أبواب المسجد الأقصى: عددها وأسماؤها

أبواب المسجد الأقصى: عددها وأسماؤها
أبواب المسجد الأقصى: عددها وأسماؤها

المسجد الأقصى المبارك

المسجد الأقصى المبارك هو ثالث مسجد تشد إليه الرحال بعد المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المسجد القبلي المسقوف الواقع في الجهة الجنوبية لساحات المسجد الأقصى، ويُحيط به قبة الصخرة وساحات وأسوار قديمة تتخللها أبواب، فمساحة المسجد وما يحيطه تبلغ حوالي 142 ألف مترمربع، في حين تبلغ مساحة المسجد القبلي القديم حوالي 4500 متر مربع، وقد شرع ببنائه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وأتم بناءه ولده الوليد بن عبد الملك في عام 705م، وقد أقاموا فيه أعمدة من الرخام بعدد 53 عمودًا، بالإضافة إلى سارية على شكل مربع.

وفي عهد الأمويين رُصّعت أبوابه بالذهب والفضة، ولكن الخليفة أبو جعفر المنصور أمر بإزالتها لتصبح قيمتها بالدنانير للإنفاق على المسجد، وأخيرًا كان احتلال الصليبيين له في عام 1599م من أبشع ما تعرض له المسجد الأقصى في القرون الوسطى، إذ خصصوا جزءًا منه كنيسة والجزء الآخر مكانًا لفرسانهم وذخائرهم، ولكن بعد استرداد القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي له من أيدي الصليبيين أمر بإصلاحه وجدد محرابه، وأمر بكسوة قبته بالفسيفساء، ووضع فيه منبرًا ما زال على اسمه حتى يومنا هذا، وهو المنبر الذي أحرقه الصهاينة في عام 1969م بعد احتلال القدس بعام تقريبًا.[١]


عدد أبواب المسجد الأقصى وأسماؤها

يبلغ عدد أبواب المسجد الأقصى خمسة عشر بابًا، والأبواب المفتوحة اليوم فقط عشرة أبواب، وهي الأبواب التي تتخلل السور الذي يحيط بالبلدة القديمة في القدس، ويتوسطها المسجد الأقصى وتؤدي إليه، وفيما يأتي أسماء هذه الأبواب وبعض الحقائق عنها:[٢][٣]

  • الباب الثلاثي: وهو من الأبواب المغلقة، يقع في السور الجنوبي للمسجد الأقصى، إذ ما زالت آثاره واضحه من ناحيته الخارجية، ويرجح بأن الأمويين هم من بنوه، إذ بقي الباب مفتوحًا فترة الاحتلال الصليبي للقدس ولكن صلاح الدين الأيوبي أغلقه كي لا يسهل على الغزاة دخول المسجد.
  • الباب المزدوج: وهو أيضًا من الأبواب المغلقة اليوم، يقع إلى الغرب من الباب الثلاثي، أي ضمن السور الجنوبي للمسجد، إذ كان الباب مدخلًا من القصور الأمورية التي أُقيمت آنذاك، وكان الدخول من خلال ممر مزدوج يوجد أسفل المسجد.
  • باب الرحمة: يعد من الأبواب المغلقة والقديمة والعالية للمسجد الأقصى الذي يبلغ ارتفاعه 11,5م، إذ يعد جزءًا من السور الشرقي للبلدة القديمة المحيطة بالمسجد الأقصى، وقد سُمي بباب الرحمة نسبةً لمقبرة الرحمة القريبة منه.
  • باب الجنائز: وهو باب صغير مغلق اليوم، يقع في السور الشرقي للمسجد، وهو الأقرب لباب الأسباط بحسب الباحثين، إذ يُرى بالعين المجردة من خلف الخزائن الحديدية التي تستخدم للحراسة في الموقع، فكانت تخرج منه الجنائز المؤدية لمقبرة الرحمة، ولذلك سُمي باب الجنائز.
  • باب الأسباط: يعد باب الأسباط اليوم أحد أهم الأبواب التي تؤدي للمسجد الأقصى، وقد أصبح بديلًا بعد أن أغلق الصهاينة المحتلين باب المغاربة، ويقع الباب في السور الشمالي للمسجد، له مدخل على شكل قوس وارتفاعه يبلغ حوالي أربعة أمتار، وله أهمية أيضًا كونه أوسع الأبواب ويسمح لسيارات الإسعاف بالدخول داخل المسجد الأقصى.
  • باب حطة: من الأبواب المفتوحة اليوم، وهو باب بسيط لم يعرف من الذي بناه، وقد سُمي بهذا الاسم نسبة للآية : {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}[٤]، إذ يعد الباب مدخلًا لأحد الحارات القديمة في البلدة القديمة، وهي حارة السعدية.
  • باب العتم: يقع باب العتم في السور الشمالي للمسجد، إذ كان مدخلًا للقادمين من الشرق، ومن أسمائه باب الملك فيصل الذي سُمي على اسمه عند زيارته للمسجد الأقصى.
  • باب الغوانمة: ويُسمى أيضًا باب الخليل، إذ يقع في الجهة الغربية للمسجد الأقصى، ويؤدي الباب إلى حارة الغوانمة التي يرجح بأنها أحد العائلات التي قدمت إلى القدس مع حملة صلاح الدين الأيوبي.
  • باب الناظر: وهو أحد الأبواب التي تقع في الجهة الشمالية لباب الغوانمة، إذ يعد من الأبواب الضخمة المؤدية للمسجد، وقد سُمي بذلك نسبةً إلى ناظر الحرمين الشريفين، وهي وظيفة من يتولى الإشراف على المسجد زمن المماليك.
  • باب الحديد: يقع في الجهة الغربية للمسجد الأقصى بين باب الناظر وباب القطانين، وله اسم آخر هو "أرغون" أي الحديد بالتركية.
  • باب القطانين: يقع الباب في السور الغربي للمسجد، ويؤدي إلى سوق القطانين أي بائعي القطن، وهو من أضخم وأجمل أبواب المسجد الأقصى.
  • باب المطهرة: يقع أيضًا في السور الغربي للمسجد، وهو الأقرب لباب القطانين، ويُسمى أيضًا باب المتوضأ كونه يؤدي إلى مكان الوضوء.
  • باب السلسلة: يقع الباب في الجهة الغربية للمسجد الأقصى، وتحديدًا بين المدرسة الأشرفية والمدرسة التنكيزية.
  • باب المغاربة: يعد من أقدم أبواب المسجد الأقصى الواقعة في الجهة الغربية للمسجد، وهو الباب المحاذي لحائط البراق، ويعتقد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد دخل من جهته في رحلة الإسراء والمعراج، والباب اليوم مقفل من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.


صلاة النبي في المسجد الأقصى

قبل أن يعرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السموات السبع ثبت بأنه صلى بالأنبياء في المسجد الأقصى ركعتين أول النهار وركعتين في آخره، فالصلاة كانت مفروضة قبل ذلك بهذه الكيفية، وقد ورد في صحيح مسلم بإجماع الصحابة أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى إمامًا بالأنبياء في رحلة الإسراء، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : [وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّى فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّى أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ – يَعْنِي : نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلاَةُ فَأَمَمْتُهُمْ][٥].[٦][٧]


القدس

تعد القدس عاصمة فلسطين التاريخية، وهي أكبر مدنها من حيث عدد السكان والمساحة، وترجع سبب تسميتها بهذا الاسم إلى عدد من النظريات، فمنها أورسالم وهي كلمةً تشير إلى الحماية لدى الكنعانين الأوائل الذين سكنوها، وهو اختصار لكلمة (بيت المقدس) التي انتشرت منذ القدم، وهنالك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم التي تتضمنها، وهي أرض الأنبياء والرسل، إذ تعاقب على العيش فيها العديد منهم، بالإضافة إلى وجود آثار قديم تثبت كثرة الحضارات القديمة التي مرت بها كاليبوسية، والرومية، والفرس، والأيوبيين، والمماليك، والعثمانيين وغيرها، وهي تحظى باهتمام كبير من قِبل المسلمين والمسيحيين واليهود، وفيها عدد من المناطق المقدسة والتاريخية المهمة، مثل: جبل الزيتون، أو جبل الطور، وجبل المكبر الذي صعد عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتل العاصور، بالإضافة إلى المسجد الأقصى المبارك.[٨]


المعالم الإسلامية في القدس

تزخر مدينة القدس بالعديد من المعالم الإسلامية التي شُيدت على مرّ العصور، إذ تعاقب عليها حضارات مختلفة في أزمنة مختلفة خلال آلاف السنين الماضية، ويُقدر المؤرخون بأن فيها ما لا يقل عن 100 بناء أثري؛ ففيها المساجد، والمدارس الإسلامية، والزوايا، والتكايا، والأسوار وغيرها الكثير، ومنها ما زالت معالمها موجودة حتى يومنا هذا، والعديد منها اندثرت لأسباب عديدة، ومع ظهور الإسلام وفتح بيت المقدس على يد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب.

وقد بدأ الاهتمام بالمدينة يزداد لمكانتها الدينية عند المسلمين، فمنها عرج الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج لسدرة المنتهى، إذ يقول الله سبحانه وتعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[٩]، كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أهميتها الدينية للمسلمين في الحديث فقال :[لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى][١٠]، وأخيرًا لم يتوانى الخلفاء الراشدين ومن تبعهم من خلفاء عن تشييد الأبنية الفخمة وزخرفتها لتكون مدينة القدس ومسجدها الأقصى بأبهى صورها.[١][١١]


المراجع

  1. ^ أ ب "المعالم الإسلامية"، wafa، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
  2. "تعرف على أبواب المسجد الأقصى الـ15"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
  3. "أبواب المسجد الأقصى.. 10 مفتوحة و5 مغلقة.. تعرف إليها"، palinfo، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 58.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 172، [صحيح].
  6. "صلاة النبي بالأنبياء في المسجد الأقصى"، fatwa، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019.بتصرّف.
  7. "لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بإخوانه الأنبياء في بيت المقدس بأرواحهم دون أجسادهم"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2019. بتصرّف.
  8. "القدس"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-26. بتصرّف.
  9. سورة الإسراء، آية: 1.
  10. رواه محمد جار الله الصعدي، في النوافح العطرة، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 454، صحيح.
  11. "حديث : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ""، binothaimeen، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :