عدد المذاهب في الاسلام

عدد المذاهب في الاسلام
عدد المذاهب في الاسلام

المذاهب الأربعة

لا شكّ أنّكَ تتساءل حول المذاهب الفقهية التي يتبعها معظم المسلمون، وفيمَا إذا كان بوسعكَ التقيد بما أقنعكَ من آرائها، دون اتباعها إجمالًا، دعنا أولًا نوضح لكَ القليل حولها؛ إذ شهدت الأمة الإسلامية ظهور العديد من المذاهب الفقهية؛ إلّا أنّ الكثير منها قد اندثرت مع الزمن، وبقي منها أشهر أربعة مذاهب فقهية؛ وهي:

  • المذهب الحنفي: تأسس المذهب الحنفي على يد الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي الكوفي، الذي ولد عام 80 للهجرة في حياة صغار الصحابة، وقد رأى الصحابي أنس بن مالك، كما وروى عن عطاء بن أبي رباح وعن الشعبي، كان أبو حنيفة فصح اللسان ورعًا تقيًا، توفي رحمه الله في عام 150 للهجري، عن عمر 70 عامًا، ويعد مذهبه المذهب الحنفي واحد من المذاهب المشهورة الأربع، وهو أول هذه المذاهب. المذهب الحنفي قائم على اتباع الكتاب والسنة، أمّا الرأي والقياس الذي أخذ به إمام المذهب فلم يكن مبني على الهوى، إنّما مبني على الدليل أو القرائن أو متابعة الأصول العامة للشريعة، وقد توسع الإمام في الأخذ بالرأي والقياس في غير الحدود، والكفارات، والتقديرات الشرعية، والسبب في ذلك، أنّه أقلّ من باقي الأئمة في رواية الحديث، وذلك لتقدم عهده على بقية الأئمة، ولتشدده في رواية الحديث، وذلك بسبب تفشي الكذب في العراق في زمنه، وكثرة الفتن.[١]
  • المذهب المالكي : تأسس المذهب المالكي على يد الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر بن غيمان، ولد الإمام عام 93 للهجرة وتوفي في عام 179 للهجرة، تأسس المذهب المالكي على الأصول التي كان يتبعها الإمام مالك في منهجه في الاستنباط الفقهي، وهي؛ الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة، وإجماع أهل المدينة، والقياس، وقول الصحابي، والمصلحة المرسلة، والاستصحاب، والبراءة الأصلية، والعوائد، والاستقراء، وسد الذرائع، والاستدلال، والاستحسان، نشأ المذهب المالكي في المدينة المنورة ثم انتشر انتشارًا كبيرًا في مصر، وتونس، والمغرب والأندلس، وكان انتشاره في الشرق أقلّ من انتشاره في الغرب .[٢]
  • المذهب الشافعي : هو مذهب فقهي تأسس على اليد الإمام محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع، ولد الإمام في غزة بفلسطين عام 150هـ ثم انتقل الى مكة المكرمة وبدأ بتعلم اللغة العربية والشعر والفقه، أخذ الشافعي العلم عن مسلم بن خالد الزنجي وداود العطار ومحمد بن علي بن شافع وسفيان بن عيينه، يقسم المذهب الشافعي إلى مذهب قديم ومذهب جديد، والمذهب القديم هو مجموعة من الآراء الفقهية التي صرح بها الشافعي في بغداد استنباطا من حصيلته العلمية التي تلقاها في الحجاز والعراق، أمّا المذهب الجديد فظهر بعد أن انتقل الشافعي إلى مصر وهنالك غير اجتهاداته فظهر المذهب الجديد للشافعي، وقد ذكر الإمام الشافعي أصول مذهبه في كتابه الأم بقوله : (والعلم طبقات شتى الأولى الكتاب والسنة إذا ثبتت السنة ثم الثانية الإجماع فيما ليس فيه كتاب ولا سنة والثالثة أن يقول بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قولا ولا نعلم مخالفا منهم والرابعة اختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك والخامسة القياس على بعض الطبقات ولا يصار إلى شيء غير الكتاب والسنة وهما موجودان وإنما يؤخذ العلم من أعلى) .[٣]
  • المذهب الحنبلي : ينسب المذهب الحنبلي للإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، ولد الإمام أحمد عام 164هـ في بغداد وتوفي في عام 241هـ، نشأ الإمام أحمد في بغداد ورحل لطلب العلم وأهتم بجمع السنة وحفظها حتى صار إمام المحدثين في عصره، تعد أصول المذهب الحنبلي قريبة من أصول المذهب الشافعي حيث يعتمد المذهب على الكتاب، والسنة، والاجماع، وفتوى الصحابي، والقياس، عُرِف عن الإمام أحمد أنه يقدم الحديث على ما سواه، وإذا وجد أيّ فتوى لصحابي قدمها على أيّ رأي أو قياس، لم يؤلف الإمام أحمد أيّ كتاب، إنما أخذ أصحابه مذهبه من أقواله وأفعاله وأجوبته، ومن أشهر تلاميذ الإمام أحمد؛ أبناءه صالح وعبدالله وأيضا أبو بكر الأثرم، وأبو بكر المروذي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي .[٤]


