محتويات
صلاح الدين الأيوبي
إنّ صلاح الدين الأيوبي هو صلاح الدين بن يوسف (نجم الدين) بن أيوب، ويُسمى أيضًا الملك الناصر صلاح الدين الأول يوسف، ولد في مدينة تكريت في العراق في عام 1137 ميلاديًا وتوفي في عام 1193 ميلاديًا في مدينة دمشق، وهو قائد مسلم مولود في عائلة كردية سياسية بارزة، وتذكر المصادر أن في ليلة ولادة صلاح الدين جمع والده نجم الدين أيوب عائلته، وانتقل إلى حلب، ودخل في خدمة عماد الدين زنكي الحاكم التركي القوي لشمال سوريا، ونشأ صلاح الدين في منطقة بعلبك ودمشق، وكان لديه في صغره حب كبير للدراسات الدينية، والتدريبات العسكرية.
بدأت مسيرة صلاح الدين الحربية الرسمية عندما انضم إلى طاقم عمه أسد الدين القائد العسكري المهم في عهد الأمير نور الدين، وخلال ثلاث حملات عسكرية برز صلاح الدين كقائد حربي قوي، وعُيِّن صلاح الدين عام 1169 عن عمر 31 عامًا قائدًا للقوات الشامية في مصر ووزيرًا للخليفة الفاطمي في القاهرة.
ويُعزى صعود صلاح الدين السريع إلى تجاهله الصراعات والمحسوبية العشائرية على غير ما ساد في تلك الفترة، وبعد عامين من صعود صلاح الدين لأعلى مرتبة في الدولة الفاطمية وفي عام 1171 ميلاديًا، وبعمر 33 عام قام صلاح الدين بعمل جريء، وهو إنهاء الدولة الفاطمية الضعيفة، وأعلن عودة الإسلام السني للسيطرة على مصر، وظل صلاح الدين لفترة من الزمن تابعًا لنور الدين زنكي حتى وفاته في عام 1174 ميلاديًا، وسرعان ما انتقل صلاح الدين إلى سوريا بجيش صغير للمطالبة بالوصاية على العرش نيابة عن الابن الصغير لنور الدين زنكي حتى لا تضيع الدولة، وتُمزقها الصراعات الداخلية.
سيطر صلاح الدين على الحُكم في دمشق وأصبح القائد والأمير الفعلي للدولة بعد تنحية أبناء نور الدين زنكي عن الحُكم، وبين أعوام 1174-1186 ميلاديًا، قاد الدولة بحماس وحكمة شديدين لتوحيد جميع الأراضي المُسلمين في بلاد الشام، وما بين النهرين وفلسطين ومصر، وقد أنجز هذا من خلال الدبلوماسية الماهرة والحازمة التي اتبعها بدعم من قبل قواته العسكرية الصلبة والمدربة.
وقد نمت سمعة صلاح الدين تدريجياً كحاكم كريم فاضل وخالٍ من التظاهر والفساد والقسوة، ولكنّه حازم وقوي جدًا، وعلى النقيض من الخلاف المرير، والتنافس الشديد بين الحكام والأمراء قبل صلاح الدين، الذي أعاق مقاومة المسلمين للصليبيين في ذلك الوقت، فإن تفرد صلاح الدين في الحكم والسيطرة، دفع المسلمين مرة أخرى إلى إعادة التسلح جسديًا وروحيًا بعقائدهم الصحيحة.[١]
أهم إنجازات صلاح الدين الأيوبي
صلاح الدين الأيوبي تدرج في المناصب العسكرية حتى أصبح قائدًا في جيش نور الدين محمود زنكي، وكانت أول إنجازات صلاح الدين؛ إسقاط الدولة الفاطمية الإسماعيلية الضعيفة، وإعادة مصر إلى العالم السني تحت القيادة العباسية الاسمية، بعد وفاة شيركوه آخر خليفة فاطمي في القاهرة.
