
- ذات صلة
- آثار قوم لوط
- مدينة قوم عاد
لوط عليه السلام
لوط عليه السلام أحد أنبياء الله تعالى هو لوط بن هاران بن آزر، وهو ابن أخ نبي الله إبراهيم عليه السلام، آمن به وهاجر معه من العراق إلى بلاد الشام حتى استقرا في فلسطين، أرسله الله تعالى إلى قوم يسكنون قرى سدوم وعمورة في بلاد الشام؛ ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإلى ترك ما هم عليه من فواحش ومنكرات، فدعاهم ونصحهم باللتي هي أحسن ليتركوا ما هم عليه ويتوبوا إلى الله تعالى ليتقوا عذابه وعقابه، ورد ذكر لوط عليه السلام في الديانات السماوية الثلاثة، وورد ذكره عليه السلام في عدة مواطن من سور القرآن الكريم، فذكره الله تعالى في قوله: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ} [١]، وكانت مدينة قوم لوط عبارة عن عدة قرى هي: قرية سدوم القرية الأكبر من بين هذه القرى، صبعة، دوما، عُمرة، صَعْوة، وسدوم[٢].
مدينة قوم لوط
البحر الميت هو بحر مالح جدًا يوجد على الحدود الفاصلة بين فلسطين والأردن عند مصب نهر الأردن، وهو من أكثر الأماكن انخفاضًا على سطح الأرض، ويعد من أشد المسطحات المائية ملوحة في العالم ، سمي بالبحر الميت نظرًا لندرة وجود النباتات أو الكائنات الحية في هذه المنطقة، وفي التاريخ يذكر أن قرية سدوم وعمورة قد نشأتا في هذه المنطقة بالقرب من ضفاف البحر الميت، ويرجح بأنها هي مدينة قوم لوط التي حلّ بها الخسف؛ وهي مدينة سدوم وعمورة الموجودة في الأردن في منطقة البحر الميت، وهي مجموعة من القرى التي أكد أهل التاريخ والتفسير أنّها كانت مكان قوم لوط التي خسفها الله بهم؛ بسبب سوء أخلاق أهلها واقترافهم للكبائر والمحرمات، وتحديدًا ابتداعهم الشذوذ الجنسي الذي يمثل خروجًا عن الفطرة السليمة، وينبغي على المسلم أن لا يزور هذه الأماكن بقصد السياحة والاستجمام؛ فهي أماكن حلّ بها عذاب الله للقوم الفاسقين[٣]، ومدينة سدوم هي مدينة قوم لوط الواقعة في الأردن في منطقة تسمى عمق السديم بالقرب من البحر الميت، وقد أثبتت الأبحاث الأثرية والآثار الجيولوجية أن طبيعة طبقات الأرض في هذه المنطقة مرتبة بترتيب معاكس تمامًا لترتيب طبقات الأرض في المنطقة المجاورة لمدينة سدوم، وهذا ما يفسر الخسف الذي حلّ بأهل هذه المدينة نتيجة لطغيانهم وفحشهم وعصيانهم أمر نبيهم لوط عليه السلام[٤].
دعوة لوط لقومه
ورد ذكر لوط عليه السلام في مواطن متفرقة من القرآن الكريم؛ فذكره الله تعالى في سورة الأعراف، وسورة الحجر، وسورة النمل وغيرها، وسردت هذه السور أجزاء قصته مع قومه وما كانوا عليه، وما حلّ بهم من عذاب وهلاك، ومما جاء في وصف قوم لوط أنهم كانوا طغاة ظالمين، يقطعون الطريق ويعتدون على العابرين، ويأتون الفواحش التي لم يأتها أحد من قبل؛ يأتون الرجال شهوة من دون النساء، فأرسل الله تعالى نبيه لوط عليه السلام لينصحهم ويهديهم إلى طريق الرشاد وإلى ترك المنكرات والفواحش، والتوبة إلى الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له، فما آمن معه إلا أهل بيته ما عدا امرأته كانت من القوم الكافرين، واستمر لوط عليه السلام يدعو قومه وينهاهم عما هم فيه، فكان تارة يخوفهم بالعذاب الشديد إن أصروا على ارتكاب هذه الفواحش والمنكرات، وتارة كان يرغبهم في الجنة ونعيمها إن تابوا وأطاعوا الله والرسول، وذكرت بعض الآيات شكوى نبي الله لوط عليه السلام من قومه وطلبه النجاة منهم لأنهم قوم ظالمين[٥].
موقف قوم لوط من دعوة نبيهم
لم يستمع قوم لوط لنبي الله لوط عليه السلام، فكذبوه وكذبوا كل ما جاء به، واستمروا في ضلالتهم واستكبروا وقالوا آتنا بالعذاب إن كنت من الصادقين، وهددوه بالطرد من القرية هو ومن صدق به وآمن معه، وهنا علم لوط عليه السلام أنه لا فائدة من هؤلاء القوم الضالين فدعا ربه وطلب أن ينجيه منهم ومن ظلمهم، فاستجاب الله تعالى لدعاء نبيه لوط عليه السلام، وأرسل ملائكته جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام بالعذاب الشديد، كان لقوم لوط أربع مدائن، فأمر الله تعالى الملائكة أن تمر ببيت النبي إبراهيم عليه السلام قبل ذهابهم إلى قرى قوم لوط، فجاءت الملائكة إبراهيم عليه السلام على هيئة رجال وجوههم حسنة سمحة ليبشروه بغلام حليم وهو إسحاق ومن بعده يعقوب عليهما السلام، ثم أخبروه بما هم فيه من مهمة إهلاك وقلب قرى لوط أصحاب الفاحشة والمنكرات، فخشي إبراهيم عليه السلام على ابن أخيه النبي لوط وذكّر الملائكة بأنه في هذه القرى، فطمأنت الملائكة إبراهيم بأن الله سينجي لوطًا ومن آمن معه إلا إمرأته فسيحل بها العذاب، فأسرع نبي الله إبراهيم إلى قوم لوط ينصحههم ويحذرهم من عذاب قريب، فلما سمعت الملائكة إبراهيم أخبرته أن أمر الله قد قضي وأن العذاب قد وجب على هذه القرى الظالم أهلها، فتوجهت الملائكة إلى قرية سدوم وهي قرية قوم لوط في وقت الظهيرة على مرأى من أهل القرية وكانوا على هيئة شبان في أجمل صورة وأحسن هيئة ليقيموا الحجة على أهل القرية الظالمة، وعندما نزلوا في بيت النبي لوط عليه السلام ولم يخبراه بأنهم رسل من الله تعالى، ظن لوط أنهم ضيوف حلوا لزيارته، فخاف عليهم من رجال أهل القرية، إلا أن خبرهم قد ذاع في القرية على يد إمرأته، فأسرع رجال القرية إلى بيت لوط عليه السلام يريدون الاعتداء على الضيوف، فتصدى لهم النبي لوط وأخذ ينصحهم بالزواج من بنات القرية ويكفوا عن هذه الفواحش، فرفض رجال القرية النصح وأخبروه بنيتهم في الاعتداء على هؤلاء الضيوف الحسان، وعندما رأت الملائكة الخوف الشديد على النبي لوط عليه السلام أخبروه أنهم ملائكة من الله تعالى ولن يتمكن أحد من أن يصل إليهم، وأمروه بأن يغادر القرية قبل طلوع الفجر؛ لأن العذاب سيحل بهم مع طلوع الصبح، وطلبوا منه أن لا يلتفت إلى ما سيقع بأهل قريته من عذاب أليم إلا إمرأته الكافرة فسيصيبها ما أصابهم، وهكذا حلت بقرى لوط صيحة من السماء وأمطرت بحجارة سجيل، فأشرقت الشمس والقرى هالكة غابرة لا حياة فيها[٦].
المراجع
- ↑ سورة النمل، آية: 54.
- ↑ "نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام"، دار الفتوى، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم شراء واستعمال منتجات " البحر الميت ""، الإسلام سؤال وجواب، 5-2-2010، اطّلع عليه بتاريخ 26-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "قرية سدوم"، quran-history-miracle، 13-10-2010، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ د. حسني حمامة (31-12-2013)، "هلاك الأقوام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "فتح الباري شرح صحيح البخاري"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.