محتويات
كيفية آداء سجدة الشكر
يرى أهل العلم والفقهاء في الشريعة الإسلامية أن سجدة الشكر لا تختلف كثيرًا عن السجدة المعروفة في الصلاة التي يصليها العبد المسلم، ويقول فيها مثل ما يقوله في صلاته، إذ يقول (سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، ثم يحمد الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به عليه من نعم، كما يدعو الله سبحانه وتعالى ويشكره)، ويمكن للمسلم أن يصليها حتى لو لم يكن على وضوء على غير طهارة.[١] ويمكن أن يكون الشخص على وضوء ومتجهًا نحو القبلة، ثم ينوي المسلم ويكبّر، ثم يسجد، ثم يسلّم، وبذلك يكون العبد المسلم قد خرج من الخلاف حول كيفية صلاة سجدة الشكر، فإن تعرض المسلم لأمر منعه من توفير ما ذُكر من تلك الأمور، فإنه يؤدي سجود الشكر على الحال الذي هو عليه ولا ضير.[٢]
ويعد سجود الشكر أحد أعظم الأمور التي يمكن للإنسان المسلم أن يشكر الله سبحانه وتعالى بها، ففيه اعتراف بفضل الله سبحانه وتعالى وشكره بقلب المسلم ولسانه وجوارحه، إذ يضع وجهه على الأرض وهو يُعد أشرف أعضاء العبد، وسجود الشكر من السنن الثابتة التي هجرها الكثير من المسلمين للأسف، كما أن الخلاف على مشروعية سجود الشكر ضعيفًا، وشرع سجود الشكر عندما يحصل المسلم على نعمة ما، أو حتى إن اندفعت عنهم نقمة أو مصيبة من المصائب، كما أنه لا يوجد أي دليل على أنه يجب أن تتوفر فيه الشروط التي لا تصح الصلاة المفروضة إلا بها، ولا يجب التكبير في بداية سجود الشكر، أو حتى في آخره، أو التشهّد، أو حتى أن يسلم المسلم في آخره، كما أن العبد المسلم لا يسجد سجود الشكر إن كان يصلي وبُشّر بما يسره، وإن فعله متعمدًا بطُلت صلاته.[٣]
الحكمة من سجود الشكر
يؤدي الإنسان المسلم سجود الشكر حينما يُبشر بأحد البشارات التي تفرحه والتي سبق له أن انتظرها، كأن يولد له مولود، أو أن يُشفيه الله عز وجل من مرض معين، أو أن يُشفى الله سبحانه وتعالى شخص عزيز عليه من مرضه؛ مثل أمه أو أبوه أو أي شخص عزيز آخر، أو أن ينال المسلمون النصر والفتح من الله سبحانه وتعالى،[١] كما تكون شكرًا لله سبحانه وتعالى على ما يُنعمه على عباده المسلمين من نعم، أو ما يُبعده عنهم من شرور ومصائب التي يمكن أن تُحيط بهم، ولهذا شرّع الله سبحانه وتعالى سجود الشكر لعباده المسلمين حتى يتمكنوا من شكر الله سبحانه وتعالى، وقد أمر النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم المسلمين بآداء سجود الشكر وحثهم عليه، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان قد أثنى على فاعله، ويعد سجود الشكر مشابهًا في شروطه وكيفيته لسجود التلاوة، فهما يقعان خارج الصلاة، وليس في السجدة تسليم بعد الانتهاء، وتوجد الكثير من الحكم التي توضح مدى أهمية سجود الشكر، وفيما يأتي ذكرها:[٤]
- إن في شكر المسلم لله سبحانه وتعالى مفتاح للبركة والزيادة من الله عز وجل.
- تشمل هداية الله العبد المسلم في حال التزامه بشكر الله سبحانه وتعالى، ودوام تعلقه بالله سبحانه وتعالى، والمحافظة على اتصاله به سبحانه وتعالى.
- كما أن المسلم وعند تأديته لسجود الشكر، فإنه يُقر ويعترف بربوبية الله وألوهيته سبحانه وتعالى، كما أنه يُمثّل اعترافًا أيضًا بأن الله سبحانه وتعالى هو الإله الحق، وأنه سبحانه وتعالى بيده الأمر كله لا شريك له.
- عند تأدية المسلم لسجود الشكر، يكون بذلك موضع حفظ الله سبحانه وتعالى وعنايته من شرور الخلق، والتي منها الحسد والكيد وظلم الآخرين، أو حتى من شرّ نفسه التي يمكنها من خلال السهو أن توسوس له، فيستخدم نعم الله سبحانه وتعالى في معصية الخالق والمنعم.
فوائد سجدة الشكر
تعد سجدة الشكر إحدى أهم السجدات المستحبة عند الله سبحانه وتعالى، والتي يمكن أن يؤديها العبد المسلم متى شاء، وخاصةً عندما تتجدد نعمة لديه أو عند دفع البلاء عنه، ويؤديها المسلم بعد آدائه للفراض، وفيما يأتي ذكر لأهم الفوائد والآثار التي يجنيها المسلم من سجود الشكر:[٥]
- يُعد سجود الشكر أحد الأمور التي تُتمم صلاة العبد المسلم، فتجعل الصلاة كاملةً تامةً، كما أنها تجبر ما قد يقع فيه المسلم من تقصير أو نقص في صلاته، إذ تجبر النوافل التقصير أو النقص أو الخطأ.
- يعد سجود الشكر أحد الوسائل التي يشكر بها المسلم الله سبحانه وتعالى على نعمه وتوفيقه للمسلم في تأدية فروض الله سبحانه وتعالى.
- تستخدم سجدة الشكر من أجل طلب نزول رحمة الله سبحانه وتعالى ونعمه على عباده، ومنها؛ البركة في العُمر والمال والأولاد، أو العافية، أو الرزق الحلال، وما إلى ذلك من خيرات.
- توجد لسجدة الشكر دور كبير في دفع السوء والبلاء عن العبد المسلم، كما أنها تُسهّل ما هو صعب عليه، وتكفيه الصّعاب والمحن.
- تجعل سجدة الشكر العبد المسلم ضمن حدود رحمة الله سبحانه وتعالى.
أحكام سجدة الشكر
توجد بعض الأحكام المتعلقة بسجدة الشكر، وفيما يأتي ذكرها:[٥]
- لا يُشترط أن يكون العبد طاهرًا أو على وضوء عند تأديته لسجدة الشكر لله سبحانه وتعالى، ولا حتى أن يستقبل القبلة عند آدائه لها، ولا أي شرط آخر من الشروط التي ينبغي على المسلم أن يلتزم بها، إلا أنه يُفضل أن يلتزم بها عند آدائه سجود الشكر، مثل الاتجاه نحو القبلة.
- ليس شرطًا أن يقوم سجود الشكر على ما يقوم عليه السجود العادي في الصلاة المفروضة؛ مثل وضع المواضع السبعة على الأرض، على الرغم من أنه يُفضل أن يفعل المسلم ذلك عند آدائه لسجود الشكر.
- يستحب أن يُلصق المسلم جبهته بالأرض عند آدائه لسجود الشكر، وذلك مشابه في آدائه للسجود في الصلاة المفروضة، وهو أحد شروط صحة السجود فيها.
المراجع
- ^ أ ب "كيفية سجود الشكر"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 3-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "سجود الشكر.. كيفيته وحكمه.. وهل يشترط الطهارة لأدائه؟"، elbalad، 29-9-2019، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
- ↑ ه "ل لسجود الشكر شروط؟ "، islamqa، 13-11-2009، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سالم الهنداوي (21-9-2019)، "سجود الشكر: مشروعيته وصفته "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب " ما هي سجدة الشكر وما هي كيفيتها وما ثوابها؟"، islam4u، اطّلع عليه بتاريخ 3-11-2019. بتصرّف.