أول من بنى المسجد الأقصى

أول من بنى المسجد الأقصى
أول من بنى المسجد الأقصى

المسجد الأقصى

المسجد الأقصى هو واحد من أهم المساجد وأقدمها على وجه الأرض، وهو القِبلة الأولى للمسلمين وواحد من المساجد الثلاثة التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: [لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجِدَ: المسجِدِ الحَرامِ، ومسجِدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والمسجِدِ الأَقْصى][١]، والمسجد الأقصى يتمتّع بأهميّة وقدسية خاصة عند المسلمين، ويقع على تلّة مرتفعة في الجهة الجنوبيّة من مدينة القدس القديمة، والمسجد الأقصى محاط بسور كبير وتبلغ مساحة المنطقة المحيطة بالمسجد داخل السّور 144 كم، وفي داخل السور يوجد المسجد الأقصى وقبّة الصخرة المشرفة، وسُمّي بالأقصى أي الأبعد، بسبب المسافة الكبيرة بينه وبين المسجد الحرام في مكة المكرمة، وهو أبعد مسجد معظّم وتستحب زيارته والصّلاة فيه عن أهل مكّة، والمسجد الأقصى هو ثاني مسجد وضع على الأرض بعد المسجد الحرام بمكّة.[٢]


أول من بنى المسجد الأقصى

الوقت الذي بُني فيه المسجد الأقصى ليس معروفًا على وجد التحديد، و لكن ورد في الحديث الشريف أنه بني بعد أربعين سنة من بناء المسجد الحرام في مكّة، ففي الحديث الشريف: [عَنْ أبِي ذَرٍّ، قالَ: قُلتُ يا رَسولَ اللهِ، : أيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ أوَّلُ؟ قالَ: المَسْجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً][٣]، وهناك اختلاف بين العلماء في أول من بنى المسجد الأقصى، ولكن الرّوايات الرّاجحة تذكر أن المسجد الأقصى بُني على يد آدم عليه السلام، أو أن الملائكة بنته كما بنت المسجد الحرام في مكّة بأمر من الله تعالى، وأن إبراهيم وسليمان عليهما السلام هما مُن قاما بالبناء على ما بني مِن قبل، وقاموا بتجديد بناء المسجد وساحاته وقبابه، ولم يكونا هم أول من بنوه.[٤][٥]


الأهميّة الدينية للمسجد الأقصى

يحظى المسجد الأقصى بأهميّة دينيّة كبيرة لدى المسلمين، ومن أهميّته:[٦]

  • المسجد الأقصى القِبلة الأولى للمسلمين، وهو ثالث الحرمين الشّريفين.
  • مضاعفة أجر الصّلاة في المسجد الأقصى فهي تُعادل ألف صلاة في غيره من المساجد كما جاء في حديث ميمونة مع الرسول عندما سألته عن بيت المقدس فأجاب: [قالَ: أرضُ المحشَرِ والمنشَرِ ائتوهُ فصلُّوا فيهِ فإنَّ صلاةً فيهِ كألفِ صلاةٍ في غيرِهِ][٧].[٨]
  • المسجد الأقصى ورد ذكره في القرآن الكريم، فقد أسرى الله تعالى بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، ثمّ صعد به إلى السموات العلا، بما يُعرف بحادثة الإسراء والمعراج في الإسلام.
  • المسجد الأقصى موجود في أطهر وأقدس البقاع وهي القدس الشريف وهي مهد الأديان والحضارات وموطن الأنبياء والصّالحين، وظلّ المسجد الأقصى نقطة صراع من قِبل الطّامعين والمحتلين.
  • المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة التي لا تُشدّ الرّحال إلا إليها.
  • بارك الله سبحانه وتعالى بالمسجد الأقصى وبكل ما يحيط به من ساحات وأسوار، فهي منطقة مباركة ومحميّة من قِبل الله تعالى.
  • المسجد الأقصى فيه طائفة الحق التي ورد ذكرها في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي طائفة ستبقى متمسّكة بدينها وتقاتل حتى يظهر الحق، لحين تحرير القدس وقيام السّاعة.


حادثة إحراق المسجد الأقصى

في اليوم 21 من شهر أغسطس لسنة 1969 للميلاد، وقع حريقٌ ضخم في المسجد الأقصى وأتى على أجزاء كبيرة منه، وتزامن وقوع الحريق مع ذكرى أول مؤتمر للصهاينة في 1897، ومن أهم الأجزاء التي التهمها الحريق منبر صلاح الدّين الأيوبي، ومسجد عمر، ومحراب زكريا، ومقام الأربعين، والعديد من الأروقة والأسقف والأعمدة، وحُرِقت العديد من النوافذ الزجاجيّة والخشبيّة والسجاد العجمي الثمين، وجميع الجسور والقباب الخشبيّة، والعديد من أبواب المسجد الأقصى، وفي يوم الحريق قطعت قوات الاحتلال الماء عن المسجد الأقصى والقرى المحيطة به، لإعاقة عملية إطفاء المسجد الأقصى، فاستغرق إطفاء الحريق وقتًا طويلاً حتى أتى على أغلب الأجزاء الداخلية له، وبعد البحث والتحري تبين أن مفتعل الحريق هو مايكل دينس روهان وهو أسترالي صهيوني من مواليد 1941م جاء للقدس بحجة السياحة، وادّعت إسرائيل عند التحقيق معه بأنه يعاني من اضطرابات عقلية وناقص للأهليّة.[٩]


المراجع

  1. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند ، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 11040، صحيح .
  2. "ما هو المسجد الأقصى؟"، palqa، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 520، صحيح.
  4. "المسجد الأقصى...مكانته..وتاريخ بنائه"، fatwa.islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  5. عبد الرحمن دياب، "10 معلومات عن المسجد الأقصى.. أبرزها سبب تسميته"، almowaten، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  6. محمد قادوس، "ما هي الأهمية الدينية للمسجد الأقصى؟"، masrawy، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  7. رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 1662، صحيح.
  8. مروح نصار، "فضل الصلاة في المسجد الأقصى المبارك"، palscholars، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  9. وسيم عفيفي، "قصة حريق المسجد الأقصى على يد مايكل دينس روهان"، toraseyat، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :