كيف نحافظ على الصلاة

كيف نحافظ على الصلاة
كيف نحافظ على الصلاة

الصلاة

تُعد الصلاة عمود الدين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، كما أنها أول شيء يُسأل عنها الفرد ويحاسب عليها، فإن صلُحت صلاته صلحت أعماله كلّها، وإن فسدت فسدت أعماله كلّها، فالصلاة تفرق بين الإنسان المؤمن والإنسان الكافر، كما أنها من الأمور الدالة على محبة وطاعة العبد لربه وعلى حُسن إسلامه، فهي تُغذي الروح وتقوي العزيمة، كما أنها من أسباب علو همة الفرد، وهي سبب من أسباب انشراح الصدر، وضمان للصحة العضوية والنفسية، كما أنها ضمان للسلامة من الأمراض المسببة للآلام[١]، وتحتل الصلاة مكانة عظيمة في الإسلام تتجلى بكونها عمود الدين، كما تتميز عن كافة العبادات بكونها فُرضت في السماء، أما بقية العبادات فقد فرضت على الأرض، كما أن الصلاة أول شيء يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، إذ يمحو الله عز وجلّ الخطايا بالصلاة، كما أن المحافظة على الصلاة في جماعة من أهم وأوضح علامات الصلاح والخير، ولا بد للإنسان الحرص على المداومة والمواظبة عليها، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم خصّ صلاة الفجر وصلاة العشاء في حثه، كما رغب على ضرورة الجماعة فيهما، وذلك يرجع لأمرين: أن المنافق إذا قام لآداء الصلاة فإن قيامه إليها يكون رياءً، والأمر الثاني تأتي صلاة العشاء في فصل الصيف بعد حرّ شديد في النهار، مما يدعو الفرد للخمول ورغبته بالراحة[٢].


كيفية المحافظة على الصلاة

حثنا الدين الإسلامي على المحافظة على الصلاة وآدائها بأوقاتها، وتوجد الكثير من الوسائل التي تعين الإنسان في المحافظة على الصلاة وآدائها بوقتها، ومن تلك الوسائل عند سماع الآذان على الإنسان ترك كل شيء والتفرغ للصلاة، وعمل جدول يوضح أوقات الصلوات بدقة، وعلى الإنسان مرافقة الصحبة الصالحة، وقراءة كتب سير السلف الصالح، وحضور دروس العلوم الشرعية، والإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن، والإكثار من الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حتى يشرح الله تعالى صدر المسلم للصلاة[٢]، وتوجد عدة طرق للمحافظة على الصلاة نذكر منها ما يلي[٢]

  • طلب العون والتوفيق من الله: وذلك لآداء الفروض بإتقان وإخلاص.
  • الأخذ بالأسباب المعينة لتذكر مواعيد الصلاة: يجب على الإنسان توظيف كافة التقنيات الحديثة بشتى أشكالها وأنواعها.
  • المحافظة على صلاة الجماعة: وذلك بواسطة إرغام نفس الإنسان على آداء الصلاة في جماعة، وإرغامها على الالتزام بآداء الصلوات الخمس جميعها.
  • مرافقة الصالحين: على الإنسان مرافقة الأشخاص المعروف عنهم بأنهم يحافظون على الصلاة بمواقيتها.
  • التقوى إيمانيًا: وذلك بالإكثار من ذكر الله عز وجل.
  • سماع المحاضرات الدينية: إن سماع المحاضرات الدينية تشد العزيمة والهمم التي تكون مُعينًا للفرد لكي يحافظ على الصلوات.
  • الإكثار من زيارة الموتى وذكر الآخرة: إن تخيل الإنسان لمشهد الآخرة يدفعه لإتيان الأعمال الصالحة.
  • تتبع أخبار الأنبياء: وذلك بتتبع أخبار من كان لهم الفضل بإيصال ذلك الدين لنا واتباعهم.


