في أي سورة وردت مصارف الزكاة

في أي سورة وردت مصارف الزكاة
في أي سورة وردت مصارف الزكاة

مصارف الزكاة والمراد بكل منها

إن الزكاة إحدى أركان الإسلام الخمس، وقد أوجبها الله تعالى على المسلم القادر وفق شروط معينة، وقد بيّن سبحانه وتعالى مصارف الزّكاة، والفئات الثمانية من النّاس المُستحقين لها، فقال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[١]، تعرف فيما يلي على المراد بهؤلاء الفئات الثّمانية المُستحقّين للزّكاة:[٢]

  • الفقراء والمساكين: وهم الصنفان الأول والثاني، ويقصد بهم المحتاجون الذين لا يجدون شيئًا، أو يجدون القليل الذي يكفيهم.
  • العاملون على الزكاة: وهم من يجمعون الزكاة، ولا يُشتَرَط بهؤلاء أن يكونوا فقراء، بل يُعدون من مستحقّي الزّكاة حتّى لو كانوا أغنياء.
  • المؤلفة قلوبهم: وهم حديثو الدّخول في الإسلام، والهدف من إعطائهم من الزكاة لتأليف قلوبهم وتحبيبهم بالإسلام، وترغيبهم به.
  • في الرقاب: بمعنى أنّ الزّكاة يمكن أن تُصرف من بيت مال المسلمين لفك رقاب المكاتبين المسلمين، ولإعتاق الرّقيق المسلم، ولتحرير الأسرى من المسلمين، وهذه الفئات الثّلاث المقصودة بمصطلح الرّقاب.
  • المجاهدون في سبيل الله: وهم الذين يغزون ويذهبون للجهاد في سبيل الله، والأخذ من الزّكاة يكون للإنفاق على متطلّبات التّجهيز للحرب والغزوات.
  • ابن السبيل: وهو المسافر المحتاج الذي أنفق ماله في بلد غير بلده، فيُعطَى ما يوصله إلى بلده.
  • الغارمون: وهم الأشخاص التي أثقلت الدّيون كاهلهم، ويعجزون عن سدادها.


من لا يجوز صرف الزكاة لهم

يوجد عدد من الفئات الذين لا يجوز صرف الزّكاة لهم، تعرف عليهم فيما يلي:[٣]

  • بنو هاشم ومُواليهم: لا يجوز دفع الزّكاة لأي فرد ينتمي لقبيلة بني هاشم إكرامًا لهم وإعلاءً لشأنهم وقيمتهم، فقد ورد في الحديث الشّريف عن ربيعة بن الحارث عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: [إنَّ هذه الصَّدقةً إنما هي أوساخُ النَّاسِ، وإنها لا تحِلُّ لمحمَّدٍ ولا لآل محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم][٤].
  • الكافر: لا يجوز دفع الزّكاة لكافر إلا إذا كان مؤلّفًا، ولا لعبد إلا إذا كان مكاتبًا.
  • الغني: لا يجوز دفع الزّكاة لشخص غني إلا إذا كان من العاملين على الصّدقات، أو من المؤلّفة قلوبهم، أو المجاهدين في سبيل الله، أو المسافر الذي تقطّعت به السُّبل.
  • الشخص الذي يجد كفاف يومه: فمن يجد كفاف يومه، ويستطيع أن يصرف على عائلته طوال العام إما من مال موجود، أو تجارة، أو مهنة يمتهنها ونحو ذلك، فهذا لا تجوز عليه الزكاة.


شروط الزكاة

يوجد العديد من الشّروط التي يجب أن تتوفّر في الزّكاة حتى تجب، وهي كالتالي:[٥]

  • الإسلام: فلا تجب الزّكاة إلاّ على المسلم، وأما الكافر فليس عليه زكاة، ولا تُقبل منه حتى لو دفعها.
  • الحريّة: فالشخص المملوك أو العبد الذي لا مال له لا تجب عليه الزكاة، فكل ماله لسيّده، وهو ليس حر بالتصرّف فيه.
  • بلوغ النصاب: ومعناه أن يكون لديك مال بالغ للنّصاب الشّرعي الذي حدّده الشّرع وأقرّته السّنة، وهو يختلف باختلاف الأموال التي تمتلكها من نقود، أو إبل وبقر وغنم، أو ثمار، فإذا لم يبلغ المال النّصاب فلا تجب عليك الزّكاة.
  • انقضاء حَوْل إلاّ في المعشرات: لأنّ وجوب الزّكاة في أقل من حَوْل إجحاف بحق الأغنياء، وأمّا وجوب الزّكاة بأكثر من حَوْل فيه ضرر على الفقراء، فجاءت الحكمة الربانيّة التي تحدد وجوب الزّكاة بانقضاء حَول كامل عليها عند صاحبها، والحَوْل هو عام أو سنة كاملة، وتسقط الزّكاة عن المسلم في حال وفاته، أو تلف المال قبل مرور حَوْل كامل عليه، ويُجدر الإشارة هنا إلى أنّ وجوب تمام الحول تُستثنى منه الحالات التّالية:
    • ربح التّجارة: فحوله حول أصله.
    • نتاج السّائمة: فحولها حول أمّهاتها.
    • المعشرات: وهي الحبوب والزّرع والثّمار، فحَولها متى ما قُطفت، فمثلًا إخراج الزّكاة على النّخل لا تكون بعد مرور حوَل كامل عليها، وإنّما تُخرج الزّكاة عنها فور قطافها، حتى لو لم يبلغ عليها سنة، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[٦].


قد يُهِمُّكَ

اعلم بأنه يوجد العديد من الآداب التي عليك أن تتحلّى بها عند إخراجك للزّكاة، وهي كما يلي:[٣]

  • إخراجها وقت وجوبها، وعدم التلكّك بإخراجها، أو تأخيرها.
  • إخراجها عن طيب نفس.
  • أن تتصدّق بأفضل ما عندك وأجوده من مال وغيره مما تجب فيه الزّكاة، شريطة أن يكون من مصدر حلال.
  • أن تُرضي المُصَدِّق.
  • أن تستصغر صدقتك مهما كانت لتسلم من العُجُب.
  • أن تخفيها لكي تسلم من الرّياء، ولا بأس في إظهارها في بعض الأحيان لتشجيع الآخرين وتذكيرهم بوجوب الزّكاة، وإحياءً لهذا الواجب.
  • أن لا تُبطلها بالمن والأذى.


المراجع

  1. سورة التوبة، آية:60
  2. "مصارف الزكاة والمراد بكل منها"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-25. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "إخراج الزكاة"، الايمان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-25. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن ربيعة بن الحارث، الصفحة أو الرقم:2608، صحيح.
  5. محمد بن صالح العثيمين ، "ما هي شروط وجوب الزكاة؟ "، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-25. بتصرّف.
  6. سورة الأنعام، آية:141

فيديو ذو صلة :