محتويات
ما شروط الحج؟
نالت فريضة الحج مكانة رفيعة في الشريعة الإسلامية، فهي خامس ركن من أركان الإسلام، هذه الأركان الذي لا يصح إيمان المسلم إلا بها، لذا يجب على كل مسلم يرغب بأداء فريضة الحج أن يحقق بعض الشروط التي لا يصح حجه إلا بها، ولا تكون فريضة الحج فرضًا على المسلم إلا إذا توافرت فيه هذه الشروط التالية:[١]
- أولًا، أن يكون الإنسان مسلماً، يعني هذا أنّ الكافر لا يجب عليه الحج إلا إذا أسلم، وإنّما يؤمر بالإسلام أولاً، ذلك لأن الشرائع الإسلامية لا تُقبل إلاّ من المسلم ، فقال الله تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ}[٢].
- ثانيًا، القدرة العقلية الكاملة، فمثلًا لا يُطلب من المجنون أن يحج ولا يصح منه إذا قام بذلك، وذلك لأنّه يُشترَط بالحج وجوب النية والقصد، ولا يمكن للمجنون أن يقوم بذلك.
- ثالثًا، الوصول إلى سن البلوغ، فلا يجب الحج على أي إنسان دون سن البلوغ، وذلك لصغر سنه، وعدم مقدرته على القيام بأمور الحج وشعائره، ويكون البلوغ عند الذكور من خلال ثلاثة أمور هي، حدوث الإنزال، أي إنزال المني، و ظهور شعر العانة، وهو الشعر الخشن الذي يَنبت حول القُبل، وأن يتم الذكر الخامسة عشرة من عمره، أما عند الإناث فيكون البلوغ عند الأنثى كما عند الذكر، فما يحصل عند الذكور يحصل عند الإناث مع زيادة أمر رابع، وهو الحيضُ، فمتى حاضت الأنثى فقد بلغت، حتى وإن كان ذلك قبل أن تُتم عامها العاشر.
- رابعًا، الحرية، فلا يجب الحج على أي إنسان مملوك لعدم استطاعته، لأنه لا يملك القدرة على اتخاذ القرار الخاص به فهو طوع لمالكه وسيده.
- خامسًا، الاستطاعة بالمال والبدن، يعني هذا أن يمتلك المسلم المال الذي يمكّنه من أداء فريضة الحج ذهاباً وإياباً وعلى نفقته الخاصة، ويشترط أن يكون هذا المال فائضًا بعد قضاء جميع الديون المترتبة في ذمته، وقضاء جميع النفقات الواجبة عليه قبل أن يحج، وليس ذلك فحسب بل يجب أن يكون المال زائدًا عن جميع الحوائج التي يحتاجها من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وما يحتاج إليه من مركوب وكُتبِ علمٍ وما إلى ذلك، لقوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[٣]. ويُضاف إلى الاستطاعة بالنسبة للمرأة أن يكون لها مَحْرَمٌ أثناء سفرها، فلا يجب عليها أداء الحج على من غير محرم ولا حتى السفر لمكان آخر.
ما شروط العمرة؟
تعني العمرة التعبّد لله تعالى بالطواف في بيته العتيق في الكعبة المشرفة، والسعي بين الصفا والمروة، وحلق الشعر أو تقصيره عند الانتهاء من القيام بجميع مناسكها، وتعدّ العمرة واجبة على كل مسلم مرة واحدة في العمر، ويمكن للمسلم القيام بها في أي وقت من أوقات السنة، ولكن في رمضان يتضاعف أجرها أكثر، وينال المعتمر في رمضان أجر الحاج، قال تعالى:{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}[٤]، ويُشترَط للعمرة ما يُشترَط للحج، يعني هذا وجوب الإسلام للمعتمر، ووجوب العقل، والوصول إلى سن البلوغ، إضافة إلى شرط الحرية، وأخيرًا الاستطاعة، ويضاف إلى النساء شرط آخر كما في الحج وهو وجود محرم، فلا تصحّ العمرة من النساء دون تحقيق هذا الشرط.[٥]
ما حكم من لا يقدر على الحج والعمرة
قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} تختلف درجات القدرة من شخص إلى آخر، فقد يكون الإنسان يملك الصحة و لا يملك المال، وقد يملك المال ولكن لا يملك الصحة، لذا صنف العلماء درجات القدرة عند الإنسان المسلم حتى يتمكن من القيام بفريضتي الحج والعمرة على النحو التالي:[٦]
- فإذا أنعم الله تعالى عليك وأعطاك الصحة والقوة والمال التي تمكنك من أداء مناسك الحج والعمرة وجب عليك أداء هذا النسك العظيم.
- أما إذا كنت قادرًا على الحج والعمرة بمالك، لكنك عاجزٌ ببدنك، وجبَ عليك أن يُنيب من يحج عنك.
- في حال كنت قادرًا على الحج أو العمرة ببدنك، ولكن عاجزاً بمالك فلا يجب عليك الحج ولا العمرة.
- وإذا كنت عاجزًا عن الحج والعمرة بمالك وبدنك معًا، هنا يسقط عنك هذا الفرض، ولا يكلفك الله فوق طاقته.
- أما إذا لك يكن لديك مالًا تحج به لفقرك وعوزك وكان هذا حالك على الدوام، يجوز لك أن تأخذ من مال الزكاة كي تحج وتعتمر، والله تعالى أعلم.
مَعْلومَة: الأمور الواجب على المحرم بحج أو عمرة القيام بها
هناك بعض الأمور الواجب على المحرم بحج أو عمرة القيام بها، هذه الأمور هي:[٧]
- أن يلتزم الحاج أو المعتمر بجميع الشرائع الدينية التي أوجبها الله تعالى على أي مسلم مثل الصلاة على وقتها وصيام رمضان.
- أن يبتعد عن جميع الأمور التي نهى الله تعالى عنها عباده من رفث وفسوق وعصيان في الأقوال والأفعال.
- أن يتجنب المعتمر أو الحاج أذية المسلمين الآخرين بالقول أو الفعل.
- أن يبتعد عن جميع محظورات الإحرام وهذه المحظورات للذكر والأنثى على حد سواء وهي: أن لا يأخذ شيئاً من شعره أو ظفره، وأن لا يتطيب بعد دخوله في الإحرام لا في بدنه ولا في ثوبه، وأن لا يقتل الصيد، ولا يباشر امرأته حتى يتحلل من الإحرام، وأن لا يعقد النكاح لا لنفسه ولا لغيره ، وأن لا يخطب امرأة لا لنفسه ولا غيره، وأن لا يلبس القفزات على يديه.
المراجع
- ↑ "شروط الحج "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-07. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:54
- ↑ سورة آل عمران، آية:97
- ↑ سورة البقرة، آية:196
- ↑ "كتاب: موسوعة الفقه الإسلامي"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-07. بتصرّف.
- ↑ "كتاب: موسوعة الفقه الإسلامي"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-07. بتصرّف.
- ↑ "كيف يؤدي المسلم مناسك الحج والعمرة ؟"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-07. بتصرّف.