نصائح تعين على الصلاة

توجد مجموعة من النصائح التي تعين العبد على الصلاة نذكر منها ما يلي: على العبد الوضوء ودخول غرفته وإغلاق بابها وإطفاء نورها، وعليه الصلاة ركعتان بنية التوبة، والجلوس بعدهما ومحاولة تذكر جميع أعماله الصالحة من صدقة ودعوة وقراءة قرآن وذكر واستعدادًا للشهادة، ويجب أن يعلم أنه لا قيمة له دون المحافظة على الصلاة، والعبد في غرفته المظلمة يجب أن يذكّر نفسه بفضل المحافظة على الصلاة، وأنها كفارة للذنوب، وأن لكلّ صلاة من الصلوات الخمس فضلٌ خاص، وعليه تذكير نفسه بعقوبة تارك الصلاة، وأن أول ما يُسأل العبد يوم القيامة عن صلاته، وعلى العبد رفع يديه والتضرع لله، وعليه التذلل لله عز وجل وأن يشكو همه له ويسأله العون بالمحافظة على الصلوات، فهو الوحيد القادر على أن يُعينه على الخير، ومعاهدة الله تعالى من تلك اللحظة على أن ينام العبد على الوضوء الدائم وخصوصًا أوقات الصلاة، وكلما فقد الوضوء عليه أن يتوضأ من جديد؛ لأن سلاح المؤمن الوضوء، وعلى العبد حصر رفقاء الخير الذين يعرفهم، وعليه أن يختار من بينهم أقربهم لقلبه، وأن يتفق معه عند أول لقاءٍ لهما بأن يصحبه للصلاة جماعة في المسجد.

ويمكن للعبد أن يبدأ الالتزام بصلاة الفرائض فقط، ولكن عليه الاجتهاد في تحسن الخشوع والركوع والسجود، وأن لا يرهق نفسه بصلاة النوافل حاليًا؛ لأن الله تعالى لا يقبل من العبد النافلة حتى يؤدي الفريضة، وعلى العبد أن يتذكر باستمرار نعم الله عليه من بصر وسمع وليل ونهار وحياة وإيمان وإسلام، وأن لا يكون كعبد السوء، وعلى العبد أن يتذكر باستمرار أن الذنوب هي السبب الأساسي لهزيمة المسلمين وتأخير النصر، فعليه المحافظة على الصلاة حتى يتحقق النصر للمسلمين في كافة بقاع الأرض، وعلى العبد الجلوس مع نفسه يوميًا ومحاسبتها بعد صلاة العشاء وقبل أن ينام على فروض يومه قبل أن ينقضي، فإذا نام العبد لا يعلم هل سيستيقظ بالغد أم لا، فإذا وجد العبد التزامًا فعليه أن يحمد الله ويسأله الثبات، وعليه المضي على ما هو عليه، كما يجب عليه مكافأة نفسه بالشيء الذي يحبه، وإذ وجد العبد تقصيرًا فعليه أن يعاتب نفسه ويوبخها، وعليه تعويض ما فاته قبل الخلود للنوم، وتجديد النية والتوبة، والعزم على عدم التقصير في اليوم التالي، فإذا قصر العبد في اليوم التالي فعليه معاقبة نفسه، ويمكنه تأديبها بالصدقة أو الصوم أو السير لمسافة بعيدة، أو أن يحرم نفسه من شيء يحبه، فالمهم أن تكون العقوبة مؤلمة ورادعة ومتنوعة حتى لا تحبها النفس، والمهم أن يجبر العبد التقصير وأن يعوض ما فاته باستمرار يومًا بيوم[٣].


أثر الصلاة في حياة المسلم

تساهم الصلاة في جعل الإنسان المسلم شخصًا بنّاءً ونافعًا لمجتمعه، كما أنها تغرس في نفس الإنسان المبادئ والقيم الصحيحة، والصلاة تُحليّ المسلم بالكثير من الصفات الدينية مثل؛ غض البصر والأدب واللسان الطيب وعدم إيذاء الغير، وتقرب الصلاة العبد من خالقه، كما أن الصلاة تجعل العبد متصلًا بربه باستمرار وفي جميع الأوقات، والإنسان المُصلّي يكون محبوبًا لدى الناس بسبب تدينه وخلقه، كما أنهم متأكدون من أن ذلك الإنسان يخاف الله، ولا يرتكب الأخطاء والمعاصي[٤].


طرق هداية تارك الصلاة

توجد طرق عدة لدعوة تارك الصلاة وهدايته لهذا الركن العظيم والخير الكبير، منها[٥]:

  • تذكيره بأهمية الصلاة وأنها الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين.
  • إخباره بفضل الصلاة وبركتها وأنها خير للمسلم في الدنيا والآخرة، فهي خير ما يتقرب به العبد لربه، وفيها راحة للنفس وطمأنينة، كما أن الصلوات الخمسة كفارة لما بينهن.
  • دعوته ما بين ترغيب وترهيب، فيذكّره بالنعيم الذي أعده الله للمصلين، وبالمقابل إعلامه بالوعيد والعذاب الشديد الذي يتوعد تارك الصلاة، وأن ترك الصلاة يعد كبيرة من كبائر الذنوب.
  • المداومة على تذكيره بالموت وبيوم الحساب وأنها أول ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة.
  • توضيح ما يترتب على ترك الصلاة من أمور كبيرة، فقد أورد بعض العلماء معتمدين على أدلة أن تارك الصلاة يبطل نكاحه، ولا يُغسل ولا يُصلى عليه بعد موته، فهي العهد الذي بين الإسلام والكفر.
  • نُصحه بالتي هي أحسن وبكل الطرق الممكنة، وإهداؤه بعض الكتيبات والصوتيات التي تتحدث عن الصلاة وأهميتها وعقوبة تاركها.


أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام

عظّم الإسلام من شأن الصلاة وقيمتها، وهي وصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي موجز أهمية الصلاة في حياة المسلم[٦]:

  • الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي الفارق بين المسلم والكافر، وهي آخر وصايا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
  • كسب رضا الله عز وجل وتجنب غضبه، فالصلاة هي عمود الدين وفي آداء أركانها من السجود والركوع والتشهّد والتسبيح باسم الله اعتراف من العبد بوحدانية الله وربوبيته، ففيها استحضار كامل في العقل والروح والبدن لله الخالق.
  • تصفية للنفس وتنقية للقلب من الأحقاد والحسد والتباغض، ففيها ينشغل المسلم بعبادته عن أذية الآخرين بالكلام والفعل ويدرك قيمة العبادة.
  • غفر الذنوب والتطهير من الآثام وسوء الأفعال، فيبدل الله السيئات بالحسنات، وهي بمثابة صفحة جديدة يفتحها العبد مع ربه بالتقرّب إليه.
  • محطة روحية يقف فيها العبد بين يدي ربه خمس مرات في اليوم ليتذكر ماذا عمل منذ الصباح، ويقدم بيانًا بما صنعت يداه ويجدد العهد مع الله على طاعته، فيسعد بما فعل من خير ويخجل إن اقترف سوءًا أو فاحشة.
  • تنظيم للوقت واستشعار بأهميته في تسارع الحياة، إذ يستعيد المسلم نشاطه الجسمي والعقلي عند آدائها.


المراجع

  1. إيمان طلعت (24-6-2018)، "7 خطوات تساعدك للحفاظ على الصلاة"، www.elbalad.news، اطّلع عليه بتاريخ 24-11-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "اذكر بعض الوسائل المعينة على المحافظة على الصلاة"، www.almuheet.net، 22-10-2019، اطّلع عليه بتاريخ 24-11-2019. بتصرّف.
  3. "خطة لالتزام الصلاة"، archive.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-11-2019. بتصرّف.
  4. "بحث عن أهمية الصلاة لحياة الإنسان"، www.muhtwa.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-11-2019. بتصرّف.
  5. "الطريقة المثلى لدعوة تارك الصلاة والتعامل مع المبتدع"، الإسلام سؤال وجواب، 29-12-2003، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
  6. د. أمين الشقاوي (30-1-2010)، "الصلاة ومكانتها في الإسلام"، الأوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :