فوائد الدعاء في السجود

فوائد الدعاء في السجود
فوائد الدعاء في السجود

الدعاء

يُعرّف الدعاء بأنه الطلب والتضرع من الإله، ويُعد الدعاء أمرًا هامًا في مختلف الشرائع والأديان السماوية، ويُذكر أن القرآن الكريم قد حث من خلال مجموعة من الآيات الكريمة على الدعاء والطلب منه سبحانه وتعالى، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[١]، وقال كذلك: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[٢].[٣]

لا يُشتَرَطُ للدعاء وقت محدد، بل يكون في كُلِّ وقتٍ وحين، ولكن يُستحبُ في بعض الأوقات لزيادة فرص الاستجابة، ومن هذه الأوقات المستحبّة الثلث الأخير من الليل، وفترة ما بين الأذان للصلاة والإقامة، وعندما يكون العبد ساجدًا، وعند نزول الغيث، وتوفر بعض الأوقات المخصوصة لاستجابة الدعاء، كليلة القدر، ويوم عرفة، وشهر رمضان المبارك، وليلة الجمعة، ويوم الجمعة إلى ما قبل الغروب، وعند نزول الأمطار، وفي جوف الليل، وكذلك عند النداء للصلاة المفروضة، وبين الأذان للصلاة والإقامة، وأثناء التحام الجيوش في الحرب، وعند الانتهاء من تلاوة القرآن الكريم وختمه، وخلال مجالس ذكر الله سبحانه تعالى.[٣]


فوائد الدعاء في السجود

من المعروف أن الدعاء عبادةٌ كغيرها من العبادات، ويتميز عن غيره من العبادات بكونه يتمتع بأثر بالغ وفوائد عظيمة على النفس البشرية، لذلك قد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالدعاء، ورَّغَب به النبي صلى الله عليه وسلم وحث عليه، وأحد الأوقات المستحبّة للدعاء فيها هو السجود، فتُرفع المحن والكربات بالدعاء، وتُكشف المصائب والكوارث بقدرة الله سبحانه بالدعاء، وقد ورد في القرآن الكريم جملة منَ الأدعية والأذكار التي استجابها الله تعالى بمنه وفضله وكرمه، ويُعد الدعاء سببًا رئيسيًا لغفران المعاصي والذنوب، بالإضافة لرفع الدرجات ولجلب الخيرات ودفع الشر، ومن ترك الدعاء فقد سد على نفسه أبوابًا واسعة من الخيرات.[٤]


شروط وآداب إجابة الدعاء

توجد مجموعة من الآداب والشروط الواجب توافرها لإجابة الدعاء، ويمكن إجمال بعض هذه الشروط والآداب فيما يلي:[٥]

  • توحيد الداعي لله سبحانه وتعالى والإيمان بألوهيته وربوبيته وصفاته جميعها.
  • إخلاص النية لله سبحانه وتعالى في الدعاء.
  • سؤال الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا.
  • الثناء على الله تعالى قبل المباشرة بالدعاء.
  • الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام.
  • استقبال جهة القبلة.
  • اليقين بأن الله تعالى مجيب للدعاء.
  • الإلحاح في الطلب والتأني دون استعجال.
  • سؤال الله وحده.
  • التضرع والخشوع لله أثناء الدعاء، بالإضافة إلى الرغبة الملحة والرهبة.
  • الدعاء وتكرار الدعاء ثلاثًا.
  • إطابة المأكل والملبس وتحليلهما.
  • عدم إظهار الدعاء والجهر به.


كيفية السجود الصحيحة

ورد عن العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسجد على سبعة أعظُم، وهي: الجبهة والأنف، واليدان، والركبتان، وبطون أصابع القدمين، وكان عليه الصلاة والسلام يضع راحتيه حذو منكبيه (موازيًا لهما)، ويبسطهما ويضمّ أصابعه مستقبلًا بهما القبلة، وكان يرفع ذراعيه عن الأرض، وكان عليه الصلاة والسلام يمكّن جبهته وأنفه من الأرض، وينصب قدميه، ويرصّ على عقبيه مستقبلًا بأطراف أصابع قدميه الشريفة القبلة، فيطمئنّ ويعتدل في سجوده، ويقول في سجوده ثلاث مرات: سبحان ربّي الأعلى، أو يقول: سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح، ويجتهد فيه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى.[٦] قال عليه الصلاة والسلام: [أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ علَى الجَبْهَةِ، وأَشَارَ بيَدِهِ علَى أنْفِهِ واليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ ولَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ والشَّعَرَ][٧].


أدعية مأثورة في السجود

تتعدد الأدعية المأثورة التي يمكن الدعاء بها في السجود كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام، وفيما يلي بعض هذه الأدعية:[٨]

  • عن عائشة رضي الله عنها قالت: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول في سجوده وركوعه: (سبوح قدّوس ربّ الملائكة والرّوح).[٩]
  • عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا سجد يقول: [اللهم لك سجدت، ولك أسلمت، وبك آمنت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، فأحسن صورته، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين][١٠].
  • روي في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنّها قالت: تفقّدت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلة فتجسّست، فإذا هو راكعٌ أو ساجدٌ يقول: [سُبْحَانَكَ وبِحَمْدِكَ لا إلَهَ إلَّا أنْتَ فَقُلتُ: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي، إنِّي لَفِي شَأْنٍ وإنَّكَ لَفِي آخَرَ][١١].
  • روي في صحيح مسلم عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: [فأمّا الرّكوع فعظّموا فيه الرب، وأمّا السجود فاجتهدوا في الدّعاء فقمن على أن يستجاب لكم][١٢].
  • روي في صحيح مسلم عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول في سجوده: [اللهمّ اغفر لي ذنبي كلّه دقّه وجلّه وأوّله وآخره وعلانيّته وسرّه][١٣].


الفوائد الصحية للسجود

تتمتع العبادات بجملة من الفوائد العلمية والصحية، ومنها السجود، إذ يمكن إجمال بعض الفوائد العلمية والصحية للسجود فيما يلي:[١٤]

  • نظافة الجيوب الأنفية : ويظهر هذا الأمر جليًا أثناء فترات العواصف الرملية والتقلّبات الجوية، فيساهم السجود في سحب الإفرازات الأنفية وتنظيف الجيوب الأنفية.
  • تغذية الدماغ بالأكسجين : يُعد الأكسجين الغذاء الوحيد لدماغ الإنسان، ويجب أن يصل بكميات كبيرة إلى الدماغ، في حين أثبتت الدراسات أن الأكسجين يصل بكميات ممتازة إلى الدماغ أثناء السجود.
  • الحفاظ على مرونة المفاصل : يعد السجود تمرينًا هامًا لمفاصل الجسم وعضلاته وإبقائها في وضعٍ مرن، كما يساهم في حمايتها من التصلب والتيبس وحدوث بعض المضاعفات الأخرى.
  • التخلص من الشحنات السالبة في جسم الإنسان : يحصل الإنسان على كمية من الشحنات السالبة على مدار الوقت، وهي ذات تأثير ضار على الجهاز العصبي، وقد وُجِدَ أن السجود تجاه القبلة هو السبيل الوحيد للتخلص من هذه الشحنات الضارة؛ لأن مكة المكرمة هي مركز اليابسة.
  • يقي من الدوار وعدم التوازن : يُعد السجود التمرين اليومي الخاص بمراكز التحكّم في جسم الإنسان، وينظم عمل الدورة الدموية، مما يسمح بالحفاظ على توازن جسم الإنسان.
  • الوقاية من البواسير وعلاجها : يساعد السجود على تخفيف الاحتقان في منطقة الحوض الخاصة بالإنسان، مما يساهم في الوقاية من وعلاج مرض البواسير.
  • السجود حيوية ونشاط للجسم : يلجأ الإنسان في وضع السجود للزفير، وهو خروج ثاني أكسيد الكربون من جسم الإنسان والاستعداد للحصول على دفعة جديدة من الهواء النقي، مما يساهم في تزويد الإنسان بجرعة من النشاط والحيوية، وبالإضافة إلى ذلك يساعد السجود على الوقاية من تجلطات الدم.


المراجع

  1. سورة غافر، آية: 60.
  2. سورة البقرة، آية: 186.
  3. ^ أ ب "دعاء"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
  4. "فضل الدعاء وأركانه وآدابه وجوامعه"، alukah، 17-4-2019، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
  5. "جملة من آداب الدعاء"، islamqa، 16-3-2005، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
  6. "كيفية السجود في الصلاة"، islamweb، 6-6-2019، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 812، صحيح.
  8. "أدعية السجود المستجابة من السنة"، muhtwa، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 487، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1125، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 485، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 479، صحيح.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 483، صحيح.
  14. "9 فوائد للسجود أثناء الصلاة لا يعلمها الكثيرون.. تكتبها عبلة الكحلاوي"، masrawy، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :