد من الوجهات، الأمر الذي جعلها مطمعًا للفرس الذين قاموا بغزوها في القرن السادس قبل الميلاد.

ثم تعاقبت من بعدهم الدول والممالك على ليسبوس، ففي عام 479 قبل الميلاد، استولى الأثينيون على الجزيرة وجعلوها عضوًا في رابطة "دليان"، وبعد 45 عام من كونها منطقة أثينية سيّطر عليها الإسكندر الأكبر فأصبحت جزءًا من الإمبراطورية المقدونية، واستمرت تحت سيادته حتى وفاته، وحكمها من بعده البطالمة، وفي العام 88 قبل الميلاد، استولى الرومان على ليسفوس وصارت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، وظلت كذلك حتى الحروب الصلبية حينما قام اللاتينيون باحتلال الجزيرة وضمها لبيزنطة، واستمرت كجزء من بيزنطة في الفترة ما بين 1261 إلى 1354.

لتسقط بعدها تحت الحكم الإيطالي متمثلًا في الجنويين – نسبة إلى مدينة جنوة- الذين حكموها حتى نهاية العام 1460، حين انتهى حكمهم لجزيرة ليسبوس على يد العثمانيين الذين أقاموا فيها العديد من الأبنية التي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا مثل قلعة " ميتيليني" و قلعة " موليفوس"، وقد بقيت ليسبوس تحت الحكم التركي لفترة طويلة جدًا، وحاول سكان الجزيرة خلال هذه الفترة استرداد أرضهم، واستمروا بمحاولاتهم حتى العام 1922 حين جاءها اللاجئون من آسيا الصغرى فأقاموا فيها، وحققوا فيها ازدهارًا اقتصاديًا وثقافيًا جديدًا فحسَنوا المجتمع.

وحفّز هذا التطور سكان ليسبوس فأصبحوا أكثر رغبة وأملًا بالحرية، فقاموا بحركات حوّلت الأديرة والكنائس إلى مراكز فكرية وثورية وأنشؤوا فيها مدارس سرية، وكعرفان بجميل اللاجئين الآسيويين، أقامت بعدها السلطات تمثالًا أسمته " تمثال الأم الصغرى آسيا " في وسط مدينة " ميتيليني "، وفي عام 1923 أصبحت جزيرة ليبوس إحدى جزر وأراضي دولة اليونان وفق ما نصّت عليه معاهدة لوزان.[٢]


جغرافية لسبوس

جزيرة لسبوس أو " ميتيليني" من أكبر الجزر اليونانية مساحةً بعد كل من جزيرتي كريت ويوبويا، وهي إحدى محافظات المنطقة، والوحدة الإقليمية لشمال بلدية "دايموس"، بالإضافة لكونها المدينة الرئيسية في الجزيرة ومقر الأسقف الأرثوذكسي اليوناني، وهي تابعة للجزء الجنوبي اليوناني الذي كان في السابق من مستوطنات بحر إيجه.

أمّا جيولوجيًّا، فإنّ الجزيرة مرتبطة بساحل آسيا الصغرى، يفصلها عنه قناتان مائيتان ضحلتين طولهما يتراوح بين (10 إلى 23 كم)، وهما قناة "موسلم" من الشمال و"موتيليني" من الشرق، ويُشكّل التقاء هاتان القناتان مدخلًا لخليج "إدرميت" التركي، وهناك مضيقين آخرين تقطعهما لسبوس وهما؛ "جيراس" من الجهة الجنوبية الشرقية، و"كلانوس" من جهة الجنوب الغربي.

أمّا في حال كُنت تتساءل عن طبيعة الجزيرة جغرافيّاً، فإن لسبوس من الجزر البركانية، خاصّة الجزء الغربي منها، الأمر الذي يفسر انتشار العديد من الينابيع الحارة فيها، بالإضافة الى ذلك فإنّ بنيتها الجوفية غير المستقرة وتعرضها للزلازل الشديدة على مر الزمان، ساعد في تكوينها الجغرافي، وساهم في انتشار تلك الينابيع.

ليست كل أراضي لسبوس سهلة ومستوية، ففي الجزيرة جبل يبلغ ارتفاع قمته 968 مترًا اسمه "جبل ليبيثيمنوس"، هذا التنوع البيئي والجغرافي جعل من الجزيرة مكانًا ملائمًا لنمو العديد من الخضروات، والنباتات الأصلية، خاصةً في الأراضي الغربية من مدينة "كالوني".[٣]


قد يُهِمُّكَ

يُمكنكَ في جزيرة لسبوس ممارسة النشاطات المتنوعة، وزيارة الأماكن السياحة المتاحة؛ إذ إنّ لسبوس جزيرة متنوعة ففيها قرى صيد وشواطئ إلى جانب الكثير من المعالم السياحية، فبالرغم من كونها أثرية وذات أجواء تقليدية في الغالب، إلا أن الجزيرة متطورة من ناحية البنى التحتية مما يعني أن زيارتك للمدينة ستكون مريحة، وبما أن ليسبوس جزيرة كبيرة الحجم وتتوزع معالمها على مساحة كبيرة منها، فحاول أن تتنقل بالسيارة لتستمتع بأكبر قدر ممكن من المعالم في الجزيرة، ومنها:[٤]

  • قلعة موليفوس: وهي من القلاع المشهورة بالجزيرة وتقع على قمة تلة محاطة بأشجار الصنوبر، وتطل القلعة على أراض جميلة من المدينة.
  • قلعة ميتيليني: تعدّ ميتيليني واحدة من أقوى القلاع في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقد بناها الأتراك في العصور الوسطى.
  • الغابة المتحجرة: وهي إحدى الغابات الطبيعية التي تبعد 12كم عن منطقة "سيجري"، وهي من المعالم الطبيعية النادرة، إذ أنها غابة فعلية تحجرت بفعل النشاط البركاني للمنطقة، عرفت الغابة المتحجرة في عام 1985 حين أُعلِن عنها رسميًا كنصب طبيعي.
  • المسرح القديم: مسرح ليسفوس، وهو من المواقع الأثرية في الجانب الشمالي من ميتيليني، تحيط به أشجار الصنوبر، وقد بُنيَّ في الأصل في العصر الهلنستي، وهو من المسارح المرممة.
  • مسجد يَنّي: وهو من أشهر الآثار في ميتيليني، يمثل مسجد يَنّي نصب تاريخي من القرن التاسع عشر، ويقع في مقاطعة "ايبانو"، وهو أكبر مساجد المنطقة.


المراجع

  1. "Description island Lesbos", islandseurope, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  2. "The Island of Lesvos", comtravel, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  3. "Lésbos", britannica, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  4. "Lesvos Things to See", greeka, Retrieved 28-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :