أدعية لحفظ الوالدين
الدعاء من الطاعات الجميلة المميزة؛ لأنّها خاصّة بين العبد وربه، فيقوم بها المسلم في خلوة وهو متوجه بقلبه وفكره إلى الله رافعًا أكفه ومنصرفًا عن الدنيا إلى خالقها، إقرارًا منه بأن الله وحده هو القادر على الاستجابة والعطاء، كما أنّه بإمكانك الدّعاء بكل ما شئت، ومن الأدعية المأثورة التي يُمكنك ذِكرها لحفظ الوالدين ما يلي:[١]
- أن تقول: [اللهمَّ إنِّي أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ ، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ . اللهمَّ إنِّي أسألُك من خيرِ ما سألَك به عبدُك ونبيُّك ، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك . اللهمَّ إنِّي أسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأسألُك أنْ تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا][٢].
- أن تقول: "رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" لقوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[٣].
- أن تقول: "رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالديَّ وللمؤمنين يوم يقوم لحساب" لقوله تعالى: {رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءِ ﴿٤٠﴾ رَبَّنَا اغفِر لي وَلِوالِدَيَّ وَلِلمُؤمِنينَ يَومَ يَقومُ الحِسابُ ﴿٤١﴾}[٤].
- أن تقول: [اللهمَّ أَصلِحْ لي دِيني الذي هو عصمةُ أمري ، و أَصلِحْ لي دنياي التي فيها معاشي ، و أَصلِحْ لي آخرَتي التي فيها مَعادي ، و اجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كل خيرٍ ، و اجعلِ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ][٥].
- أن تقول: [اللهمَّ إنِّي أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ ، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ][٦].
ما واجبك تجاه والديك؟
الحياة مليئة بالعبادات والطّاعات التي يستطيع المسلم من خلالها التقرّب لله عزّ وجلّ، ولعلّ من أبرزها برّ الوالدين، فالأم التي حملتكَ جنينًا في رحمها لتسعة أشهر، والأب الذي تحمّل الشدة والتعب لأجل تلبية حاجاتك الأساسيّة، فقط ليؤمنا لك ولأطفالهما الحياة الكريمة والعزيزة يستحقان منك كلّ حب وتقدير واحترام ودعاء، فبرّ الوالدين هو أقصى درجات الإحسان لهما، وذلك بالرعاية والاهتمام وإكرامهما خير مكرم، وقد بلغ من عظمة هذا الأمر ومكانته أن قرنه الله بعبادته وطاعته حين قال: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚإِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[٧] ولا ننسى أنّ ربط برّ الوالدين بعبادته وبالنهي عن الإشراك به، لقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}[٨] فما هي واجباتك اتجاه والديك؟ إليك بعضًا منها:[٩]
- إحسان المعاشرة للوالدين، والرّفق بهما دائمًا، لقوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا}[١٠].
- عدم الإساءة للوالدين لا بالكلام ولا بالأفعال مهما كانت الأحوال.
- الاستغفار لهما بعد موتهم، قال صلّ الله عليه وسلّم: [إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ : صدقةٍ جاريةٍ ، وعلمٍ ينتفعُ به ، وولدٍ صالحٍ يدعو له][١١].[١٢]
- التصدّق عنهما بعد وفاتهما، فعن عبدالله بن عبّاس رضي الله عنه قال: [أنَّ رجلاً قالَ : يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أمي توفِّيت أفينفعُها إن تصدَّقتُ عنْها فقالَ : نعَم. قالَ فإنَّ لي مخرفًا وإني أشْهدُكَ أني قد تصدَّقتُ بِهِ عنْها][١٣].[١٢]
قد يُهِمُّكَ: ثواب بر الوالدين
جعل الله للبرّ منزلة عُليا تُقارب منزلة الجهاد في سبيله كما جاء في أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وقد حثّت الشريعة السّمحاء المسلمين على بذل الجهد والمال والطاقة لتقديم الرعاية التي يستحقها الوالدين وخاصة عندما يكبران وتقل مقدرتهما على العطاء والعناية بأنفسهما، فبالتأكيد عليك معرفة ما هو جزاؤك إذا أطعت والديك، وضعنا لك في هذه الفقرة الأجر والثواب الذي قد تناله كما وصّانا الإسلام:[١٤]
- البركة في الرزق والزيادة في العُمر، قال صلّ الله عليه وسلّم: [مَن أَحَبَّ أنْ يُمَدَّ له في عُمُرِه، وأنْ يُزادَ له في رزقِه، فلْيَبَرَّ والِدَيهِ، ولْيَصِلْ رَحِمَه][١٥].
- تفريج كروب الابن البارّ بوالديه، والتوفيق في الحياة.
- نيل رضا الله سبحانه وتعالى والفوز بجنته، والعصمة من نار جهنم.
- استجابة دعاء الله تعالى للابن البار.
- قبول التوبة عند الله تعالى، ونيل المنزلة والدرجات العليا عنده تعالى يوم القيامة.
المراجع
- ↑ "أفضل الدعاء للوالدين وللأهل ما ورد بالمأثور"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:1276 ، صحيح.
- ↑ سورة الاسراء، آية:24
- ↑ سورة إبراهيم، آية:40-41
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1508 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم:1277 ، صحيح.
- ↑ سورة الاسراء، آية:23
- ↑ سورة النساء، آية:36
- ↑ "حق الآباء على الأبناء والعكس"، بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحقاف، آية:15
- ↑ رواه ابن تيمية ، في مجموع الفتاوى، عن لا يوجد، الصفحة أو الرقم: 1/19.
- ^ أ ب "بر الوالدين ..طريق إلى الجنة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2882 ، صحيح.
- ↑ "فضل بر الوالدين "، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:13401، صحيح.