عدد المذاهب في الإسلام

المذاهب الفقهية في الإسلام أربعة مذاهب؛ الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، جميعها مدارس فقهية في فروع الدين تكلمت في عامة مسائل الفقه بأدلته التفصيلية، تتبع جميع هذه المذاهب الأربعة منهج الحق وتعظم الكتاب والسنة، وجميعها على معتقد أهل السنة والجماعة، وتتفق جميعها في النهج برغم اختلافها في بعض الفروع، ظهرت في نفس زمن ظهور هذه المذاهب الأربعة العديد من المذاهب، إلّا أنّها انقرضت مع الزمن مثل مذهب الليث، ومذهب الأوزاعي، والسفيانيين، وغيرهم.

يعود السبب في انتشار المذاهب الأربع دون سواها من المذاهب أنّ أتباع المذاهب الأربع حملوا علم أئمة المذاهب باستفاضة، كما تلقت الأمة هذه المذاهب الأربع بالقبول، ولم يحدث ذلك لغيرها من المذاهب، وممّا دلّ على ذلك، قول الشافعي: (الليث أفقه من مالك لكن ضيعه أصحابه وما فاتني أحد فأسفت عليه مثله)، عُدّت هذه المذاهب الأربع مذاهبًا لأهل السنة والجماعة، وذلك لأنّ الأمة بعلمائها وطلاب علمها، وعامتها تلقت هذه المذاهب بالقبول، وحكمت أنّها مذاهب اجتهادية في مسائل الشريعة الفرعية وهي متفقة جملةً في أصول الشريعة .[٥]


أسباب الاختلاف بين المذاهب

توجد العديد من أسباب الاختلاف بين المذاهب نتيجةً لاختلاف الفقهاء، وإن كنت تتساءل حول هذه الاختلافات، فإنّها ترجع إلى ثلاثة أسباب رئيسية تندرج تحتها تفريعات كثيرة، إليكَ أهما:[٦]

  • رواية السنن: ويندرج تحتها؛ عدم الاطلاع على الحديث، والشك في ثبوت الحديث، ونسيان الحديث.
  • فهم النص: وذلك بسبب تفاوت عقول المجتهدين ويندرج تحته؛ اختلاف المجتهدين في النص، اختلاف المجتهدين في استنباط الأحكام فيما لا نص فيه، اختلاف المجتهدين في الجمع والترجيح بين النصوص المتعارضة، اختلاف المجتهدين في القواعد الأصولية.
  • اللغة: ويندرج تحتها؛ الاشتراك اللفظي، دوران اللفظ بين الحقيقة والمجاز، اختلاف القراءات.


سؤال وجواب

  • هل يجب على كل مسلم أن يتبع أحد المذاهب الفقهية؟

تعتمد إجابة هذا السؤال على قدرة المسلم على استنباط الأحكام من الكتاب والسنة، فإن كان قادرًا على الاستنباط من الكتاب والسنة؛ فإنه يأخذ منهما كما أخذ أصحاب المذاهب من قبله، ولا يسوَّغ له تقليد أحد المذاهب إذا اعتقد أنّ الحق موجود في مذهب أخر، بل يأخذ بما يعتقد أنّه الحق.

يجوز للمسلم التقليد في الأحكام التي يعجز عن فهمها وحده، أو أنّ لا قدرة له على استنباط أحكامها، فيجوز له أن يقلّد أحد المذاهب التي يرى أنّ الحق فيها، وأن نفسه اطمأنّت لها، وإذا ما حصل في نفسه اطمئنان لأحد المذاهب، فإنّ عليه أن يسأل حتى يجد ما تطمئن له نفسه، وإنّ المسلم الفطن لا يجب عليه تقليد المذاهب في كل ما جاءت به، فأصحاب المذاهب إنّما هم بشرٌ قد يخطئون، فالأولى به اتباع الحق من أقوالهم.[٧]


المراجع

  1. "نبذة عن مذهب الإمام أبي حنيفة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-10. بتصرّف.
  2. "التعريف بالمذهب المالكي"، feqhweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-10. بتصرّف.
  3. "التعريف بالشافعية ومؤلفاتهم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-10. بتصرّف.
  4. "حنابلة"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-9. بتصرّف.
  5. "سبب اعتماد المذاهب الأربعة دون غيرها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-12. بتصرّف.
  6. "أسباب الاختلاف الفقهيّ"، aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-10. بتصرّف.
  7. "هل يجب إتباع أحد المذاهب"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-12. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :