دعاء لحفظ الأبناء

دعاء لحفظ الأبناء
دعاء لحفظ الأبناء

الدعاء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض)[١]، وقال كذلك: (الدعاء هو العبادة)[٢]، فالدعاء له أهمية كبيرة في حياة الإنسان، إذ يصحبه من قبل ولادته إلى ما بعد وفاته باستمرار ذكره في الدنيا في حال كان له ولد صالح يدعو له، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له)[٣]، وكذلك فإن الدعاء له العديد من الفضائل والفوائد فهو يدفع المكروه والكرب والبلاء، وهو السلاح الوحيد الذي يرد به القضاء، فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:( لا يردُّ القضاءَ إلا الدعاءُ، و لا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ)[٤]، وبالدعاء كان ينتصر الصحابة على الأعداء. ويعد الدعاء مصطلحًا شائعًا ومعروفًا بين جميع الأفراد والأديان، وفي ديننا الإسلامي الحنيف فإنّ الدعاء يعني أن يطلبَ العبد من الله عزّ وجل ما ينفعُه وما يكشف عنه البلاء وسوء الحال، مع إظهار حاجة الإنسان لربّه مهما بلغ من مناصب ومراتب دنيويّة أو اجتماعيّة أو ماديّة، فما أضعف المخلوق وما أحوجه إلى خالقه، وللدعاء ثمار وأفضال كبيرة، سنفصلها في هذا المقال.[٥]


دعاء لحفظ الأبناء

الأبناء نعمة من الله عزّ وجل، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"[٦]، وللحفاظ على هذه النعمة، يجب تحصينها واستيداعها في حفظ الرحمن عزّ وجل بالدعاء، وفيما يلي مجموعة من الأدعية المخصصة لحفظ الأبناء:[٧]

  • قول دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، الوارد عن عبد الله بن مسعود إذ قال: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يعوذُ الحسنَ والحسينَ، ويقولُ: (إنَّ أباكما كان يعوذُ بها إسماعيلَ وإسحاقَ: أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامةِ، من كلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ)[٨].
  • قول: (اللّهم احفظ لي أولادي ووفّقهم لطاعتك، وبارك لي فيهم، اللّهم اجعلهم هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلّين، اللّهم حَبب إليهم الإيمان وزينهُ في قلوبهم، وكرّه إليهم الكُفر والفسوق والعِصيان).
  • قول: (اللّهم جنبهم رفقاء السوء، والزنى والخمر والمخدرات، وسلّمهم من العلل والأوبئة والآفات).
  • قول: (اللهم إنك وهبت لي (ذكر أسماء الأبناء) من غير حولٍ مني ولا قوة، فاحفظهم لي بحفظك بلا حولٍ مني ولا قوة، اللهم احفظهم من أي مكروه يصيبهم ومن كل شرٍ وضرر، اللهم احفظهم من الأسقام والأمراض، اللهم لا تجعل ابتلائي فيهم، اللهم أجرهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اجعلهم من صالح عبادك وحفظة كتابك ومن أحسن الناس دينًا وعبادة وأخلاقًا، ومن أسعدهم حياة وأرغدهم عيشةً، اللهم أغنهم بحلالك عن حرامك واكفهم بفضلك عمّـن سواك، ربي كما حفظت كتابك إلى يوم الدين أحفظهم من الشيطان الرجيم، ربي وارزقهم صحبة الأخيار وخصال الأطهار والتوكل عليك يا جبار، ربي وأبعد عنهم أمراض القلوب والأبدان، وبلغني فيهم غاية أملي بحولك وقوتك يا كريم يا منان، ربي متعني ببرهم في حياتي وأسعدني بدعائهم بعد مماتي).
  • قول: (اللّهم أمدد لي على أحسن حال في أعمارهم، وافسح لي بعافية منك في آجالهم، وهب لي تربية طيبة لصغيرهم، وقوِّ لي ضعيفهم، وأنبتهم نباتًا حسنًا يا ذا الجلال والإكرام، اللّهم سَلّمهم من شر الأشرار آناء الليل وأطراف النهار، في الإعلان والإسرار، واهدِهِم لما تحبه وترضاه واغفر لهم يا غفّار).
  • قول: (اللّهم اجعلهم من أوفر عِبادك حَظًا في الدنيا والآخرة، واجعلهم من أوليائك وخاصتك، الذين يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، ولا خَوف عليهم ولا هُم يحزنون).
  • قول: (للّهم إجعلهم من الذاكرين والمذكورين، وإلطف بهم يا كريم، وعلّق قلوبهم بطاعتك، وإجعلهم من أوجه من توجه اليك وأحبك).
  • قول: (اللّهم إرزقهم حُبك وكل عمل يقربهم إلى حُبك. اللّهم إجعلهم ممن تواضع لك فرفعته، وإستكان لهيبتكً فأحببته، وتًقرب إليك فقربته، وسألك فأجبته).


فضل الدعاء

فيما يلي مجموعة من فضائل الأدعية:[٩]

  • الدعاءُ طاعةٌ وتطبيق لأوامر الله عزّ وجل: فقد قال الله سبحانه وتعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)[١٠].
  • الدعاء يعد عبادة يؤجر عليها المسلم: فقد قال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الشريف: إنَّ الدُّعاءَ هو العِبادةُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[١١][١٢].
  • الدعاء طريقة لرفع غضب الله عن عباده: حيث جاء في الحديث الشريف: (إنه مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ تعالى يَغْضَبْ عَلَيْهِ)[١٣].
  • الدعاء يقي المسلم من صفة العجز: فقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلّم من لا يدعو الله تعالى ويطلب منه بالعجز.[١٤].
  • يكون الله عز وجل مع الداعي: فعن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: إنَّ اللهَ جلَّ وعلا يقولُ: (أنا عندَ ظنِّ عبدي بي إنْ ظنَّ خيرًا فله وإنْ ظنَّ شرًّا فله)[١٥].
  • الدعاء يقرّب العبد من الله تعالى: فمن خلال الدعاء يستشعر العبد حاجته إلى الله سبحانه وتعالى، فهو سبب لدفع غضب الله عز وجل وسبب لرفع البلاء والضيق، وفيه اقتداء لرسول الله فقد كان عليه السلام كثير الدعاء، قال تعالى:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[١٦].
  • الدعاء أكرم شيء على الله تعالى: فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء)[١٧].


أفضل وقت للدعاء

يمكن للمسلم أن يدعو الله في أي وقت وحين، ولكن توجد أوقات وردت في القرآن والسنّة يستحب الدعاء فيها، وهي ما يلي:[١٨]

  • الدعاء بين الآذان والإقامة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة)[١٩]
  • دعاء وقت الإفطار للصائم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (للصَّائمِ عندَ فطرهِ دعوةً لا تردُّ)[٢٠].
  • حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر للخطبة إلى أن تنتهي الصلاة.
  • الدعاء في السجود، إذ قال عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)[٢١].
  • الدعاء في الثلث الأخير من الليل، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر)[٢٢].
  • الدعاء للمسلمين بظهر الغيب، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ)[٢٣].
  • بعد آداء كل صلاة.
  • من بعد العصر إلى غروب الشمس.


المراجع

  1. رواه الذهبي، في ميزان الاعتدال، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 3/514، خلاصة حكم المحدث: فيه انقطاع | التخريج: أخرجه أبو يعلى (439 )، وابن عدي في ((الكامل)) (7/ 374)، والحاكم (1812)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (143).
  2. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 1479، خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] | التخريج: أخرجه أبو داود (1479)، والترمذي (2969)، وابن ماجة (3828).
  3. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1/191، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  4. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن سلمان الفارسي، الصفحة أو الرقم: 9950، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  5. "بحث عن الدعاء"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-1. بتصرّف.
  6. سورة الكهف، آية: 46.
  7. "أدعية لحفظ الأولاد"، muhtwa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-1. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3371، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  9. "اسرار وفضائل الدعاء"، kalemtayeb، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-1. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 60.
  11. سورة غافر، آية: 60.
  12. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 18386، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2418، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  14. رواه السخاوي، في المقاصد الحسنة، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 136، خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح.
  15. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 639، خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه.
  16. سورة البقرة، آية: 186.
  17. رواه البغوي، في شرح السنة، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/160، خلاصة حكم المحدث : غريب.
  18. "الأوقات التي تجاب فيها الدعوات"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-1. بتصرّف.
  19. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 212، خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح.
  20. رواه ابن عساكر، في معجم الشيوخ، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1/307، خلاصة حكم المحدث : حسن غريب.
  21. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 482، خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
  22. رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 10/417، خلاصة حكم المحدث: متواتر.
  23. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 2732، خلاصة حكم المحدث: صحيح.

فيديو ذو صلة :