القدس
القدس أكبر مدينة في فلسطين التاريخية من حيث المساحة وعدد السكان، وأكثر المدن لها أهمية دينية واقتصادية، يعدها الفلسطينيون عاصمة دولة فلسطين بينما يعدها الإسرائيليون عاصمتهم الدينية، وتقع في وسط فلسطين، تبعد عن البحر المتوسط مسافة ما يقارب 60 كم شرقًا، وعن البحر الميت مسافة ما يقارب 35 كم غربًا، وعن البحر الأحمر 250 كم شمالًا، وتبعد عن عمان 88 كم غربًا وعن بيروت 388 كم جنوبًا، وعن دمشق 290 كم جنوب غرب، ويعود تاريخها إلى أكثر من 5000 سنة لذلك هي واحدة من أقدم المدن في العالم، وأطلق عليها الشعوب والأمم التي استوطنتها أسماء مختلفة مما يدل على عمق التاريخ، فسميت بالعديد من الأسماء منها أورساليم سميت من قبل الكنعانيين الذين هاجروا إليها في الألف الثالثة قبل الميلاد وتعني مدينة السلام أو مدينة الإله ساليم، ومنها اشتقت كلمة أورشليم والتي تنطق باللغة العبرية يورشاليم وتعني البيت المقدس، وذكرت القدس في القرآن الكريم 680 مرة، وعرفت باسم إيلياء في العصر اليوناني والذي يعني بيت الله، وسميت باسم مدينة داود عندما استطاع النبي داود السيطرة عليها في سنة 977 أو 1000 قبل الميلاد.[١]
أول من سكن القدس
أول من سكن القدس قوم يُدعون باليبوسيين قبل حوالي أربعة آلاف عام، وهم قوم هاجروا من شبه الجزيرة العربية واستقروا في القدس قبل بنائها وحطوا رحالهم حول نبع غزير فوق أحد جبال القدس، وبنوا القدس وكانوا رهطًا من بطون العرب الأوائل، ونشؤوا في صميم الجزيرة العربية وترعرعوا في أرجائها وبعدها نزحوا مع من نزح من القبائل الكنعانية واستوطنوا أرض فلسطين، وأغلب الظن أن هذا كان قبل حوالي 3000 ق.م وكان اليبوسيون أصحاب القدس وأما جيرون وبيت لحم كان أصحابها الأموريون والكنعانيون وهم عرب من نجد وينتسبون إلى سام ملوك القدس أنفسهم.[٢]
المسجد الأقصى المبارك
يقع المسجد الأقصى في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة القدس على هضبة المرايا على مساحة 144 دونمًا وهو ما يعادل 1/6 من مساحة القدس المسورة، وبنى المسجد الأقصى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ثم أكمله بناءه ابنه الوليد بن عبد الملك واستغرق بناؤه 30 عامًا من 66 هـ لـ 96 هـ، ويعد من أحد أبرز المعالم المقدسية عند المسلمين، وتأتي قدسيته لارتباطه بحادثة الإسراء والمعراج؛ إذ جاء في القرآن الكريم وهو ثاني المسجدين وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وتعادل الصلاة فيه 500 صلاة في مسجد غيره، وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، ويأخذ المسجد شكل المضلع غير المنتظم فطول ضلعه الغربي 491 م والشرقي 462 م والشمالي 310 م والجنوبي 281 م وتبلغ مساحة المبنى 4500 م، ويحتوي على 200 معلم وأبرزها قبة الصخرة والمسجد القديم والمصلى المرواني وحائط براق، ويتكون من رواق أوسط كبير قائم على أعمدة رخامية، ويمتد من الشمال إلى الجنوب، ويحيط الرواق الأوسط من الجانب الغربي والشرقي ثلاثة أروقة في كل جانب جاءت موازية له وأقل ارتفاع منه، ويحتوي على سبعة أبواب يدخل المصلون والزائرون منها من واجهته الشمالية، والتي يؤدي كل منها إلى إحدى أروقة المسجد السبعة، وفتح أيضًا بابان في الجهة الغربية والشرقية للمسجد وباب في الجهة الجنوبية وذلك في فترات متأخرة.[٣]
الآثار المسيحية
تحتوي القدس على العديد من الكنائس ومن أهم الأماكن المقدسية للديانة المسيحية في مدينة القدس هي كنيسة القيامة ويأتي القبر المقدسي ثاني أشهر الأماكن المسيحية في القدس والعديد من الكنائس لكل منها ذكرى دينية ككنيسة السيدة العذراء في جبل الزيتون وكنيسة الملاك ميخائيل بجانب القبر المقدسي، وكنيسة مار يوحنا خارج كنيسة القيامة، وأما الأديرة من أشهرها دير سلطان ودير مار أنطونيوس شمال شرقي كنيسة القيامة ودير مار جرجس في حارة الموارنة، وسوف نعرض شرحًا مبسطًا عن بعض الكنائس وهي:[٤]
- كنيسة القيامة: أو كنيسة القبر المقدس وهي كنيسة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس بنيت فوق الجلجثة أو الجلجلة وهي مكان الصخرة التي يعتقد أن المسيح صلب عليها، وهي من أعرق كنائس بيت المقدس، أشرفت على بنائها الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين واستغرق بناؤها 11 عامًا من 325 م وانتهت 336 م، ويقال أن هيلان عثرت عند زيارتها لبيت المقدس على ما اعتقدت أنه خشبة الصليب التي علق عليها السيد المسيح ، وأرادت بناء كنيسة في المكان، وأشرف على بنائها مهندس سوري اسمه زينو بيوس ورجل دين من شيوخ الكنيسة اسمه يوستاثيوس، ومن الممكن تميز الكنيسة بوضوح في خارطة مأدبا الفسيفسائية إذ كان الناس يدخلوها من باب ثلاثي.
- كنيسة مريم المجدلية: هي كنيسة روسية أرثوذكسية تقع على المنحدرات الغربية لجبل الزيتون الموجودة في القدس، وقد بنيت لمريم المجدلية تلميذة المسيح.
- كنيسة كل الأمم: كنيسة كل الأمم أو كاتدرائية الكرب أو كنيسة الكرب هي كنيسة موجودة على جبل الزيتون في القدس بجانب بستان جثيماني، بنيت في الفترة الواقعة ما بين 1919 م إلى 1924 م وذلك بدعم مالي من عدة بلدان مختلفة، والمهندس أنطونيو بارلوزي هو مهندس المبنى، وهي حاليًا قائمة على موقع كنيستين قديمتين كنيسة صغيرة بنيت في عهد الصليبيين في القرن 12 وهجرت في القرن 14 وكنيسة بازيليك بيزنطية بنيت في القرن 4 ودمرها زلزال في عام 746 م.
المراجع
- ↑ "القدس"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 14-6-2019. بتصرّف.
- ↑ أنيس الأبيض (2-6-2018)، "اليبوسيون العرب أول مَن سكن مدينة القدس"، alhayat، اطّلع عليه بتاريخ 14-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "المعالم التاريخية الأثرية والدينية"، wafainfo، اطّلع عليه بتاريخ 14-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "في القدس معالم أثرية و دينية و تاريخية كثيرة لكنن اختصرناها في أشكثرها شهرة و جمالًا"، google، اطّلع عليه بتاريخ 14-6-2019. بتصرّف