محتويات
تعريف الصلاة
تعد الصلاة في الشريعة الإسلامية من الفرائض الأكثر أهميةً في حياة المسلم، إذ هي عمود الدين الذي تقوم عليه العقيدة الصحيحة، وأول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، فإذا صلحت وكانت صحيحة فقد نجا صاحبها وفلح، وإن فسدت وكانت ناقصة فقد خاب صاحبها وخسر[١]، كما أن الصلاة هي ثاني أركان الإسلام الخمسة من بعد شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ومما يؤكد على عظمها أن الله جل وعلا لم يعتن بأي ركن من أركان الإسلام مثل اعتناءه بها، حتى إنه جل وعلا فرضها على رسول الكريم صلى الله عليه وسلم دون واسطة الوحي جبريل، بل كلمه بها وبفرضيتها، ثم إنه اختار أعظم ليلة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ليلة المعراج، وتجدر الإشارة إلى أن عدد الصلوات المفروضة على المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة، إذ تبدأ من الفجر فالظهر ثم العصر فالمغرب وأخيرًا العشاء، قال تعالى في كتابه العظيم: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء:78] ودلوك الشمس في الآية يعني زوالها، وأما غسق الليل فهو منتهى ظلمته وعتمته، وعليه فالصلاة من انتصاف النهار إلى انتصاف الليل في أوقات ممتدة يلي بعضها بعضًا لا يفصل بينها أمر، وسنتحدث في هذا المقال حول واجبات الصلاة تفصيلًا لضمان أدائها على الوجه الذي يُرضي الله جل وعلا فيرضى علينا[٢].
عدد واجبات الصلاة
تتضمن تأدية الصلاة بالطريقة الصحيحة الإتيان بواجبات وأركان معينة، بالإضافة إلى سنن الصلاة، وحديثنا في هذه الفقرة عن واجبات الصلاة وعددها ثمانية تتلخص فيما يأتي:[٣]
- التكبير لغير الإحرام.
- قول: "سمع الله لمن حمده" بعد أداء الركوع، وتكون للإمام الذي يصلي بالجماعة، وللمنفرد الذي يصلي وحده في البيت أو العمل أو في المسجد.
- قول: "ربنا ولك الحمد".
- قول: "سبحان ربي العظيم" أثناء الركوع.
- قول: "سبحان ربي الأعلى" أثناء السجدة الواحدة.
- قول: ربي اغفر لي بين السجدة الأولى والثانية.
- قول التشهد الأول، ونصه الحرفي: "التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله"[٤].
- الجلوس للتشهد الأول.
آثر الصلاة على حياة الفرد
تنعكس آثار الصلاة على حياة الفرد والجماعة في حال الالتزام بها بالشكل الذي فرضه الله تعالى ووضحه لنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وتشمل هذه التأثيرات جوانب نفسية وبدنية وروحانية وخلقية على حد سواء، وفيما يأتي ذكرها:[٥]:
- إشباع الجانب الروحي في النفس البشرية وهو جانب مهم جدًا يحدّ من الأزمات النفسية والأمراض الروحية الخطيرة التي باتت تهدد مجتمعاتنا الحالية.
- إكساب العبد شعورًا بالانتماء إلى جماعة متحدة تعبد ربًا واحدًا، وهو ما يقوي لديه الإحساس بالقوة والعزة، مقابل تثبيط الإحساس بالجبن والضعف.
- إزالة أمراض النقص التي قد تعتري المرء جراء مهنة أو طبقة متدنية، الأمر الذي يساهم في إنعاش الشعور بالمساواة، وعليه فإن الفرد يتقبل ذاته ويرضى عن واقعه محاولًا في الوقت ذاته البحث عن أسلوب التمايز بين العباد وهو التقوى، وتتجلى هذه الأهمية في صلاة الجماعة عندما يقف المسلمون في صفوف متساوية كأسنان المشط.
- الصلاة بمثابة الحضن الدافئ والملجأ المميز لصاحبها، فالصلاة ليست طقسًا دينيًا أو حركات جوفاء من غير فائدة، بل إنها تهدف إلى تطهير وغسل القلب من الخطايا والذنوب.
- الشعور بالراحة والطمأنينة في نفس المسلم بعيدًا عن الفحشاء والمنكر، كما أنها مدرسة سلوكية حقيقية تعلّم صاحبها الفضائل والأخلاق الحسنة.
- الحدّ من الأمراض البدنية بما فيها الأزمات القلبية والعصبية، بالإضافة إلى الأمراض النفسية كونها خلوة مع الله تجعل الفرد يراجع نفسه وكل ما فعله، كما أنها عملية استرخاء تحدّ من الضغط والتوتر لا سيما في ظل حركاتها المتغيرة من ركوع وسجود، وما يسبقها من طهارة بدنية ووضوء يتخلله إيصال الماء إلى معظم أعضاء البدن.
- الشعور بالأمن النفسي؛ لأن القبلة ثابتة منذ 14 قرنًا من الزمان.
الفرق بين الرُّكن والواجب
لا يعرف الكثير من الناس ماهية الفرق ما بين الركن والواجب ظنًا منهم أنها واحدة، ولكن الركن في الحقيقة لا يسقط عمدًا ولا سهوًا، بل يجب الإتيان به في الصلاة بالضرورة، وذلك بخلاف الواجب الذي يسقط بالنسيان فيما يجبر بسجود السهو، وتجدر الإشارة إلى أن أركان الصلاة 14 ركنًا، وفيما يأتي ذكرها:[٣]:
- القيام في الفرض على مَن يقدر.
- تكبيرة الإحرام إنذارًا ببدء الصلاة، وتكون بقول: الله أكبر.
- قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة.
- الركوع، وأقله أن ينحني العبد انحناءً يلامس ركبتيه بكفيه، وأما أكمله فيمد ظهره مستويًا وجاعلًا رأسه حياله.
- الرفع من الركوع.
- الاعتدال قائمًا بعد الرفع من الركوع.
- السجود، وأقله وضع جزء من الجبهة والأنف والكفين والركبتين وأطراف أصابع القدمين موضع السجود، وأما أكمله فيجب تمكين هذه الأعضاء المذكورة من موضع أو محل السجود.
- الرفع من السجود.
- الجلوس بين السجدتين، ويكفي الجلوس بأي وضعية وكيفية، علمًا أن السنة النبوية المطهرة حسب أداء النبي صلى الله عليه وسلم تقتضي جلوس المصلي مفترشًا على رجله اليسرى ناصبًا اليمنى وموجهًا إياها نحو القبلة.
- الشعور بالطمأنينة، أي السكون في كل ركن فعلي.
- قول التشهد الأخير، ونصه الحرفي حسب أكمل وأتم صيغة ورد فيها: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد"[٤].
- الجلوس للتشهد الأخير وللتسليمتين.
- التسليمتان وتكونان بقول: "السلام عليكم ورحمة الله"، وتجدر الإشارة إلى أن الواحدة في صلاة النافلة تكفي.
- ترتيب أركان الصلاة كما هي مذكورة، فلا يجوز إتيان السجود قبل الركوع، ومن فعل ذلك قاصدًا متعمدًا فصلاته باطلة، وأما من سهى فعليه الرجوع للركوع ثم السجود على الترتيب.
المراجع
- ↑ الدكتور عبدالله الفريح (16-3-2016)، "أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين"، طريق الإسلام، 20-2-2009، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "أركان الصلاة وواجباتها وسننها"، الإسلام سؤال وجواب، 20-12-2004، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "صيغة التشهد في الصلاة"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الآثار التربوية للصلاة"، قناة العالم، 11-4-2011، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.