عدد المشركين في غزوة أحد

عدد المشركين في غزوة أحد
عدد المشركين في غزوة أحد

غزوة أحد

وقعت غزوة أحد في يوم السبت السابع من شهر شوال في العام الثالث للهجرة؛ أي بعد غزوة بدر بعام، وسميت بذلك نسبة إلى جبل يقع في أحد السفوح الجنوبية للمدينة المنورة، وقد جرت أحداثها على مشارف المدينة المنورة التي هاجر المسلمون إليها هاربين بدينهم من ظلم كفار سادة قريش في مكة، وقد جاءت كردّ من قبل المشركين على الهزيمة التي لحقت بهم في غزوة بدر، فأرادوا أن يعيدوا هيبتهم بين القبائل، والثأر لهزيمتهم إلى جانب كسر شوكة المسلمين التي اشتد عودها بعد انتصارهم في غزوة بدر الكبرى، وقد حاول المشركون بأكثر من طريقة قبل غزوة أحد ولكنهم لم ينجحوا إلى أن جاءت غزوة أحد وما حصل فيها من أحداث خالف فيها المسلمون أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلّم الأمر الذي كان السبب في هزيمتهم وانتصار المشركين، وهذا ما سنأتي على ذكره في هذا المقال.[١]


عدد المشركين في غزوة أحد

حشدت قريش لهذه الغزوة 3 آلاف مقاتل من بينهم 700 مقاتل مدرّع، و200 فارس، و15 ناقة، ومعهم الأحابيش الذين عقدوا تحالفًا مع قريش وهم بنو الهون بن خزيمة وبنو المصطلق وخرج معهم أبو عامر الراهب ومعه 70 فارسًا، وقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاسق بدلًا من الراهب، ومن الجدير بالذكر أن ابنه حنظلة من فضلاء الصحابة وهو ممن استشهد في أُحُد، وبعد ذلك اجتمع الأحابيش عند حبيش وهو جبل في أسفل مكة وتعاهدوا على أنهم مع قريش يد واحدة ما سجا ليل ووضح نهار وما رسا حبيش مكانه، وقد تعمدت قريش إخراج النساء مع الجيش، لتشجيع الرجال ومنعهم من الفرار عندما يحمى وطيس المعركة، وقد درجت هذه العادة عند العرب قديمًا، بأن يُخرجوا النساء حتى يكنّ سببًا في ثبات الرجال للدفاع عن شرفهم وبذل الجهد حتى لا تقع النساء في الأسر إذا فرّوا أو انهزموا، وقد كان الجيش بقيادة سفيان بن أبي طالب، وعكرمة بن أبي جهل، وخالد بن الوليد.

عندما تناهى إلى أسماع النبي صلى الله عليه وسلّم أن المشركين يعدّون العدّة من أجل قتالهم، جمع جيشًا من المجاهدين يبلغ قوامه ألف مقاتل وخمسين راميًا، ولكن في منتصف الطريق عاد رأس المنافقين عبدالله بن أبيّ بن سلول بثلث الجيش إلى المدينة، فبقي 700 مقاتل و50 رامٍ أمرهم الرسول بالتمركز على جبل أحد الذي اختاره المسلمون حتى يحموا ظهور المسلمين وقد أمرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يثبتوا مكانهم سواء كان المسلمون منتصرين أو غير منتصرين، وأمرهم بعدم النزول عن جبل أحد حتى يأذن لهم الرسول بذلك وتنتهي الغزوة.[٢]


أسباب غزوة أحد

وقعت غزوة بدر قبل غزوة أحد بعامٍ واحد إذ انتصر فيها المسلمون انتصارًا ساقحًا وزادت قوتهم وشوكتهم وتمكنوا من السيطرة على الطرق التجارية الواصلة بين البلدان وخاصة تلك الطرق الواصلة إلى بلاد الشام واليمن، فخشيت قريش إلحاق الضرر بتجارتها والخسارة بها لأنها تعتمد اعتمادًا كبيرًا على تجارتي الصيف والشتاء، فقد أصبح الملسمون يشكلون تهديدًا واضحًا على وجود نفوذها في منطقة الحجاز، فأرادت قريش أن تكسر شوكة المسلمين وتحمي تجارتها، كما أرادت الانتقام منهم والثأر للهزيمة الساحقة التي لحقت بهم في غزوة بدر الكبرى، فكانت غزوة أحد نتيجة لذلك كله.[٣]


استعداد المسلمين لغزوة أحد

أثناء تجهيز قريش جيشها ودعوة القبائل للتطوع والمشاركة في القتال إلى جانبها ضد المسلمين طلب أبو سفيان من العباس بن عبد المطلب أن يشاركهم في القتال لكنه أبى ورفض ذلك بل وأخبر الرسول عليه السلام بالخطر الذي يحدق بالمسلمين ونية قريش بالهجوم عليهم، فاتخذ المسلمون احتياطاتهم وبدأوا بتشكيل خطة للسير عليها فعُينت فرقة من المسلمين الأنصار لحراسة الرسول عليه السلام تتكون من كل من: سعد بن عبادة، وسعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، بينما تولت فرقة أخرى من الصحابة حراسة المدينة المنورة وأسوارها، وكانت الخطة جعل الرسول عليه السلام للمدينة المنورة من أمامه وجبل أحد من خلفه بالإضافة إلى وضع خمسين من أشهر رماة المسلمين على هضبة عالية مشرفة على المعركة وعلى رأسهم عبد الله بن جبير وأمرهم عليه السلام بعدم النزول مهما حدث في أرض المعركة إلا بأمر منه.[٣][٤]


أحداث غزوة أحد

تقدم رجال قريش من بني عبد الدار ومنهم سدانة الكعبة ولواء قريش إذ عقد جيش مكة ألوية ثلاث: لواء مع سفيان بن عويف الحارثي الكناني، ولواء مع طلحة بن أبي طلحة العبدري القرشي، ولواء مع رجل من كنانة، أما جيش المسلمين فقد أعطى الرسول عليه السلام راية الجيش إلى مصعب بن عمير الذي ينحدر من بني عبد دار من قريش، وجعل الزبير بن العوام قائدًا على أحد الأجنحة بينما تولى قيادة الجناح الآخر المنذر بن عمرو، ودفع عليه السلام بسيفه إلى أبي دجانة الأنصاري الذي اشتهر بالشجاعة في القتال ووضعه عصابة حمراء أثناء ذلك بالإضافة إلى التبختر بين الصفوف قبل بدء القتال، بينما منع عليه السلام زيد بن ثابت وأسامة بن زيد من القتال بسبب صغر سنهما.

وبدأت المعركة فعليًا بقول عليه السلام "أمت، أمت"، إذ بدأت تسير أحداث المعركة بقتل المسلمين أصحاب الألوية من بني عبد الدار من قريش، ومن ثم انتشر جيش المسلمين على شكل كتائب مختلفة واستطاعت نبالهم الوصول إلى خيل أهل مكة وإصابة الكثير منها، فدب الخوف في صفوف جيش قريش وألقوا الدروع والأسلحة وهربوا، وعندما رأى الرماة هذا المشهد ظنوا بأن المعركة قد انتهت وانتصر المسلمون فصاحوا "الغنيمة الغنيمة" ونزلوا مسرعين من ظهر الجبل ونسوا أوامر الرسول عليه السلام بالتزامهم لمواقعهم وعدم النزول مهما كان الأمر، وفي هذه الأثناء وبحركة سريعة مرتدة أطبقت أجنحة جيش قريش على وسط جيش المسلمين، إذ استطاع جيش قريش الوصول إلى الرسول عليه السلام وإصابته بإصابات بليغة رغم محاولة الصحابة الالتفاف حوله وحمايته، وقُتل الكثير من الصحابة نتيجة لذلك وأُصيب آخرون.[٣][٥]

وانتهت المعركة بهزيمة جيش المسلمين هزيمة ساحقة نتيجة لعدم التزام أوامر الرسول عليه السلام وغرور المسلمين بأنفسهم بعد الانتصار الذي حققوه في غزوة بدر، فقُتل منهم سبعون من بينهم أربعة من المهاجرين ومسلم آخر عن طريق الخطأ، إذ أمر الرسول عليه السلام بإخراج دية عنه، في حين وصلت خسائر جيش قريش إلى 23 قتيلًا، وحزن الرسول عليه السلام حزنًا شديدًا على الصحابة وخاصة عمه حمزة فأمر الصحابة بدفن المسلمين بثيابهم دون أن يُغسلوا أو يُصلى عليهم.[٣][٤]


الدروس المستفادة من غزوة أحد

يُستفاد من غزوة أحد مجموعة من الدروس والعبر، ومنها:[٦]

  • الأخذ بالأسباب: فقد علم المسلمون أن العبرة ليست بالعدّة والعدد وإنما بتأييد المولى عزّ وجلّ لهم، وهو ما لمسوه بغزوة بدر الكبرى، ولكنّ الرسول أحبّ أن يعلّم أصحابه معنى التوكّل على الله والأخذ بالأسباب وليس التواكل، فلبس درعين وتدجّج بالسلاح وتعمّم وتقلّد سيفه ثم خرج إلى الناس.
  • تمحيص المؤمنين من المنافقين: عندما انتصر المسلمون بغزوة بدر، دخل في الإسلام الكثير من الناس، وقد كانت غزوة أحد سببًا في كشف المنافقين وعلى رأسهم عبد الله بن أبيّ بن سلول ومن انسحب معه عائدًا إلى المدينة قبل بداية الغزوة.
  • المعاصي سبب الهزيمة: من أكثر العبر والدروس المستفادة من غزوة أحد عصيان الرماة لأوامر النبي عليه الصلاة والسلام، وعليها يقاس الإتيان بالمعاصي والنواهي الشرعيّة، قال تعالى: ولَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ[٧].


الجهاد في سبيل الله

إن الجهاد في سبيل الله أحد أفضل الأعمال التي يتقرب بها المتقربون، ويتنافس فيها المتنافسون، وهو ذروة سنام الإسلام، فقد رُوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاذ بن جبل: [ألا أُخبرُكَ برأسِ الأمرِ وعمودِهِ وذُرْوَةِ سِنَامِهِ قلتُ بلى يا رسولَ اللهِ قال رأسُ الأمرِ الإسلامُ وعمودُهُ الصلاةُ وذُرْوَةُ سِنَامِهِ الجهادُ][٨]، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من إعلاء لكلمة الله تعالى، ونصرة لدينه، ونصر عباده المؤمنين، وقمع المنافقين الظالمين الذين يصدون الناس عن سبيله، ويقفون في طريقه، ولما يترتب عليه كذلك من إخراج العباد من ظلمات الكفر والشرك إلى نور التوحيد والإيمان، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، وغير ذلك من الفوائد التي تخص المؤمنين، وتعم الخلائق أجمعين، قال تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[٩].[١٠]


المراجع

  1. "غزوة أحد"، withprophet، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-6. بتصرّف.
  2. "عدد المشركين والمسلمين في غزوة أحد"، wikisource، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-6. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث "معركة أحد"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "بحث عن غزوة احد"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2019. بتصرّف.
  5. د. محمد منير الجنباز (12-1-2017)، "أحداث غزوة أحد"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2019. بتصرّف.
  6. "بعض الدروس والعِبر المستفادة من غَزوة أُحد"، midad، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-6. بتصرّف.
  7. سورة آل عمران، آية: 152.
  8. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2/138، خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن.
  9. سورة التوبة، آية: 41.
  10. "الجهاد في سبيل الله"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-6. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :