كيفية النكاح في الاسلام

النِّكاح في الإسلام

النِّكاح من أهم السُّنن التي أوصانا فيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فالنِّكاح لا يعني فقط مشاركة الزوجين أمور حياتهم بل هو أكثر من ذلك، فقد بيّن الإسلام كيفية النِّكاح على الطريقة الإسلامية، وحدّد مجموعة من المسؤوليات التي تخص كلًا من الزوجين وحقوقهم وواجباتهم، وكيفية تربية أطفالهم، وغيرها الكثير من الأمور التي تهتم بجميع أمور النكاح من جميع الجوانب. ^[١].

ويشمُل لفظ النِّكاح عدة معانٍ في اللغة والشرع، وفيما يأتي بيان معنى النِّكاح:

• النِّكاح لغةً: النِّكاح اسم مصدره نَكح وفعله ينكح ونَكَحَ، فهو ناكِح وهي ناكِحة والمفعول منه منْكوح، والنِّكاح هو الزواج؛ فيُقال: نَكَحَ المرأة أي تزوجها، وعقد النِّكاح يعني عقد الزواج، وتأتي أيضًا بمعنى الاختلاط؛ فنَكَحَ المطر الأرض يعني اختلط في ترابها، والنِّكاح غلبه النعاس ففي نَكَحَ النُّعاس عينيه يعني غلبهُ عليهما، والنِّكاح يعني الجماع، ففي نكح المرأة أي جامعها وباشرها وباضعها، والنِّكاح الاعتماد على الشيء، فيُقال: نَكَحَ المرأة أي اعتمد عليها ^[٢].
• النِّكاح شرعًا: هو عقد التزويج؛ بمعنى تعاقُد بين كل من الرجل والمرأة وبموافقة وليّها، ويُقصد فيه استمتاع كل منهما بالآخر، وتكوين أسرة صالحة ومجتمع سليم^[٣]. ويُراد فيه العقد حقيقةً، والوطء مجازٌ؛ لكثرة وروده في الكتاب والسنة النبوية، ويُراد فيه حسب المذهب الشافعي والحنفي بأنه حقيقة في الوطء، ومجاز في العقد، وقيل: مُشترك بينهما ^[٣].
• النِّكاح في القانون الأردني: يأتي تعريف النِّكاح كما ورد في القانون الأردني بأنَّه عقد بين رجل وامرأة تحل له شرعًا لتكوين أسرة^[٣].

كيفية عقد النِّكاح الشرعي

لا يُعدّ عقد الزواج صحيحًا إلا في حال توفر الشروط والأحكام والأركان الخاصة به بحيث لا ينعقد إلا بتوفرها، وإنْ لم تتوافر هذه الشروط والأركان يبطُل العقد ولا تترتب حقوق أو واجبات، ويرى جمهور الفقهاء أن للزواج خمسة أركان رئيسية نجملها في ما يأتي ^[٤]:

• الصيغة: وهي الركن الذي اتُّفق عليه في جميع المذاهب الأربعة، وتضم صيغة العقد عنصرين رئيسيين هما الإيجاب ويصدر من الطرف الأول، والقبول ويصدر من الطرف الثاني، ويُشترط أن يكون بلغةٍ واضحةٍ ومفهومةٍ، وأن يكون هناك قبول من الطرفين بقول أي لفظ يدل على التراضي والإرادة الواضحة في انعقاد العقد من الطرفين، ويرى المذهب الشافعي والحنبلي أنّه من شروط صحّة العقد استعمال لفظ زوّج أو نَكَحَ وما يشتق منهما ^[٤].
• العاقدان: وهما الزوجان اللذان يُعدان الركن الأساسي لعقد النِّكاح؛ إذ لا ينعقد الزواج إلا بوجودهما. ^[٤]، ويُشترط في الزّواج الشروط الآتية ^[٥]:
  • أن لا يكون من المُحرّمين على الزوجة؛ أي ممن لا يحلّ له النِّكاح بها.
  • أن يُعيّن الزّوج بذاته؛ أي لو قال أحدهم زوّجت ابنتي إلى أحدكم دون تعيين اسم الزّوج ذاته يُعد العقد باطلًا.
  • أن يكون الزوج غير محرم بحج أو عمره.
• أما بالنسبة للشروط الواجب توافرها في الزوجة من أجل انعقاد النكاح يُمكن إجمالها بالآتي ^[٥]:
  • خلوّها من موانع النكاح؛ مثل أن تكون محرمًا للزوج، أو زوجة خامسة، أو مُطلّقة من الزوج ذاته بثلاثٍ، أو مُرتدّة عن الإسلام أو وثنيّة أو مجوسيّة، أو أن تكون في عدّتها بعد الوفاة أو الطلاق.
  • أن تُعيّن الزوجة بذاتها؛ أي ذكر وتعيين اسم الزوجة أمّا غير ذلك فيبطل عقد النكاح.
  • أن لا تكون الزوجة مُحرمة بحج أو عمرة.
• الشاهدان: يجب حضور شاهدين مسلمين بالغين عاقلين حريّن وعلى علم بلغة المُتعاقدين ^[٤]، ومن الأدلة على وجوب إحضار شاهدين هو قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم :"لا نكاح إلا بوليٍّ وشاهدي عدلٍ" [عائشة أم المؤمنين: خلاصة حكم المحدث : صحيح]^[٥].
• المهْر أو الصداق: يُعدّ الصداق ركنًا أساسيًا من أركان عقد الزواج ويبطل العقد دونه، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: "وءاتْوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ" ^[٦]..
• الوليّ: لا يجوز للمرأة أن تُزوّج نفسها، فلا يصح النِّكاح إلا بوليٍّ لقوله تعالى: "فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ" ^[٧].

حكم النكاح في الإسلام

للنكاح في الإسلام خمسة أحكام نجملها في الآتي:

• السُنّة: يكون النِّكاح سُنّة لمن لديه شهوة ولا يخاف الوقوع في الزنا ^[٨].
• الوجوب: يكون النكاح واجبًا لمن يخاف الوقوع في الزنا إذا لم يتزوج وبذلك يُحصّن نفسه من الوقوع فيما حرّم الله عزّ وجل ^[٨].
• الإباحة: يكون النكاح مُباحًا للغني الذي لا شهوة له ولا حاجة له بالزواج من أجل مصلحة الزوجة ^[٨].
• الإكراه: يكون النكاح كُرهًا للفقير الذي لا شهوة له ولا حاجة له بالزواج ^[٨].
• الحرمة: يكون الزواج حرامًا لمن تزوج من امرأة أُخرى وتأكد من عدم العدل بينهما ^[٨]، أو لمن لديه مرض وسوف يُلحِق ضررًا مؤكدًا بزوجته ^[٩].

المراجع

1. ↑ "النكاح في الإسلام"، اسلام ستي، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
2. ↑ "تعريف و معنى نكاح في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب ت} "النكاح: تعريفه وحكمه"، الالوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
4. ^ ^{أ ب ت ث} "أركان لعقد الزواج يجب عليك أن تعرفهم"، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
5. ^ ^{أ ب ت} "أركان الزواج"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
6. ↑ [سورة النساء: 4].
7. ↑ [البقرة: 232].
8. ^ ^{أ ب ت ث ج} "كتاب: مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة"، الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
9. ↑ "حكم النكاح"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.