شرح مناسك الحج بالتفصيل

شرح مناسك الحج بالتفصيل
شرح مناسك الحج بالتفصيل

الحج

يعد الحج فريضة وركنًا من أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على كل مسلمٍ ومسلمة، إذ أمرنا الله سبحانه وتعالى بآدائها مرة واحدة في العمر، ويذهب فيها المسلمون إلى مكة المكرمة ويؤدون مناسكه كما هو مطلوب، بالإضافة إلى ذلك فقد فُرض على من استطاع إليه سبيلًا وجعل الله عز وجل ذلك شرطًا أساسيًا، ويحضّر لموسم الحج خلال فترة الأشهر الحرم والتي تبدأ في شهر شوال وتنتهي في شهر ذي الحجة، ويجب على الحاج الالتزام بمواعيد ومواقيت الحج التي حددها الإسلام، ووفي هذا المقال سنبين لكم مناسك الحج ومعلومات فيما يتعلق بهذا الركن.[١]


مناسك الحج

فيما يلي شرح لمناسك الحج خطوة بخطوة:[٢]

  • تبدأ مناسك الحج منذ خروج الحجاج من بيوتهم بنية آداء فريضة الحج، إذ أن الأعمال بالنيات ولكل امرئٍ ما نوى.
  • يحرم الحاج في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة ويغتسل إذا استطاع ثم يتوضأ ويرتدي لباس الإحرام، ثم يلبّي بعدها بقوله: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
  • يبدأ الحجاج بالدخول إلى الكعبة، ثم يطوفون حولها سبعة أشواط.
  • بعد الإنتهاء من الطواف، يبدأ حجاج بيت الله الحرام بالسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضاً، وبعد ذلك يتوجهون إلى منى.
  • بعد التوجه إلى منى، يصلي الحاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً فيها.
  • بعد طلوع الشمس يبدأ الحجيج بالتوجه إلى عرفة، ويصلون فيها الظهر والعصر جمع تقصير، ويظلون فيها حتى غروب الشمس.
  • عند غروب الشمس ينتقلون من عرفة إلى مزدلفة، ويصلون فيها المغرب والعشاء والفجر جمع تقصير، وفي هذه الأوقات يكثر الحجيج من الدعاء والاستغفار حتى بزوغ الشمس.
  • بعد ذلك يتوجه الحجاج لرمي الجمرات، فإذا لم يستطع الحاج القيام بذلك يستطيع أن يولي شخصاً آخر لينوب عنه، وعند اقتراب طلوع الشمس يتوجه الحاج من مزدلفة إلى منى، فيرمي جمرة العقبة، والتي تعد من أقرب الجمرات إلى مكة المكرمة، فيرميها بسبع حصيات متتابعات ويكبر بعد رمي كل حصاة.
  • يذبح الحجاج الأضاحي، إذ تعد من الأمور الواجبة على جميع الحجاج القارن والمتمتع، بعد ذلك يُحلق الرأس أو يقصر الشعر، ولكن يفضل حلقه كاملاً للرجال، أما بالنسبة للنساء فيقصرن الشعر بمقدار الأنملة، بعدها يتحلل الحجاج من الإحرام.
  • يتوجه الحجاج إلى مكة المكرمة ليطوفوا طواف الإفاضة، ويسعون بين الصفا والمروة، بعد ذلك يأتي التحلل الثاني من الإحرام.
  • يتوجه الحجاج إلى منى ليبيتوا فيها ليلتي أحد عشر واثني عشر.
  • يرمي الحجاج الجمرات الثلاث في اليوم الحادي عشر والثاني عشر، وذلك بعد غروب الشمس، وكل جمرة يرمونها بسبع حصيات متتابعات مع التكبير بعد رمي كل واحدة، وبعد رمي الجمرة الأولى والوسطى يبدأ الحجاج بالدعاء مستقبلين القبلة، ولا ترمى قبل زوال الشمس.
  • بعد الإنتهاء من رمي الجمرات يخرج الحاج من منى قبل غروب الشمس.
  • أخيراً يرجع الحجاج إلى الكعبة المشرفة ليطوفوا طواف الوداع قبل العودة إلى الديار.


شروط وجوب الحج

نذكر فيما يلي أهم الشروط الواجب توافرها ليكون الحج صحيحًا، إذ لا يمكن آداء هذه الفريضة إذا اختل شرط من الشروط التالية:[٣]

  • الإسلام: يقتصر آداء فريضة الحج على المسلمين فقط، إذ لا يجوز للكافر أن يدخل المسجد الحرام، فالكافر يدخل الإسلام أولًا ثم يؤمر بالصلاة والصيام والزكاة وسائر أركان الإسلام.
  • العقل والبلوغ: يجب أن يكون الحاج عاقلًا وبالغًا لا قاصرًا ولا سفيهًا، فالصبي مثلًا لا يفرض عليه الحج، أما إذا ذهب مع وليه فإن له أجر الحج وكذلك لوليه.
  • الحرية: يجب أن يكون الحاج حرًا، إذ لا يستطيع العبد آداء فريضة الحج؛ وذلك لانشغاله بخدمة سيده.
  • الاستطاعة: تشمل الاستطاعة القدرة من الناحية البدنية والنفسية والمالية، فالاستطاعة البدنية تعني القدرة على تحمل مشقة السفر إلى مكة المكرمة، بالإضافة لصحة البدن وخلوه من الأمراض، أما الاستطاعة المادية فتعني أن يملك تكلفة الحج كاملةً ذهابًا وإيابًا إلى بيت الله الحرام، فيجب أن تكون تلك النفقة زائدة عن حاجاته الأساسية وقضاء ديونه، إذ لا يجوز الحج لمن عليه دين؛ لأن سداد الدين أهم ولا يجب عليه الحج قبل سداده.


فضل الحج وفوائده

يعد الحج من أعظم الأركان في الإسلام، فقد عظمه الله وعظم شعائره، وفيما يلي أهم وأبرز الفوائد للحج:[٤]

  • يعد من أهم وأفضل الأعمال والطاعات عند الله سبحانه وتعالى.
  • تعادل فريضة الحج في فضلها وأهميتها الجهاد في سبيل الله.
  • يعد الحج المبرور والصادق من أعظم الأمور أجرًا، إذ إن ثوابه هو الجنة ونعيمها.
  • يعد الحج المبرور أحد أهم أسباب غفران الذنوب مهما كانت.
  • يحظى حجاج بيت الله الحرام بكرم خاص من الله سبحانه وتعالى.
  • المتابعة في آداء فريضتي الحج والعمرة من الأمور التي تقلل الفقر وتنفيه.


مقاصد الحج وأسراره

فيما يلي أهم المقاصد المشروعة للحج، والتي سنبينها بالتفصيل:[٥]

  • تحقيق العديد من المصالح الدينية والدنيوية: فقد وجد هذا المقصد لتحقيق العديد من المنافع كحصول حجاج بيت الله الحرام على الأجر والثواب، كذلك من أجل خلق تعارف وتواصل بين حجاج بيت الله الحرام من جميع الأجناس والألوان، والاجتماع على أسس العقيدة الصحيحة.
  • تحقيق العبودية والإنقياد لله سبحانه وتعالى: يعد هذا المقصد من أبرز المقاصد وأكثرها أهمية لوجودها في جميع أنواع العبادات؛ كالحج والصلاة والصيام والزكاة وغيرها، بالإضافة لكونه المقصد الأصلي والأساسي الذي وجد الخلق من أجل تحقيقه، فقد أُنزلت الكتب السماوية والرسل والأنبياء لتعميق وترسيخ هذه الحقيقة.
  • إظهار كمال الإتباع بالسمع والطاعة: يعد هذا المقصد من المقاصد التي تفسر ما تحتاجه أعمال الحج ولا تستطيع إدراكه العقول من أفعال؛ كتكرار السعي والرمي، بالإضافة لشعيرة الحلق أو التقصير.
  • ترسيخ معاني التوحيد وذلك من خلال المحسوسات: يعد مقصد ترسيخ معاني التوحيد من الحكم المتواجدة إلى جانب مقصد تحقيق العبودية، إذ أن العبد يهتم بالتفاصيل والأمور المحسوسة التي تقوي معاني التوحيد في نفسه، فالكعبة المشرفة تعد أول بيت وضع للناس، بالإضافة لكونها مقام النبي إبراهيم عليه السلام، بالإضافة لمعجزة ماء زمزم المميزة، فكل هذه الأمور تساعد على تقوية الإدراك العقلي للمعاني الخاصة بالتوحيد.
  • الانقطاع عن الدنيا من أجل التفرغ للعبادة والتحنث: يعد هذا المقصد من المقاصد المهمة التي تأتي بعد مقصد التوحيد، إذ أن الهدف الأساسي منها هو القيام بجميع أعمال الحج والتزام الطاعات بنية التقرب لله سبحانه وتعالى.


المراجع

  1. "اهم 6 معلومات عن تعريف الحج"، Edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-17.
  2. ألاء ماضي (2018-11-15)، "شرح مناسك الحج خطوة خطوة"، موسوعة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-29.
  3. "شروط وجوب الحج"، الإسلام سؤال وجواب، 2006-11-21، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-17.
  4. د.جمال المراكبي (2009-11-10)، "فضل الحج وفوائده"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-17.
  5. "الحج .. عبادة حنيفية سمحة!"، إسلام أون لاين، 2016-8-23، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-28.

فيديو ذو صلة :

487 مشاهدة