وفي عام 1174 ميلاديًا بعد وفاة عمه نور الدين زنكي سار صلاح الدين نحو سوريا، وأصبح القائد للملكة الناشئة في بلاد الشام، وبعد سنوات من تثبيت الحُكم، بدأ صلاح الدين بضم مُدن وبلاد لدولته؛ كحلب في عام 1183 ميلاديًا، والموصل في عام 1186 ميلاديًا، وبعد سنة واحدة أيّ في عام 1187 ميلاديًا كانت أهم إنجازات صلاح الدين الأيوبي التاريخية في معركة حطين بالقرب من طبرية في شمال فلسطين، حيث هزم القوة الصليبية المشتركة التي جاءت تدافع عن مدينة القدس، وبهذا النصر استولى على المدينة المٌقدسة بكل سهولة بعد عقود من استيلاء الصليبين عليها.
ومن إنجازات صلاح الدين المُهمة الانتصار بأغلب الحروب الصليبية الثالثة بين أعوام 1189-1191 ميلاديًا، وانتهت هذه الحروب في عام 1192 ميلاديًا بعد معاهدة سلام الرملة.[٢]
وفاة صلاح الدين الأيوبي
الحروب الصليبية الثالثة انتهت في عام 1192 ميلاديًا بعد توقيع معاهدة الرملة، وبعدها بفترة وجيزة مرض القائد صلاح الدين الأيوبي في دمشق، وتوفي في 4 مارس من عام 1193 ميلاديًا وكان يبلغ من العُمر 55 أو 56 عامًا فقط، وعلى الأرجح مرض وتوفي بسبب إصاباته الكثيرة في الحروب.
وبعد وفاته بدأ الحلف الإسلامي القوي بالتفكك، وبدأت الخلافات بين أولاد صلاح الدين الثلاث تظهر للعلن، وسيطر كل واحد منهم بالتوالي على مصر ودمشق وحلب، وبقيت المملكة الأيوبية من بعد صلاح الدين الأيوبي لفترة قليلة فقط، وسقطت على يد المماليك في مصر عام 1250 ميلاديًا، وفي سوريا في عام 1260 ميلاديًا.[٣]
مَعْلومَة
صلاح الدين الأيوبي المعروف في الغرب بـ صلاح الدين، يُصَور بأنّه شخصية نادرة في تاريخ الشرق الأوسط، اكتسبت احترام المسيحيين واليهود والمسلمين على حد سواء، وبالرغم من شهرته بهزيمة الصليبيين في معركة حطين واستعادة القدس، لكن التاريخ يدعمه باعتباره نموذجًا من الشهامة والتعاطف والكرم، فعندما فتح الصليبيون القُدس واستولوا عليها ذبحوا المسلمين واليهود على حد سواء خلال عام 1099 ميلاديًا، بما في ذلك؛ النساء والأطفال، ولكن بعد ثمانية وثمانين عامًا عند دخول صلاح الدين القدس لم يسفك دماء المسيحيين، وأطلق سراح الكبار والأرامل والأطفال، للتأكد من عدم الحكم عليهم بالعبودية، ولمدة أربعين يومًا منح صلاح الدين جميع المسيحيين حريتهم، وسمح لهم بالعودة إلى بلادهم مع ممتلكاتهم، وسمح للمسيحيين الشرقيين بالبقاء، وأعاد حقوق أتباع الديانة اليهودية.
عُرف صلاح الدين في الغرب باهتمامه بالدراسات الإسلامية أكثر من التدريب العسكري، وانعكست المبادئ الإسلامية للحرب على أفعاله في ساحة المعركة، ومن القصص الشهيرة المشهورة عن صلاح الدين مُساعدته لملك إنجلترا ريتشارد قلب الأسد، فحينما تُرك ريتشارد بدون خيول في ساحة المعركة أرسل صلاح الدين حصانين له حتى لا يضعه في موقف مُحرج كونه ملك، وعندما مرض الملك ريتشارد أرسل له صلاح الدين طبيبه الخاص حتى تأكد من شفائه، ودعمت هذه الأفعال ورسخت صفات وصورة القائد صلاح الدين القوي واللطيف في الغرب.[٤]
المراجع
- ↑ Paul E. Walker (29-02-2020), "Saladin"، britannica, Retrieved 24-05-2020. Edited.
- ↑ "Salah al-Din al-Ayyubi ", encyclopedia,08-05-2020، Retrieved 23-05-2020. Edited.
- ↑ Mark Cartwright (30-08-2018), "Saladin"، ancient, Retrieved 23-05-2020. Edited.
- ↑ Hasher Nisar (09-12-2016), " What We Can Learn From Saladin"، huffpost, Retrieved 23-05-2020. Edited.