شرح شروط الصلاة وأركانها وواجباتها

شرح شروط الصلاة وأركانها وواجباتها
شرح شروط الصلاة وأركانها وواجباتها

الصلاة

يؤدي المؤمن الصلاة خمس مرات يوميًّا موزعةً على أوقات معينة في اليوم، إذ تأخذ الترتيب الآتي؛ صلاة الفجر ركعتان عند بزوغ النهار، وصلاة الظهر بأربع ركعات عندما تصبح الشمس عمودية في السماء، وصلاة العصر بأربع ركعات قبل غروب الشمس بساعات قليلة، وصلاة المغرب بثلاث ركعات بعد غروب الشمس بدقائق قليلة، وصلاة العشاء عند اشتداد ظلام الليل ويؤديها المسلم بأربع ركعات، والصلاة في الإسلام عمود الدين، لا يصح إيمان الشخص إلا بأدائها، وأول ما يحاسب عليها الله يوم القيامة، فالصلاة شكلٌ من أشكال العبادة الذي يمارس به العبد خضوعه لله سبحانه وحرصه على الخضوع لأوامره بدقة؛ بسبب ارتباطها بالمواقيت التي تغرس في نفس المؤمن الالتزام بالمواعيد، ومن خلال وقوف المسلمين بها بصفٍ واحد خلف الإمام في المسجد تغرس في قلوبهم مشاعر الوحدة والترابط والمحبة، وتقرّبهم من بعضهم البعض، وتزيد من مشاعر التواضع، وتجعل منهم أمةً سواسية كأسنان المشط، وقد حذّر الله سبحانه وتعالى المؤمنين من البعد عن الصلاة وتركها وعدم المحافظة في الآية الكريمة، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[١]، الخاسرون أي من خسروا الجنة وأهلكوا بالنار.[٢]


شروط صحة الصلاة

ترتبط الصلاة بمجموعة من الشروط متمثلة بالآتي:[٣]

  • الدخول إلى الإسلام: يدخل الشخص إلى الإسلام من خلال نطقه بالشهادتين الممثلة بنص: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبد ورسوله وإيمان قلبه بذلك.
  • البلوغ: أي وصول الشخص إلى مرحلة الاكتمال الجسدي المتمثلة بمجموعة من التغيرات الفسيلوجية، إذ تكون لدى الإناث ممثلة بالدورة الشهرية، ولدى الذكر ممثلة بالاحتلام واكتمال نمو العضو الذكري.
  • أن يكون الشخص عاقلًا: أيّ خاليًا من أيّ عيوب أو نقص في العقل وقادر على تمييز وفهم ما يدور من حوله، قال صلى الله عليه وسلم: [رُفِعَ القلَمُ عن ثلاثٍ: عنِ النَّائمِ حتَّى يستيقِظَ، وعنِ الصَّغيرِ حتَّى يكبَرَ، وعنِ المجنونِ حتَّى يعقِلَ ويُفِيقَ][٤].
  • الطهارة: ويكون الشخص طاهرًا عندما يستحم من كل ما هو نجس؛ مثل الدورة الشهرية، ونزول المني وبقايا الجماع، وبقايا التبوّل، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [مفتاحُ الصلاةِ الطُّهورُ، وتحريمُها التكبيرُ، وتحليلُها التسليمُ، ولا صلاةَ لمن لمْ يقرأْ بالحمدِ وسورةٍ، في فريضةٍ أو غيرِه] [٥].
  • الصلاة في وقتها: لا يجوز الصلاة بموعد سابق لها، أوبعد أن يفوت موعدها، قال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}[٦].
  • ستر العورة: والعورة في النساء جميع جسدها ما عدا الوجه وكف اليد، ولدى الرجل تكون بالمنطقة الواقعة ما بين السرة والركبة.
  • التوجه إلى القبلة: وتتمثّل قبلة المسلمين بالاتجاه إلى الكعبة.
  • النية: وتكون إما منطوقة بالكلام أو في القلب.


أركان الصلاة وواجباتها

يجب التفريق بين الركن والواجب في الصلاة، فالركن لا يسقط عمدًا أو سهوًا، إذ يجب الإتيان به؛ لأن تركه يبطل الصلاة، أما الواجب فتركه سهوًا أو عمدًا لا يبطل الصلاة، وسنتعرف هنا على أهم أركان الصلاة وهي كما يلي:[٧]

  • القيام بالفرض على المقتدر.
  • تكبيرة الإحرام، وهي التلفظ بقوله المسلم الله وأكبر في بداية الصلاة.
  • تلاوة سورة الفاتحة.
  • الانحناء إلى الركوع، ويكون أقله لمس الركبة بالكفين، وأكثره أن يكون الرأس مستويًا مع الظهر.
  • القيام من الركوع والاعتدال جيدًا.
  • النزول إلى السجود، ويجب فيه تمكين الجبهة والأنف والركبيتين وأصابع القدم من محل السجود.
  • الاعتدال من السجود.
  • الجلوس بطمأنينة بين السجدتين، ولا توجد جلسة معينة في السجود، ولكن من السنة أن يجعل رجله اليسرى ممدودة وينصب اليمنى باتجاه القبلة.
  • قول التشهد الأخير.
  • التسليمتان، وهي أن يقول عن يمنيه مرة وعن شماله مرة أخرى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  • القيام بهذه الأركان مرتبة، فلا يجلس للسجود قبل الركوع وهكذا؛ لأن ذلك يبطل الصلاة.


مبطلات الصلاة

بعد التعرف على الشروط الضرورية لتأدية الصلاة بطريقة صحيحة، توجد مبطلات لها تحول دون صحتها وهذه المبطلات هي:[٨]

  • التحدث العمد في الصلاة، وهذا محرم شرعًا، فقد ورد عن زَيْد بن أرقم رضي الله عنه قال: '"[كنَّا نتكلَّم في الصلاة؛ يُكلِّم الرَّجل منَّا صاحبَه، وهو إلى جنبه في الصَّلاة، حتَّى نزلَتْ: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}،[٩]، فأُمِرْنا بالسُّكوت، ونُهِينا عن الكلام]"' [١٠] وهذا دليل على تحريم الكلام في الصلاة، أما من تكلم في الصلاة ناسيًا أو جاهلًا بالحكم فلا إثم عليه لقوله صلى الله عليه وسلم [إنَّ الله تجاوز عن أمَّتِي الخطأَ والنِّسيان وما استُكْرِهوا عليه].[١١]
  • الأكل العمد والشرب أثناء الصلاة، فقد ورد عن ابن المنذر قوله: أجمعَ أهل العلم على أنَّ مَن أكل أو شرب في صلاة الفَرْض عامدًا - أنَّ عليه الإعادة، وقد أجمعوا على أن ما يبطل الفرض يبطل النافلة، كما أن من أتى إلى الصلاة وكان في فمه أكل وابتلعه أثناء الصلاة فهي باطلة، لذلك من واجب العبد أن يحرص دومًا على استعمال السواك قبل الصلاة والمضمضة جيدًا حتى لا يبقى شيئًا من الأكل في فمه فتبطل صلاته.
  • ترك شرطًا من شروط الصلاة أو التهاون في ركن من أركانها أو واجباتها؛ كالطهارة واستقبال القبلة مثلًا، فإن الصلاة في هذه الحالة باطلة، أما من سهى ونسي في الصلاة فقد وجب عليه الإعادة من المكان الذي سهى منه في الصلاة، فمثلًا: إذا نَسِيَ المصلي أن يركع وسجد مباشرة، وتذكر قبل أن يصل إلى الركوع في الركعة الثانية، فإنه يرجع ويركع ركوعًا بدل الركوع المنسي ويكمل صلاته بدءًا من هذا الركوع، وأما إذا وصل إلى الركوع في الركعة الثانية وبعدها تذكر، فإن الركعة التي نسي الركوع فيها باطلة وعليه إعادتها وسجود السهو قبل التسليم، أما إذا أنهى صلاته ثم تذكر الركن الذي نسيه فعليه أن يكبر ويأتي بالركعة التي نسي بها الركن، أما إذا مضى وقت على إتمام الصلاة ثم تذكر الركن الذي نسيه فعليه أن يعيد الصلاة من أولها.
  • التحرك المتعمد أثناء الصلاة والقيام بأعمال ليست من أركان الصلاة، وذلك واضح في قول الشيخ عادل العزازي "كلُّ عملٍ يَنْشغل به - أي: المُصَلِّي - ولَم يُبِحْه له الشَّرع في الصلاة، يكون مُبطِلًا لِصَلاته، وأمَّا ما أذِنَ له فيه الشَّرع، أو كان فيه إصلاحًا للصَّلاة، فلا يُعَدُّ مبطلًا".
  • الضحك والقهقهة أثناء الصَّلاة؛ لأن الضحك ينافي الخشوع والتحضر للصلاة.


المراجع

  1. سورة المنافقون، آية: 9.
  2. "الصلاة في الإسلام"، الإمام بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2019. بتصرّف.
  3. "شروط الصلاة وأركانها"، شبكة الألوكة، 20-6-2015، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019.بتصرّف.
  4. رواه ابن العربي، في عارضة الأحوذي، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم: 3/392، صحيح .
  5. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 238 ، حسن .
  6. سورة النساء ، آية: 103.
  7. "أركان الصلاة وواجباتها وسننها"، الغسلام سؤال وجواب، 20-12-2004، اطّلع عليه بتاريخ 14-11-2019. بتصرّف.
  8. رامي حنفي محمود (14-12013)، "مُلَخَّص مُبطِلات الصلاة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14-11-2019. بتصرّف.
  9. سورة البقرة، آية: 238.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم: 539، صحيح.
  11. رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 7219، أخرجه في صحيحه.

فيديو ذو صلة :